لجريدة عمان:
2024-11-07@16:16:08 GMT

الشائعات والمستثمرون وقضايا أخرى

تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT

انتشرت خلال الأسابيع الماضية العديد من الشائعات حول الأجانب العاملين في البلاد أو القادمين إليها للاستثمار أو للبحث عن عمل أو للسياحة أو لأي غرض آخر، ولعل آخر هذه الشائعات ما زُعِم عن عملية قتل بالقرب من أحد أجهزة الصراف الآلي ولإيهام الناس بصدق هذه الشائعة تم بث مقطع فيديو لشخص ما يجري مع تعليق من المصوّر لتأكيد الحادثة، غير أنه سرعان ما نفت شرطة عُمان السلطانية هذه الشائعة لتؤكد على نعمة الأمن التي ننعم بها في الوقت الذي يحاول فيه البعض التقليل من أهميتها.

ازدياد مثل هذه الشائعات في الوقت الذي يتم فيه بذل كل الجهود لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية وتوفير مجالات رحبة للاستثمار المحلي يثير الريبة والشك في نوايا من يطلقون هذه الشائعات التي تهدف إلى نشر الذعر والخوف في المجتمع العُماني وتنفير المستثمر الأجنبي من الاستثمار في سلطنة عُمان. في حين أنه حتى لو صدقت هذه الشائعات فإنه لا يخلو أي مجتمع من حوادث عرضية تحدث في مختلف بقاع الأرض ولا تؤثر إطلاقا على حياة المجتمع، هناك حوادث مماثلة تحدث في كثير من الدول العربية والأجنبية لكن لا يتم تهويلها بالشكل الذي أصبحنا نراه في مجتمعنا مع قيام البعض مستخدمين وسائل التواصل الاجتماعي باختلاق قصص وحكايا لا تمت إلى الوقع بشيء، وكلٌّ يزيد على القصة أشياء جديدة وربما يبث فيديو قديم من دولة أخرى.

إن الجميع مطالبون بأن يتثبتوا من صحة أي حكاية أو قصة تتعلق بقضايا الأمن أو قضايا الأسرة والمجتمع، وعلى الجميع أن ينشغل بنفسه وطموحاته وقضاياه وأمنياته ويعمل على تحقيقها، فهناك من يحمي الوطن ويسهر على راحته. هناك جنود يسهرون على حمايتنا ويتابعون ما يحدث في المجتمع دون أن يثيروا زوابع كما يثيرها مُروّجو الشائعات والراغبون في الشهرة من خلال نشر مقطع أو التعليق عليه للحصول على أكبر عدد من الإعجابات والتفاعلات. علينا أن نكون متفائلين وأن نعمل على حماية وطننا وتحصين أنفسنا مما يثار على شبكات التواصل الاجتماعي، وكما نعلم فليس كلُّ ما يقال على وسائل التواصل الاجتماعي صحيحا، وليس كل من يتحدث في وسائل التواصل الاجتماعي يرغب في سلامة مجتمعنا. فهناك من يتربص بنا وهناك من يسره بثّ الرعب في مجتمعنا وتنفير المستثمرين من القدوم إلينا، وهو ما يتطلب من الجميع يقظة ووعيا يُسهم في تحصين المجتمع وحمايته وبالتالي المضي قدما في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

ولعله من الأهمية أن نشير إلى ضرورة أن تلتفت جهات الاختصاص إلى العديد من القضايا المهمة في المجتمع كقضايا الباحثين عن عمل والمسرّحين وتمادي بعض الشركات في تسريح الموظفين العمانيين؛ فهذه القضايا تؤثر سلبا على المجتمع وتثير امتعاضه من الشركات التي تقوم بتشغيل القوى العاملة الأجنبية ويضيق ذرعا بالأجانب الذين يحصلون على عمل في حين أن كثيرا من الحاصلين على درجة البكالوريوس في تخصصات مهمة لا يزالون منذ عدة سنوات يبحثون عن فرصة عمل ولا يجدونها.

إن الاهتمام بتوسعة مجالات الاقتصاد الوطني وتوجيه الفوائض المالية للاستثمار في قطاعات الصناعات التحويلية والسياحة والتعدين على سبيل المثال سوف يُسهم في تقليص أعداد الباحثين عن عمل وتأسيس شركات جديدة تدفع النمو الاقتصادي إلى الأمام. علينا أن نبحث عن المستثمرين الجادين وأن نركز على تعمين الوظائف التي تنسجم مع تطلعات شبابنا الذين كانوا شعلة من الحماس والجد في التحصيل العلمي أثناء دراستهم الجامعية لا أن نركز على تعمين وظائف بسيطة لا ترقى إلى طموحاتهم ويستطيع أي عامل آخر لم ينل حظا من العلم أن يشغلها. إن التوافق بين رؤى الشباب وتطلعاتهم والخطط الحكومية مطلب أساسي لحل الكثير من الإشكالات والتغلب على التحديات المجتمعية والارتقاء بتفكير المجتمع بدلا من أن تشغله الشائعات التي يُراد منها التأثير السلبي على كثير من ثوابتنا وقيمنا الراسخة على هذه الأرض الطيبة.

محمد الشيزاوي كاتب وصحفي عُماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی هذه الشائعات عن عمل

إقرأ أيضاً:

أستراليا تضع خطة لتقييد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال

أعلنت الحكومة الأسترالية عن نيتها لإدخال تشريع جديد "رائد عالميًا" يهدف إلى حظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون سن 16 عامًا، في خطوة تهدف إلى حماية الأطفال من الأضرار النفسية والرقمية الناتجة عن هذه المنصات. 

