عربي21:
2024-11-21@13:47:23 GMT

الاستفراد الصهيوني بغزة على مرأى من حليفها وعربها

تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT

الخرافة التي نسجتها المخيلة الصهيونية طيلة عقود، حول خطر إبادة مزعوم يتهدد إسرائيل بالزوال من وجود جيوش عربية عقيدتها تهدف تحقيق ذلك، ثم الادعاء أن هناك جماعات تأخذ هذه المهمة بممارسة "الإرهاب"؛ خرافة حلت محلها واقعة الرد الصهيوني عليها بإحداث جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي في غزة، وما دامت هذه الجريمة المستمرة محاطة بجيوش وهياكل أمنية عربية تتعايش مع الإبادة منذ عام تقريبا، ومصرّة بشكل أكثر من ذي قبل على ممارسة سياسات فيها تخلٍ واضح عن منع الجريمة الكبرى في فلسطين من إبادة وتهويد وتهجير واستيطان، يبقى حسم الأمر كله متعلقا بقضية فلسطين، وإخضاع شعبها للإرادة الصهيونية والتعامل مع نتائج هذه الإرادة على أرض الواقع انطلاقا من المصلحة الإسرائيلية أولا.



يجري العمل على إكساب الجريمة الصهيونية بُعدا واقعيا بجملة ذرائع ثابتة بالمفاهيم الغربية والأمريكية، وحصر الخطر القائم في المنطقة العربية بالفلسطينيين أنفسهم، كشعب صامد فوق أرضه وبمقاومته لاحتلاله بكل السبل والوسائل التي تكفلها الشرائع والقوانين، ولأن التهديد الحقيقي للمشروع الاستعماري الصهيوني في المنطقة العربية لا يأتي من جيوش عربية تمنح الطمأنينة المستمرة للاحتلال ولا من أنظمة شغلها الشاغل توفير الاستقرار للحاكم، فإن الخرافة الصهيونية والأساطير التلمودية عن الإبادة للأغيار تلقى إجماعا في الخطاب الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

تصاعد اللهجة والسلوك على الأرض في غزة ومدن الضفة والقدس يعني أن الاستفراد الإسرائيلي بالفلسطينيين شعبا وقضية يتحقق ليس لأن الفلسطينيين يقاومون محتلهم فقط، بل لأن هناك جملة من المتغيرات التي تضيف على جرائم الإبادة ذرائعها العربية المتوجسة من الفعل الفلسطيني المُقزِم لكل حالة عربية عسكرية وأمنية وسياسية
تصاعد اللهجة والسلوك على الأرض في غزة ومدن الضفة والقدس يعني أن الاستفراد الإسرائيلي بالفلسطينيين شعبا وقضية يتحقق ليس لأن الفلسطينيين يقاومون محتلهم فقط، بل لأن هناك جملة من المتغيرات التي تضيف على جرائم الإبادة ذرائعها العربية المتوجسة من الفعل الفلسطيني المُقزِم لكل حالة عربية عسكرية وأمنية وسياسية منشغلة في تبديد مخاوف زعزعة الاستقرار لها وللمحتل.

لذلك تسعى إسرائيل ومن خلفها القوى الغربية والولايات المتحدة، وبشكل أكثر تحديدا بعض النظام العربي، لتطويق وحصار مقاومة الفلسطينيين وإظهار جرائم الإبادة كعقوبة على أفعال غير "محسوبة" ولا تنتمي لصلب شعبٍ يرزح تحت احتلال فاشي عنصري دموي.

والحزام العربي القائم اليوم حول فلسطين وغزة يقدم دلائل قوية لمشهد الخزي من الانتظار العربي لإنهاء المحتل جريمته حتى يتسنى له إصلاح ما تزعزع في العقد الأخير من هياكل الاستبداد والطغيان العربي، والذي كشفت فيه المواجهة في غزة بين المقاومة والاحتلال التغيير النوعي الذي أحدثته في وعي الشارع العربي، وسقوط أكاذيب كثيرة متعلقة بالدعم والإسناد لفلسطين ولمقاومتها.

جرائم الإبادة تستمر لأن الفلسطينيين بلا ظهير وبلا سند سوى إيمانهم بسواعدهم لمواجهة مخاطر إبادة وجودهم، وما ظهر للآن بعد عام من جرائم الحرب والإبادة الجماعية من الجعبة العربية أو الإقليمية "المساندة" بأشكال مختلفة لا يرقى بأي شكل من الأشكال لمستوى القول إن هناك دعما وإسنادا لا لمقاومة الفلسطينيين ولا للضحايا ولا لمنع الجرائم، والحديث عن مشاغلة وإسناد من جبهات أخرى لا يرقى لفعل مقاوم حافي القدمين يلاحق دبابة الميركافاه ويزرع فوقها عبوة متفجرة.

