الأمم المتحدة: الأوضاع في غزة مزرية ولابد من حل سياسي مستدام لوقف المعاناة
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
جدد مسؤولان أمميان التأكيد على الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار، والوصول الإنساني دون عوائق، وحماية المدنيين والبنية التحتية في غزة، محذرين من أنه في ظل غياب حل سياسي مستدام، من المتوقع أن تستمر دورة المعاناة، وتظل الجهود المبذولة لتوفير الإغاثة الإنسانية وإعادة الإعمار غير كافية لمعالجة حجم الأزمة.
ونقل مركز إعلام الأمم المتحدة عن كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيخريد كاخ وصفها، خلال إحاطتها أمام مجلس الأمن، الوضع في غزة بأنه "كئيب ومحزن"، مؤكدة على "المسؤولية العميقة" التي يتحملها المجتمع الدولي في معالجة مأساة هذه الحرب ومسلطة الضوء على الوضع الإنساني المزري في غزة، الذي تفاقم بسبب ما يقرب من عام من الصراع في أعقاب الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023.
ودعت المنسقة الأممية إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن 101 "رهينة لا يزالون محتجزين" لدى حماس، وشددت على الحاجة إلى معاملتهم بصورة إنسانية بموجب القانون الدولي.
وأشارت المسؤولة الأممية إلى مقتل أكثر من 41 ألف فلسطيني، وإصابة 93 ألفا، منها أكثر من 22 ألف شخص يعانون من إصابات غيرت حياتهم.
وقالت إن الإصابات الخطيرة في الأطراف التي تتراوح بين 13 و17 ألف إصابة، والتي غالبا ما تؤدي إلى البتر، تعد "انعكاسا محزنا" للمأساة الناجمة عن هذه الحرب. بجانب أن الأزمة الإنسانية أدت إلى انهيار الخدمات الأساسية، بما فيها الرعاية الصحية والتعليم، مع خروج 625 ألف طفل من المدرسة.
وقالت المنسقة الأممية إن حملة التطعيم، التي تشتمل على جولتين - ونفذتها منظمة الصحة العالمية ووكالة الأونروا واليونيسيف - قد اكتملت بنجاح، ومن المقرر أن تبدأ المرحلة الثانية من حملة التطعيم في غضون أربعة أسابيع تقريبا.
وحول زيارتها الأخيرة إلى غزة، أوضحت أن الهدنة الأخيرة مكّنت أولياء الأمور والأطفال من زيارة المراكز الصحية والعيادات بأمان. وقالت إن حملة التطعيم ضد شلل الأطفال برهنت على أن العمل الإنساني ممكن حتى في أشد الظروف صعوبة، ومع الإرادة السياسية الكافية والالتزام السياسي.
ووفقا لـكاخ، أكدت الحملة الدور الحيوي للأونروا، ليس فقط وفقا لولايتها، بل أيضا بوصفها شريكا حاسما وموثوقا به في النسيج الاجتماعي في غزة وبوصفها العمود الفقري للعمليات الإنسانية.
وأضافت كاخ أنه عندما تم اعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2720 في ديسمبر من العام الماضي، لم يكن متوقعا أن تستمر الحرب لفترة طويلة دون وقف إطلاق النار.
وفي السياق، وعلى الرغم من تعقيد الوضع، تتفاوض الأمم المتحدة على أنظمة الإمداد والطرق الإضافية وعززتها بهدف تيسير وتسريع تدفق الإمدادات إلى غزة بشكل مستدام وشفاف.
ومع ذلك، تقول المسؤولة الأممية إن استمرار الأعمال العدائية وانعدام القانون والتحديات اللوجستية تعيق العمليات الإنسانية الفعالة، وتُبذَل الجهود لتأمين المزيد من السلع المتنوعة، بما فيها الوقود ومستلزمات النظافة، لكن نطاق المساعدات الحالي غير كافٍ.
وفيما يتصل بالتنسيق وآليات الإخطار الإنساني، أشارت سيخريد كاخ إلى إنشاء مجلس تنسيق مشترك جديد، لكنها قالت إن حوادث مثل إطلاق النار على القوافل الإنسانية تسلط الضوء على الحاجة إلى تحسين تنفيذ البروتوكولات.
وأكدت كاخ أن المساعدات الإنسانية لا تقدم سوى إغاثة مؤقتة، مؤكدة أنه لا ينبغي تأخير عملية تعافي غزة وإعادة إعمارها، مشيرة إلى أن الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والإسكان مطلوبة بشكل عاجل.
