“منتدى هيلي” يجمع صنّاع القرار والخبراء لابتكار حلول لتحديات التحولات العالمية
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
نظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية بالتعاون مع أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، أمس سلسلة من النقاشات التي ركزت على القضايا الجيوسياسية والجيواقتصادية العالمية، وذلك خلال اليوم الأول من فعاليات منتدى هيلي السنوي في نسخته الأولى .
واستقطب المنتدى 40 شخصية مختلفة من كبار قادة الفكر الدوليين وأكثر من 350 مشاركاً بهدف استعراض وتحليل المشهد العالمي المتغير.
وسلطّت جلسات اليوم الأول التي تناولت المحور الجيوسياسي في منتدى هيلي، الضوء على التحولات العميقة في ديناميكيات القوى العالمية، مستعرضة تأثير تصاعد المنافسة بين القوى الكبرى وتنامي نفوذ القوى المتوسطة في المشهد السياسي الراهن ، كما بحث المشاركون سبل إيجاد فرص جديدة للنمو من خلال إقامة شراكات مبتكرة في عالم يتسم بتعدد الأقطاب.
وركزت المناقشات الجيواقتصادية على تحديات التفكك الاقتصادي العالمي وتصاعد سياسات الحماية التجارية وتبادل الخبراء إستراتيجياتهم للتكيف مع المشهد الاقتصادي المتغير، مشيرين إلى تطور ديناميكيات التجارة الإقليمية والدولية نتيجة لهذه التحولات.
وأكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، خلال اليوم الأول من المنتدى، أن العولمة تظل محركاً مهماً للنمو الاقتصادي إلّا أن تحديات التفكك في المشهد الاقتصادي العالمي تستدعي وجود استجابة إستراتيجية عبر بناء شراكات متوازنة.
وقال معاليه : ” إن دولة الإمارات تمنح الأولوية باستمرار للتعاون الدولي ليس فقط من خلال بناء جسور التنمية بين الدول من خلال شبكة الشركاء التجاريين للدولة الآخذة في النمو ولكن أيضا عبر دعم النظام التجاري متعدد الأطراف وبناء الشراكات مع الدول الذي تتبناه، وذلك انطلاقاً من المكانة المرموقة لدولة الإمارات باعتبارها مركزاً لوجستياً دولياً رئيسياً وداعمة للتجارة كمحرك للنمو المستدام على المدى الطويل، وستواصل الدولة المضي قدماً في سياسات التجارة الدولية عبر قارات العالم”.
وشارك الدكتور محمد إبراهيم الظاهري نائب المدير العام لأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية في إدارة جلسة حوارية تناولت تصاعد القوى المتوسطة في عالم متعدد الأقطاب.
وقال الظاهري إن المنتدى ركز في يومه الأول على محاور الجيوسياسة والجيواقتصادية وذلك لتسليط الضوء على التحولات الكبرى الأخيرة في النظام العالمي وديناميكيات القوى الجديدة وتحليل التفكك الاقتصادي الحالي وسياسات الحماية التجارية في ظل تحديات العولمة.
ويشكل منتدى هيلي منصة حيوية تتيح للخبراء تبادل الرؤى وبحث سبل فرص التعاون الاستراتيجي في ظل الاضطرابات الحاصلة في المشهد العالمي.
كما تؤكد هذه المنصة على الالتزام الثابت لدولة الإمارات بتعزيز الشراكات التي تدفع عجلة الاستقرار والتقدم الاقتصادي وتحقيق مستقبل مستدام للجميع.
وخلال جلسة متزامنة، أشار عبيد الزعابي مدير قطاع الدراسات والبحوث الإستراتيجية في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية ، إلى أن منتدى هيلي يُبرز أهمية الحوار الإستراتيجي في التعامل مع تعقيدات المشهد الجيوسياسي والجيواقتصادي والجيوتكنولوجي في الوقت الراهن.