القضية الفلسطينية وجرائم الإبادة الصهيونية بحق شعبها، ليست عالة إنسانية تستدر العطف، هي واقع تثويري نضالي لمستعمر استيطاني احلالي، مقاومته ستستمر، ونهايته محتومة بمنطق المصير الطبيعي لكل قوى الاحتلال
فهذه الجرأة الفلسطينية من البسالة التي تعادل عمل جيوش أنظمة عربية، وتعادل جدوى مخزون السلاح لمن يتشدق بامتلاكه من حليف الفلسطينيين وبقدرته على مسح العدو ولا يفعل، ويراقب مسح العدو لحياة حليفه ويقتلعه من جذوره، لا تفهم من هذا بعد حصول الجرائم والإبادة الجماعية عن جدوى التغني بذات الشعارات التي فشلت بأن تترجم على أرض الواقع، وأنت تعلم كضحية أنه باستطاعة حليفك أن يناصرك بشكل يمنع إبادتك ولا يفعل، فهذا يُفهم لدى المؤسسة الصهيونية ويترجم بالاستفراد الماثل أمامنا في غزة وبقية فلسطين، وعليه يبرز الوجه الآخر للنتائج المترتبة عن الجرائم، وعن حالة الخذلان والنفاق الدولي والعربي للفلسطينيين كعنصر يراكم على ما سبقه.

والقضية الفلسطينية وجرائم الإبادة الصهيونية بحق شعبها، ليست عالة إنسانية تستدر العطف، هي واقع تثويري نضالي لمستعمر استيطاني احلالي، مقاومته ستستمر، ونهايته محتومة بمنطق المصير الطبيعي لكل قوى الاحتلال والاستعمار في التاريخ.

أخيرا، لا عجب إطلاقا أن تكون قضية وقف جرائم الإبادة في غزة، شعارا عربيا جافا غير مصحوب بأي سلوك عربي دبلوماسي وسياسي وأمني يمنح مصداقية لكل الادعاءات المرتبطة بالجهود والتحرك الذي تطلقه بيانات رئاسية عربية ومن زيارات خارجيتها لتفخيم جهودها، بينما القضية المهيمنة أساسا أن هناك استفرادا صهيونيا قد تم بالفعل في غزة على مرأى ومسمع عربي محيط بغزة وفلسطين، وتفسير ذلك ما ورد أعلاه لفحوى الجهد العربي الذي تُستشف منه حقائق الاستفراد الصهيوني بغزة وبجرأته على استمرار ارتكاب الجرائم، وهو مؤشر عميق أيضا على من تعلق بأهداب أملٍ على نصرة غزة وقد أصبح سرابا بعد إكمال المجرم مذبحته وقد اندحرت أمامه كل شعارات النفاق الغربي والعربي.

x.com/nizar_sahli

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الإبادة المقاومة الاحتلال غزة الاحتلال المقاومة الإبادة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك صحافة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جرائم الإبادة أن هناک فی غزة

إقرأ أيضاً:

الغارديان: دعوة البابا للتحقيق في الإبادة الجماعية بغزة تعكس تصاعد التدقيق العالمي

قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن دعوة بابا الفاتيكان البابا فرانسيس للتحقيق في جرائم الحرب التي ترتكب في قطاع غزة تعكس تزايد التدقيق العالمي على الصراع المستمر، لكنها أشارت إلى أن المحاسبة الحقيقية لا تزال بعيدة المنال.

وأضافت الصحيفة، في افتتاحية جديدة، أن دعوة البابا جاءت بعد ضربة جوية إسرائيلية استهدفت مجمعا سكنيا في شمال غزة، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 30 شخصا.

وأوضحت أن البابا دعا، للمرة الأولى، إلى النظر في احتمال وقوع "إبادة جماعية" خلال هذا النزاع الذي اشتعل في السابع من تشرين الأول /أكتوبر عام 2023، مشيرة إلى أن "عدد القتلى المذهل في غزة يشدد على الحاجة للتحقيق".

وأشارت "الغارديان" إلى أن "عدد القتلى الفلسطينيين في غزة، والذي يقدر بـ 44,000 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، يبرز مدى إلحاح الدعوة إلى المحاسبة". ولفتت إلى أن التدقيق القانوني يتطلب الوصول إلى غزة، وهو ما لم يتحقق حتى الآن بسبب إغلاق القطاع لأكثر من 13 شهرا، رغم دعوات محكمة العدل الدولية للسماح بدخول فرق تحقيق.


