ساكنة الحسيمة تستغيث من انتشار الكلاب الضالة
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
أخبارنا المغربية - فكري ولدعلي
تشهد مدينة الحسيمة هذه الأيام انتشارًا واسعًا للكلاب الضالة في أحياء وشوارع متفرقة، خاصة الرئيسية منها، مما يشكل تهديدًا حقيقيًا لسلامة الساكنة، خاصة الأطفال الذين يتوجهون إلى المؤسسات التعليمية مشيًا على الأقدام.
وأصبح هذا المشكل مطروحًا بشكل ملفت أكثر من أي وقت مضى، مما يثير الكثير من التساؤلات ويدق ناقوس الخطر، داعيًا الجهات الوصية والمجلس البلدي إلى الإسراع في إيجاد حلول فعلية تتجاوز الحلول الترقيعية.
ولا يختلف اثنان حول المخاطر الخطيرة التي تخلفها عضات الكلاب وما يصاحب ذلك من تبعات، مثل خطر داء الكلب الذي قد يؤدي إلى الوفاة. كما أن انتشار الكلاب الضالة بمدينة الحسيمة يكون بشكل رئيسي في الأماكن التي تُرمى فيها النفايات، خصوصًا مخلفات الدجاج وبقايا اللحوم.
وحسب بعض المصادر، يعود انتشار الكلاب الضالة بالمدينة بشكل واضح إلى غياب تدخل المصالح المسؤولة، وعلى رأسها المجلس البلدي، في إيجاد حلول تراعي "الرفق بالحيوان"، مثل خصيها أو جمعها في أماكن بعيدة عن السكان، ما أدى إلى تكاثر هذه الكلاب بشكل مستفز وواضح سواء في النهار أو الليل.
ويتساءل العديد من المتضررين عن دور المصالح المختصة التي تغض الطرف عن هذا المشكل رغم خطورته، وسط مطالب بتدخل عاجل لإيجاد حلول مناسبة لهذه الكلاب الضالة التي تزعج راحة الساكنة.
وأبدت ساكنة تساسنت التابعة لجماعة أزمورن استياءها من انتشار الكلاب الضالة ليلًا ونهارًا، ما حول حياة سكان منطقة إفراغ ييرف (زرب الحلوف) بدوار تساسنت إلى جحيم، في انتظار تدخل الجهات المعنية لإنقاذ الأطفال الصغار من هذا الكابوس.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
إفيه يكتبه روبير الفارس: امرأة تستغيث
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اقترح علي أستاذي الكاتب الكبير أسامة سلامة أن أستمر في تقديم قراءة وتحليل بعض الملامح البارزة في المجتمع المصري من خلال "الكاركترات الفنية" والنماذج الدرامية التي قدمها فيلم "عنتر بن شداد" إنتاج عام 1961 وإخراج نيازي مصطفى وقد اتفق عدد من القراء معه في هذا الاقتراح، مما شجعني على الاستمرار.
وقد قدمت في مقالين سابقين الإسقاط على شخصية "شيبوب" من خلال "العوار العقلي" المؤلم في واقعنا البائس، ومصيبة "التدين الشكلي" من خلال شخصية "عمار الزيادي"، واليوم نستلهم شخصية "مفرج بن همام" التي قام بدورها الفنان “حسن حامد”، ورغم أن مشاهده بالفيلم قليلة، إلا أن دوره مؤثر.
أول ظهور لمفرج بالفيلم وأول كلمات ينطق بها تخدعنا جميعًا في شخصيته؛ فهو يستمع إلى صوت "عبلة" المخطوفة من "عمار الزيادي"تستغيث، فيقول بنبرات قوية: “امرأة تستغيث، وجبت إغاثتها وذمة العرب”، وعندما يخبره مساعده بأنه لا وقت لديهم لأنهم في مهمة تخريب ديار "بني عبس"، يرد بحزم قائلًا: "لابد نفعل الواجب".
هذه الطلة لفارس شجاع يرفع شعار الانحياز للمرأة بكل شمم تذكرنا بمجتمعنا الغارق في الشعارات الكاذبة التي نباهي بها الأمم، والادعاءات اللامعة في تكريم المرأة ونصرتها، وجعلها فوق رؤوس الأشهاد. فنحن نعشق الشعارات، ونصنعها، بل ونموت من أجلها، وفي تاريخنا الحديث والمعاصر شعارات لا تحصى، بدءًا من "الاتحاد والنظام والعمل" وصولًا إلى "على القدس رايحين شهداء بالملايين". يمكن جمعها في مجلدات.
على أرض الواقع، قام "مفرج"بتخليص "عبلة" من "عمار" ليأخذها لنفسه وهكذا، عند "المصلحة" تسقط "ذمة العرب" التي تشدق بها، ويعود لمهمته، التي هي حقيقتها العارية بلا حكم ومواعظ؛ إذ يقود عصبة من قبيلته للانتقام من قبيلة عبلة لأنهم رفضوه زوجًا لها، هذا الفكر القبلي ما زال متجذرًا في شخصيات ذكورية متعفنة لا تقبل أبدًا أن تُرفض من امرأة. ومن منا ينسى الجريمة التي هزت قلوبنا جميعًا؛ جريمة قتل الطالبة الجامعية "نيرة أشرف" التي توفيت ذبحًا أمام أبواب جامعتها في مدينة المنصورة عندما رفضت الارتباط بالقاتل وعلى غرارها، لقيت الشابة" نورهان حسين مهران "مصيرًا مشابهًا؛ إذ قُتلت بطلقات نارية داخل حرم جامعة القاهرة على يد شخص رفضت الزواج به.
وأثارت هذه الجريمة الجديدة موجة كبيرة من الذعر عبر عنها المئات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تأتي في سياق ارتفاع جرائم العنف ضد النساء في مصر. ففي عام 2023، قُتلت على الأقل ست نساء في مصر بعد رفضهن الزواج أو الارتباط. إنه منطق "مفرج بن همام" الذي ما زال قائمًا في القرن الواحد والعشرين.
وهكذا تلخص شخصية مفرج ملمحًا رئيسيًا في حياتنا: "الشعار الجميل والفعل القبيح"؛ الادعاء بإغاثة المرأة والرفض التام لحريتها في الفكر والملبس والعمل. إن إغاثتها تشترط خنوعها وخضوعها وكسرها، وإلا فالنباح حولها وعضها. وكما قالت عبلة "من كلب لكلب".
إفيه قبل الوداع قصرت علينا الطريق.. "مفرج بن همام لـ عمار الزيادي"شعارك: حقق مصلحتك