رغبة الاستكشاف دفعت طاقم الغواصة تيتان، إلى محاولة الوصول لحطام سفينة «تيتانيك» الشهيرة، لكنهم لم يدركوا حجم المخاطر التي تنتظرهم، قبل أن تتعرض الغواصة إلى انفجار في أعماق المحيط، ما تزال كواليسه غامضة حتى وقتنا هذا، لكن المؤكد أن اللحظات الأخيرة قبل انفجارها كانت مأساوية للغاية، إذ عقدت لجنة تحقيق خفر السواحل الأمريكية جلسة استماع، للنظر في تفاصيل كارثة الغواصة والكشف عن المزيد من ملابسات انفجارها وموت ركابها، بحسب صحيفة «واشنطن يوست».

وقع الحادث المأساوي على عمق 12.500 قدم تحت سطح المحيط الأطلسي، وراح ضحيته 5 أشخاص كانوا على متنها، على رأسهم صاحب الشركة التي أشرفت على بناء تلك الغواصة، ويدعى أوشن جيت.

تحذيرات كادت تنقذ حياة ركاب «تيتان»

من البداية كان خروج الغواصة تيتان، محفوفًا بالمخاطر، نظرًا لعدم قدرتها على أداء هذه المهمة وقتها، بسبب افتقادها لمعايير السلامة، التي رصدتها ديفيد لوخريدج، المدير السابق للعمليات البحرية في شركة «Oceangate» المالكة للغواصة، إذ حرص على تقييم الغواصة في أثناء تطويرها، قبل أن تتهيأ لرحلتها الاستكشافية، ليشير إلى عدم قابليتها لذلك في الوقت الحالي.

واتفق معه في الرأي المتخصص في أعماق البحار روب ماكالوم، الذي وجه نصيحة إلى ستوكتون راش صاحب شركة «أوشن جيت» مؤسسة الغواصة، عبر مبادلته عدة رسائل عبر البريد الإلكتروني، يخبر بها إدارة الشركة بأن الغواصة غير قادرة على الغوص العميق بما يهدد حياة الركاب.

لم تلتفت «راش» للتحذيرات، مقررًا على خوض تلك التجربة بنفسه، لأنه كان يرى أن ذلك يعيق ابتكاره ورغبته في الاستكشاف، كما أظهرت عدة وثائق خاصة بالمحكمة الأمريكية في عام 2018، أن الافتقار إلى الاختبارات يجعل أي غواصة تجريبية عُرضة للخطر الشديد، وما لم يهتم به مؤسس الغواصة وعرض حياته وحياة ركابها إلى خطر.

منطقة الخطر في الغواصة

عبر المعاينة التي أجراها خبراء الطب الشرعي للغواصة، تبين عدة مشكلات تتعلق بالتصميم، إلى جانب أنها مخصصة للغوص على عمق 1300 متر، إلا أنها وصلت إلى 3 أضعاف ذلك الرقم. 

ومن ناحية الشكل فقد اتخذ هيكل الغواصة تيتان شكلًا أسطوانيًا، بخلاف جميع الغواصات الأخرى التي تصمم في الغالب بشكل كروي، ما يساعد على توزيع الضغط في الأعماق بالتساوي.

اللحظات الأخيرة قبل انفجار الغواصة تيتان

بات الأمر بالغ الصعوبة، حينما فقد الاتصال بطاقم الغواصة «تيتان»، بعد قرابة ساعتين من رحلتهم الاستكشافية، وبعد 4 أيام من البحث المتواصل، تمكن خفر السواحل الأمريكية من العثور على حطام الغواصة وجثث ركابها، ومنهم رجل الأعمال البريطاني، هاميش هاردينج، ورجل الأعمال الباكستاني البريطاني، شهزادة داود وابنه سليمان، والمستكشف الفرنسي المخضرم بول هنري نارجوليه، بالإضافة إلى ستوكتون راش.

The Marine Board presented an animation model in support of the Titan submersible hearing. The entire video can be viewed from the MBI website https://t.co/3TwwWq8TGt and downloaded from here: https://t.co/7lZwbu0dXZ#TitanMBI pic.twitter.com/PToLMpLFw0

— USCG MaritimeCommons (@maritimecommons) September 16, 2024 كيف قضى طاقم غواصة تيتان أوقاتهم الأخيرة؟

لحظات مأساوية عاشها ضحايا الغواصة تيتان، فقد قضوا أوقاتهم الأخيرة في ظلام دامس يستمعون إلى الموسيقى، ويشاهدون الكائنات البحرية المضيئة من حولهم، قبل لحظات من حدوث الانفجار الكارثي الذي لحق بهم، وأدى إلى وفاتهم، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز».

