دبي الأولى عربياً والخامسة عالمياً في مؤشر مراكز الشحن البحري
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
حافظت دبي على ريادتها الدولية ضمن قائمة الدول الخمس الأفضل عالمياً في “مؤشر تطوير مراكز الشحن الدولي” لعام 2024، حيث جاءت دبي ضمن المراكز الرائدة في قطاع الشحن البحري والخدمات اللوجستية، وفقاً للتقرير الصادر مؤخراً عن منظمة “بالتيك إكستجينج” (Baltic Exchange) للتجارة والشحن البحري ووكالة “شينخوا” (Xinhua) التابعة لخدمة المعلومات الاقتصادية الصينية.
وأدرجت المنظمة دبي في الترتيب الخامس ضمن أقوى 20 مركزاً دولياً للشحن التجاري البحري، وذلك للعام الخامس على التوالي، متفردة بكونها المدينة العربية الملاحية الوحيدة ضمن القائمة، فيما جاءت كل من سنغافورة ولندن وشنغهاي وهونج كونج في المراكز الأربعة الأولى ضمن المؤشر.
وأكد تقرير المنظمة على تقييم الإمارة والذي جاء بعنوان “دبي ترسخ مكانتها كقوة بحرية رائدة في الشرق الأوسط” أن عام 2023 شهد صعود دبي إلى مكانة مرموقة في القطاع البحري في نفس الوقت الذي تسعى فيه بحماس لتحقيق المزيد من النمو في المستقبل، لافتاً إلى إصدار سلطة دبي البحرية التعليمات رقم 1 لعام 2023 بشأن شفافية الرسوم المحلية للحاويات البحرية في إمارة دبي، والتي يتعين بموجبها على جميع مزودي الخدمة الإفصاح لسلطة دبي البحرية عن رسومهم المحلية للحاويات البحرية عبر النافذة الموحدة لبوابة دبي التجارية.
وذكر التقرير أن دبي بعد استضافتها لفعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (COP28)، انطلقت في تعزيز مكانتها البحرية في عام 2023، حيث قدمت الإمارة منصة بارزة للشركات والمنظمات البحرية الدولية الكبرى للإعلان عن مبادرات شراكة وإزالة الكربون المبتكرة خلال هذه القمة العالمية”.
وفي هذه المناسبة، أعرب سعادة سلطان بن سليّم، رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة، عن سعادته بنتائج التقرير لعام 2024 التي تؤكد مكانة دبي كمنافس ملاحي قوي على الخارطة البحرية العالمية، مؤكداً أن مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة تلتزم باتخاذ خطوات استباقية لتعزيز مساهمة القطاع البحري في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لأجندة دبي الاقتصادية D33 للسنوات العشر المقبلة رغم التحديات الاقتصادية وتقلبات السوق على مستوى العالم.
وأكد سعادته أن تواجد دبي في موقع الصدارة باعتبارها المدينة العربية الوحيدة في القائمة التي تضم 20 مركزاً بحرياً دولياً للشحن هو الدليل القاطع على مواصلة الإمارة لمسيرة النمو بالتزامن مع تعزيز دورها المحوري ضمن مصاف العواصم البحرية الأكثر أهمية وتأثيراً خلال الأعوام المقبلة.
من جانبه، أكد الشيخ الدكتور سعيد بن أحمد بن خليفة آل مكتوم، المدير التنفيذي لسلطة دبي البحرية، أن القطاع البحري يلعب دوراً حيوياً في بيئة الأعمال في دبي ويشكل جزءاً أساسياً من اقتصاد الإمارة، قائلاً: “تعمل سلطة دبي البحرية على تعزيز مكانة دبي كمركز بحري عالمي من خلال الابتكار، والاستدامة، والاستثمار، إضافة إلى التوجهات المستقبلية للصناعة البحرية في الشرق الأوسط، من خلال توسيع نطاق العمليات التجارية، وتطوير البنية التحتية”.
