:من أغرب انهيارات المنطق التي تتجلي في الدعاية السياسية – منذ 2019 -اتهام من اختلف في تقدير قضية ما بانه اما كوز أو مغفل نافع يخدم الكيزان بقصد أو بغيره.

وهذا يعني أن الجهة التي تستعمل هذا اللا-منطق تعتقد أنها تمتلك الحقيقة وتحتكرها وان كل راي غير ما رات لا ياتي إلا من فاسد في نظرها أو مغفل. هذا عقل شمولي لا يحتمل التعدد ولا يؤمن بامكانية أن يختلف اثنان في التقدير ويظل كلاهما أمين وذكي.

ينسي هذا العقل الشمولي أن يطبق منطقه علي تفكيره واستنتاج اما أنه يدعم الجنجويد والاستعمار أو هو مغفل نافع في خدمتهما. والمنافق حسب الكتب المقدس هو انسان يطبق علي اخرين معايير لا يطبقها علي نفسه.

يستشهد تشومسكي بان من أهم حيل المدافعين عن كل سياسات حكومات اسرائيل وصف كل معارض لتلك السياسات بانه عنصري معاد للسامية ولو كان يهوديا يتهم بانه يهودي كاره لنفسه. وقال أن هكذا تصنيف كاف لتغطية كامل البشرية وأي انسان علي وجه الأرض.

وكذلك الخطاب الشمولي – الذي يقسم كل الخصوم بين كوز ومغفل نافع – يكفي لتغطية كل المختلفين السودانيين فمن صعب اتهامه بالكوزنة يمكن اتهامه بالغفلة النافعة المنبثقة من التكلس الأيديلوجي. إذن كل الشعب السوداني إما علي وفاق مع فكر مقحتن أو هو كوز أو هو ليس بكوز ولكنه مغفل متكلس.

من يعارض الجنجويد ليس بالضرورة في صف الكيزان أو في صف الحكم العسكري. جل من يعارض الجنجويد كان ضد اتفاقيات شراكة الشق المدني مع الجنجويد وجنرالات الجيش. لذلك لا جديد في معارضتهم للجنجويد بعد اندلاع الحرب.

ولو دخل الاخوان الحرب ضد الجنجويد فلا يمكن أتهام الشق الرافض للجنجويد منذ عام 2019 بمساعدة الكيزان وانما الصحيح أن الكيزان غيروا تموقعهم ولا شان لقدامي رافضي الجنجويد بموقف الكيزان لانهم يبنون موقفهم بناء علي ما هو صحيح ولا ينظرون أين يقف الأخوان ليحددوا بعد ذلك الصحيح من الغث.

فوجود ميليشيا في قلب الجسد السياسي – حتي قبل استباحة الجنينة والخرطوم ومنازلها واسرها – قضية مرفوضة بغض النظر عن كون الأخوان معها أو ضدها أو ولدوها أو بيضوها وفقسوها.

معتصم أقرع

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

إيران ترفض اتهامات مجموعة السبع وتصفها بـغير المسؤولة

بغداد اليوم - متابعة

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، اليوم الاحد (16 شباط 2025)، رفض بلاده الكامل للاتهامات التي وجهها وزراء خارجية مجموعة السبع ضد إيران، واصفًا إياها بـ"الادعاءات غير المسؤولة والتي لا أساس لها من الصحة".

وأشار بقائي في بيان صحفي اطلعت عليه "بغداد اليوم"، إلى أن اتهام إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة أمر "سخيف"، مؤكدًا أن عودة الأمن والاستقرار إلى غرب آسيا تتطلب وقف التدخلات الأمريكية والكندية والأوروبية في الشؤون الإقليمية.

وأوضح المتحدث الإيراني أن لبلاده الحق المشروع في الدفاع عن شعبها وسيادتها ضد أي تهديد أو عدوان، مشددًا على أن تطوير القدرات العسكرية والدفاعية يتم وفقًا للقانون الدولي وهو ضرورة استراتيجية.

كما أكد أن القدرات الدفاعية الإيرانية لا تهدف فقط إلى ضمان الأمن القومي، بل تأتي أيضًا في إطار دعم السلام والاستقرار في منطقة غرب آسيا.

وفيما يخص البرنامج النووي الإيراني، نفى بقائي أي شكوك حول طبيعته السلمية، مؤكدًا أنه مصمم وفق الاحتياجات التقنية والصناعية للبلاد، وبما يتماشى مع حقوق إيران والتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي واتفاقية الضمانات الدولية.

وشدد بقائي على أن العائق الوحيد أمام إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط هو "الكيان الصهيوني"، الذي يواصل تطوير أسلحة الدمار الشامل بدعم كامل من دول مجموعة السبع، رغم ارتكابه إبادة جماعية في غزة وتهديده السلام والأمن الدوليين.

وعقد وزراء خارجية مجموعة السبع (G7) اجتماعًا على هامش مؤتمر ميونيخ الأمني أمس، أعقبه إصدار بيان رسمي يدين ما وصفوه بـ "الأنشطة المزعزعة للاستقرار" التي تمارسها إيران.

ووفقًا للبيان، اتهمت دول المجموعة طهران بتسريع تخصيب اليورانيوم دون مبرر مدني مشروع، ودعم التنظيمات المسلحة في الشرق الأوسط والبحر الأحمر، إلى جانب تطوير الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، وانتهاك حقوق الإنسان من خلال قمع المواطنين.

وأكد البيان أن إيران يجب ألا تمتلك سلاحًا نوويًا، مشددًا على ضرورة احترامها لحقوق الإنسان، مشيراً  إلى أن مجموعة السبع سبق أن حذّرت إيران في مارس 2024 من تزويد روسيا بالصواريخ الباليستية، مهددةً بفرض عقوبات موسعة، من بينها حظر رحلات "إيران إير" إلى أوروبا، وهو القرار الذي تم تنفيذه لاحقًا.

مقالات مشابهة

  • جماعة المديدة حرقتني..قلوبهم مع البرهان وسيوفهم مع الكيزان
  • إيران ترفض اتهامات مجموعة السبع وتصفها بـغير المسؤولة
  • ثمة أسئلة عن العداء للجيش من خارج معسكر الجنجويد
  • الجنجويد (الشر المطلق)
  • الاتحاد السعودي يرد على اتهامات الهلال
  • ثلاثة مصائر تواجه المتبقي من مليشيا الجنجويد المحاصرين وسط الخرطوم
  • توكل كرمان خلال مؤتمر ميونخ للدفاع والأمن : التخلص من ميليشيات الجنجويد والميليشيات العابرة للحدود ضرورة عالمية
  • السودان يرسل اتهامات وهجوم لاذع ضد غوتيريش و الإتحاد الافريقي ويتحدث عن الاستهبال الإماراتي
  • الإخوان "مكملين" في التآمر.. ماذا يريد التنظيم الإرهابي؟
  • الكرملين ينفي اتهامات كييف باستهداف محطة تشيرنوبل النووية .. وستارمر: أوكرانيا في طريق لا رجوع فيه للناتو