سيدتي، أسأل الله أن يجدك مرسالي هذا في أحسن الأحوال والظروف أنت وقراء منبر قلوب حائرة. وأتمنى منك ما يريح قلبي ويبعد الحيرة عن حياتي. ولن أكذب عليك إن أنا أخبرتك من أن ما أمر به قلب  موازين الحياة لدي. كيف لا والأمر متعلق بفلذة كبدي إبنتي.

سيدتي، أنا أم لفتاة مراهقة مرت بفترة صعبة من المد والجزر في حياتها، حيث أنها فتحت عينيها بين أحضان أب متزمت.

لا يعرف للحنان سبيلا أو للتناغم معها لغة. نشأت إبنتي على هذا النمط وأنا أحاول أن أخلق لديها التوازن المطلوب. إلا أنني للأسف لم أقدر أن ألعب الدورين معا. فغياب والدها عن حياتها. وهي وحيدته خلق لديها نقصا إنعكس عليها بالسلب على المستوى الدراسي. فكانت النتيجة أنها رسبت في الموسم الفارط.

حاولت أن أقنع زوجي بضرورة أن يكون له دور في إنتشال إبنتنا من إنتكاستها، حيث أنها فقدت الروح والتعلق بالحياة. فما كان من زوجي إلا أن إحتوى الأمر بقليل من الحنكة والتدبر. فيما رحت أنا أحاول أن اشيّد جدار الثقة في شخصيتي إبنتي التي باتت مهزوزة.

اليوم سيدتي افكّر في الطريقة التي أقنع بها إبنتي بضرورة العودة إلى مقاعد الدراسة. حيث أنها أعربت ونحن على بضع ساعات من الدخول الإجتماعي بعدم رغبتها في الدراسة. مؤكدة أن الإنتكاسة التي منيت بها تكفيها، وهي لا تريد لنفسها ضربة أخرى موجعة. مشيرة إلى أن والدها لن يكون بها هذه المرة رحيما قط.

سيدتي، اظنك تشاطرينني الرأي من أنني سأجني على إبنتي إن أنا طاوعتها في مرادها. كما أنني ريد أن اشحذ همتها وأقنعها من أن أي نجاح فإنما هو ينبثق من فشل سابق. فكيف لي أن ابني هذا في قلب منتكس موجوع؟ أجيبيني سيدتي فأنا بأمسّ الحاجة إليك. وأنا أريد أن تكون إبنتي مميزة متألقة ناجحة من دون أن يزعزع ثقتها في نفسها هم أو كدر.

أختكم أم رزان من الوسط الجزائري.

الرد:

أختاه، هوني عليك وتريثي ولا تتسرعي في البحث عن اي حل خارق. لأن الأمر لا يعدو إلأ أن يكون بسيطا يسيرا بإذن الله.

حالة إبنتك التي تحيا تفاصيلها لا تعدو إلا أن تكون محاولة منها لإستمالة القلوب ولفت الإنتباه. حيث أنها لم تعرب طيلة فترة العطلة عن عدم رغبتها بالعودة لمقاعد الدراسة. وتحينت فرصة عشية الدخول الإجتماعي لتخبرك أنت ووالدها برفضها أن تجدد العهد في طلب العلم. هذا ما يعني أنه عليك أنت وزوجك إحتواء الوضع بجعلها تغير من رأيها بالقدر الذي يحمي مستقبلها. ويثبث خطاها على سلم النجاح.

أحس من أن إبنتك تعاني من رهاب إجتماعي ناتج عن تجاهل الأب لوجودها. ومحاولتك المستميتة لرأب كل الأصداع الموجودة. مما خلق لديها رد فعل معاكس لما تريدانه منها وهو النجاح. الأمر الذي يجبركما اليوم أن تتحالفا. وتتآلفا كرمى لها حتى ترتاح نفسيتها وتتخلص من كل المخاوف التي تسكن قلبها وخاطرها.

