خبراء يحذرون: حرب غزة تكبد إسرائيل 10% من اقتصادها
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
تسعى إسرائيل إلى خفض الإنفاق العام بهدف زيادة تمويل الجهد الحربي مع توسع نطاق الحرب لتتجاوز قطاع غزة، وفق الخطط التي قدمها وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش حديثا لموازنة 2025.
لكن صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أشارت إلى أن ثمة انتقادات وُجّهت إلى النفقات الزائدة التي يستفيد منها أنصار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتم حمايتها للحفاظ على الائتلاف الحكومي الحالي، في إشارة إلى ما يعرف "بأموال الائتلاف"، وهو الموقف الذي يراه خبراء ماليون بمنزلة تحذير.
وحسب الصحيفة، فإنه مع تقدير نفقات الحرب حتى الآن بما بين 200 و250 مليار شيكل (54 و68 مليار دولار)، تطمح الموازنة إلى تحقيق التوازن بين المسؤولية المالية وضرورة استمرار تمويل الحرب.
وعلى الرغم من التضخم الحالي عند 3.6% والذي يُنظر إليه على أنه مدفوع بعوامل مرتبطة بالحرب على غزة، فإن الموازنة تتوقع عجزا بنسبة 4% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2025، تراجعا من نسبة 6.6% التي تتوقعها الحكومة لعام 2024، وذلك يتطلب 35 مليار شيكل (9.5 مليارات دولار) في تعديلات الإنفاق، ومن ذلك تجميد معدلات الضرائب والمزايا والأجور.
تأثير اقتصاديونقلت الصحيفة عن أستاذ الاقتصاد في الجامعة العبرية في القدس المحتلة ألون إيزنبرغ قوله إن الحرب لها "تأثير من الدرجة الأولى على الاقتصاد الإسرائيلي، إنها لا تختلف عن حرب الاستقلال الثانية. وبعكس حرب يوم الغفران عام 1973، التي استمرت 3 أسابيع، فإن نهايتها ليست في الأفق".
وقال الأستاذ المساعد المتخصص في التاريخ الاقتصادي والاقتصاد الجزئي التطبيقي في قسم الاقتصاد بالجامعة العبرية ياناي سبيتزر إن الآثار الطويلة الأمد لتكاليف الحرب تنطوي في المقام الأول على خسارة كبيرة للثروة. ومن المرجح أن التكاليف تصل إلى مئات المليارات من الشياكل، أو ما يقرب من 10% من الناتج المحلي الإجمالي السنوي.
وأضاف أن هذا يمثل خسارة كبيرة للثروة التي سيتعين دفعها بطريقة أو بأخرى. فأحد التحديات الرئيسة التي تواجهها الحكومة هو تحديد كيفية توزيع هذا العبء على الجمهور الإسرائيلي، سواء في الأمد القريب أو البعيد، مشيرا إلى أنه إذا تم التعامل مع الأزمة بشكل صحيح، فإنه لن يلحق ضرر بالنمو الاقتصادي في الأمد البعيد.
ونقلت جيروزاليم بوست عن تشين هيرتزوغ، كبير الاقتصاديين في شركة "بي دي أو" (BDO) الاستشارية في المحاسبة العامة والضرائب، قوله إن من المهم فهم السياق الاقتصادي الأوسع بما يتجاوز التكلفة المباشرة للحرب البالغة 250 مليار شيكل (68 مليار دولار).
وأضاف "نشهد انكماشا في نصيب الفرد من الناتج المحلي في 2024. تتوقع الحكومة نموا بنسبة 1.1%، لكن مع زيادة عدد السكان 2%، فإن هذا يترجم إلى نمو بنسبة سالب 1% تقريبا للفرد. يتقلص الناتج المحلي الإجمالي لقطاع الأعمال بشكل أسرع، مع انخفاض يزيد على 5%. زادت الحكومة الإنفاق العسكري الذي يسهم تقنيا في الناتج المحلي الإجمالي، لكن هذا لا يخلق نموا مستداما".
وتابع "نحن بحاجة إلى موازنة لا تتعامل فقط مع التكلفة الاقتصادية المباشرة للحرب لكن أيضا التكاليف غير المباشرة. الاستثمارات آخذة في الانخفاض، والاستثمار الأجنبي المباشر يتراجع، وشهية المستثمرين لتوفير رأس المال لإسرائيل آخذة في الانخفاض، وشركات التصنيف الائتماني تخفض تصنيف الدولة".
وحذر هيرتزوغ من أن إسرائيل تواجه خطر الركود في هذه البيئة الاقتصادية الشاملة.
ومع تقديم موازنة إسرائيل الجديدة، أكد سموتريتش أنه في حين أن زيادة الضرائب ليست مثالية خلال الحرب، فإن الحكومة تخطط لتجميد أجور القطاع العام، ودمج شرائح ضريبة الدخل المنخفضة، وفرض ضرائب على الأرباح المحتجزة للشركات التي كانت معفاة من الضرائب، في محاولة لتجنب زيادة الدين العام.
ترقبوحسب الصحيفة، فإنه بينما يترقب الإسرائيليون أي جزء من المجتمع سوف يخضع لتخفيضات في المزايا أو زيادة الضرائب في موازنة 2025، فإن نتنياهو وسموتريتش مترددان في خفض بنود الموازنة الواضحة، مثل الإعانات المقدمة للحريديم.
وأضافت أن هذا التردد يثير "مخاوف بشأن التزامهما بالاستقرار المالي في الأمد البعيد، وخاصة مع الحاجة إلى تغطية تكاليف الحرب وزيادة الإنفاق الأمني".