استمرار البحث عن الحقائق 

قرر غفر السواحل الأمريكي إلى الاستماع عن كثب، لكل جلسات الاستماع التي تم رصدها، ومن المتوقع أن تستمر عملية الاستماع  قرابة أسبوعين متواصلين، رغبة منهم في معرفة كل الحقائق المحيطة بالحادث ووضع بعض التوصيات، لتجنب وقوع مثل هذه الحوادث مستقبلًا، وبعد انتهاء الجلسات، ستقدم هذه  التوصيات إلى قائد خفر السواحل الأمريكي، بينما يأمل مجلس سلامة النقل الوطني الأمريكي في إجراء تحقيق آخر بشأن الواقعة.

سبب انفجار الغواصة تيتان

أرجع ممثلو خفر السواحل الأمريكي، إلى إن الغواصة تيتان تُركت معرضة للعوامل الجوية في أثناء تخزينها لمدة 7 أشهر خلال عامي 2022 و2023، كما أن الهيكل لم يخضع أبدًا لمراجعة أي طرف ثالث، كما هو الإجراء القياسي في المعتاد.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الغواصة تيتان ضحايا الغواصة تيتان سفينة تيتانيك خفر السواحل الأمریکی الغواصة تیتان

إقرأ أيضاً:

تحقيقات إسرائيلية عن قادة حماس: كانوا “يشفّرون” مكالماتهم بآيات قرآنية.. “أبطلت تحليلنا”

