يمانيون:
2024-10-03@09:42:53 GMT

قدرة الفلسفة على صناعة الانتصار

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

قدرة الفلسفة على صناعة الانتصار

عبدالرحمن مراد

تملك صنعاء اليوم – من خلال التلويح بالخيار العسكري ومن خلال حركة الاستعداد والقوة بالإضافة إلى الرصيد التراكمي للصورة الذهنية في المتخيل العام العالمي والرأي العام العالمي – القوة اللازمة والكافية لتحقيق المطالب المشروعة في الحرية والاستقلال ورفع الحصار والتعويضات وصرف المرتبات، فالكرة أصبحت في مرماها، وهي تملك من الدهاء السياسي ما يجعلها تصل إلى التحرير الكامل للوطن من المستعمر بدون تكاليف إضافية ولا تضحيات جديدة لكن بالاستناد إلى تراكمات السنوات الماضية التي خاض شعبنا فيها معركة وجوده ببسالة وتحد وتوظيف الظرف الدولي بما يحقق لها الانتصار السياسي.


ومن المستحيل اليوم أن تعود دول العدوان إلى الخيار العسكري وفق كل المعطيات الدولية ومؤشرات الواقع وهذا أمر أصبح معلنا كسياسة أمريكية فهم يسعون إلى خفض التوتر في المنطقة العربية وعدم السماح للروس والصين من سد الفراغات فيها ولذلك يحاولون تحسين صورتهم في واقع ذاق مرارة بشاعتهم .
لذلك نرى التأكيد على مبدأ التعايش، من خلال صيغة جامعة، فالتفرد أصبح مستحيلا وهو محكوم بالنهايات التراجيدية وبدوائر الصراع، ومن المستحسن أن نقف عند القضايا الكبرى بقدر من المسؤولية وقد تختصرها العناوين العريضة التالية :
– التفرد مستحيلا ومن حق الكل أن يعبر عن وجوده .
– الشراكة الوطنية ضرورة وطنية لا بد من تعريفها وتجديد أهدافها .
– المصالحة الوطنية – ولو حصل فيها غمط – ضرورة مرحلية حتى نجتاز عتبة التآمر وترتيب البيت من داخله .
– مراجعة الذات والبناء المؤسسي القادر على التفاعل مع المستويات الحضارية الجديدة، والقادر على صناعة مشروع سياسي مؤثر في النظام العالمي لا متأثر به .
– تنمية الذات والاشتغال على تفجير طاقاتها، وتنمية حركة النقد وصناعة الرموز الثقافية الواعية القادرة على صناعة الأبعاد الاستراتيجية.
– تنمية البعد الثقافي والاستفادة من توظيف كل الفنون لخدمة المشروع السياسي والاقتصادي كما دأبت بعض الدول كتركيا مثلا .
***
تلك التوجهات يجب أن تكون نصب أعيننا بعد أن وضعت الحرب أوزارها ومالت إلى زمن اللاسلم واللا حرب، فالاشتغال اليوم أضحى مقتصرا على التدافع الثقافي والاجتماعي بعد أن بلغ المستعمر غايته من السيطرة على مصادر الطاقة والتحكم بخط الملاحة الدولي والسيطرة على منافذ الغذاء .
لذلك يصبح الاستغراق في الحرب دون طائل، فهو لن يجعلنا نصل إلى نتيجة لصالحنا ولكن بالحساب المنطقي لصالح العدو, فهو يهدف إلى تبديد القوة البشرية المناهضة له، ولذلك يمكن البناء على حركة الصمود الأسطورية وتوظيفها في السيطرة على مقاليد المستقبل والتحكم بمساراته وهي تحفظ لنا قوتنا البشرية من الفناء الذي يريده المستعمر .
ولابد أن ندرك أن المستعمر وصل إلى غاياته وأهدافه فقد جعلنا شيعا وأحزابا وفرض سيطرته وهيمنته على كل مقدراتنا، ولعلنا نلاحظ اشتغاله في زمن الهدنة – زمن اللاحرب واللا سلم – فهو يريد إفراغ فكرة الصمود وفكرة الانتصار من مضامينها، وقد عمد إلى المؤشرات ذات الطبيعة الإيجابية ليفرغها من محتواها .
نحن أمام مرحلة فارقة تتطلب يقظة متناهية، فالحرب انتقلت إلى جبهات أخرى ومن المعيب أن نهزم فيها فالمرحلة تعتمد على الوعي وعلى الصناعة وعلينا أن نصنع غدنا بما يليق بنا .
والعالم اليوم يتحرك في مستويات حضارية مفرغة من المضمون الأخلاقي، وحتى نعي المستوى الحضاري الجديد الذي وصل اليه البشر لابد أن نسلم بالحقيقة الجوهرية الثابتة التي ترى أن الفكرة الدينية فكرة ثابتة لا يمكنها التغير في بعديها العقائدي والأخلاقي بقطعية النصوص، ولكن المشروع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي قابل للتحول والتبدل ويمكن ابتكاره وإبداعه من تفاصيل الزمن الحضاري ولذلك فقضيتنا لا تنحصر في موضوع الدعوة وفرض ثقافتنا وعقائدنا على الآخر فقد حصرها النص الديني بالبلاغ والبلاغ قابل للتحقق من خلال المشروع الاجتماعي والسياسي وشواهد التاريخ دالة على ذلك .
ومن هنا نؤكد على فكرة تشذيب التراث من كل شوائبه التي فرضتها الضرورات التاريخية والسياسية فهو البداية المثلى لصناعة مشروعنا السياسي الذي يتفاعل مع العالم من حولنا ليكون مؤثرا فيه لا متأثرا به .
فالآخر يخاف من المشروع السياسي المتجدد ولذلك سعى إلى اغتيال رموز النقد والتنوير واستمال العلماء المفكرين اليه ومن رفض نالته يد الغدر ولو جال البصر في الزمن المتأخر منذ عقد الثمانينات لرأينا هذه السياسة بشكل جلي وواضح، لكنه لا يخاف الفكرة الدينية بل تعامل معها بقدر من التفكيك والتشويه، وشواهد ذلك كثيرة بدءا من أفغانستان ولا نقول انتهاء بداعش فالقائمة ليست محددة بزمن.
فالفلسفة اليوم ضرورة وجودية، فهي تسهم دوما في رسم المعالم الحضارية ومستوياتها وقد كان لها دور فاعل في كل المراحل التاريخية إلى اليوم، فالترابط بين أنواع المعرفة والعلوم وبين الفلسفة ترابط وثيق، ففي كل مستوى حضاري يقوم الفلاسفة بإعادة تعريف المفاهيم وتفسير الحقائق القديمة وتجديد تصورات الأسئلة لتوسيع مساحات البحث عن إجاباتها، ففي كل العصور تداخل الفكر الفلسفي مع كل أشكال المعرفة العلمية والإنسانية وحتى السياسية والدينية، فالفكرة أصبحت ضرورة حضارية اليوم حتى نعيد ترتيب نسق العالم قبل أن ينحرف عن مقاصد الله، كما تدل مؤشرات الانحراف في الفطرة البشرية في المجتمع الأوروبي اليوم .

