عبّر رئيس وزراء إيطاليا السابق ماريو دراجي، اليوم الثلاثاء، عن مخاوفه من أن تجد أوروبا نفسها "فقيرة وخاضعة للآخرين"، وأن تفقد "حريتها بمرور الوقت"، حسبما ذكرت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.

جاء تصريح دراجي، الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي، خلال تقديم تقريره عن "مستقبل القدرة التنافسية الأوروبية" إلى البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، حيث قال: "ما يقلقني ليس هو أننا سنجد أنفسنا فجأة فقراء وخاضعين للآخرين.

لا يزال لدينا العديد من نقاط القوة في أوروبا إنها أننا بمرور الوقت سنصبح حتماً أقل ازدهاراً، وأقل مساواة، وأقل أماناً، وبالتالي أقل حرية في اختيار مصيرنا".

وأوضح دراجي أن "الاتحاد الأوروبي موجود لضمان احترام القيم الأساسية لأوروبا دائمًا: الديمقراطية والحرية والسلام والعدالة والازدهار في بيئة مستدامة إذا لم تعد أوروبا قادرة على ضمان هذه القيم لمواطنيها، فستفقد سبب وجودها. وبالتالي فإن هذه العلاقة لا تتعلق فقط بالقدرة التنافسية، بل تتعلق أيضًا بمستقبلنا والالتزام المشترك الذي نحتاجه لاستعادته".

 

خطر الصين


في مجال التكنولوجيات الخضراء، تواجه أوروبا مقايضة: فالاعتماد الأكبر على الصين قد يوفر أرخص طريق لتحقيق الأهداف المناخية، لكن المنافسة التي ترعاها الدولة الصينية تشكل تهديدا للصناعات المنتجة والوعد الذي سيأتي بوظائف خضراء جيدة، وفقا لدراجي.

 

وقال رئيس الوزراء الإيطالي السابق: "أصبحت المنافسة الصينية في مجال تكنولوجيات الطاقة الخضراء شرسة على نحو متزايد، وذلك بفضل مزيج قوي من الإعانات والابتكار والحجم. ولن نتمكن من إدارة هذا التحدي بحلول سوداء وبيضاء. ولهذا السبب يقترح التقرير نهجا مختلفا يعتمد على القطاعات والتكنولوجيات: هناك بعض التكنولوجيات، مثل الألواح الشمسية، حيث يتقدم المنتجون الأجانب بفارق كبير، ولن تؤدي محاولة جلب الإنتاج إلى أوروبا إلا إلى تأخير إزالة الكربون. حتى لو كانت تلك الدول تستخدم الإعانات، فيجب أن نسمح لدافعي الضرائب الأجانب بتمويل أرخص تركيب للطاقة النظيفة في أوروبا".

 

وبيّن دراجي أنه "ومع ذلك، هناك قطاعات أخرى، نحن منفتحون فيها على استخدام التقنيات الأجنبية وزيادة الاستثمارات الداخلية. لا تزال هناك قطاعات أخرى، مثل البطاريات، لا نريد أن نعتمد فيها بشكل كامل على التكنولوجيا الأجنبية لأسباب استراتيجية، وبالتالي يجب علينا الحفاظ على الدراية في أوروبا، وهذا أمر أساسي: تحديد القيمة الاستراتيجية".

 

الصناعات الناشئة


وأردف دراجي قائلاً: "أخيرا، هناك ما يسمى بالصناعات الناشئة، حيث تتمتع أوروبا بميزة إبداعية نحتاج إلى رعايتها حتى تصبح الشركات مستعدة للمنافسة على المستوى الدولي. لكي نكون واضحين، لا ينبغي لأي شخص أن يقرأ هذا على أنه دعوة إلى الحمائية على نطاق واسع، فإن أولويتنا هي بذل كل ما هو ممكن لضمان احترام جميع الشركاء لقواعد منظمة التجارة العالمية، بما في ذلك تلك التي لا تفعل ذلك حاليًا، حتى لو كانت بعض المقترحات الواردة في سيتطلب هذا التقرير مفاوضات. وبشكل عام، فهي تتماشى مع روح هذه القواعد. وبقدر ما نستخدم التدابير التجارية، يجب أن تكون دفاعية بعناية، وفي المقام الأول مصممة فقط لتحقيق تكافؤ الفرص".

