ظلت عمليات مكافحة الإرهاب والتخلص من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية على مدار سنوات هي المخاوف الرئيسية للقوات الأمريكية المنتشرة في سوريا، لكن مهمة الجيش الأمريكي باتت مهددة فى الوقت الحالي من قبل الخصوم الإقليميين وفي مقدمتهم روسيا وإيران. 

وفي مقال نشره موقع بزنس انسايدر وترجمه الخليج الجديد تناول الكاتب "جيك إبستين" دور روسيا وإيران بالتعاون مع الحكومة السورية الهادف لطرد القوات الأمريكية من البلاد في جهد قسري ومنهجي.

وذكر إبستين أن تلك الحملة متعددة الأوجه تعرض القوات الأمريكية للخطر، وتهدد مصالح واشنطن بالمنطقة، كما تتدخل بشكل مباشر في القتال الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تهديد تنظيم الدولة المتزايد، وهو الأمر الذي يثير مخاوف المسؤولين في واشنطن.

اقرأ أيضاً

تنظيم داعش يعلن مقتل زعيمه أبو الحسين القرشي

عدة طرق

وأوضح إبستين أن هناك عدة طرق يعمل بها الخصوم الثللاثة لواشنطن في المنطقة بشكل فردي وجماعي لممارسة الضغط على القوات الأمريكية في سوريا وتشمل هذه الإجراءات تعبئة القوات، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، والتحرش بالطائرات، وتنفيذ عمليات تضليل.

واستشهد الكاتب بتحليلات خبراء أشارت إلي أن إيران وروسيا والنظام السوري لديهم مصلحة مشتركة في إخراج  القوات الأمريكية من سوريا، وأن الدول الثلاث "اتفقت على إجراءاتها لتحقيق هذا الهدف" منذ شهور.

وتنشر الولايات المتحدة حوالي 900 جندي في البلاد كجزء من تحالف دولي يعمل مع قوات سوريا الديمقراطية المحلية لتنفيذ مهام مكافحة الإرهاب ضد تنظيم الدولة، لكن اصبح عليها الآن بعدد القوات المذكور مواجهة  3 لاعبين يحاولون طردها من المنطقة.

ماذا تفعل روسيا وإيران وسوريا؟

حاولت إيران منذ فترة طويلة إخراج القوات الأمريكية من سوريا والعراق، وزادت هذه الرغبة فقط في عام 2020 بعد أن اغتالت واشنطن قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

دعماً لهذه المهمة، اشتبكت الميليشيات المدعومة من إيران بشكل روتيني مع القوات الأمريكية في تبادل لإطلاق النار، حيث أطلقت الميليشيات الصواريخ وطائرات بدون طيار على الأفراد الأمريكيين وردت الولايات المتحدة بضربات جوية. حدث التصعيد الأخير، في وقت سابق من هذا العام بعد أن ضربت طائرة إيرانية بدون طيار قاعدة للتحالف في سوريا، مما أدى إلى رد أمريكي قوي.

وفي حين تتواصل استراتيجية إيران منذ سنوات، فإن التنسيق بين الدول الثلاث للإطاحة بالولايات المتحدة انطلق بالفعل في أواخر عام 2022، ومنذ ذلك الحين، عززت روسيا وإيران العلاقات مع الحكومة السورية في إطار سعيها لاستعادة وجودها الدبلوماسي مع بقية المنطقة وفي الوقت الذي تسعى فيه موسكو وطهران إلى زيادة نفوذهما في البلاد.

ورأي الكاتب أن تصاعد العدوان الروسي ضد القوات الأمريكية في سوريا بمثابة  تعويض عن انخفاض القدرات الروسية في البلاد، وهو رد على الدعم الأمريكي لأوكرانيا" بينما كانت روسيا قد أوقفت بعض الجهود الإيرانية لطرد القوات الأمريكية من سوريا سابقا.