كما أكدت ضرورة أن تستأنف السلطة الفلسطينية الحكم الكامل في غزة، بدعم من الكيانات الدولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي، مضيفة أن فريقها طور خيارات التمويل واقترح حلولا للحواجز السياسية واللوجستية، وعلى الرغم من هذه الجهود، فإن التقدم الحقيقي يعتمد على تحسين الوضع على الأرض.
وتابعت إن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية الدعوة إلى السلام الدائم ودعم إعادة بناء غزة، وهو ما يشمل إشراك المجتمع المدني الفلسطيني وتعزيز التنمية الاقتصادية. ونبهت إلى أن أهوال العام الماضي تؤكد أن الحل السياسي وحده قادر على كسر حلقة المعاناة.
بدوره، قال المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة لخدمات المشروعات، خورخي موريرا دا سيلفا، إن الآلية الأممية التي نص عليها قرار مجلس الأمن 2720، مجددا التزام مكتبه بدعم الجهود الإنسانية في غزة، مضيفا أن الآلية تعمل على تنسيق تسليم المساعدات الإنسانية من خلال طرق إمداد متكاملة، وتحسين الشفافية والكفاءة.
وتابع المسؤول الأممي أنه منذ تفعيل الآلية، تقدمت 229 قافلة مساعدات إنسانية بطلبات للحصول على الموافقة من خلال قاعدة بيانات آلية الأمم المتحدة؛ وتمت الموافقة على 175 شحنة، وإيصال 101 شحنة، وهناك 17 شحنة تنتظر الموافقة، وتم رفض 37 شحنة. ونتيجة لذلك، تم تسليم أكثر من 22،000 طن متري من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وقال سيلفا إن هذه الآلية تقلل من التأخيرات الناجمة عن التفتيش وإعادة التحميل، مما يسمح بتدفق المساعدات بشكل أسرع وأكثر قابلية للتنبؤ.
وأشار المسؤول الأممي إلى التحديات الماثلة أمام تقديم المساعدات في غزة، مشيرا إلى الحاجة إلى الإرادة السياسية وضمانات الأمن والبيئة المواتية لضمان الاستجابة الإنسانية الفعالة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحده الأوضاع في غزة الأمم المتحدة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تدين منع إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة منذ 50 يوما
غزة – أفادت الأمم المتحدة بأن إسرائيل تواصل منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة منذ 50 يوما، محذرة من أن هذه السياسة تفاقم الأوضاع المعيشية والصحية للسكان بشكل “خطير جدا”.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي عقد مساء أمس بمقر المنظمة في نيويورك، إن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” أكد غياب أي تدفق للمساعدات الأساسية إلى القطاع، بما في ذلك الغذاء والوقود والأدوية.
وأوضح دوجاريك أن مخزونات الغذاء باتت شبه منعدمة، بينما توشك الأدوية والإمدادات الطبية على النفاد تماما، مما يهدد حياة الأطفال والبالغين الذين يعانون من الجوع.
كما أشار إلى أن النظام الصحي في غزة يواجه خطر الانهيار التام نتيجة النقص الحاد في الموارد.
ولفت إلى أن مئات الآلاف من الفلسطينيين اضطروا للنزوح بسبب الظروف المتدهورة، بينما تصاعدت الهجمات الإسرائيلية ضد العاملين في المجالين الإنساني والصحي، ما زاد من تعقيد الأزمة.
وطالبت الأمم المتحدة برفع الحصار فورا والسماح بتدفق المساعدات لتفادي كارثة إنسانية وشيكة في القطاع.
وفي وقت سابق من شهر أبريل الجاري، ذكرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أن 1.9 مليون شخص تشردوا قسريا وسط قصف وخوف وخسارة في قطاع غزة.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) قد حذر من تعرض القطاع “لأشد أزمة إنسانية” منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.
وأفاد بيان صادر الاثنين 14 أبريل بأن الوضع الإنساني في غزة يعد “الأسوأ” منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة الفصائل الفلسطينية مع استمرار منع دخول المساعدات إلى القطاع، وأن آخر مرة سمحت فيها إسرائيل بدخول أي إمدادات عبر المعابر إلى غزة كانت بتاريخ 2 مارس مما يعد أطول فترة توقف للإمدادات حتى الآن.
المصدر: RT