لست مجبرة أختاه أن تلعبي دور الأب وهو موجود. وعليك أن تقنعي زوجك من أن له كبير الدور حتى تكتسب إبنتكما ثقة في نفسها. حتى تتمكن من مواجهة الآخرين من زملاء لها في المدرسة نجحوا فسبقوها في مسارهم التعليمي وأخرون مثلها رسبوا وأعادوا السنة. فمثلا على زوجك أن يخبرها من أن رسوبها لم يغير في  قيمتها لديه شيء. كما أنه عليه أن يحسن علاقته بها بأن يصادقها ويكسب ثقتها ببعض التصرفات. التي لا تجعلها تتهرب منه بقدر ما تجعله مرفأ الأمان وملجأ الإحتواء .

من جهة أخرى، أخبري إبنتك وإغرسي في قلبها وعيا أنه ما من ضير أن ترسب مرة وإثنتين لتكون في الثالثة في مصاف الناجحين. حتى وإن لم يكن النجاح الدراسي حليفها، فمن الممكن أن يكون نجاحها في قطاع آخر كالتكوين المهني أو بعض الحرف. التي من شأنها أن ترفع من شأنها وتعلي هامتها فيكون لديها مكان في مجتمعنا.

الحوار أختاه هو سبيلك مع إبنتك حتى تخرجيها من قوقعة الإستضعاف التي دفنت نفسها فيها. كما أنه عليك أن تنبهي والدها لضرورة أن يكون معك حليفا في سبيل مستقبلها وإستقرارها النفسي. فعديد التصرفات الأبوية البسيطة تخلق عقدا لدى الأطفال خاصة في فترة المراهقة. لذا لا يجب الإستهانة بهذا الجانب والسعي قدما لأن يكون الوالدين صديقين للأبناء ذكورا وإناثا على حد السواء.

كان الله في عونك أختاه، وحفظ الله إبنتك وقرة عينك.

ردت:”ب.س”

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

المصدر: النهار أونلاين

كلمات دلالية: حیث أنها أن یکون

إقرأ أيضاً:

هل يكون هجوم كورسك الخطأ الأكثر كلفة على أوكرانيا؟

رأى الضابط البريطاني المتقاعد ريتشارد كمب أن انسحاب أوكرانيا القسري من كورسك يعزز فرص الدخول في مفاوضات سلام مع روسيا.

وكتب كمب في صحيفة ذا تلغراف البريطانية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يكن ليبحث في محادثات السلام لو لم ينجح في طرد الجيش الأوكراني. بل كان ليشترط انسحاب كييف من الأراضي التي يسيطر عليها أولًا، مما كان سيشكل تحدياً سياسياً هائلاً للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وكان أحد الأهداف الاستراتيجية لهجوم كورسك كسب ورقة ضغط في مفاوضات مستقبلية، لكن الواقع أثبت أنه لم يؤتِ ثماره. وقد أدرك القائد العام للجيش الأوكراني الجنرال أوليكساندر سيرسكي ذلك، ولهذا بات يركز على الحفاظ على أرواح جنوده بدلاً من القتال للتمسك بالمواقع. 

The Kursk Offensive failed for a variety of reasons, one of which being the lack of a clear objective.

Was it to seize the nuclear power plant like we were told in August? Was it to score a PR victory and convince the West to continue supplying Ukraine with weapons? Was it to… pic.twitter.com/MpSsiTgaDA

— Christian Heiens ???? (@ChristianHeiens) March 13, 2025

وكانت كييف تأمل أيضاً أن يُجبر دفع قواتها إلى الأراضي الروسية بوتين على نشر قوات كبيرة لاستعادتها، مما يخفف الضغط على خطوط المواجهة في دونباس. لكن الأمور لم تسر على هذا النحو أيضاً.
بدلاً من ذلك، ردت روسيا عبر الدفع بقوات محدودة، واستدعت قوات كورية شمالية لتعويض النقص، وفي المقابل واجهت أوكرانيا نقصاً في جميع الجبهات.

