قراءة في سيرة المولد النبوي بجامع السلطان قابوس بصلالة
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
احتفاءً بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التســليم، أقيمت مساء أمس قراءة السيرة النبوية الشريفة بجامع السلطان قابوس بصلالة، بحضور صاحب السمو السيد مروان بن تركي بن محمود آل سعيد محافظ ظفار.
كما أحيت ولايات محافظة ظفار ذكرى المولد الشريف على خير الأنام، من خلال قراءة السيرة النبوية الشريفة وإقامة المحاضرات الدينية لتدارس السيرة النبوية في الجوامع والمساجد بالولايات.
وأقيمت بهذه المناسبة العطرة فعالية جماهيرية في مجمع جراند مول صلالة نظمتها المديرية العامة للأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة ظفار، وكانت المديرية قد أعلنت عن مسابقة بعنوان "عبّر عن حبك للنبي صلى الله عليه وسلم بأبيات شعرية" بمناسبة المولد النبوي الشريف، وتم تقييم المشاركات وإعلان الفائزين بالمراكز الخمسة الأولى.
كما تضمّنت الفعالية كلمة ألقاها الواعظ الديني سعيد بن سهيل المعشني تجلت من خلالها القيم والأخلاق العالية التي تزخر بها السنة النبوية الشريفة بالإضافة إلى فقرة الأناشيد الدينية التي تناولت مدح النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفقرة المسابقات الترفيهية الهادفة التي أضفت جوا من المنافسة والتفاعل بين الحضور،
وفي الختام كرمت المديرية العامة للأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة ظفار الفائزين في مسابقة "عبّر عن حبك للنبي صلى الله عليه وسلم بأبيات شعرية".
كما صاحبت الفعالية تنفيذ العديد من المحاضرات الدينية بمختلف ولايات محافظة ظفار وعدد من المنشورات التي سلطت الضوء على فضائل مولده بانتشار نور الإيمان والتوحيد والخروج من ظلمات الكفر وعبادة الأصنام والخلاص من حياة الذل والشقاء للعيش في حياة العز والبناء.
يأتي الاحتفاء بهذه الذكرى المحمدية العطرة ضمن حرص وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الدائم لغرس قيمة الذكرى المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام في المجتمع والنشء؛ ليتعلموا من سيرته العطرة الأخلاق والشمائل التي أرسل بها رحمة للعالمين ليخرجهم من الظلمات إلى النور.
حضر المناسبة إلى جانب سمو المحافظ سعادة الدكتور أحمد بن محسن محمد الغساني رئيس بلدية ظفار، وعدد من أعضاء مجلسي الدولة والشورى وسعادة الشيخ والي ولاية صلالة، وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين بمحافظة ظفار.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
حياته كلها هبة .. خطيب المسجد النبوي: مهما علا شأن العبد يظل فقيرا
قال الشيخ عبدالباري الثبيتي، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن كل ما اكتسبه الإنسان من علم أو قوة هو هبة من الله وعطاء من كرمه.
مهما علا شأنهواستشهد “ الثبيتي” خلال خطبة الجمعة الثالثة من رجب اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، بما قال تعالى «وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ».
وأوضح أن هذه الآية تغرس في القلوب أدب العبودية، وتزرع في النفوس تواضع المخبتين، فلا يطغى الإنسان بعلمه، ولا يغتر بقوته، منوهًا بأنه ينبغي على الإنسان أن يدرك أن كل ذرة من قوته وكل حركة في جسده هي نعمة تستوجب شكرًا دائمًا وخضوعًا كاملًا.
وأضاف أن العبد مهما علا شأنه، يظل فقيرًا إلى ربه، محتاجًا إلى فضله في كل لحظة حياته كلها هبة من الله، تستحق الحمد في كل حين، فما أعظم غنى الله، وما أبلغ فقر العبد بين يديه.
وأشار إلى أن قول الله تعالى: «اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ»، يختصر مسار الحياة في كلمات بليغة ومعان عميقة.
وتابع: ترسم صورة لمراحل خلق الإنسان تبدأ بضعف الطفولة تعلو بالقوة، ثم تعود إلى ضعف يزينه الشيب، فهي آية توقظ العقول لتدرك عجز الإنسان، وتلامس القلوب لتظهر حاجته الدائمة إلى ربه.
كل شيء بيدهوأفاد بأن هذه الآية هي دعوة للتفكر في أطوار الخلق، وفي تقلب الأحوال بين القوة والضعف، وفي قدرة الله المطلقة التي تدبر هذا المسار بحكمة وإتقان. كل شيء بيده، منه المبتدأ وإليه المنتهى، مشيرًا إلى أن الطفولة هي الصفحة الأولى في كتاب الحياة، تبدأ ببراءة ناصعة وضعف يحفه لطف الله ورحمته، طفل صغير لا يملك من أمره شيئًا،.
وأردف: أودع الله في قلوب من حوله حبًا وحنانًا، وأحاطه بأيد ترعاه وتخفف عنه ضعفه، و هذه الآية مشهد مهيب يبين عظمة التدبير الإلهي، إذ يحفظ الله هذا الطفل الضعيف، ويمنحه العون من حيث لا يدري.
وبين مراحل نمو الإنسان من خروجه ظلمات بطن أمه لا علم له ولا قدرة، في عجز تام جهل مطبق، ثم فتح الله له أبواب العلم، ووهب له السمع والبصر والفؤاد لينهل بها من معين التعلم والمعرفة، وهذه المرحلة تكتب فيها أعظم قصص الكفاح، وتُبنى أقوى صروح الحضارة.
ونبه إلى أنه لا تقوم قائمة للأوطان ولا تنهض أمة إلا بسواعد الشباب اليافعة وهممهم العالية، مشيرًا إلى أن قوة الشباب تزدهر حين تتفيأ ظلال الدين، وتسمو حين تتغذى من معين القيم والأخلاق، وتتجلى في سماء المجد حين تسخر لخدمة البلاد و العباد.
وحذر ، قائلاً: من أهدر شبابه فقد أهدر عمره كله، فهو لحظة عابرة في زمن الحياة، ومن استثمره في الخير والنفع خلد أثرًا طيبًا، وجنى ثمارًا يانعة في الدنيا والآخرة، منوهًا بأن حدود زمن الطفولة والقوة ثم الضعف والشيبة هي متوسط عمر الإنسان.
واستشهد بما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك»، لافتًا إلى أنها رحلة قصيرة في ميزان الزمن، لكنها تذكر بالمآل المحتوم وأن النهاية تقترب مع كل لحظة تمر، داعيًا لاغتنام كل لحظة من العمر، فالعمر محدود، والفرصة لا تعود والأعمار لا تقاس بعدد السنين، بل بما يترك فيها من أثر خالد وعمل صالح.