ويجمع المنتدى نخبة من الخبراء وصانعي السياسات لفهم التحولات العالمية المعقدة؛ وبحث الإستراتيجيات القابلة للتنفيذ؛ من أجل تعزيز التعاون والاستقرار الدوليَّين وستكون الرؤى والأفكار التي ستُطرَح في هذه الجلسات ذات أهمية كبيرة لبناء مجتمع عالمي أكثر ترابطًا ومرونة.
وشارك في الجلسات العامة لليوم الأول من المنتدى متحدثون رفيعو المستوى، منهم معالي كارل بلدت رئيس الوزراء ووزير خارجية السويد الأسبق ومعالي نبيل فهمي زير الخارجية المصري السابق ومعالي ناصر جودة وزير الخارجية الأردني السابق ومعالي ناصر القدوة وزير خارجية السلطة الفلسطينية السابق إضافة إلى العديد من الشخصيات البارزة.
وعززت مناقشات اليوم الأول التعاون في معالجة التحديات العالمية المعاصرة عبر مجموعة من الجلسات التي تناولت مواضيع الحوكمة والتحول في مجال الطاقة والأمن الاقتصادي.
ويُعقد منتدى هيلي على مدار يومين في منتجع سانت ريجيس في جزيرة السعديات في أبوظبي ويجمع نخبة من قادة الفكر الدوليين والخبراء والدبلوماسيين والأكاديميين المرموقين للمشاركة في نقاشات وجلسات حوارية.
ويركز المنتدى على معالجة عدد من القضايا والتحديات الراهنة التي تواجه العالم وتهدف هذه الحوارات المتنوعة إلى تقديم رؤى معمقة ضمن ثلاثة محاور رئيسية تسعى لفهم المشهد العالمي المتغير وهي: الجيوسياسة والجيواقتصاد والجيوتكنولوجيا.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الیوم الأول منتدى هیلی
إقرأ أيضاً:
هكذا تحولت المباحثات التي دارت بين ترامب وزيلينسكي إلى “كارثة”
شهد اللقاء بين فلاديمير زيلينسكي ودونالد ترامب منعطفا غير متوقع. حيث دخل الزعيمان في جدل حاد أدى إلى رحيل الرئيس الأوكراني على عجل من البيت الأبيض.
وقد تميز اللقاء بين دونالد ترامب وفولوديمير زيلينسكي، أمس الجمعة، بتبادل حاد للكلمات بين الزعيمين. مما دفع الوفد الأوكراني إلى مغادرة البيت الأبيض قبل الموعد المخطط له. ونتيجة لذلك، لم يتم التوقيع على اتفاقية استغلال المعادن في أوكرانيا، كما كان مخططا له في البداية.
ولكن كل شيء بدأ بشكل جيد. قلل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس. من أهمية تصريحاته اللاذعة ضد نظيره الأوكراني، قائلا إنه “لا يستطيع أن يصدق” أنه ألقى مثل هذا الخطاب.
قبل أن يتوجه إلى البيت الأبيض، الجمعة، زار فولوديمير زيلينسكي مجلس النواب الأمريكي للقاء “وفد من الحزبين من مجلس الشيوخ الأمريكي”.
وبعد ذلك، تبادل الزعيم الأوكراني صورة شخصية مع بعض المشاركين، ومن بينهم السيناتور الديمقراطية إيمي كلوبوشار. وكتبت أن اللقاء كان “اجتماعا ثنائيا جيدا للغاية”. وختمت منشورها على X قائلة: “نحن نقف مع أوكرانيا”.
وتوجه بعد ذلك فولوديمير زيلينسكي إلى البيت الأبيض حيث كان في استقباله نظيره الأمريكي.
وأكد أن اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا “قريب إلى حد معقول”. وأشار دونالد ترامب أيضًا إلى العقد الخاص بالمعادن الأوكرانية الذي من المقرر أن يوقعه الزعيمان.
