كشف وزير أردني سابق للجزيرة أن الملك عبد الله الثاني أجرى اتصالات مع جهات أميركية للضغط على إسرائيل لتسليم جثمان الشهيد الأردني ماهر الجازي، فيما نقل مراسل الجزيرة بعمّان عن مصادر رسمية بأن الأردن مارس ضغوطا لدى أكثر من قناة حتى تمكن من استعادة الجثمان.

وشيّعت أعداد كبيرة من الأردنيين -ظهر الثلاثاء- جثمان الشهيد الجازي، منفذ عملية معبر جسر الملك حسين التي قتل فيها 3 عسكريين إسرائيليين، وأدت جموع كبيرة صلاة الجنازة عليه وحمل على الأكتاف ملفوفا بالعَلم الأردني ليوارى الثرى في مسقط رأسه بمدينة الحسينية في محافظة مَعان.

وفي حديث للجزيرة، قال وزير الداخلية الأردني الأسبق سمير حباشنة، إن الدولة الأردنية بذلت جهدا كبيرا لاستعادة جثمان الجازي بعد 8 أيام من احتجاز الاحتلال له، معتبرا ذلك انعكاسا وامتثالا لرغبة الشعب الأردني الذي قدم ابنه كشهيد جديد من شهداء التضحية الأردنية تجاه شقيقه الفلسطيني.

ضغط أميركي

وفي هذا السياق، كشف الوزير السابق أن الملك عبد الله الثاني تواصل مع الجهات الأميركية المعنية، لممارسة ضغط على حكومة الاحتلال من أجل تسليم الجثمان، لافتا إلى أن ذلك تم بجهد شخصي من ملك الأردن.

وشهدت مدينة الحسينية في محافظة معان جنوب الأردن تشييعا حاشدا لجثمان الشهيد ماهر، حيث انطلق موكب التشييع من مسجد الحسينية الكبير باتجاه مقبرة المدينة، بمشاركة الآلاف من المشيعين الذين قدموا من مختلف المدن والمناطق الأردنية، بما في ذلك البادية والقرى والأرياف.

ونقل مراسل الجزيرة تامر الصمادي عن مسؤولين أردنيين أن الحكومة بذلت جهودا حثيثة لاستعادة جثمان الشهيد، مشيرا إلى أن مصادر رسمية أكدت أن إسرائيل راوغت وماطلت كثيرا في هذا الأمر، وخاصة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

شروط إسرائيلية مرفوضة

وأضاف أن الجانب الإسرائيلي وضع شروطا عدة، منها عدم تنفيذ مظاهرة شعبية للجثمان وأن يتم دفنه بشكل مخفي وفي السر، إلا أن السلطات الأردنية رفضت هذه الشروط، فيما جاءت مراسم التشييع لتعكس هذا الرفض.

وأكد الصمادي أن هذا التشييع يعكس عمق العلاقات الأردنية الفلسطينية ورفض الشارع الأردني لعمليات الإبادة المستمرة في قطاع غزة، كما يظهر لُحمة الشعب الأردني من كافة أصوله ومنابته وتوحدهم خلف القضية الفلسطينية.

وحسب الصمادي، فإنه وبعد وصول الجثمان إلى الأردن خلال الساعات الماضية، قطع آلاف الأردنيين مسافات طويلة للوصول إلى مكان التشييع في الحسينية، التي تبعد أكثر من ساعتين بالسيارة.

غضب متراكم

وأوضح المراسل أن عملية الجازي تأتي في سياق حالة الغضب المتراكم في الأردن منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة قبل 11 شهرا.

وذكر أن عائلة الجازي قالت إن ابنها كان يشعر بغصة كبيرة نتيجة صور القتل والدمار والتهجير التي تصل من قطاع غزة، مما دفعه للتحرك بمفرده للتعبير عن قهره وغضبه ورفضه للحرب الإسرائيلية.

وأكد الصمادي أن الأردن، شعبيا ورسميا، يرفض فكرة "الوطن البديل" التي يروج لها اليمين المتطرف الإسرائيلي، والتي تدعو لترحيل الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن.

وأشار المراسل إلى أن الغضب في الأردن مركب، فهو ليس غضبا شعبيا فقط، بل رسميا أيضا، فقد حمّلت وزارة الخارجية الأردنية بشكل مباشر مسؤولية ما جرى للجانب الإسرائيلي، مؤكدة ضرورة معالجة الأسباب التي أدت إلى مثل هذه العملية.

ملف لم يغلق

ولفت المراسل إلى أن ملف القضية لم يُغلق بعد، حيث ما زال شابان أردنيان معتقلين لدى إسرائيل على خلفية العملية التي نفذها الجازي، مؤكدا أن الجهود الأردنية مستمرة للإفراج عنهما، وأن الأردن يرى في هذا الاعتقال محاولة إسرائيلية متواصلة لتأزيم الوضع.