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

تفاصيل انطلاق النسخة الثالثة من مهرجان FMD في سينما زاوية

أيام قليلة تفصل محبي السينما عن انطلاق النسخة الثالثة من مهرجان FMD أو فيلم ماي ديزاين، إذ يقام حفل الافتتاح يوم الخميس المقبل في سينما زاوية بوسط البلد، ويتضمن العديد من الفعاليات ما بين عروض الأفلام والمحاضرات وحلقات النقاش، ولقاءات مع الخبراء ومعارض للتصميم الحركي وتجارب في الواقع الافتراضي، بجانب جولات في المدينة وورش عمل، تهدف من خلالها المزج بين الفن والتصميم وصناعة الأفلام.

تركز النسخة الثالثة من مهرجان FMD، التي تقام فعالياته في الفترة من 3 إلى 12 أكتوبر، على موضوع «تصميم حياتنا لمستقبل أفضل»، من خلال 6 أقسام مختلفة تبدأ بـ «التصميم في حياتنا» وتتضمن عرض 11 فيلما بالإضافة إلى محادثات وحلقات نقاش بالإضافة إلى ماستر كلاس عن سيكولوجيا الألوان يقدمه محمد بيتية، أما القسم الثاني يأتي بعنوان «التصميم في الأفلام» وتتضمن عرض 3 أفلام، وماستر كلاس مع الكاتب والمخرج محمود رشاد عن صناعة سينما تاريخية، بالإضافة إلى ماستر كلاس مع مصممة الصوت سارة قدوري، وورشتي عمل «صناعة أفلام وثائقية في الطبيعة» و«من الفكرة إلى البناء: تصميم الديكور».

 

عروض أفلام وورش عمل 

ويأتي القسم الثالث في المهرجان بعنوان «التصميم في التحريك»، أما القسم الرابع «كو- لاب» ويتضمن عرض أول لخمسة أفلام قصيرة محلية أنتجت من خلال الدورة الثانية لبرنامج «فيلم ماي ديزاين كو- لاب»، أما قسم «عين على فلسطين» يهدف من خلال مجموعة منتقاة من الأفلام إلى عرض وجهات النظر العالمية المنادية بالتغيير والحقوق الفلسطينية، وفي القسم السادس برامج الأفلام القصيرة يتم تقديم مجموعة أفلام تخدم موضوعات أقسام المهرجان الأساسية الثلاثة؛ التصميم في حياتنا والتصميم في الأفلام والتصميم في التحريك.

تفاصيل مهرجان FMD

مهرجانFMD هو أول مهرجان سينمائي للتصميم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويُعقد كل سنتين، ويركز على سرد قصص ملهمة وجذابة ومثيرة للتفكير حول التصميم والهندسة المعمارية وحياة المدينة باستخدام الأفلام تاني تعتبر اللغة الأكثر تأثيرًا في العالم في صناعة فنون السرد البصري.

مقالات مشابهة

  • باحثة بالاقتصاد السياسي تحذر من صراع لا يمكن لـ المنطقة تحمله (فيديو)
  • عبرنا الهزيمة!
  • سماد من مخلفات صناعة السكر يسهم فى تطوير الزراعة والإنتاجية
  • محمد بن راشد: نبدأ اليوم استقبال الترشيحات للدورة الثانية من جائزة نوابغ العرب
  • شركة إسبانية تعزز صناعة الطيران بالمغرب
  • في اليوم العالمي لهم… سورية تولي المسنين كل الاهتمام عبر سياسة صحية شاملة
  • باسيل في السرايا اليوم بعد عين التينة: سعي لاعادة الوزراء المقاطعين
  • تقارير: مناظرة والز وفانس فرصة لإعادة تشكيل المشهد السياسي
  • برلماني: رسائل الرئيس في احتفالية الشرطة أكدت قدرة مصر على حماية أمنها القومي
  • تفاصيل انطلاق النسخة الثالثة من مهرجان FMD في سينما زاوية