اسمها وردَ في تقرير التدقيق الجنائي.. هذا ما أوضحتهُ جمعيّة بيروت ماراتون
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
أصدرت الدائرة الإعلامية في جمعية "بيروت ماراتون" بياناً توضيحياً حول رعاية مصرف لبنان لسباق "ماراتون بيروت"، وقالت: "بعد نشر مضمون التدقيق الجنائي الذي أجرته شركة الفاريز ومارسال في مصرف لبنان وتم نشره في بعض الوسائل الإعلامية وورود إسم جمعية بيروت ماراتون ضمن قائمة المؤسسات والشخصيات التي حصلت على تقديمات مالية، يقتضي ضناً بالحقيقة وعدم تحريفها وإيهام الرأي العام خلاف جوهر هذه الحقيقة ولأجل وضع الأمور في نصابها الصحيح نورد المعطيات والقرائن التالية:
1 - ان الجمعية ومنذ إنطلاقتها عام 2003 تنظم نشاطات في رياضة الركض وأبرزها سباق الماراتون، وكانت تعتمد في ذلك على ما يعرف بالرعاية التجارية ومع العديد من الجهات الراعية من مصارف ومؤسسات مالية، وهذا ما ساهم في إستمرار دور الجمعية وتنظيم النشاطات وتأكيد حضور لبنان على الخارطة الدولية.
2 - إن العلاقة بين جمعية بيروت ماراتون ومصرف لبنان كانت وراءها النجاحات التي حققها الحدث الماراتوني، والذي أعتبر عامل تحفيز للدورة الإقتصادية بحسب العديد من الخبراء الإقتصاديين والمعنيين في مصرف لبنان.
3 - إنه من الضروري الإيضاح أن عقد الرعاية التجارية للسباق لم يكن بين شخصيات وإنما بين مؤسستين هما مصرف لبنان وجمعية بيروت ماراتون، والدليل واضح في لوائح التقرير الذي أورد إسم الجمعية وليس أي إسم آخر.
4 - لقد حرصت جمعية بيروت ماراتون كما مصرف لبنان على مدى سنوات الرعاية لمدة ثلاث سنوات (2013 - 2015)، على تقديم تقرير سنوي يلحظ ماهية النفقات على الجوانب التنظيمية للإطلاع عليها من قبل الجهة الراعية أي مصرف لبنان، علما أن عائد الرعاية السنوي لم يكن ليغطي كامل نفقات التنظيم لولا رسوم التسجيل وبعض المساعدات المالية من أصدقاء وصديقات الماراتون في لبنان والخارج.
5 - كون العلاقة بين الجمعية ومصرف لبنان علاقة رعاية للسباق وليس هبة أو مساعدة، كانت الجمعية ملتزمة أعلى معايير الشراكة لجهة أن السباق كان يحمل إسم الراعي وكان هناك شعار المصرف يوضع على قوسي الإنطلاق والوصول، إضافة إلى اليافطات المرفوعة على جانبي مسار السباق وفي الشوارع والإعلانات التلفزيونية ضمن الحملة الترويجية للسباق.
6 - لقد إعتمدت الجمعية عدة برامج تدريب مجانية للتشجيع على مزاولة رياضة الركض في لبنان من الشباب والشابات، وهذا ما يعني مجتمع صحي يساهم في تخفيض الفاتورة الصحية للشعب اللبناني وهو ما شكل بالتالي عامل مناهض لآفة المخدرات التي تضرب مجتمعنا.
7 - إن الجمعية إلتزمت بالربط بين السباقات وعنوان الخير من خلال الحسم على رسوم التسجيل للجمعيات الخيرية والذي يصل إلى ما نسبته 25 بالمئة وهي إيرادات كانت تحققها هذه الجمعيات، ما يساعدها على تنفيذ نشاطاتها الخيرية ومن بينها تغطية نفقات لعمليات جراحية في القلب للأطفال". وختم البيان: "بناء على ما تقدم تلفت الجمعية، تطبيقا للشفافية والنزاهة، انه يمكن لكل من يرغب في الاطلاع على الحسابات المالية لنفقات الرعاية مع مصرف لبنان الحضور الى مكاتبها لأجل هذه الغاية. وأخيراً يبقى الرجاء أن يحمي الله لبنان وشعبه وتزول هذه الغيمة السوداء عن سمائه ويعود الأمن والسلام وترسيخ الوحدة بين أبنائه".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مصرف لبنان
إقرأ أيضاً:
هيبة التشييع ورسائل المقاومة: من بيروت إلى ما بعد الحدود
لم يكن يوم تشييع الأمين العالم لحزب الله، الشهيد الأممي السيد حسن نصر الله مجرد حدث جنائزي، بل كان استفتاءاً شعبياً على طبيعة المعركة الدائرة في المنطقة. بيروت، التي لطالما كانت في قلب الصراع، استيقظت على مشهد لا يُخطئه أحد: بحرٌ من المشيعين يتدفق في الشوارع، يعلنون بأجسادهم وأصواتهم أن المقاومة ليست مجرد تنظيم مسلح، بل هي فكرة، وهوية، وعهدٌ لا يسقط.