وكانت الحويطات -عائلة الشهيد الجازي- تسلمت جثمانه من السلطات الأردنية صباح اليوم بعد احتجازه في إسرائيل 8 أيام.

وكان الشيخ حابس الحويطات ابن عم الشهيد قال -في وقت سابق- للجزيرة نت إن العشيرة تريد تشييعًا يليق بالشهيد وما قدّمه.

ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن قرار إعادة الجثمان إلى المملكة جاء بعد ضغوط كبيرة من الأردنيين، ومن أجل "الحفاظ على جودة العلاقات الأمنية" بين الجانبين.

وشهدت العاصمة عمّان ومدن أخرى -خلال الأيام الماضية- مظاهرات حاشدة للمطالبة باستعادة جثمان الجازي، بعد أن احتجزته سلطات الاحتلال عقب استشهاده.

وكان الجازي، وهو عسكري أردني متقاعد يعمل سائق شاحنة، قد أطلق النار على أمن المعابر الإسرائيلي لدى مروره بشاحنته على المعبر الذي يحمل من الجانب الإسرائيلي اسم اللنبي، فقتل 3 منهم قبل أن يُستشهد برصاص الأمن الإسرائيلي في الثامن من سبتمبر/أيلول الجاري.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات جثمان الشهید إلى أن

إقرأ أيضاً:

محاكمة نتنياهو ولجنة القضاة.. تعرّف على الأزمات التي تهدد بانهيار النظام القضائي الإسرائيلي

نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، مقالا، لرئيس معهد سياسة الشعب اليهودي (JPPI) وأستاذ القانون بجامعة بار إيلان، يديديا شتيرن، أكّد فيه: "في الوقت الذي يزعم فيه الاحتلال أنه يقاتل أعداءه على سبع جبهات حربية عسكرية، فإن هناك جبهة ثامنة لا تقل شراسة عن تلك الجبهات".

وأوضح المقال الذي ترجمته "عربي21"، أنّ الجبهة الثامنة تتمثّل بـ"الجبهة الداخلية، حيث تتمثل استراتيجية الحكومة في "قصفها" من خلال وضع العديد من القضايا الإشكالية على أجندة الجمهور".

"بالتالي إرهاقه، وتعزيز الأغراض التي لا يمكن الترويج لها في سياق الشؤون العادية، وبعضها قد تكون مجرد كلام فارغ" بحسب المقال نفسه، مؤكدا أنّ: "آخر عمليات القصف التي تقوم بها الحكومة على جبهتها الداخلية تمثّلت بقرارها حجب الثقة عن المستشارة القانونية".

وأضاف: "هذه خطوة دعائية لن تؤدي لنتائج عملية، إذ تقف في طريقها عقبات قانونية لا يمكن التغلب عليها، وفي حالات أخرى، يكون الهدف تغيير الواقع، مثل مشروع قانون تغيير تشكيل لجنة اختيار القضاة، الذي يوشك أن يدخل القانون الأساسي، دون أي احتجاج شعبي تقريباً، رغم خطورته الهائلة".

وأردف أنّ: "قرارات الحكومة تشعل بكل قوتها الجبهة الداخلية الثامنة: "إسرائيل ضد إسرائيل"، فالحكومة ووزراؤها يدفعون الإسرائيليين إلى حافة خلاف عميق حول القضايا الأكثر محورية في حياتهم، وكأنها: تقطع اللحم الحي أثناء الحرب". 

وأبرز: "عشية التعبئة الواسعة النطاق لجيش الاحتياط، وتثير عواقبها قلقاً هائلاً وإحساساً واضحاً بالطوارئ بين غالبية الجمهور، بما في ذلك أنصارها"، مشيرا إلى أنّ: "كل واحدة من هذه القضايا هي قضية رئيسية بحد ذاتها".

واستطرد: "في حين أن قضايا أخرى أكثر خطورة لا تستحوذ على اهتمام الحكومة، لاسيما معضلة إعادة الأسرى في مواجهة الحرب المتجددة في غزة، ما يثير أسئلة مهمة ذات طبيعة وجودية، وأخلاقية، وأمنية".


"صحيح أن اختيار القتال هو قرار الحكومة، لكن الاحتجاج ضده خشية ان يؤثر على عودة الأسرى، لا يجب أن يكون مرتبطا بالاحتجاجات الأخرى ضد تحركات الحكومة الأخرى ذات الطابع الإشكالي" وفقا للمقال نفسه الذي ترجمته "عربي21".