بين السياسة والحرب

وكانت كييف تأمل أن يجبر توغل قواتها في الأراضي الروسية بوتين على نشر قوات كبيرة لاستعادتها، مما يخفف الضغط على الجبهات في دونباس، لكن الأمور لم تسر على هذا النحو. بدلاً من ذلك، احتوت روسيا الجبهة بهجمات محدودة واستعانت بقوات كورية شمالية لتعويض النقص العددي، بينما اضطرت أوكرانيا لسحب قوات من جبهات القتال الرئيسية لدعم الهجوم.
منذ بدء المعركة في أغسطس (آب) الماضي، واصلت روسيا تقدمها في دونباس، وإن كان ببطء. ومع ذلك، من المحتمل أن أوكرانيا كانت ستخسر أراضي أكثر هناك لولا كورسك. ورغم أن الحروب تُحسم أحياناً بمخاطر كبرى، فإن هذا الهجوم ربما كان مدفوعاً باعتبارات سياسية أكثر من كونه قراراً عسكرياً بحتاً، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات الأمريكية وحاجة كييف لتعزيز الدعم الدولي.

It was suicide for the Ukraine to go on the offensive in Kursk, when Russia had complete air superiority. The only thing saving them was the $billion Patriot missile systems. They are gone and now they are being bombed into oblivion. Without American tech, they control nothing. pic.twitter.com/0nIjXgRm5b

— Naughty Beaver (@beaver_naughty) March 11, 2025 فوات الأوان

بعد فشل الهجوم المضاد الأوكراني عام 2023، تضاءلت آمال الغرب في تحقيق نصر عسكري حاسم، وبدأ الاهتمام الدولي يتحول إلى الشرق الأوسط.

ومع ذلك، حاولت كييف استعادة الزخم عبر هجوم كورسك، على أمل تكرار نجاحاتها في خاركيف وخيرسون عام 2022. وأراد زيلينسكي إقناع العالم بأن أوكرانيا لا تزال قادرة على تحقيق الانتصارات إذا تلقت الدعم اللازم، لكن هذه الرسالة جاءت متأخرة، إذ كانت الولايات المتحدة وأوروبا قد بدأت تركز على التوصل إلى تسوية تفاوضية بدلاً من تحقيق نصر عسكري.

وهذا الوضع يعكس إخفاق الغرب منذ بداية الحرب، حيث زودت واشنطن وحلفاؤها أوكرانيا بمساعدات عسكرية كافية للدفاع، لكنها لم تكن كافية لتحقيق النصر، وحتى معركة كورسك، وهي أول غزو أوكراني للأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية، لم تغير هذا الواقع. ومع غياب أي تحول استراتيجي لصالح كييف، باتت هزيمة كورسك ترمز إلى المرحلة القاتمة التي تواجهها البلاد الآن.

مقالات مشابهة

  • احتفالًا باليوم العالمي للكلى.. الصحة تضيء مبانيها باللونين الأزرق والأحمر.. أطباء يوضحون آليات عمل المرض المزمن ويحذرون من تناول أدويته دون روشتة
  • عاجل | وزير الخارجية السوداني للجزيرة نت: الحكومة الموازية وُلدت ميتة ولن يكون لها دور في مستقبل السودان
  • صوت الناس.. شيماء تستغيث بالمسئولين لإنقاذ حياتها من الفشل الكلوي
  • بمواصفات خيالية.. هل يكون «OnePlus» الحاسب الذي ننتظره؟
  • توزع 800 سلة غذائية و50 ألف لمرضى الفشل الكلوي والثلاسيميا والمكفوفين والايتام في الحديدة
  • بن شرادة: هدف حكومة الدبيبة قد يكون تعطيل وعرقلة الانتخابات وإرباك المشهد السياسي
  • دراسة: النزيف الحاد المرافق لانقطاع الطمث قد يكون سبب الإرهاق
  • هل يكون هجوم كورسك الخطأ الأكثر كلفة على أوكرانيا؟
  • دراسة حديثة: الزواج قد يكون سببًا فى زيادة الوزن
  • نورهان: الزواج القائم على المصالح مصيره الفشل .. فيديو