عربي21:
2024-09-19@05:16:17 GMT

بين حياة الماعز وولاد رزق: من ترك بصمته أكثر؟

تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT

من العبارات الشائعة مؤخرا حين يتم الحديث عن عمل سينمائي عربي جديد وبالأخص التي تنال حيّزا إعلاميا ودعائيا وترويجيا مبالغا فيه؛ نجد مصطلحات مثل "الإنتاج الأضخم" و"الميزانية المفتوحة" وغيرها من "مفاتيح" التسويق الرائجة، والتي سرعان ما تطالها يد النسيان بعد أن تنقشع الغبار ويتمخض الجبل فيلد فأرا ويتفرق الجمع، ولا يبقى من رائحة ذلك العمل "الضخم" سوى بعض "اللازمات" التي خلّفها إعلامي بحجم عمرو أديب كلف بتغطية "النجاح الساحق الماحق" للعمل السينمائي "الجبار".



سنشرح أكثر ونبتعد عن العموميات بعد هذا السرد الذي يختصر الديباجة الجديدة التي باتت تحكم الوضع السينمائي العربي (المصري/ السعودي بالضبط)؛ حيث تنخرط وسائل الإعلام في استحضار مشاريع سينمائية وأخرى تلفزيونية جديدة يجري التحضير لها على قدم وساق، تحت عناوين فضفاضة مثل إعادة "إحياء" تجارب سينمائية مصرية سابقة، وأيضا إنتاج أجزاء جديدة من أعمال تجارية سخيفة هابطة تحت مسميات واهية لا تقدم ولا تؤخر؛ والدليل الذي مرغ كل هذه التجارب في الوحل يمكن اختصاره في تجربة واحدة احتلت الفضاء والهواء مؤخرا ونقصد هنا فيلم "حياة الماعز" وما جناه وخلفه من ردود فعل صاخبة عربيا وعالميا.

كي نكون منصفين في الطرح دعونا نعقد مقارنة بسيطة بين الفيلم السالف الذكر والجزء الثالث من "ولاد رزق" الذي كسر الأرقام وبلغ إيرادات "قياسية" كما يروجون، وهو بمثابة "الجوهرة الفريدة" والعنوان العريض للسينما المصرية/ العربية في الوقت الحالي وبعد أن انتهت حرب الإيرادات بين الشركات المتنافسة، ولو أن الفيلم كان خارج التصنيف باعتباره يحظى بدعم "هيئة الترفيه السعودية" وخُصصت له ميزانية هائلة من المستحيل أن تعوضها كل شبابيك التذاكر سواء في المحروسة مصر أو في السعودية. وهنا نتساءل: ما الهدف من إنتاج فيلم يحمل في خانة التصنيف أنه تجاري بحت أذا كان لن يعوض ما صرف عليه؟ مع العلم أننا لم نشاهد مضمونا يحمل رسالة معينة تستحق كل هذا البذخ باستثناء الترويج لمدينة الرياض؛ ولكن اليوم ماذا بقي وعلق بأذهان الناس من الفيلم مثلا سوى الألفاظ البذيئة للأشقاء الثلاثة العائدين مجددا لعالم الجريمة والسرقة؟ ما الإضافة التي قدمها الفيلم/ الحدث باستثناء محاكاة الأفلام الأجنبية ومحاولات المخرج طارق العريان المستميتة لتقديم نفسه كمخرج آكشن يرتقي بخطوات عن ركب المخرجين الآخرين وهذه حقيقة يعترف بها القاصي والداني ولا جدال حولها؟

في ذروة الجدل الحاصل حول فيلم "حياة الماعز" الذي صُور بميزانية أقل وطاقم مغمور من الممثلين والتقنيين وبأبسط الإمكانيات لكنه استند لقصة حقيقية واقعية كان لها وقع السحر على الجميع؛ أما آن الأوان لمراجعة الأوراق والتوجه نحو تبني أفكار ومشاريع هادفة ذات قيمة تخدم قضايانا وتنتصر لقيمنا ومبادئنا بعيدا عن صرف الأرقام الفلكية في اجترار التفاهة والسخافة؟
الآن وفي ذروة الجدل الحاصل حول فيلم "حياة الماعز" الذي صُور بميزانية أقل وطاقم مغمور من الممثلين والتقنيين وبأبسط الإمكانيات لكنه استند لقصة حقيقية واقعية كان لها وقع السحر على الجميع؛ أما آن الأوان لمراجعة الأوراق والتوجه نحو تبني أفكار ومشاريع هادفة ذات قيمة تخدم قضايانا وتنتصر لقيمنا ومبادئنا بعيدا عن صرف الأرقام الفلكية في اجترار التفاهة والسخافة؟ لماذا نجح هذا الفيلم وبأسماء مغمورة وظرف إنتاجي متواضع في لفت أنظار العالم كله لقضية إنسانية مهمة؛ وضعت ذلك الطرف العربي في الزاوية رغم تلك الجحافل من الفنانين العالمين التي حرص ويحرص على استضافتها سنويا في مهرجاناته؟ لماذا قهر هذا الفيلم وأوصل رسالته للعالم وفشلت مئات الأعمال العربية المصنفة في خانة "العهد الجديد" المستبد بالساحة الفنية في لفت الأنظار لها إذن؟