#سواليف

في أجواء صعبة انعقد هذا الأسبوع في #قاعدة_بلماخيم طاقم القيادة العليا للجيش الإسرائيلي، نحو 600 ضابط كي يسمعوا تحقيقات #الحرب. كل هؤلاء #الضباط حتى أولئك الذين ليس لهم صلة بالفشل الاستخباري والعملياتي، يحملون على أكتافهم عبء المسؤولية عن #الفشل.
في بداية العرض الذي استمر أكثر من 16 ساعة، حذرهم رئيس الأركان هرتسي #هليفي بأن هذا تحقيق لن يكون لهم في نهايته إحساس بالراحة. قال لهم “العكس هو الصحيح. عندما تعودون إلى بيوتكم ستشعرون بسوء أكبر مما تشعرون به الآن”. كان هذا التشخيص دقيقاً.
في عشرات الساعات التي استمعت فيها إلى أهم ما جاء في التحقيق هذا الأسبوع، تعرفت على تفاصيل جديدة لم أعرفها من قبل، لكنها ليست شيئاً يغير الصورة التي نعرفها جميعاً من ناحية جوهرية. مجموعة أناس أكفاء ومجربون لا مثيل لهم سارت في عمى جماعي نحو الكارثة الأكبر في تاريخنا.
الإحباط مؤلم جداً عند سماع التفاصيل، ليس فقط لأن #الكارثة كان ويجب أن تمنع، بل لأنه يصيبك في نهاية التحقيق إحساس بأنه قد يحصل مرة أخرى. ثمة مفاهيم مغلوطة ومشوهة عن الواقع في الطريقة التي نرى فيها أنفسنا ومحيطنا. كلنا نفسر الواقع عبر منظورنا الشخصي. عندما يسيطر مفهوم ما على جماعة من البشر، يشق الطريق إلى الكارثة.
فضلاً عن التعلم من الأخطاء الكثيرة التي ارتكبت في الطريق إلى الكارثة في 7 أكتوبر، يجب أن يقودنا تعلمنا من دروس الفشل إلى تشكيل أجهزة تعوض عن الميل البشري للتمسك بالمفهوم المغلوط وتقلص الخطر للكارثة في المرة التالية التي نعاني منها من عمى جماعي. 7 أكتوبر لم يكن “بجعة سوداء” – كان وحشاً نما أمام عيوننا، ظهر أكثر من مرة، لكننا فرفضنا التصديق.
الإشفاء من الرغبة في الهدوء
لقد استسلمت استخباراتنا لعمليات فيها رضى فوري ومجد كبير. في الصباح، تتلقى معلومة، وفي الظهر تحولها إلى هدف، في المساء تهاجم وتذهب بعدها إلى البيت مع هالة من النجاح. لكن مهنة الاستخبارات أكثر من هذا بكثير. فهي تتطلب عملاً قاتماً يتمثل بعثور دائم لثغرات المعلومات وتشكيك دائم لما تؤمن أنك تعرفه. رئيس شعبة الاستخبارات “أمان” الجديد شلومي بندر، يفهم الحاجة لكن تحديه سيكون في التطبيق. من ناحية عامة – إخطار الحرب يعود ليكون الهدف الأسمى لشعبة الاستخبارات، قبل جمع المعلومات والبحث وخلق أهداف. دائرة الرقابة التي لم يكن فيها في 7 أكتوبر إلا اثنان، تصبح هيئة واسعة ولها أسنان. كما أن بندر يطالب رجاله بأن ينتهي كل عرض بصورة تدحض كل ما ادعوه حتى الآن. هذا مدوخ، وليس لطيفاً لمن يعرضه ولمن يستهلكه. ولكنه ضروري.
تكشف التحقيقات فجوة ثقافية هائلة بين رجال استخباراتنا وبين العدو. 80 في المئة من كل حديث بين مسؤولين من حماس هي اقتباسات من آيات قرآنية. من لا يفهم جوهر الآيات لا يفهم الحديث. اللواء احتياط يوآف مردخاي، أجاد في وصف ما يسميه الفرق بين الخبير بالعرب والمحلل: “المحلل يحلل الكلمات التي قيلت في النص”، قال، “أما الخبير بالعرب فيستمع إلى الصمت وإلى المسافة التي بين الكلمات”.
تأهيل رجال استخباراتنا يجب أن يجتاز ثورة. ليس سهلاً تعليم الفضول، والنقدية، والتحدي، والأصعب هو تعليم التواضع، لكنه قيمة يجب تعليمها في #مدارس_الاستخبارات. يقف بندر على رأس جهاز هو في أزمة عميقة، ما يجعل تحديه للتغيير أكثر تعقيداً.
على المستوى الوطني: مفهوم الأمن الإسرائيلي تكشف كغير ذي صلة. مفاهيم الردع، والأخطار، والحسم والدفاع كلها فشلت في هذه الحرب. قد يجرى جدال عن مفهوم الحسم، لكن الحسم العسكري قصير الموعد عندما لا يترافق وفعلاً سياسياً يثبت نتيجته.
مثلما بعد 1973، تفهم إسرائيل أنها لا يمكنها أن تعتمد على تقدير نوايا العدو، بل على فحص قدراته. ولهذا ستكون إسرائيل مطالبة من الآن فصاعداً بمنع بناء قدرات العدو على حدودها. يصعب القول، لكن تنفيذ هذا يتطلب من إسرائيل أن تشفى من الرغبة في الهدوء. سنكون مطالبين باحتكاك دائم في كل الحدود لمنع نمو كل تهديد.
وهذا سيتطلب منها جيشاً إسرائيلياً أكبر، في النظامي والاحتياط، وتضحية أكبر لرجال الاحتياط، واستثماراً أكبر في الأمن – في الاستخبارات، وفي المنصات، وفي إقامة وحدات جديدة. مشكوك أن يتوافق هذا الدرس مع سياسة التملص من الخدمة حسب قانون الحكومة الحالية.
رغم الإنجازات المبهرة، فإن حرب وجودنا بعيدة عن النهاية. انتهت فيها مرحلة واحدة أو اثنتان، ولكنها سترافقنا لسنوات أخرى إلى الأمان، وهذا سيؤثر على حياتنا كإسرائيليين لسنوات طويلة أخرى. ومثلما قال رئيس الأركان في أحاديث مغلقة: “الحرب التي خضناها في السنتين الأخيرتين شحنت أمامنا بطارية ثأر ستصمد لسنين قريبة قادمة”.
ألون بن دافيد

مقالات مشابهة

  • «كان مكتئباً بلا روح».. نجل «نصر الله» يروي تفاصيل الأيام الأخيرة لوالده
  • كان مكتئباً بلا روح”.. نجل السيد حسن نصر الله يروي تفاصيل الأيام الأخيرة لوالده قبل استشهاده
  • تخلصت من خطيبها بمعاونة عشيقها.. كشف غموض مصرع شاب بالدقهلية
  • نقابة المعلمين تكشف تفاصيل تحقيقات المخالفات المالية
  • حادث مروع.. تحقيقات موسعة في مصرع شاب دهسته سيارة مسرعة بالمطرية
  • غموض يحيط باتفاق وقف إطلاق النار.. وخبير يكشف موقف حماس وإسرائيل
  • أنهى حياة شقيقه وصديقه.. كشف غموض جثتى جبل المراشدة بقنا
  • ما بين الفساد والانتحار.. غموض أحداث الحلقة الأولى من مسلسل أثينا لـ ريهام حجاج
  • اتخانقوا على «ذراع بلايستيشن».. تحقيقات موسعة مع المتهم بقتل طالب في بولاق الدكرور
  • تحقيقات إسرائيلية عن قادة حماس: كانوا “يشفّرون” مكالماتهم بآيات قرآنية.. “أبطلت تحليلنا”