في اللحظة التي قررت فيها الطائرات الإسرائيلية التحليق فوق بيروت، كان القرار محسوماً: لا أحد سينظر إلى الأعلى، لا أحد سيأخذ خطوة إلى الخلف. بل على العكس، ارتفعت الهتافات، تردد صدى القسم: “على العهد باقون”. أراد العدو أن يستعرض قوته، فوجد نفسه أمام شعب لا يخشى سوى التفريط بكرامته. إنها معادلة جديدة، تُكتب في شوارع الضاحية كما كُتبت من قبل في مارون الراس وبنت جبيل: الخوف أصبح سلاحاً مستهلكاً، لم يعد له مكان هنا.
في حديثه مع قناة الجديد، قال عضو المجلس السياسي في حزب الله، غالب أبو زينب ما يعرفه الجميع لكنهم يفضلون عدم الاعتراف به: هذا المشهد ليس طارئاً، وليس عاطفياً. إنه تعبير واضح عن خيار استراتيجي اتخذه الناس عن وعي وإدراك. هذا الحشد لم يأتِ تحت التهديد أو بدافع المجاملة، بل جاء ليقول للعالم إن حزب الله ليس قوة عسكرية فقط، بل هو مجتمع، قاعدة شعبية تزداد صلابة مع كل تهديد.
أبو زينب شدد على أن المقاومة ليست مجرد رد فعل، بل هي مشروع متكامل، رؤية سياسية وأمنية واقتصادية تمتد إلى ما هو أبعد من المواجهة العسكرية. في ظل الحديث عن تغييرات إقليمية وتسويات محتملة، أراد الرجل أن يقول بوضوح: لا أحد يمكنه القفز فوق هذه الحقيقة، ولا أحد يستطيع اختصار المقاومة في معادلات سطحية تحاول إسقاطها من المشهد.
الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، كان أكثر وضوحًا في كلمته خلال التشييع. “نحن هنا، باقون على عهدنا، لا نخاف من طائراتكم، ولا نرتعب من استعراضاتكم”، بهذه الكلمات لخص قاسم جوهر الرسالة. لم يكن ذلك خطاباً احتفالياً، بل كان إعلاناً بأن زمن فرض الوقائع على الأرض قد انتهى. إن كان العدو يراهن على ترهيب الناس، فهو واهم، وإن كان يظن أن المقاومة تعيش قلقاً وجودياً، فهو أكثر من واهم.
الرسالة هنا ليست فقط للإسرائيليين، بل أيضاً لكل من يعتقد أن حزب الله يمكن احتواؤه أو تحجيمه عبر التسويات الدولية أو الضغوط الداخلية. المقاومة ليست حالة يمكن ضبطها بقرارات خارجية، ولا يمكن تطويقها بحسابات سياسية قصيرة النظر. هذا التشييع كان إعلاناً جديداً للثبات، وكان على الجميع أن يقرأ المشهد جيداً.
لم يكن التشييع مجرد وداع لرجل، بل كان إثباتاً جديداً أن هذه المعركة لا تُخاض فقط بالسلاح، بل بالعزيمة، بالالتزام، بالإيمان بأن الطريق الذي بدأ لن يتوقف. في لحظةٍ أرادت فيها إسرائيل أن تقول إنها لا تزال قادرة على تهديد لبنان، جاء الرد دون حاجة لبيان أو تصريح: هذه الجماهير ليست خائفة، هذه الشوارع لم تُقفل بسبب الغارات، هذا العهد لم يُكسر.
عندما يتجمع عشرات الآلاف وسط بيروت، يرفعون صور الشهداء، يرددون ذات العبارات التي قيلت منذ عام 1982 حتى اليوم، فهذا ليس مجرد حدث عاطفي، بل هو تثبيت لمعادلة جديدة: نحن هنا، لا نخاف، ولا نتراجع. التشييع لم يكن وداعًا، بل كان وعدًا بأن القادم لن يكون كما يريده الأعداء، بل كما يريده من لا يزال يؤمن بأن هذه الأرض لا تُحرَّر إلا بالمقاومة.