نشر موقع "نيوز ري" الروسي تقريرا عن تأثيرات حرب نووية محتملة بين روسيا والولايات المتحدة، وأشار التقرير إلى أن وزارة الدفاع الأميركية تدرس آثار الانفجارات النووية في روسيا وأوروبا وسط تزايد قلق العالم الغربي من اندلاع حرب عالمية بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، واستمرار روسيا وأميركا في تطوير برامجهما النووية تحسبا وردعا للطرف الآخر.

وذكر التقرير نموذجا مصورا لما قد يحصل في حالة حرب نووية صممته منظمة "معهد مستقبل الحياة"، وهي منظمة أميركية غير ربحية تعمل على تقليل مخاطر استخدام الأسلحة النووية، إذ أوضحت المنظمة أن الحرب النووية قد تبدأ بإطلاق الولايات المتحدة صواريخ باليستية من غواصات على روسيا، ومن المتوقع أن ترد روسيا في غضون 10 دقائق بضرب الولايات المتحدة وكندا، وسينتج عن ذلك انفجارات مدوية تحرق من حولها وتؤدي إلى دمار شامل. 

وستتدخل المملكة المتحدة وفرنسا بأسلحتيهما النووية بموجب ميثاق حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي يجمعهما بالولايات المتحدة، وينص الميثاق على وجوب مساعدة أعضاء الحلف بعضهم بعضا إذا تعرض أحدهم للهجوم، وستؤدي حصيلة الانفجارات النووية إلى انبعاث كميات هائلة من الكربون الأسود الذي بدوره سيحجب الشمس ويؤدي إلى "شتاء نووي".

وحسب التقرير، ستنخفض درجات الحرارة لتصبح قاتلة حتى في فصل الصيف، مما قد يتسبب في وفاة أكثر من 5 مليارات شخص، بما في ذلك حوالي 99% من سكان الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين.

وقال إيغور نيكولين المحلل السياسي والخبير العسكري والعضو السابق في لجنة نزع السلاح التابعة للأمم المتحدة، إن "الزراعة ستكون شبه مستحيلة، وستضطر البشرية للعيش في أعماق الأرض"، وأكد المحلل أن العديد من الحكومات والأفراد يبنون الآن ملاجئ تحت الأرض مزودة بمخزون وافر من الغذاء ومصادر المياه العذبة.

استعداد الولايات المتحدة

قال التقرير إن وزارة الدفاع الأميركية أصدرت طلبا لشركة "تيرا أناليتيكس" لتحديث برنامج "أغري شوك" الحاسوبي، الذي يُستخدم لتقييم تأثير الأسلحة النووية على القطاع الزراعي، وسيوسع التحديث من قدرات البرنامج ليشمل دول أوروبا الشرقية والجزء الغربي من روسيا، في خطوة تكلف نحو 34 مليون دولار.

ويأتي هذا التحديث في سياق المخاوف المتزايدة من حرب نووية، إذ تستعد الولايات المتحدة لمواجهة تداعياتها عبر تحديث إستراتيجياتها النووية وتعزيز قدراتها الدفاعية، وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في صيف 2024 عن خطط لتحديث الإستراتيجية النووية الأميركية، بما في ذلك توسيع الترسانة النووية لردع روسيا والصين وكوريا الشمالية، بجانب تحسين قدرات الأسلحة النووية الأميركية مثل القاذفة "بي-21" والصاروخ الباليستي "سنتينيل" والغواصة النووية "كولومبيا".

روسيا تستعد أيضا

وقال التقرير إن روسيا تستعد أيضا لمواجهة الصراع النووي من خلال تحديث قدراتها النووية، وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مارس/آذار 2024 عن استعداد بلده للحرب النووية من الناحية العسكرية والتقنية، وأعلن سيرغي ريابكوف بنائب وزير الخارجية الروسي في سبتمبر/أيلول الجاري عن بدء مراجعة القدرات النووية الروسية، مشيرا إلى أهمية تأمين الأمن الوطني الروسي.

واعتبر الخبير النووي أليكسي أنبيلوغوف أن تحديث القدرات النووية الروسية هو استجابة طبيعية للتغيرات العالمية، ويرى أن الإستراتيجية النووية الحالية قديمة ولا تأخذ في الحسبان الخبرات المكتسبة من الصراعات الأخيرة.

ويبرز الخبير أن الوضع الحالي يعكس تردد الدول الغربية وروسيا في التصعيد النووي، ويرى أنه من غير المرجح أن تستخدم أي دولة السلاح النووي، خصوصا وأن الدول الغربية تخشى التصعيد كما تخشاه روسيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

بلومبيرغ: الصين تواصل التقدم رغم القيود الأميركية

قالت وكالة بلومبيرغ في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء إن الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الحالي دونالد ترامب يعتزم تصعيد حربه التجارية مع الصين، متعهدا بفرض رسوم جمركية تصل إلى 60% على جميع الواردات الصينية.

وتأتي هذه الخطوة ضمن إستراتيجية ترامب لمواجهة الصين، والتي بدأها خلال فترة رئاسته الأولى بفرض رسوم بنسبة 25% على مئات المليارات من الدولارات من السلع الصينية.

وخلال فترة رئاسته الأولى أدت هذه الرسوم إلى تقليل حصة الصين من الواردات الأميركية، إذ انخفضت من 21% في عام 2016 إلى 14% في 2023.

ووفقا لتحليل "بلومبيرغ إيكونوميكس" باستخدام نموذج منظمة التجارة العالمية، فإن فرض تعريفات جمركية بنسبة 60% قد يؤدي إلى اختفاء الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة تقريبا.

تداعيات عالمية

ووفقا للتقرير، لن تكون الصين وحدها المتضررة من هذه السياسات، ومن المتوقع أن ترد على هذه الخطوة بفرض رسوم جمركية انتقامية قد تصل إلى 60% على السلع الأميركية، وقد يؤدي ذلك إلى خسائر سنوية تقدر بنحو 150 مليار دولار.

ويشير التقرير أيضا إلى أن المزارعين الأميركيين -الذين يعتبرون الصين أكبر سوق لتصدير منتجاتهم الزراعية- سيكونون من بين الأكثر تضررا.

حرب ترامب التجارية قد تؤدي إلى خسارات عالمية سنوية تقدر بنحو 150 مليار دولار (غيتي)

وخلال فترة رئاسته الأولى اضطر ترامب إلى تخصيص مليارات الدولارات لدعم المزارعين الذين تأثروا بتراجع صادرات محاصيلهم، مثل فول الصويا والذرة.

والآن، قد يجد نفسه مضطرا للقيام بخطوات مماثلة، خاصة أن شركات أميركية كبرى مثل "آبل" و"تسلا" تستفيد بشكل كبير من السوق الصينية، إذ تحقق ما يقارب خُمس مبيعاتها من هذا السوق.

تأثير الرسوم على المستهلكين الأميركيين

وأكد تقرير "بلومبيرغ" أن ترامب يعتبر الرسوم الجمركية ضريبة على الصين، لكنها في الواقع تؤثر أيضا على المستهلكين الأميركيين، فقد أدت رسومه السابقة إلى زيادة الأسعار في الولايات المتحدة.

ووفقا لنموذج منظمة التجارة العالمية، يمكن أن تؤدي الرسوم الجمركية الجديدة بنسبة 60% إلى زيادة الأسعار بنسبة 4% بحلول عام 2028.

وأضاف التقرير أن بعض الشركات الأميركية امتصت جزءا من التكاليف الإضافية بدلا من تحميلها على العملاء، لكن تأثير القفزة من 25% إلى 60% سيكون أكبر.

الإستراتيجية التكنولوجية للصين

ورغم كل القيود التي فرضتها الولايات المتحدة فإن تقرير "بلومبيرغ" أشار إلى أن الصين تمكنت من تحقيق تقدم ملحوظ في مجال التكنولوجيا، ففي عام 2015 أطلقت بكين خطة "صنع في الصين 2025" للسيطرة على التقنيات المستقبلية.

وعلى الرغم من العقبات فإن الصين تمكنت من زيادة استثماراتها في القطاعات المستهدفة بشكل حاد.

وبحلول عام 2025 من المتوقع أن تخرّج الصين نحو 77 ألف دكتوراه في مجالات العلوم والتكنولوجيا سنويا مقارنة بـ40 ألفا في الولايات المتحدة، وبحلول عام 2023 تجاوزت الصين الولايات المتحدة في عدد طلبات براءات الاختراع الدولية بنسبة 40%.

تهديد ترامب بفرض تعريفات جمركية بنسبة 60% لن يوقف عجلة التقدم الصيني (الأوروبية)

وأشار يورغ ووتكه -وهو شريك في مجموعة "دي جي إيه" والرئيس السابق لغرفة التجارة الأوروبية في الصين- في حديث لبلومبيرغ إلى أن شركات صناعة السيارات الألمانية أصبحت الآن "تلاميذ" أمام منافسيها الصينيين في هذا المجال.

ولفت تقرير "بلومبيرغ" إلى أن تهديد ترامب بفرض تعريفات جمركية بنسبة 60% لن يوقف عجلة التقدم الصيني، ولكنه قد يضيف المزيد من التوترات الاقتصادية.

نهاية الحرب التجارية

وبينما يبدو أن ترامب يعتبر الرسوم الجمركية وسيلة رئيسية لمواجهة الصين أشار تقرير "بلومبيرغ" إلى أن على الولايات المتحدة التركيز على تعزيز تقدمها بدلا من محاولة إبطاء تقدم الصين.

وأكد توم أورليك كبير الاقتصاديين في "بلومبيرغ إيكونوميكس" أنه ليس من السهل التأثير على الاقتصادات الكبرى ذات الروابط العالمية حتى من قبل أقوى دولة في العالم.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تهنئ اليمن على الريادة في الشرق الأوسط
  • أوكرانيا: عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي وصل إلى 637 ألفًا و10 جنود
  • اعتراف روسي بالاستعداد لاستئناف التجارب النووية المتوقفة منذ 1990
  • بلومبيرغ: الصين تواصل التقدم رغم القيود الأميركية
  • الناتو يترك للدول الأعضاء حرية اتخاذ القرار حول استخدام أوكرانيا للصواريخ بعيدة المدى ضد روسيا
  • هذه الأسلحة ستكون أشد فتكا من الأسلحة النووية والعالم يتسابق لامتلاكها
  • وزير الدفاع الأمريكي يحذر نظيره الإسرائيلي: الحرب على لبنان ستكون لها عواقب مدمرة على إسرائيل
  • لجنة العقوبات تناقش الخميس التقرير النهائي لفريق الخبراء بشأن اليمن
  • لجنة العقوبات بشأن اليمن تناقش الخميس هذا التقرير