وعن حفاظ دبي على مكانتها في المركز الخامس عالمياً للسنة الخامسة على التوالي، أكد الشيخ الدكتور سعيد بن أحمد بن خليفة آل مكتوم أن ذلك يعد شهادة دولية جديدة على المكانة الريادية لمدينة دبي وبيئة الأعمال التجارية البحرية المتميزة في دولة الإمارات والتي تتجه نحو المزيد من التعزيز والتمكين مع تطبيق أفضل الممارسات العالمية للقطاع البحري والملاحي.
وذكر التقرير الذي أصدرته المنظمة أنه بجانب ريادة دبي في مجال الاستدامة البيئية، فإن الإمارة قد ارتفعت إلى قمة المشهد اللوجستي العالمي في الفترة من 2023/2024 بفضل جهودها المستمرة في إزالة الكربون وتنمية الأنظمة البيئية البحرية الصديقة للبيئة، فضلاً عن دمج قدرات الشحن البحري والبري والجوي بسلاسة”.
ويستند تقرير “مؤشر تطوير مراكز الشحن الدولية”، الذي يتم إصداره سنوياً، إلى منهجية قائمة على تقييم القدرة التنافسية على استقطاب الأعمال التجارية البحرية، وتحديد مدى التطور الحاصل على صعيد المراكز البحرية حول العالم، فضلاً عن التأثير العام والدور المحوري في دفع عجلة نمو قطاع الشحن البحري العالمي.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الشحن البحری دبی البحریة
إقرأ أيضاً:
أميرال أمريكي يكشف عن استراتيجية من ثلاثة محاور لتحييد القدرات الحوثية
كشف أميرال أمريكي عن استراتيجية تتضمن ثلاثة محاور من شأنها تحييد القدرات الحوثية بعد أن أصبحت تشكل خطراً إقليمياً، وتعطيلاً لخطوط الملاحة والتجارة العالمية، سيما في ظل الانهيارات التي لحقت بوكلاء إيران في المنطقة.
وقال جيمس ستافريديس وهو أميرال متقاعد في البحرية الأمريكية والقائد السابق لقوات حلف الناتو، إن "هجمات الحوثيين المتصاعدة على الشحن الدولي في البحر الأحمر ليست مجرد مصدر قلق أمني إقليمي بل إنها تشكل تحديا مباشرا للتجارة البحرية العالمية"، مشدداً على أهمية "أن يتصرف الغرب بحزم للقضاء على هذا التهديد قبل أن يعطل التجارة العالمية بشكل أكبر".
وأكد الأميرال الأمريكي المتقاعد، أن مليشيا الحوثي تحولت منذ سيطرتها على السلطة في اليمن، من جماعة متمردة محلية إلى قوة متطورة وخطيرة، مدعومة من إيران، عبر مجموعة من الأسلحة، من بينها صواريخ كروز متوسطة المدى وطائرات بدون طيار وقوارب صغيرة وفرق الهجوم. بحسب ما نقلته وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية.
وأشار إلى أن مليشيا الحوثي الإرهابية استهدفت السفن التجارية، وألحقت الضرر أو أغرقت أو استولت على العشرات من السفن، علاوة على اشتباكها المسلح مع السفن الحربية الأمريكية وحلفائها التي تحمي طرق التجارة البحرية.
وقال إن هذا التهديد حوّل "البحر الأحمر إلى منطقة متقلبة، وتأثر الشحن العالمي عبر قناة السويس بشدة"، لافتاً إلى أن مثل هكذا إجراءات يذكّر بالقراصنة البربر، الذين عطلوا ذات يوم الطرق البحرية الدولية في القرن الثامن عشر، إلا أن التهديد هذه المرة أكثر تنظيماً وفتكاً.
ولفت إلى أن شركات الشحن الغربية الكبرى أعادت توجيه سفنها لتجنب البحر الأحمر وقناة السويس، منذ شنت حماس هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. ومع انخفاض حركة المرور بأكثر من 50 بالمئة، أصبحت ناقلات النفط وسفن الشحن الآن مضطرة إلى اتخاذ طريق طويل ومكلف حول القارة الإفريقية، وفقاً للوكالة.
وحذر من الآثار العميقة على التجارة والاقتصاد العالميين في ظل السيطرة الحوثية على مثل هذه النقطة البحرية الحاسمة.
