بزنس إنسايدر: مساعي خصوم أمريكا لطردها من الشرق الأوسط تحمي تنظيم الدولة
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
ظلت عمليات مكافحة الإرهاب والتخلص من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية على مدار سنوات هي المخاوف الرئيسية للقوات الأمريكية المنتشرة في سوريا، لكن مهمة الجيش الأمريكي باتت مهددة فى الوقت الحالي من قبل الخصوم الإقليميين وفي مقدمتهم روسيا وإيران.
وفي مقال نشره موقع بزنس انسايدر وترجمه الخليج الجديد تناول الكاتب "جيك إبستين" دور روسيا وإيران بالتعاون مع الحكومة السورية الهادف لطرد القوات الأمريكية من البلاد في جهد قسري ومنهجي.
وذكر إبستين أن تلك الحملة متعددة الأوجه تعرض القوات الأمريكية للخطر، وتهدد مصالح واشنطن بالمنطقة، كما تتدخل بشكل مباشر في القتال الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تهديد تنظيم الدولة المتزايد، وهو الأمر الذي يثير مخاوف المسؤولين في واشنطن.
اقرأ أيضاً
تنظيم داعش يعلن مقتل زعيمه أبو الحسين القرشي
عدة طرق
وأوضح إبستين أن هناك عدة طرق يعمل بها الخصوم الثللاثة لواشنطن في المنطقة بشكل فردي وجماعي لممارسة الضغط على القوات الأمريكية في سوريا وتشمل هذه الإجراءات تعبئة القوات، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، والتحرش بالطائرات، وتنفيذ عمليات تضليل.
واستشهد الكاتب بتحليلات خبراء أشارت إلي أن إيران وروسيا والنظام السوري لديهم مصلحة مشتركة في إخراج القوات الأمريكية من سوريا، وأن الدول الثلاث "اتفقت على إجراءاتها لتحقيق هذا الهدف" منذ شهور.
وتنشر الولايات المتحدة حوالي 900 جندي في البلاد كجزء من تحالف دولي يعمل مع قوات سوريا الديمقراطية المحلية لتنفيذ مهام مكافحة الإرهاب ضد تنظيم الدولة، لكن اصبح عليها الآن بعدد القوات المذكور مواجهة 3 لاعبين يحاولون طردها من المنطقة.
ماذا تفعل روسيا وإيران وسوريا؟
حاولت إيران منذ فترة طويلة إخراج القوات الأمريكية من سوريا والعراق، وزادت هذه الرغبة فقط في عام 2020 بعد أن اغتالت واشنطن قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
دعماً لهذه المهمة، اشتبكت الميليشيات المدعومة من إيران بشكل روتيني مع القوات الأمريكية في تبادل لإطلاق النار، حيث أطلقت الميليشيات الصواريخ وطائرات بدون طيار على الأفراد الأمريكيين وردت الولايات المتحدة بضربات جوية. حدث التصعيد الأخير، في وقت سابق من هذا العام بعد أن ضربت طائرة إيرانية بدون طيار قاعدة للتحالف في سوريا، مما أدى إلى رد أمريكي قوي.
وفي حين تتواصل استراتيجية إيران منذ سنوات، فإن التنسيق بين الدول الثلاث للإطاحة بالولايات المتحدة انطلق بالفعل في أواخر عام 2022، ومنذ ذلك الحين، عززت روسيا وإيران العلاقات مع الحكومة السورية في إطار سعيها لاستعادة وجودها الدبلوماسي مع بقية المنطقة وفي الوقت الذي تسعى فيه موسكو وطهران إلى زيادة نفوذهما في البلاد.
ورأي الكاتب أن تصاعد العدوان الروسي ضد القوات الأمريكية في سوريا بمثابة تعويض عن انخفاض القدرات الروسية في البلاد، وهو رد على الدعم الأمريكي لأوكرانيا" بينما كانت روسيا قد أوقفت بعض الجهود الإيرانية لطرد القوات الأمريكية من سوريا سابقا.
وأشار إبستين إلي أن التنسيق أصبح واضحا بشكل خاص في الأسابيع الأخيرة. مستشهدا بتوجيه كل من إيران وسوريا الميليشيات والعناصر المقاتلة إلى خط الاتصال مع قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الولايات المتحدة، ووسعت روسيا من تبادل المعلومات الاستخباراتية مع طهران.
اقرأ أيضاً
الولايات المتحدة تعلن مقتل زعيم تنظيم داعش في غارة شرقي سوريا
وعقب أن هذه التعبئة أسفرت بالفعل عن وقوع اشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية والقوات الموالية للحكومة السورية، وتوقع إبستين نشوب صراع أوسع يشمل الولايات المتحدة.
في غضون ذلك، زعمت الدول الثلاث أيضًا، دون دليل، أن الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية تخطط لمهاجمة الأراضي التي يسيطر عليها النظام، كجزء من عملية إعلامية تهدف إلى نشر شائعات كاذبة حول عدوان التحالف.