وأشار إبستين إلي أن التنسيق أصبح واضحا بشكل خاص في الأسابيع الأخيرة. مستشهدا بتوجيه كل من إيران وسوريا الميليشيات والعناصر المقاتلة إلى خط الاتصال مع قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الولايات المتحدة، ووسعت روسيا من تبادل المعلومات الاستخباراتية مع طهران.

اقرأ أيضاً

الولايات المتحدة تعلن مقتل زعيم تنظيم داعش في غارة شرقي سوريا

وعقب أن هذه التعبئة أسفرت بالفعل عن وقوع اشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية والقوات الموالية للحكومة السورية، وتوقع إبستين  نشوب صراع أوسع يشمل الولايات المتحدة.

في غضون ذلك، زعمت الدول الثلاث أيضًا، دون دليل، أن الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية تخطط لمهاجمة الأراضي التي يسيطر عليها النظام، كجزء من عملية إعلامية تهدف إلى نشر شائعات كاذبة حول عدوان التحالف.

وسط هذه التطورات الإشكالية، قامت الطائرات المقاتلة الروسية بشكل روتيني بمضايقة الطائرات العسكرية الأمريكية بدون طيار في مهام مكافحة الإرهاب فوق سوريا طوال شهر يوليو/تموز.

وفيما انتقد المسؤولين الأمريكيين  الطيارين الروس بسبب تصرفهم المتهور وغير المهنية، لكن الخبراء يقولون إن الكرملين ربما وجه هذه الحوادث لدعم إيران في هدفها العام المتمثل في طرد الولايات المتحدة من المنطقة.التأثير على مكافحة الإرهاب

مع توجيه كل من إيران وروسيا وسوريا الكثير من جهودهم لجعل الوجود صعبا على الولايات المتحدة وحلفائها في سوريا، كان هناك قدر أقل من الموارد المخصصة لما يعتقد الخبراء أنه "دليل كبير على تهديد تنظيم الدولة المتزايد" في البلاد .

وأضاف الكاتب أن إيران وروسيا والنظام السوري يعطون أولوية أقل لعمليات مكافحة تنظيم الدولة بينما يحشدون القوات في شرق سوريا، وهو ما يوفر على الأرجح للتنظيم المجال لتنمية قدراتها والراحة والتجديد على المدى الطويل. وينتقد الأمريكان الدور الروسي ويعتبرونه نوعا من الحماية للتنظيم الإرهابي.

اقرأ أيضاً

أمريكا ومعضلة ما بعد "داعش"

المصدر | جيك إبستين/ بزنس انسايدر - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: داعش سوريا روسيا الإرهاب واشنطن القوات الأمریکیة من الولایات المتحدة مکافحة الإرهاب روسیا وإیران تنظیم الدولة فی البلاد فی سوریا

إقرأ أيضاً:

روسيا تشن هجوم صاروخي كبير على أوكرانيا بعد قطع الولايات المتحدة المساعدات العسكرية

مارس 7, 2025آخر تحديث: مارس 7, 2025

المستقلة/- ألحقت القوات الروسية أضرارا بالبنية التحتية للطاقة والغاز الأوكرانية خلال الليل في أول هجوم صاروخي كبير لها منذ أوقفت الولايات المتحدة تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، مما زاد الضغوط على كييف بينما يسعى الرئيس دونالد ترامب إلى نهاية سريعة للحرب.

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يسعى إلى تعزيز الدعم الغربي لبلاده بعد التحول الدبلوماسي لترامب نحو موسكو، إلى هدنة تشمل الجو والبحر، ولكن ليس القوات البرية – وهي الفكرة التي اقترحتها فرنسا أولاً.

وقال زيلينسكي على تطبيق تليجرام، رداً على الهجوم الصاروخي الذي وقع خلال الليل: “يجب أن تكون الخطوات الأولى لإرساء السلام الحقيقي هي إجبار المصدر الوحيد لهذه الحرب، روسيا، على وقف مثل هذه الهجمات”.