وأوضحت الصحيفة أن البابا لم يصدر حكما قانونيا بشأن تصنيف ما يحدث كإبادة جماعية، لكن جهات أخرى كانت أقل تحفظا. فقد ذكرت لجنة أممية الأسبوع الماضي أن الإجراءات الإسرائيلية في غزة تتماشى مع تعريف الإبادة الجماعية، مشيرة إلى القتل الواسع للمدنيين وفرض ظروف قاسية بشكل متعمد على الفلسطينيين.

ومع ذلك، شددت الغارديان على أن مثل هذه التصريحات قد تزيد من توتر العلاقات الدولية وتثير غضب دولة الاحتلال الإسرائيلي.

ولفتت الصحيفة إلى أن "العديد من الإسرائيليين يرفضون وصف ما يحدث في غزة بأنه إبادة جماعية"، مشيرة  إلى أن "وسائل الإعلام الإسرائيلية، وفقا للأمم المتحدة، قللت من عدد القتلى المدنيين في غزة، حيث ذكرت أن العدد لا يتجاوز 1000، منهم أقل من 50 طفلا، وهو ما يحجب الصورة الأوسع لحجم المأساة".

وفي السياق، ذكرت "الغارديان" أن منظمة "هيومن رايتس ووتش" اتهمت الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع الماضي بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مشيرة إلى التهجير العنيف والمنظم للفلسطينيين، محذرة من أن استمرار هذه السياسات سيؤدي إلى تطهير عرقي.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى تقرير نشرته صحيفة "هآرتس الإسرائيلية" عن خطط جيش الاحتلال الإسرائيلي لتحويل قطاع غزة إلى مناطق محتلة تخضع لإدارة عسكرية، وسط تقارير عن مجاعة متعمدة تفاقم الوضع الإنساني الكارثي.

وبحسب "الغارديان"، فإن تصعيد الحرب الإسرائيلية "عزز مواقف العرب وإيران حول القضية الفلسطينية، وهو ما كان مستحيلا في ظل إدارة ترامب الأولى".

كما شددت على أن "فشل الولايات المتحدة، المورد الرئيسي للأسلحة لإسرائيل، في فرض وقف لإطلاق النار أو التوصل إلى صفقة تبادل أسرى، يعكس ضعف تأثير إدارة بايدن".


وأوضحت الصحيفة أن "التوجهات اليمينية في الحكومة الإسرائيلية، بقيادة بتسلئيل سموتريتش، تسعى لاستغلال الوضع لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، وسط دعوات أوروبية لفرض عقوبات على المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية".

حذرت الصحيفة من أن "عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى السلطة قد تعقد الأمور بشكل أكبر للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء"، مشيرة إلى أن "تعييناته المبكرة تعكس عدم وجود أفق لدعم القضية الفلسطينية، بينما يواجه الإسرائيليون الذين يعارضون احتلال الأراضي الفلسطينية مستقبلا غامضا".

واختتمت "الغارديان" افتتاحيتها، بالتأكيد على أن "إرث الرئيس الأمريكي جو بايدن في الشرق الأوسط قد يُذكر باعتباره فشلا في دعم المبادئ الأساسية للنظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة"، لافتة إلى أن "استمرار الحروب الإسرائيلية المتواصلة يقوض هذه المبادئ، ما يزيد من تعقيد الوضع في المنطقة".

مقالات مشابهة

  • الإعلام الحكومي: 4 مجازر بغزة راح ضحيتها 112 شهيدًا وأكثر من 120 جريحًا
  • حماس: المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في بيت لاهيا نتيجة للفيتو الأمريكي
  • ساندرز ينتقد الإبادة بغزة ويدعو بايدن لوقف تزويد إسرائيل بالأسلحة
  • البرلمان العربي يدين تهديدات كيان الاحتلال الصهيوني بضرب العراق
  • الغارديان: دعوة البابا للتحقيق في الإبادة الجماعية بغزة تعكس تصاعد التدقيق العالمي
  • استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين في قصف للعدو الصهيوني على مناطق متفرقة في قطاع غزة
  • البرلمان العربي يدعم مبدأ الصين الواحدة ويثمن موقفها الداعم لحقوق الفلسطينيين
  • البابا فرنسيس يدعو للتحقيق في الإبادة الجماعية بغزة
  • أردوغان يدعو لوقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة
  • مع تفاقم الإبادة.. أردوغان يجدد دعوته لوقف إطلاق النار بغزة