ويتفق هيرتزوغ على أن التحديات أعظم كثيرا من تجنب عجز الحكومة وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام، موضحا "قال بنك إسرائيل هذا بالفعل. نحن بحاجة إلى تغيير أولويات كيفية توزيع النفقات والمزايا؛ تحتاج الحكومة إلى إعطاء الأولوية لاستثمارات النمو التي تزيد من المشاركة في قوة العمل. لا نرى هذا في هذه الموازنة، لا تغيير في أولوياتها، يحتاج الاقتصاد إلى تحول كبير لأن إسرائيل اليوم تخاطر بالتضخم والركود".
وقال إن "زيادة الإنفاق العسكري أمر مفروغ منه في هذه اللحظة، لكن السؤال هو: كيف نخفض النفقات غير الضرورية في مجالات أخرى لا تعزز النمو؟ وبصرف النظر عن المخاطر الجيوسياسية والعسكرية، تواجه إسرائيل الآن أيضًا مخاطر اقتصادية. لا تتعلق المرونة الوطنية ببساطة بالقوة العسكرية، بل تتعلق أيضا بالقوة الاقتصادية. وفي ظل الاقتصاد الضعيف، يضعف أمننا القومي أيضًا".
الخدمة العسكريةوبشأن الخدمة العسكرية، نقلت جيروزاليم بوست عن هيرتزوغ قوله "عند إعفاء مجموعات معينة من الخدمة العسكرية أو عدم مساهمتها اقتصاديا، فإن الأمر يصبح قضية أخلاقية واقتصادية. إن توسيع الخدمة العسكرية لتشمل مجموعات لا تشارك حاليا من شأنه أن يزيد من إنتاجية إسرائيل بمقدار 10 مليارات شيكل (2.7 مليار دولار) سنويا، وإلا فإن تمديد الخدمة الاحتياطية العسكرية لأولئك الذين يخدمون بالفعل قد يكلف الاقتصاد 5 مليارات شيكل إضافية سنويا. ومن الناحية الاقتصادية، أصبح من الضروري أن يسهم الجميع في الخدمة العسكرية من دون تمييز".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الناتج المحلی الإجمالی الخدمة العسکریة
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: تحولنا لدولة منبوذة ولبنان حفرة تبتلع وحداتنا العسكرية
سلطت وسائل الإعلام الإسرائيلية الضوء على مستجدات ملف الأسرى في قطاع غزة بعد نشر حركة الجهاد الإسلامي فيديو للأسير الإسرائيلي ساشا تروبنوف، إلى جانب التطورات المتصاعدة في المعارك مع حزب الله بجنوب لبنان.
وفي مقطع الفيديو ناشد تروبنوف الشعب الإسرائيلي قائلا "أريد العودة إلى البيت سليما، وهذا لن يتحقق إلا بالضغط على الحكومة.. أرجوكم، لا تنسوني".
وعلق مراسل الشؤون القضائية في القناة الـ13 باروخ كرا قائلا "قد يعتبر البعض هذا الفيديو جزءا من الحرب النفسية، لكنه أيضا يعكس الواقع المأساوي للأسرى، نقص الطعام، وانعدام الرعاية الصحية، وظروف الاحتجاز الصعبة كلها حقيقية".
وأكد كرا أن الضغط العسكري الإسرائيلي تسبب بمقتل 27 مخطوفا على الأقل خلال العام الأخير، معتبرا أن المطالب الإنسانية الواردة في رسالة الأسير يجب أن تؤخذ على محمل الجد.
وأعرب الرئيس السابق لحركة "السلام الآن" ياريف أوبنهايمر عن قلقه من تحول إسرائيل إلى دولة منبوذة على خلفية الفيديوهات التي ينشرها جنود إسرائيليون وهم يتفاخرون بأفعالهم في غزة.
وقال أوبنهايمر "عندما أريد معرفة ما يجري في غزة أتابع حساب يانون مغال على تويتر، الدمار شامل، السكان يعانون، والجنود ينتهكون القوانين بكل وضوح".
وأضاف أن الإعلام الإسرائيلي يتجنب بث هذه الصور، لكن العالم يراها بوضوح، مما يعزز معاداة السامية عالميا.
وأشار إلى أن استمرار الحرب في غزة لا يمكن تفسيره إلا كجزء من خطة لاحتلال القطاع إلى الأبد، مستشهدا بالتضحية بالمخطوفين والجنود لتحقيق هذه الأهداف.
وعلى صعيد المواجهات مع حزب الله، وصف مراسل القناة الـ13 روعي ينوفيسكي حادثة مقتل 7 جنود إسرائيليين بأنها نتيجة لاشتباك طويل مع مسلحين خلال عملية تطهير لمبنى.
وأشار ينوفيسكي إلى أن الكتيبة 52 من لواء غولاني كانت جزءا من الاشتباك، وهي الكتيبة التي شهدت خسائر فادحة خلال الحرب الحالية.
وفي السياق ذاته، أوضح محلل الشؤون العسكرية يوسي يهوشوع أن لواء غولاني فقد أكثر من 100 جندي منذ بداية الحرب، مما يعكس حجم الخسائر التي تتكبدها القوات الإسرائيلية في الجنوب.
أما القائد السابق للفيلق الشمالي نوعام تيبون فقد وصف الوضع في لبنان بأنه "حفرة تبتلع الوحدات العسكرية"، مضيفا "حذرنا مرارا من الانزلاق في الطين اللبناني، يجب التوصل إلى صفقة مناسبة الآن ونحن في موقف قوة".