تبعات ضربة “تل أبيب” تطال المشهد السياسي داخل الكيان الصهيوني
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
يمانيون/ تقارير
في زمن تتعرض فيه القضية الفلسطينية لأبشع إبادة، يظهر الموقف اليمني من القضية أكثر قوة وثباتًا.
إن دعم اليمن لفلسطين يعكس الالتزام المبدئي بالقيم الدينية والإنسانية والأخلاقية، خصوصا، في الوقت الذي تتسم فيه مواقف العديد من الدول العربية والإسلامية بالتردد أو السلبية أمام الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني.
هنا، يطهر الموقف اليمني قويا ومشرفا، لا يجعله رمزًا للصمود والتضامن مع قضايا الأمة المصيرية فحسب، وإنما يؤكد أهمية الوحدة العربية والإسلامية في مواجهة التحديات.
ويكفي اليمن فخرا، أن الصاروخ اليمني فرط الصوتي الذي انفجر في يافا، في الأراضي المحتلة، فضلا عما أحدثه من زلزال عسكري سياسي في الكيان الصهيوني، حيث أثار حالة من الفوضى والارتباك السياسي بين ما يسمى ” الحكومة الإسرائيلية” برئاسة “بنيامين نتنياهو” والمعارضة. هذا الحدث لم يكن مجرد تصعيد عسكري، بل كان بمثابة جرس إنذار يعكس هشاشة الوضع الأمني في المنطقة ويعزز من حالة القلق بين المستوطنين الصهاينة.
الاضطرابات السياسية التي تلت هذا الهجوم تعكس انقسامًا عميقًا في المجتمع الصهيوني. فقد استغلت المعارضة هذا الحدث لتوجيه انتقادات حادة لنتنياهو، متهمة إياه بالفشل في ضمان الأمن القومي. في المقابل، يسعى نتنياهو إلى تعزيز موقفه من خلال التأكيد على ضرورة “الوحدة الوطنية” في مواجهة التهديدات الخارجية.
انقسام داخل الكيان
في هذا السياق هاجم رئيس ما يسمى بـ”حزب العمل” الصهيوني المعارض يائير غولان رئيس”حكومة” الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو.. واصفا إياها “بحكومة الصفر الفاشلة التي تجر البلاد إلى حرب أبدية”.
ودعا غولان -في منشور له عبر منصة إكس- الصهاينة للتظاهر كل يوم.. معتبرا أن الضغط الشعبي المتواصل فقط هو الذي سيسقط “الحكومة”. وقال: “مرة أخرى، تلقينا هذا الصباح تذكيرا لحكومة اليمين وفشلها المستمر”. وأضاف: “بدلا من إغلاق جبهات القتال، تجرنا حكومة الصفر إلى حرب إلى الأبد، وإلى صراع داخلي إلى الأبد، وإلى الهاوية”.
من جانبه، قال حزب “هناك مستقبل” الصهيوني برئاسة زعيم المعارضة يائير لبيد: إن “دولة طبيعية لا تستيقظ على حادثة سقوط صاروخ أرض-أرض على أراضيها يُطلق من اليمن”.. داعياً ما وصفها بحكومة الكوارث الوطنية إلى الاستقالة.
كما يتزايد السخط الإسرائيلي والإحباط لدى مستوطني الجليل والجولان بسبب التمييز الذي تعتمده “الحكومة” الإسرائيلية، وذلك على خلفية طريقة تعاطي “جيش” العدو والساسة هناك مع وابل الصواريخ والمسيّرات التي تُطلق على الشمال وبين ردة الفعل تجاه الصاروخ اليمني الذي سقط في الوسط.
وعبّر مستوطنو الشمال عن إحباطهم العميق لعدم الاهتمام بوضعهم: “هناك منطقة كاملة تتخلى عنها إسرائيل”، وأكدوا وجود حقيقة واحدة وهي أن “هناك دماء أقل قيمة”.
وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس الجولان الإقليمي، أوري كالنر: “صفارات الإنذار في الوسط هي مثال صغير لكيف هي حياة الآلاف في الشمال”، ولكن المفارقة أنّ “هكذا تبدو حياتنا في الشمال كل يوم، منذ عام كامل، ليس مرة واحدة كل بضعة أشهر”.
على ذات الصعيد صرح عضو “الكنيست” الصهيوني من “حزب العمل”، “ميراف ميخائيلي”: “الوضع الأمني في البلاد يتدهور بشكل متسارع، وهذا الهجوم هو دليل واضح على أن الحكومة لا تملك خطة فعالة لمواجهة التهديدات.”
وانتقدت زعيمة “حزب ميرتس”، “تمار زاندبرغ”، “حكومة” الكيان قائلة: “نتنياهو يستغل هذه الأزمات لتعزيز سلطته، بينما يتجاهل احتياجات المواطنين الحقيقية. يجب أن تكون الأولوية للأمن وليس للسياسة.”
