في مأرب للسمر مذاق خاص، أنت هنا حول العرش، تتكيء على شجن كثير، محاط بالعظمة عظمة المكان والزمان والإنسان، كل شيء يعيدك اليك، ماضيك هنا وحاضرك ومستقبلك، كل بلادك هنا تنصب ملء القلب،
مأرب حضور أبدي ، في حضرتها يغيب الغياب ، تحضر بكلك، لا تدع شيئا منك يفلت بعيدا، تلملمك من أكف الريح ، ترمم أعماقك وتعيد نصبك في قلب “أوام ” عمودا من ضياء وفخار ،
في مأرب أنت ضيف سلطانها ، وانت سمير الملوك والمثامنة ورفيق الأذواء والأقيال والمساود ونديم الأمجاد، تلامس السماء، وتطل على الجنان، وتصغي الى الملائكة، تتخطفك الدهشة ، وتجذبك المحبة، ويأخذك الهيام ،” وتميتك مأرب عنك كي تحييك بها ”
ويطير بك الوله من أفق الى أفق ، ترف حولك روح العزيز محمد الجماعي ونجوم كثر في كل مساء حميم .
وفي مأرب في موازاة السد ، يتدفق عامر السعيدي وهشام باشا شلالات من الشعر تكفي لتروي عطش العصور الى المعنى الكريم، لا شيء اكثر بهجة ومتعة وعظمة من أماسيك سميرا لعامر وهشام ، تسمع وترنو بافتتان للقصيدة وهي تحب وتعشق وتأسى وتقلق وتقاتل ،وتتفجر لهبا ، وتتأجج غضبا ، تزهو وتفاخر ، تمجد الشهادة ، تحتفي بالروح الفادية، تؤسطر الأمكنة والملاحم وتخلد الأبطال، تشد العزائم وتدافع عنا بجمال وكمال . عوالمهما وشعرهما أكبر مما قد يحظيان به في بلد مهيض كاليمن ، ولأبي حبيب وأبي تمام علي ديون كثار من الحب والإنسحار واجبة القضاء، هي وعد أثير مؤجل .
وفي مأرب شعراء بقدر القضية ذائعو الصيت مازن الطلقي خليل نعمان عبد الكريم العفيري فؤاد متاش وآخرون اتمنى أن اقف مع تجاربهم بما يليق بهم وبنا في هذا المخاض الصعب وفيها شاعر اخضر مغمورهو المبدع علي سيار
بطل في الشعر والواقع . له حضوره الهامس الشفيف، خيال خصب وموهبة أصيلة فذة ، وتواضع راسخ ، وثقافة عالية وقدرة هائلة ، ورهافة ملازمة وعذوبة روح مسكونة بالألم النبيل . هذه السطور وحي نص بديع وصلني منه هذا الصباح فيه من خدر الأمس العامر بالشعر والبهاء في بيت الحبيب أبي حبيب عامر السعيدي .
يا صاح أنا لم أفق من سكرتي بعد.”
:وسأكون صادقاً لو قلت لك
إني سكرتُ ببوحك الأمسِ
حتى بدوتُ كفاقـدِ الحِسِ
فطفقتُ أبحث عن مخيّلتي
فيما قرأتَ وليسَ في رأسي
إذْ لم أجدْ مني سوى جسدٍ
خاوٍ وسمعٍ ذابَ في الهَمْسِ
فظننتُ أني صرتُ لا أحد
بين الحضور وجال في حدسي
أني فقـدتُ لديـكَ ماهيَتي
أبداً ، وصرتُ كطائرٍ منسي
كانت تطير الروح عن جسدي
وتتوه في ليلٍ من الأُنسِ
بوحٌ شفيفٌ منكَ سافرُ بي
فرجعتُ أبحثُ فيهِ عن نفسي
فوجدتُنـي في كـل أغنيـةٍ
والأغنيـات معاقـل الإنـسِ
يـا للبيــان وسحــر خمرتِـهِ
من شاعرٍ ينصبُّ في الكأسِ
ويذوبُ في معناه مُنتَشيًا
بالحزنِ والمأساةِ والبؤسِ
نحـن المجـازيّـون أنفسُنـا
فُــلٌ يفـوحُ بأسوأ الطقـسِ
نسري إلى الأرواح رائحةً
عطريّة في لحظةِ الهَجْسِ
ونمرُّ في بال الدجى شُهباً
عليا تضيء بحلكةِ اليأسِ
علي سيار
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: اليمن جمال أنعم سد مأرب سمر كتابات مأرب فی مأرب
إقرأ أيضاً:
انسحاب العشرات من مقاتلي الحوثي بينهم أطفال من جبهات مأرب
كشفت مصادر عسكرية مطلعة عن انسحاب العشرات من مقاتلي مليشيا الحوثي، بينهم أطفال، من الجبهات الغربية في محافظة مأرب (شمال غرب اليمن)، وذلك بعد أيام فقط من زجّهم في الصفوف الأمامية دون تسليح كافٍ أو تدريب مناسب.
ووفقاً للمصادر، فإن هؤلاء المقاتلين، الذين تم استقدامهم حديثاً إلى المعارك، غادروا مواقعهم خلال اليومين الماضيين وعادوا إلى مناطقهم.
وتأتي هذه الانسحابات في ظل مخاوف متزايدة من استغلالهم كدروع بشرية في المواجهات، ما يعكس حالة من الإحباط وانعدام الثقة داخل صفوف المليشيا.
وأوضحت المصادر أن قيادات مليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً وعدت هؤلاء المقاتلين بتوفير الأسلحة لهم مع بدء تحركات القوات الحكومية، إلا أن تلك الوعود لم تتحقق.
وأثار هذا الوضع حالة من السخط بين المقاتلين الجدد الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة مباشرة دون حماية كافية، ما دفعهم إلى الانسحاب.
وأضافت المصادر أن القيادات الحوثية تتجنب تسليح المقاتلين بشكل كامل خشية التمرد أو هروبهم من الجبهات.
كما تخشى المليشيا من وقوع الأسلحة في أيدي القوات الحكومية في حال تعرض مواقعها لهجمات مفاجئة، مما يزيد من معاناة المجندين الجدد الذين يفتقرون إلى الدعم والتجهيزات اللازمة.
وأشارت المصادر إلى أن صفوف المليشيا تشهد حالة من التوتر والانقسامات الداخلية، مع تصاعد تبادل التهم بالتقصير والخيانة بين القيادات الميدانية.
وتأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه المكونات المناهضة للحوثيين مساعيها لتوحيد صفوفها تحت قيادة مركزية واحدة، تمهيداً لعملية عسكرية شاملة.
في المقابل، تتزايد المؤشرات على استعدادات مكثفة من قبل القوات الحكومية لتنفيذ عمليات عسكرية كبيرة ضد المليشيا.
ويُرجّح أن تكون هذه العمليات على غرار ما شهدته القوات السورية الموالية للنظام الإيراني في بداية الشهر الجاري، مما يزيد من الضغط على الحوثيين ويعمّق أزماتهم الداخلية.
تجدر الإشارة إلى أن مليشيا الحوثي تعتمد بشكل متزايد على تجنيد الأطفال والشباب دون تدريب كافٍ، وهو ما أثار انتقادات واسعة من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية.