محاضرة بجامعة السلطان قابوس تؤكد أهمية تعزيز ثقافة الحوار العائلي
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
أكّد الدكتور جاسم المطوّع، خبير الاستشارات الأسرية والتربوية خلال المحاضرة التي أقيمت أمس بمركز جامعة السلطان قابوس الثقافي إلى أهمية الحوار العائلي ودوره في بناء أسرة ناجحة ومتماسكة.
وبيّنت المحاضرة التي حملت عنوان «أسرة مستقرّة في عالم متغيّر» أهمية تعزيز ثقافة الحوار العائلي، وبناء علاقات أسرية ناجحة، إلى جانب تعزيز القيم والمبادئ الأسرية، مما يسهم في تحقيق استقرار أكبر وتماسك بين أفراد الأسرة.
كما تم التأكيد على أهمية قضاء وقت نوعي مع الأسرة بعيدًا عن المشتتات التكنولوجية والحياتية، مما يساعد في تعزيز الروابط الأسرية وقدرة الأسرة على تجاوز الأزمات بفعالية.
وركّز المحاضر على المقبلين على الزواج، من خلال استعراض بعض التجارب والقصص الواقعية التي تصل من مختلف الدول، وتطرق في محوره الأول بسؤال للجمهور «كيف تعرف أنك مستعد للزواج؟»، وذلك من خلال استعراض عدة معايير لذلك، كالرغبة والتهيئة النفسية والعاطفية، والمادة، بالإضافة إلى السكن وتحمل المسؤولية، والأهم من ذلك معيار القدرة على تجاوز التحديات وأخيرًا الثقافة الزوجية.
وأضاف: إن أغلب الزواج في الوقت الحالي لدى بعض البنات والشباب هو الهروب من البيت، مشيرًا إلى موضوع الخطوبة الناجحة والارتياح الشكلي والانسجام الفكري، بالإضافة إلى الميلان القلبي. وشدد في هذا المحور على «أنه ليس بالضرورة أن تتحقق النقاط السابقة كليًا». كما تناول نظريات الاختيار، من خلال عرض 16 نموذجًا تضمنت الدين والنسب والمال والجمال، التي تعد أشكالًا توضح رغبة كل شخص وميوله ومواصفات اختياره للطرف الآخر، وأكّد الدكتور على أن مواصفات اختيار الذكور تختلف عن مواصفات اختيار الإناث.
وتطرقت المحاضرة إلى محور فهم النفسيات بين الزوجين، وذلك من خلال الحديث عن عدة نقاط كأصل الخلق وإثبات الذات، مع التأكيد على أهمية الحوار الناجح والفعّال بين الزوجين وانعكاسه على استقرار الأسرة وسلامة الأبناء، كما ألقت المحاضرة الضوء على أهمية استثمار الطرق الفعّالة لاستخدام التكنولوجيا الحديثة في تعزيز الروابط الأسرية وتقوية العلاقات بين أفراد الأسرة.
واختتم الدكتور جاسم المطوع المحاضرة، بالإجابة على بعض أسئلة الجمهور التي تنوعت حول مواضيع الخلافات الزوجية وسبب العزوف أو التأخر عن الزواج، ودور وسائل التواصل الاجتماعي في ذلك، وغيرها.
وقد ثمّن خميس بن حمود الوهيبي، اختصاصي ثقافة دينية أول بوزارة التربية والتعليم إقامة مثل هذه المحاضرات القيّمة التي تركز في محتواها على البناء الأسري القائم على حياة زوجية مستقرة في عصر متسارع، مشيرًا إلى أن المحاضرة كشفت عن الفهم الخاطئ في التعامل الأسري ومخاطره.
وقال الوهيبي: «يمكن تطبيق هذه المعرفة من خلال إعادة التفكير في التعامل الأسري القائم على الوعي بالمشاعر الزوجية والاحترام المتبادل، وتنمية روح الحوار داخل الأسرة». وأضاف: «من خلال هذه المحاضرة تبصرت عقولنا، حيث يبدأ بناء الأسرة منذ نعومة أظافر الأطفال وذلك بالحوار البنّاء مع الأبناء، والتعليم بالقدوة، والاهتمام باللقاء الأسري القائم على الحُب والتعاون، وتنظيم الحياة الأسرية وتوعية أفرادها في الجانب الديني والاجتماعي، واعتبار الأبناء مشروع أسر قادمة واجب تنميتها منذ الصغر».
جدير بالذكر أن هذه المحاضرة تأتي بتنظيم من وزارة التنمية الاجتماعية وبالتعاون مع جامعة السلطان قابوس ممثّلة بمركز الإرشاد الطلابي تزامنًا مع يوم الأسرة الخليجية، الذي صادف 14 من سبتمبر. وحضرتها صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد، مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي، وعدد من المهتمين والباحثين في المجال الأسري.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: السلطان قابوس من خلال
إقرأ أيضاً:
«تريندز» يشارك في فعاليات علمية بجامعة ليون
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة إصابة دوناروما تفجر الغضب ضد الحكم! إطلاق «فرصة» لتعزيز التوطين وتمكين الشباب في العينشارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات في فعاليات علمية نظّمها كرسي «الأديان المتحاورة» بجامعة ليون الكاثوليكية في مدينة ليون الفرنسية.
وقدم قسم الإسلام السياسي بمركز «تريندز» للبحوث والاستشارات، ورقة بحثية بعنوان «من الحوار بين الأديان إلى الحوار بين الرؤى».
وركّزت الورقة على ضرورة إعادة التفكير في مفهوم الحوار، واقترحت الانتقال من «الحوار بين الأديان» إلى «الحوار بين الرؤى».
وأوضحت أن هذا النموذج الجديد يسمح بمشاركة أوسع وأكثر شمولية، حيث يجد كل إنسان مكانه في الحوار بعيداً عن حدود حوار الأديان.
كما شددت على أهمية تبني أدوات منهجية ومعرفية جديدة لتعزيز فعالية الحوار في التعامل مع تحديات الواقع المعاصر.
أبعاد متعددة
واستعرضت ورقة «تريندز» البحثية التعددية الموجودة داخل كل دين، موضحة أن هذه التعددية تتجاوز الحدود الدينية وتبرز التشابهات بين الرؤى المختلفة.
وأشارت إلى أن لكل نمط من التدين رؤية فلسفية حاكمة تُحدد كيفية فهمه وأهدافه وعلاقته بالسياسة، وأن هذه التعددية ليست مقتصرة على دين واحد، بل تنطبق على جميع الأديان.
وأكدت الورقة أن الحوار بين الرؤى يوفر بيئة شاملة تُساهم في تعزيز التعايش السلمي والازدهار المشترك، ما يجعله أداة فعالة في تحقيق أهداف الحوار العالمي.
التعاون المستقبلي
حضر الفعالية عدد من طلبة الدراسات العليا وأساتذة جامعة ليون الكاثوليكية، الذين أبدوا اهتماماً كبيراً بالمحاور التي تم طرحها.
كما عقد وفد مركز «تريندز» برئاسة الباحث حمد الحوسني، رئيس قسم الإسلام السياسي بالمركز، سلسلة اجتماعات مع مسؤولين من جامعات مدينة ليون الفرنسية، لمناقشة فرص التعاون مع «تريندز» في مجالات متعددة منها الترجمة وتنظيم الفعاليات والنشر المشترك.
مناقشات
ناقش باحثو «تريندز» سبل التعاون مع البروفيسور فريدريك أبيكاسيس، مدير برنامج دراسات الشرق الأوسط والعالم الإسلامي بالمدرسة العليا لمدرسي الجامعات بمدينة ليون سبل تعزيز التبادل الفكري وتطوير مشروعات بحثية مشتركة.
كما كانت هناك سلسلة اجتماعات برئاسة الباحث حمد الحوسني مع المنصة الجامعية لدراسة الإسلام والإسلاموية بخصوص إصدار ثلاثة كتب ستنشر باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية عن أعمال المؤتمر الذي نظمته المنصة مع «تريندز» حول موضوع الإسلام والأخوة الإنسانية.
وقال الباحث حمد الحوسني، إن هذا التعاون المستمر يؤكد التزام المركز بتعزيز الحوار، وبناء جسور التواصل الثقافي والفكري.