وأوضح أنه: "كان ينبغي أن تنتهي محاكمة رئيس الوزراء منذ زمن طويل، وقد تم اقتراح أفكار بشأن صفقة إقراره بالذنب، والوساطة الجنائية، وأكثر من ذلك، وعرضت الدوائر القانونية كثيرا من المقترحات لحلّ هذه الإشكالية، لاسيما من قبل أهارون باراك، الرئيس الأسبق للمحكمة العليا، المسمى "قائد الدولة العميقة"، وأفيخاي ماندلبليت، المستشار القانوني الأسبق للحكومة، الذي قدم لائحة الاتهام ضد نتنياهو".

وأضاف أنّ: "الجهات القانونية الحالية في الدولة تتجاهل هذه الصيغ الوسط لحل معضلة محاكمة نتنياهو، وهي في ذلك لا تتخذ القرارات الشجاعة التي ترى الصورة الكبيرة، وبالتالي تتحمل المسؤولية عن مستقبل الدولة، ومقدمة لـ"هدم المعبد على رؤوس الإسرائيليين جميعاً" وفق صيغة علي وعلى أعدائي، وهذا منهج لا ينبغي لنا أن نسير على خطاه، مما يجعل من خطوة إنشاء لجنة تحقيق حكومية في كل أخطاء الحكومة وإخفاقاتها أمرٌ بالغ الأهمية لتعزيز بقاء الدولة".

ولفت أنّه: "سيتم الاتفاق مسبقًا على أن يقتصر تفويض اللجنة على التحقيق في العمليات والمؤسسات، وليس بالضرورة العثور على الجناة، الأمر الذي يتمثل بعدم توجيه إصبع الاتهام إلى فرد بعينه، بل التحقيق في إخفاقات البنية التحتية في عمليات التفكير والتشغيل للنظام المسؤول عن أمن الدولة".

"وأن يكون هدف اللجنة هو تصحيح مسارها، وهنا يُمكن إجراؤه بكفاءة أكبر، دون تحذيرات أو محامين، وبصورة علنية، ودون أن تُصبح نتائجه موضع جدل، وبالتالي يتم تقويضها من قبل صناع القرار في الدولة" استرسل المقال ذاته.

وأكد أنّ: "العديد من إخفاقات حكومة الاحتلال بحاجة لتوضيح كامل، لأن تقويض النظام السياسي للدولة هو الخطر الأكبر على مستقبلها، وهذا ممكن بعد أن نجحت التحركات الحكومية في خلق حالة من عدم الثقة لدى الكثيرين تجاه الأفراد والمؤسسات المسؤولة عن سيادة القانون".


ومضى بالقول: "يجب أن نعترف بصراحة أن قرارات وسلوك أجزاء من النظام القضائي ساهمت أيضًا في هذه النتيجة الكارثية، مع أن جزءً أساسياً منها قد يكون استوحاه بنيامين نتنياهو من أفكار الرئيس دونالد ترامب".

وفي السياق نفسه، حذّر من أنّ: "القلق الكبير والفوري أن تحكم المحكمة العليا بأن إقالة رئيس جهاز الشاباك رونين بار غير قانونية، لكونها إجراءً غير سليم، ولأن المعايير القانونية المنصوص عليها في القانون الإداري، وتشكل شرطاً لشرعية الإقالة، لم يتم استيفاؤها".

وختم بالقول إنه: "في هذه الحالة سيجادل رئيس الوزراء بأن المحكمة تجاوزت سلطتها، ولا ينبغي الامتثال لحكمها، وفي هذه الحالة قد يُرسّخ رئيس الشاباك نفسه في منصبه، وهنا سيسأل الجميع: من سيقرر، أم ستصبح دولة الاحتلال "جمهورية موز"، وتدخل في مواجهة مباشرة ومصيرية بين مراكز قواتها".

مقالات مشابهة

  • تعرف على القنابل الخمسة التي تستخدمها إسرائيل في إبادة غزة
  • ماذا قال ترامب عن المسيرات الإيرانية التي تستخدمها روسيا لضرب أوكرانيا؟
  • مظاهرات حاشدة تعم الأردن رفضا للتوسع الإسرائيلي بالمنطقة
  • في رحاب يوم القدس العالمي.. رؤية الشهيد القائد لمواجهة أمريكا و”إسرائيل”
  • أفضل المطاعم التي تقدم المشاوي في الأردن
  • صلاة التهجد كم ركعة وكيف تصلى والسور التي تقرأ فيها؟ اعرف أسهل طريقة لأدائها
  • ما قصة سحوبات الجوائز الكبرى التي هزت الكويت؟ وكيف علق مغردون؟
  • محاكمة نتنياهو ولجنة القضاة.. تعرّف على الأزمات التي تهدد بانهيار النظام القضائي الإسرائيلي
  • الجيش الإسرائيلي يعلن عدد الأهداف التي قصفها في غزة وسوريا ولبنان
  • وزير الخارجية الأردني يدعو لالتزام "دائم وشامل" بوقف اطلاق النار في قطاع غزة