وبحسب قوله، فإن هذا “اتفاق عادل للغاية”. وأكد الرئيس الأوكراني أن ضيفه “يقف إلى جانب” أوكرانيا.
“أبرم صفقة أو سنتركك خلفنا”لكن الوضع زاد سوءا بعد ذلك. ففي حال إجراء مفاوضات، أشار فولوديمير زيلينسكي إلى أنه لا يريد الاستسلام لفلاديمير بوتين. لكن دونالد ترامب رد بأنه سيضطر إلى تقديم “تنازلات”.
بداية مشهد من التوتر استمر لعدة دقائق رفع خلالها ترامب وزيلينسكي. ونائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس أصواتهم وقاطعوا بعضهم البعض عدة مرات.
وانتقد دونالد ترامب بشكل خاص فولوديمير زيلينسكي، الذي جاء لطلب دعم واشنطن بعد ثلاث سنوات من الحرب ضد روسيا. ووصفه بأنه “وضع نفسه في موقف سيئ للغاية”، وقال له إنه “لا يمسك بالأوراق”.
وهدد قائلا “إبرام صفقة (مع روسيا) أو سنترككم”، مشيرا إلى أنه سيكون “صعبا للغاية” التفاوض مع الزعيم الأوكراني.
وقال دونالد ترامب أيضا “عليكم أن تكونوا شاكرين (…) أنتم تلعبون بحياة ملايين البشر. أنتم تلعبون بالحرب العالمية الثالثة (…)”.
وأكد الرئيس الأمريكي مراراً وتكراراً على أهمية المساعدات الأمريكية لأوكرانيا.
وتابع قائلا “تذكروا هذا: أنتم لستم في وضع يسمح لكم بإملاء ما نشعر به”. وقال رئيس الولايات المتحدة “لو لم تكن لدينا معداتنا العسكرية، لكانت هذه الحرب انتهت خلال أسبوعين”.
ترامب: زيلينسكي ليس مستعدًا للسلامولم يتردد الرئيس الأوكراني، الذي بدا مندهشا بشكل واضح من هذا الارتفاع المفاجئ في لهجته. في محاولة تفسير موقفه، معتقدا أن الولايات المتحدة “سوف تشعر بتأثير” الهزيمة العسكرية الأوكرانية.
ثم سأل نائب الرئيس فانس، الذي اتصل به للتو: “هل سبق لك أن ذهبت إلى أوكرانيا لتشاهد مشاكلنا؟”
كما وجه نائب الرئيس الأمريكي كلمات قاسية للغاية لرئيس أوكرانيا.
وتساءل ترامب في حديثه لفولوديمير زيلينسكي: “هل تعتقد أنه من الاحترام أن تأتي إلى المكتب البيضاوي في الولايات المتحدة الأمريكية. وتهاجم الإدارة التي تحاول منع تدمير بلدك؟”.
وقال لفولوديمير زيلينسكي: “هل قلت كلمة شكرا مرة واحدة طوال هذا الاجتماع؟ لا (…). قدم بعض كلمات التقدير للولايات المتحدة وللرئيس الذي يحاول إنقاذ بلدك”.
وأثارت هذه التصريحات استياء أوكسانا ماركاروفا، سفيرة أوكرانيا لدى الولايات المتحدة. التي وضعت رأسها بين يديها وأظهرت انزعاجها الشديد.
ورغم أنه كان من المقرر عقد مؤتمر صحفي مشترك، إلا أنه تم إلغاؤه في نهاية المطاف وغادر الوفد الأوكراني البيت الأبيض على عجل. ولم يتم توقيع الاتفاق بشأن المعادن والهيدروكربونات والبنية التحتية الأوكرانية. الذي سافر فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن من أجله.
وفي نهاية اللقاء، كتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على شبكته الاجتماعية Truth Social أن فلاديمير زيلينسكي “أهان الولايات المتحدة الأميركية”.