ما الفائدة من استنساخ "ولاد رزق" الجزء الخمسين والتباهي بألفاظ "أبطاله" البذيئة وتعريب مسلسلات تركية حفظها الجمهور عن ظهر قلب مقابل تهميش وتقزيم الطاقات الإبداعية والأفكار الخلّاقة؟

من المؤلم حقا معاينة ما يحدث وهذا التوجه المشين لتمييع الإرث الفني العريق الذي خلّدته أجيال من العباقرة بذلوا الغالي والنفيس للارتقاء به، وزادهم الوحيد الموهبة والإيمان بجدوى السلاح الحضاري الذي يملكونه؛ واليوم أضحت زمام الأمور في أيدي ثلة من المهرجين ينفثون سمومهم بالطول والعرض وكل من يجاهر بالعصيان مصيره معروف، واسألوا محمد سلام والقدير محمد صبحي..

حقا إنه زمن التافهين كما قال الكبير محمد الماغوط..

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات حياة الماعز السعودية الأفلام ولاد رزق سينما أفلام السعودية حياة الماعز ولاد رزق سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة من هنا وهناك صحافة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حیاة الماعز

إقرأ أيضاً:

من أسوان إلى القاهرة.. فيلم قصير عن حياة محمد منير

طرحت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، عبر صفحتها الرسمية على "إنستغرام"، مقطع فيديو بصوت الفنان أحمد أمين، يتحدث فيه عن مسيرة النجم محمد منير.

وأرفقت الشركة المنشور بتعليق "نقدم لكم مسيرة الفنان الكبير محمد منير، من بداياته المتواضعة، وصولًا إلى تألقه كواحد من أبرز نجوم الموسيقى في العالم العربي".

وتابعت الشركة "اكتشفوا تفاصيل رحلة الكينغ الفنية والشخصية التي نقشت اسمه بحروف من ذهب في قلوبنا، من خلال أغانيه التي تعبر عن الحب، الإنسانية، والوطن".
ويستعرض أحمد أمين في الفيلم القصير، انطلاقة رحلة منير من قريته في أسوان إلى القاهرة، عندما رافق شقيقه الأكبر فاروق إلى لقاء الموسيقار بليغ حمدي، الذي لمس موهبته واعتبر صوته بداية لعصر جديد في الموسيقى المصرية.
 ويروي الفيلم أيضاً كيف التقى منير  بالشاعر عبدالرحيم منصور والفنان أحمد منيب، اللذين كان لهما دور كبير في تقديمه للجمهور.
كما استعرض أمين عدداً من أغاني "الكينغ" التي لمست قلوب جمهوره منها: "الليلة يا سمرا"، "أمانة يا بحر" و"تكلمي"، إلى أن أصبح الفنان النوبي أحد أبرز نجوم الغناء في الساحة الفنية العربية.

#أحمد_أمين يروي مسيرة #محمد_منير في فيلم تسجيلي قصير نشرته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بحسابها على #إنستغرام.

وعلقت: "اكتشفوا تفاصيل رحلته الفنية والشخصية التي نقشت اسم الكينج بحروف من ذهب في قلوبنا، من خلال أغانيه التي تعبر عن الحب، الإنسانية، والوطن" pic.twitter.com/Z3WpZamdJE

— 24.ae | منوعات (@24Entertain) September 18, 2024

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية المصري: حماس تؤكد لنا التزامها الكامل باقتراح وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه في 27 مايو والتعديلات التي أجريت عليه في 2 يوليو
  • من أسوان إلى القاهرة.. فيلم قصير عن حياة محمد منير
  • في 7 نقاط.. تعرف على محاور التنمية التي تعمل عليها «حياة كريمة»
  • البولماني: لي ما عندو حرفة ولا دبلوم غيعيش حياة الماعز فأوربا
  • مصادر: "الخطوات المتهورة" التي تخطط لها حكومة نتنياهو في الشمال قد تورِّط إسرائيل في مشكلة أكثر صعوبة
  • فى ذكرى ميلاده.. أسرار في حياة شيخ الفنانين عبد الوارث عسر
  • العرب بين حياة البشر وحياة الماعز
  • من داخل منزله.. محمد المهندس يحكي أسرارًا من حياة فؤاد المهندس
  • من داخل منزله.. نجل فؤاد المهندس يحكي أسرارا في حياة والده