وأشار زعيم حزب “أزرق أبيض”، “بيني غانتس”، إلى أن “هذا الهجوم يضر بصورة إسرائيل في المجتمع الدولي، ويظهر ضعف الحكومة في التعامل مع التهديدات.” ودعا أعضاء من “المعارضة” إلى فتح تحقيق في كيفية حدوث هذا الهجوم، حيث قال عضو “الكنيست” الصهيوني، “عومر بار ليف”: “يجب أن نعرف كيف تمكن هذا الصاروخ من الوصول إلى يافا، ومن المسؤول عن هذا الإخفاق.”
سخط المستوطنون الصهاينة
وفيما يتعلق بردود الفعل في الشارع “الإسرائيلي” على الأحداث الأخيرة، وعلى وجه الخصوص، انفجار الصاروخ اليمني فرط الصوتي في يافا، كانت متنوعة وتعكس مشاعر القلق والغضب، فقد عبر العديد من المستوطنين الصهاينة عن قلقهم من تدهور الوضع الأمني، حيث قال أحد الصهاينة في يافا: “لم نشعر بهذا القدر من الخوف منذ سنوات. يجب على الحكومة أن تفعل شيئًا لحماية أرواحنا.
وشهدت بعض المدن في الكيان الصهيوني مظاهرات تطالب باستقالة “الحكومة”، حيث رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: “الأمن أولاً، استقالة نتنياهو الآن!”، مما يعكس استياءهم من “الأداء الحكومي”.
وأشار البعض إلى أن الهجوم أثر على حياتهم اليومية، حيث قال أحد أصحاب المحلات: “الناس يتجنبون الخروج، وهذا يؤثر على أعمالنا. نحن بحاجة إلى استعادة الشعور بالأمان.”
كما شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلاً كبيرًا، حيث تداول المستخدمون مقاطع فيديو وصور من الحادث، مع تعليقات تتراوح بين الغضب والدعوات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة.
وأظهرت استطلاعات الرأي أن نسبة كبيرة من الصهاينة يشعرون بعدم الرضا عن أداء ” الحكومة” في التعامل مع التهديدات الأمنية، مما قد يؤثر على مستقبل “الحكومة” الحالية.
الردود في مجملها، أظهرت الشارع “الإسرائيلي” في حالة من القلق وعدم الاستقرار، بل وأثرت على المشهد السياسي والاجتماعي في الكيان إلى درجة أنها أحدثت اضطرابات باتت تفرض إعادة تقييم استراتيجيات الأمن القومي الصهيوني، وقد تفتح المجال لمزيد من الحوار حول الحلول السياسية الممكنة، رغم أن الأفق يبدو ضبابيًا في ظل تصاعد التوترات.
ما يعني- واقعا- أن الصاروخ اليمني نقل الوضع في المنطقة إلى مأزق يفرض على العدو الإسرائيلي والأطراف الدولية الداعمة له التفكير بعمق في العواقب المحتملة، وخاصة أن الاستمرار في التصعيد قد يؤدي إلى نتائج كارثية على المنطقة والعالم بأسره.
تناقض الموقف الأورو-أمريكي
وفي سياق متصل، تبدو المواقف الأمريكية والأوروبية متشابهة في التصريحات التي تدعو في مجملها إلى ضبط النفس والحوار، خاصة عندما يتعلق الأمر بالهجمات التي تأتي من الجانب العربي. في هذه السياقات، يظهر التأكيد المتكرر على ما تسميه حق “إسرائيل” في الدفاع عن نفسها، وهو موقف يتسم بالتناقض الصارخ مع موقف هذه الدول مما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات جسيمة. هذا التوجه يعكس صمتًا مخزيًا من قبل الدول التي تدعي أنها عظمى، والتي من المفترض أن تكون- كما تدعي لنفسها- مسؤولة عن حماية حقوق المدنيين في جميع أنحاء العالم.
إن هذا الموقف لا يعكس فقط انحيازًا واضحًا، بل يكشف أيضًا عن التحديات المعقدة التي تواجهها السياسة الأوروبية تجاه الحروب في “الشرق الأوسط”. فبينما تُعطى الأولوية لحقوق المستوطنين الصهاينة، تُهدر حقوق الفلسطينيين بشكل صارخ. إن هذا التمييز العنصري بين الحقوق المدنية للشعب الفلسطيني لصالح المستوطنين الصهاينة يعكس أزمة أخلاقية عميقة في السياسة الدولية. فبينما تُحفظ ما يسمى بـ”حقوق المستوطنين” المعتدين وتُدعم بشكل غير مشروط فيما يدعى لها من حق في الدفاع عن النفس، تُترك الحقوق المدنية الفلسطينية لتُداس تحت أقدام آلة التوحش الصهيونية، التي تمارس شتى أنواع القتل و التنكيل والتعذيب.
تتجلى هذه الفجوة في المواقف بشكل واضح في ردود الفعل الدولية على الأحداث. فعندما يتعرض الكيان الإسرائيلي لهجوم، تتسارع الدول الغربية لإصدار بيانات تدين الهجوم وتدعو إلى ضبط النفس، بينما تُغض الطرف عن جرائم الإبادة الجماعية الموسومة في القانون والعرف الدولي بجرائم حرب ضد المدنيين التي تُرتكب بحق الفلسطينيين.