وسط هذه التطورات الإشكالية، قامت الطائرات المقاتلة الروسية بشكل روتيني بمضايقة الطائرات العسكرية الأمريكية بدون طيار في مهام مكافحة الإرهاب فوق سوريا طوال شهر يوليو/تموز.
وفيما انتقد المسؤولين الأمريكيين الطيارين الروس بسبب تصرفهم المتهور وغير المهنية، لكن الخبراء يقولون إن الكرملين ربما وجه هذه الحوادث لدعم إيران في هدفها العام المتمثل في طرد الولايات المتحدة من المنطقة.التأثير على مكافحة الإرهاب
مع توجيه كل من إيران وروسيا وسوريا الكثير من جهودهم لجعل الوجود صعبا على الولايات المتحدة وحلفائها في سوريا، كان هناك قدر أقل من الموارد المخصصة لما يعتقد الخبراء أنه "دليل كبير على تهديد تنظيم الدولة المتزايد" في البلاد .
وأضاف الكاتب أن إيران وروسيا والنظام السوري يعطون أولوية أقل لعمليات مكافحة تنظيم الدولة بينما يحشدون القوات في شرق سوريا، وهو ما يوفر على الأرجح للتنظيم المجال لتنمية قدراتها والراحة والتجديد على المدى الطويل. وينتقد الأمريكان الدور الروسي ويعتبرونه نوعا من الحماية للتنظيم الإرهابي.
اقرأ أيضاً
أمريكا ومعضلة ما بعد "داعش"
المصدر | جيك إبستين/ بزنس انسايدر - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: داعش سوريا روسيا الإرهاب واشنطن القوات الأمریکیة من الولایات المتحدة مکافحة الإرهاب روسیا وإیران تنظیم الدولة فی البلاد فی سوریا
إقرأ أيضاً:
مجددًا .. أمريكا تمهد للاعتراف بـ”هزيمتها” أمام القوات المسلحة اليمنية
يمانيون – متابعات
لم يمضِ أسبوع على إعلان القوات المسلحة اليمنية استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “إبراهام لينكولن”، حتى أعلن البنتاغون مغادرتها منطقة الشرق الأوسط، في خطوة تعزز مصداقية ما أعلنته القوات اليمنية حول نجاح العملية.
وأشارت تقارير إلى أن الحاملة ابتعدت عن موقع تمركزها السابق في البحر العربي باتجاه عمق المحيط الهندي، ما يدعم احتمالية تعرضها لأضرار تعيق استمرار مهامها في المنطقة.
هذه الواقعة تكرّر ما حدث سابقًا مع حاملة الطائرات الأمريكية “أيزنهاور”، التي غادرت الشرق الأوسط في يونيو الماضي بعد استهدافها بعملية مشابهة نفذتها القوات المسلحة اليمنية، ما يعكس التنامي اللافت لقدرات الأخيرة.
مغادرة مفاجئة ودون تفسير
وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت، مساء الثلاثاء، مغادرة “لينكولن” للمنطقة دون ذكر الأسباب. في المقابل، نقل المعهد البحري الأمريكي أن الحاملة دخلت منطقة الأسطول السابع الأمريكي، تاركة الشرق الأوسط للمرة الثانية بدون حاملة طائرات خلال أكثر من عام.
اعتراف ضمني بالهزيمة؟
مغادرة الحاملة تأتي بعد هجوم وصفته القوات المسلحة اليمنية بـ”العملية الاستباقية”، التي أحبطت خططًا أمريكية لاستهداف اليمن.
محللون وصفوا هذا التطور بأنه مؤشر على هزيمة جديدة تلقتها الولايات المتحدة، قد تعترف بها لاحقًا ولو بشكل غير رسمي، خاصة أن وسائل إعلام أمريكية بدأت تتناول الموضوع.
القدرات اليمنية تصدم البنتاغون
نقل موقع “أكسيوس” الأمريكي عن مسؤولين في البنتاغون دهشتهم من التطور الكبير في قدرات القوات المسلحة اليمنية، ووصف أسلحتها بـ”المخيفة”.
وأكد وكيل وزارة الدفاع للاستحواذ والاستدامة بيل لابلانتي، في قمة دفاعية عقدت بواشنطن، أن القوات اليمنية أظهرت تطورًا مذهلًا في تقنيات الصواريخ، مضيفًا:
> “ما رأيناه في الأشهر الستة الماضية هو شيء مختلف تمامًا – أنا مصدوم”.
هذا التصريح يعكس مدى فشل القوات الأمريكية في التصدي للهجمات اليمنية، التي وصفها الموقع بأنها باتت أكثر دقة وتأثيرًا، ما دفع واشنطن إلى اتخاذ خطوات انسحابية تخفف من خسائرها وتجنبها هجمات مستقبلية.
رسالة واضحة للمنطقة
انسحاب “لينكولن”، وفق مراقبين، يشكل اعترافًا فعليًا بالهزيمة أمام القوات المسلحة اليمنية ويؤكد صعوبة الموقف الأمريكي في التصدي لتصعيد العمليات اليمنية، التي جاءت ردًا على التدخلات والهجمات الأمريكية في البلاد.
—————————————————
عبدالله محيي الدين