استجابة عسكرية عالمية
للتصدي لهذا التهديد المتزايد، يرى الأميرال الأمريكي، أنه "لا بد من استجابة دولية متعددة الجوانب. والخطوة الأولى، هي محاذاة المجتمع البحري العالمي لشن دفاع منسق"، مشيراً إلى أنه ممكن "تحقيق هذا من خلال تعزيز الهياكل القائمة مثل عملية حارس الرخاء، وهي مبادرة تقودها الولايات المتحدة للدفاع عن الشحن التجاري، والاستفادة من اتفاقيات إبراهيم لتعزيز التعاون بين إسرائيل والدول العربية".
وأوضح أن هناك استراتيجية من ثلاثة أجزاء يمكن لها تحييد التهديد الحوثي. يتضمن الجزء الأول "نشر الولايات المتحدة بقوتها البحرية الكبيرة، مجموعة حاملة طائرات قبالة الساحل الجنوبي لليمن، وتوفر الدعم الجوي والبحري وقوات العمليات الخاصة". ومن شأن هذا الوجود أن يضمن عدم تمكن الحوثيين من الاستمرار في تعطيل طرق الشحن أو تشكيل تهديد للاستقرار الإقليمي، وفقاً للتقرير.
وأضاف: يشمل الجزء الثاني من الاستراتيجية "القوات الأوروبية، مع قيادة بريطانيا أو فرنسا لقوة مهام بحرية لقطع خطوط الإمداد بين إيران والحوثيين". وهذا من شأنه أن يمنع تدفق الأسلحة المتقدمة وغيرها من الدعم من طهران، وقطع شريان الحياة لعمليات الحوثيين. في حين يشمل الجزء الثالث والأخير "توفر الدول العربية، بما في ذلك السعودية والإمارات وقطر وعمان والأردن، ومصر، قوات برية لمواجهة الحوثيين بشكل مباشر".
مزيج من القوة العسكرية والدبلوماسية
ومن واقع خبرته العسكرية "هذه الاستراتيجية تتطلب مزيجاً من الضربات العسكرية الدقيقة، والمفاوضات الدبلوماسية، والتعاون الإقليمي"، مؤكداً أنه "بمجرد تحييد القدرات العسكرية الحوثية – مثل القوارب والمروحيات والطائرات بدون طيار والصواريخ – يمكن للتحالف الدولي تحويل تركيزه إلى قطع عمليات القيادة والسيطرة ومراكز اللوجستيات الحوثية".
ولم يستبعد الأميرال الأمريكي أهمية الجهود الدبلوماسية، والتي سوف تلعب دوراً كبيراً في الاستراتيجية الشاملة، ولذا يرى أن "وقف إطلاق النار في غزة قد يقلل من دوافع الحوثيين لمواصلة الهجمات، حيث يزعمون غالباً أنهم يتصرفون تضامناً مع حماس. ومع ذلك، يجب على الغرب أن يضمن عدم السماح للحوثيين بالاحتفاظ بالقدرة على استئناف هجماتهم البحرية".
وتطرق إلى حالة الضعف التي تشهدها إيران، بسبب خسارة وكلائها وتدمير جزء كبير من بنيتها التحتية العسكرية، سواء في لبنان أو سوريا. الأمر الذي يشدد من خلاله على "اللحظة الحالية" التي تشكل "وقتًا مثاليًا للمجتمع الدولي لتوجيه ضربة حاسمة ضد الحوثيين والحد من نفوذ طهران في المنطقة".
وأكد أنه "من خلال القضاء على التهديد الحوثي في اليمن، يمكن للغرب فتح طرق شحن حيوية، واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر، وعزل إيران بشكل أكبر".
وشدد على ضرورة التحرك السريع ضد مليشيا الحوثي وتحييد قوتها التي بات خطرها يهدد العالم من خلال تهديد خطوط الملاحة والتجارة العالمية، قبل أن يتدهور الوضع أكثر، مشيراً إلى أنه مع "تعرض التجارة البحرية العالمية للخطر وتضاؤل نفوذ إيران في المنطقة بالفعل، فقد حان الوقت الآن للتعامل مع الحوثيين ومنعهم من الاستمرار في تعطيل أحد أهم ممرات الشحن في العالم".