إن هذا التناقض في المواقف يعكس عدم التوازن والكيل بمكيالين في التعاطي مع الأحداث، ويعزز من مشاعر الإحباط واليأس لدى الفلسطينيين، الذين يرون أن المجتمع الدولي لا يكترث لمعاناتهم.
علاوة على ذلك، فإن هذا الموقف يعكس أيضًا فشلًا في فهم الديناميات المعقدة للأحداث. فبدلاً من السعي نحو تحقيق ما تدعي إليه من سلام عادل وشامل، تفضل الدول الغربية الحفاظ على الوضع الراهن لسياسة الاستيطان الاسرائيلي، مما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. إن هذا الفشل في اتخاذ موقف أخلاقي واضح يعكس عدم قدرة المجتمع الدولي على إيقاف أطماع السياسات الإسرائيلية.
إن المواقف الأمريكية والأوروبية تجاه العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في شكله الحالي مجرد تعبير عن هدر واضح لما تدعيه من قيم ومبادئ تتعلق بحقوق الإنسان والعدالة. بدليل أن استمرار التمييز العنصري في التعامل مع حقوق الفلسطينيين يزيد من تفاقم أوضاع الشعب الفلسطيني، ويزيد من همجية الكيان الصهيوني.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المستوطنین الصهاینة الکیان الصهیونی الصاروخ الیمنی هذا الهجوم إن هذا التی ت
إقرأ أيضاً:
مناقشات بين تل أبيب وواشنطن لتعزيز ممر بري عبر 3 دول عربية
كشفت وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغف، الاثنين، عن مناقشات مشتركة أجرتها مع نظيرها الأمريكي، تناولت مسألة تعزيز ممر بري عبر ثلاث دول عربية.
وذكرت ريغف في تغريدة عبر منصة "إكس" أن مباحثاتها تناولت أيضا قضية الحوثيين، والهجوم الأمريكي، والتحدي الذي يشكله الحوثيون على صناعة الشحن الدولية.
وأشارت إلى أنها بحثت مع وزير النقل الأمريكي تعزيز الممر البري من الشرق عبر أبو ظبي والسعودية والأردن وصولا إلى "إسرائيل" ومن ثم إلى أوروبا والولايات المتحدة.
לפני מספר דקות שוחחתי עם מזכיר התחבורה האמריקאי שון דאפי.
אחלתי לו בהצלחה בתפקיד והודיתי לו על תמיכת הנשיא טראמפ והעם האמריקאי במדינת ישראל והעמידה הבלתי מתפשרת לצידנו והסיוע בהשבת החטופים.
דנו בסוגיות תחבורתיות המשותפות לנו, בסוגיה החות׳ית, התקיפה האמריקאית והאתגר שהחות׳ים… pic.twitter.com/unIpPqqb1i
يأتي ذلك في ظل تواصل الهجمات الأمريكية على مواقع يمنية، والتي كان أحدثها غارات جوية استهدفت منطقة "العرج" التابعة لمديرية "باجل" في محافظة الحديدة غرب اليمن.
وكانت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" التي تسيطر عليها جماعة الحوثي في اليمن أفادت بوقوع غارتين جويتين في وقت مبكر من الاثنين في منطقة مدينة الحديدة الساحلية التي تبعد نحو 230 كيلومترا عن العاصمة صنعاء.
وفي وقت سابق، قال مسؤول أمريكي، إن مقاتلات الجيش الأمريكي، أسقطت 11 طائرة مسيرة تابعة للحوثيين.
وأضاف المسؤول أن الجيش الأمريكي تعقب صاروخا تابعا للحوثيين، لكن الصاروخ أخفق في التحليق، وسقط في المياه قبالة اليمن، ولم يشكل أي تهديد.
وأعلن المتحدث باسم الحوثيين أن الجماعة استهدفت للمرة الثانية خلالَ 24 ساعةً حاملةَ الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" في شمال البحر الأحمر.
وقال المتحدث إن الجماعة أفشلت هجوما كان يجري التحضير له واضطرت الطائرات الحربية الأمريكية المحلقة إلى العودة.
وأكدت جماعة أنصار الله أنها ردت بالفعل على الهجمات الأمريكية خلال نهاية الأسبوع، مضيفة أن حوالي 18 صاروخًا وطائرة مسيرة أطلقت على حاملة الطائرات الأمريكية، "يو إس إس هاري ترومان".
وأكد مسؤولان أمريكيان لشبكة "سي إن إن" عدم وقوع إصابات أو أضرار، رغم أنه ليس من الواضح ما إذا كان عليهم محاولة اعتراض أيٍ من هذه المقذوفات.
وزعم مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، أنه تم تحييد "عدد كبير من قادة الحوثيين" في غارات جوية أمريكية في اليمن.