وقال سلاح الجو الأوكراني إن روسيا أطلقت وابل من 67 صاروخ و194 طائرة بدون طيار في الهجوم الذي وقع خلال الليل، مضيفا أنه أسقط 34 صاروخا و100 طائرة بدون طيار.

وأبلغ مسؤولون إقليميون من مدينة خاركيف في شمال شرق البلاد إلى مدينة تيرنوبل الغربية عن أضرار في الطاقة والبنية التحتية الأخرى. وقال مسؤولون إن ثمانية أشخاص أصيبوا في خاركوف وأصيب اثنان آخران، بينهما طفل، في بولتافا.

وقال وزير الطاقة جيرمان جالوشينكو “تواصل روسيا إرهابها في مجال الطاقة. مرة أخرى تعرضت البنية التحتية للطاقة والغاز في مناطق مختلفة من أوكرانيا لنيران صاروخية وطائرات بدون طيار”.

تستهدف روسيا المدن والبلدات الأوكرانية البعيدة عن خطوط المواجهة كل ليلة بطائرات بدون طيار، لكن هجوم يوم الجمعة كان أول هجوم واسع النطاق منذ تعليق المساعدات العسكرية والاستخباراتية الأمريكية هذا الأسبوع.

انزلقت علاقات أوكرانيا مع الولايات المتحدة التي كانت في السابق حليفتها الأكثر أهمية، إلى أزمة منذ تصادم زيلينسكي مع ترامب في المكتب البيضاوي يوم الجمعة الماضي أمام كاميرات التلفزيون العالمية.

وقال ترامب بعد ذلك إن زيلينسكي – الذي وصفه بالفعل بأنه “دكتاتور” – كان عقبة أمام رؤيته لإحلال السلام في أوكرانيا.

وفي محاولة لإصلاح الأمور، قال زيلينسكي يوم الثلاثاء إن كييف مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن والعمل تحت قيادة ترامب، واصفًا الطريقة التي سارت بها الأمور في واشنطن بأنها “مؤسفة”.

وفي إشارة أخرى إلى إعادة التواصل مع الولايات المتحدة، قال زيلينسكي في وقت متأخر من يوم الخميس إنه سيسافر إلى المملكة العربية السعودية يوم الاثنين المقبل لعقد اجتماع مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قبل المحادثات هناك في وقت لاحق من الأسبوع بين المسؤولين الأميركيين والأوكرانيين.

وقال المبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، الذي أجرى بالفعل محادثات مكثفة مع المسؤولين الروس، إنه يجري مناقشات مع أوكرانيا بشأن إطار اتفاق سلام لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات وأكد أنه من المقرر عقد اجتماع الأسبوع المقبل مع الأوكرانيين في المملكة العربية السعودية.

مقالات مشابهة

  • مفاجأة كبيرة.. أمريكا تحمي روسيا برفض مراقبة أسطول الظل الروسي
  • المملكة ترحب باستضافة اللقاء المقرر بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا
  • مخاوف حول تنظيم كأس العالم 2026.. ما الصعوبات التي ستواجهها أمريكا؟
  • ترامب: الولايات المتحدة لن تحمي إلا حلفاءها الذين يدفعون فواتيرهم
  • روسيا تشن هجوم صاروخي كبير على أوكرانيا بعد قطع الولايات المتحدة المساعدات العسكرية
  • أسعار البيض في G20.. أرخصها في روسيا وأغلاها في الولايات المتحدة
  • السعودية تستضيف لقاء بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا
  • المملكة ترحب باستضافة اللقاء المقرر بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا في جدة الأسبوع المقبل
  • اكتمال وصول مجموعة القوات الجوية إلى قاعدة نلس الجوية في الولايات المتحدة
  • «صوت أمريكا»: هل تستطيع أوروبا تسليح أوكرانيا بعد أن أوقفت الولايات المتحدة المساعدات العسكرية؟