 

وخلص دراجي إلى القول: "يجب أن نميز بوضوح بين الابتكار في الخارج، وهو أمر جيد لأوروبا، والمنافسة التي ترعاها الدولة والتي تضر بعمالنا".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رئيس وزراء إيطاليا أوروبا البرلمان الأوروبي

إقرأ أيضاً:

رئيس وزراء كندا: لن نكون جزءاً من أمريكا قطعاً

صرح رئيس الوزراء الكندي الجديد، مارك كارني، عقب أدائه اليمين الدستورية بأن بلاده “لن تنضم بأي شكل من الأشكال إلى الولايات المتحدة، وأن نهجه سيكون مختلفا عن نهج سلفه جاستن ترودو”.

وقال كارني للصحفيين بعد أدائه اليمين الدستورية بصفته رئيس الوزراء الرابع والعشرين لدولة كندا: “نحن نحترم الرئيس ترامب، لقد وضع قضايا مهمة جدا على رأس جدول أعماله، نحن نفهم أجندته”، مشيرا إلى أنه تعامل مع ترامب خلال اجتماعات دولية.

وأوضح كارني أن نهجه “سيكون مختلفا عن نهج سلفه جاستين ترودو، الذي كانت تتسم علاقته بترامب بالتوتر والبرود في كثير من الأحيان”.

وقد أكد كارني، الذي سبق أن شغل منصب محافظ بنك كندا وبنك إنجلترا، أن “خبرته كمستقل في التعامل مع الأزمات تجعله الشخص الأفضل لمواجهة ترامب”، الذي تحدث مرارا عن إمكانية ضم كندا.

وأضاف: “من نواحٍ عديدة، تتداخل خبرتي مع خبرة الرئيس ترامب، كلانا يسعى لحماية مصالح بلاده، لكنه يعلم، وأعلم من خلال تجربتي الطويلة، أنه يمكننا إيجاد حلول تحقق الفوز لكلا الطرفين”.

وأشار كارني إلى أن “الحديث عن ضم كندا إلى الولايات المتحدة من قبل بعض المسؤولين الأمريكيين هو أمر جنوني”.

وتابع: “لقد كنت واضحا تماما.. لن نكون أبدا، بأي شكل من الأشكال، جزءا من الولايات المتحدة.. أمريكا ليست كندا”.

كما أعاد كارني تشكيل حكومته المكونة من 24 وزيرا، حيث ألغى ما يقرب من نصف المناصب الوزارية التي ورثها عن ترودو.

هذا “ويعد كارني، البالغ من العمر 59 عاما الذي فاز بزعامة الحزب الليبرالي بعد سحق منافسيه يوم الأحد، أول رئيس وزراء كندي يتولى المنصب دون أي خبرة سياسية كبيرة، ليحل محل ترودو الذي أمضى أكثر من تسع سنوات في السلطة، وكان صرح بأنه يخطط لزيارة لندن وباريس الأسبوع المقبل، في محاولة لتعزيز التحالفات الأوروبية في ظل تدهور العلاقات الكندية الأمريكية إلى مستويات غير مسبوقة، ومن المتوقع أن يدعو كارني، إلى “انتخابات مبكرة خلال الأسبوعين المقبلين”، وإذا لم يفعل ذلك، “فقد تتحد أحزاب المعارضة لإسقاط حكومته في تصويت بحجب الثقة في نهاية مارس”، وفي حال الدعوة للانتخابات، سيكون مقيدا سياسيا، حيث تقضي التقاليد بعدم اتخاذ قرارات كبرى خلال فترة الحملة الانتخابية”.

مقالات مشابهة

  • استشهاد عصام الدعاليس رئيس وزراء حكومة حماس بغارة إسرائيلية في غزة
  • مصادر فلسطينية: استشهاد «عصام الدعاليس» رئيس وزراء حكومة حماس
  • رودي فولر يحذر منتخب ألمانيا من صعوبة مواجهة إيطاليا
  • ولي العهد ورئيسة وزراء إيطاليا يبحثان المستجدات الدولية
  • جنرال أمريكي سابق: انسحاب القوات الأمريكية من أوروبا هو مسالة وقت فقط
  • في أول زيارة خارجية له.. رئيس وزراء كندا يلتقي بماكرون
  • ولي العهد يهنئ رئيس وزراء كندا بأدائه اليمين الدستورية
  • ولي العهد يبحث مستجدات الأحداث مع رئيسة وزراء إيطاليا
  • رئيسة وزراء إيطاليا: لا خطط للمشاركة بوجود عسكري في أوكرانيا
  • رئيس وزراء كندا: لن نكون جزءاً من أمريكا قطعاً