"الطفولة والامومة" يحذر من استغلال الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل التربح النائب أيمن محسب يطالب بالتصدي لظاهرة استغلال الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي

وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنطوني ألبانيز إن الحكومة ستقدم مشروع القانون إلى البرلمان الأسبوع المقبل، موضحًا أن هذا القرار يأتي بعد مشاورات مع الأهالي، منصات التواصل الاجتماعي، والخبراء.

وأوضح ألبانيز أن الهدف من هذا التشريع هو تقليل الأضرار التي تسببها وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال الأستراليين، وأضاف قائلاً: "هذا القانون موجه إلى الأمهات والآباء... نحن جميعًا نشعر بالقلق على سلامة أطفالنا على الإنترنت. أريد أن تعرف العائلات الأسترالية أن الحكومة تقف إلى جانبهم".

ورغم أن تفاصيل القانون ما زالت قيد المناقشة، أكدت الحكومة أن الحظر لن يشمل الأطفال الذين يستخدمون بالفعل هذه المنصات. كما شدد ألبانيز على أنه لن يكون هناك استثناءات للحد الأدنى للسن، حتى لو حصل الطفل على موافقة والديه. وستكون المسؤولية على عاتق منصات التواصل الاجتماعي لتوفير آليات فعالة للتحقق من العمر ومنع الوصول غير المصرح به.

لن تُفرض غرامات على المستخدمين الذين يخالفون القانون، لكن ستتولى الجهة التنظيمية الأسترالية للأمن الرقمي (eSafety Commissioner) متابعة تطبيقه. ومن المتوقع أن يدخل القانون حيز التنفيذ بعد 12 شهرًا من الموافقة عليه، وسيخضع للمراجعة بعد بدء تنفيذه.

ورغم الإجماع بين الخبراء على أن منصات التواصل الاجتماعي قد تضر بالصحة النفسية للمراهقين، إلا أن هناك انقسامات بشأن فاعلية هذا الحظر الكامل. يرى البعض أن هذه السياسات قد تؤجل فقط تعرض الشباب للتطبيقات مثل تيك توك وإنستغرام وفيسبوك، دون أن تعلمهم كيفية التعامل مع هذه المنصات بشكل آمن.

في وقت سابق، تعرضت محاولات مشابهة في الاتحاد الأوروبي لانتقادات وفشل جزئي، حيث كانت هناك مخاوف بشأن كيفية تنفيذ هذا النوع من التشريعات في ظل وجود أدوات يمكن للأطفال من خلالها تجاوز إجراءات التحقق من العمر.

من جانبها، انتقدت التحالف الأسترالي لحقوق الأطفال هذا الحظر المقترح، واصفة إياه بأنه "أداة قاسية للغاية". وفي رسالة مفتوحة أُرسلت إلى الحكومة في أكتوبر الماضي، وقع عليها أكثر من 100 أكاديمي و20 منظمة مدنية، دعت إلى فرض "معايير أمان" على منصات التواصل الاجتماعي بدلاً من فرض حظر شامل.

في المقابل، يرى الخبراء أن الدول الكبرى الأخرى مثل الصين والاتحاد الأوروبي ستضطر إلى تكثيف جهودها لمكافحة التغير المناخي في غياب القيادة الأمريكية، لكن هناك مخاوف من أن بعض الدول قد تستخدم مواقف ترامب المناهضة للمناخ كذريعة لتقليص التزاماتها البيئية.

في الختام، تواصل درجات الحرارة العالمية ارتفاعها، مع تحقيق الشهر الماضي ثاني أحر أكتوبر مسجل على الإطلاق، ما يضيف المزيد من الضغوط على الحكومات للاتخاذ إجراءات فورية لمواجهة التحديات المناخية المتزايدة. أليك سكوت، الاستراتيجي في مجال الدبلوماسية المناخية، شدد على أن "الوقت ليس في صالحنا"، محذرًا من أن أي تأخير في اتخاذ إجراءات من قبل الاقتصادات الكبرى سيؤدي إلى تفاقم الوضع بشكل أسرع.

 

مقالات مشابهة

  • أستاذ علم اجتماع سياسي: وسائل التواصل الاجتماعي بيئة نشطة لشن الحروب النفسية
  • أستراليا تقر تشريعًا لمنع الأطفال دون 16 عامًا من الوصول لوسائل التواصل الاجتماعي
  • شاهد بالفيديو.. حفل زواج بسيط بإحدى القرى السودانية يخطف الأضواء على مواقع التواصل الاجتماعي وسط إعجاب منقطع النظير من أغاني التراثية التي قدمتها النسوة الحاضرات
  • أستراليا تعتزم حظر مواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين
  • أستراليا تضع خطة لتقييد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال
  • عالم أزهري: صلة الرحم عبر وسائل التواصل الاجتماعي لها أجر
  • وسم ترامب يعتلي منصات التواصل الاجتماعي
  • أستاذ علوم سياسية: الشائعات تهدد استقرار المجتمعات.. ومواجهتها تتطلب الوعي والشفافية
  • كتب كتاب بالكلبشات في الإسكندرية يثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي – شاهد
  • «حماة الوطن»: الحروب النفسية تستهدف زعزعة تماسك المجتمع والتشكيك في الإنجازات الوطنية