احتفلت الأمة الإسلامية يوم الأحد الماضى، وقد امتلأت بطون الكتب القديمة بالحديث عن كيفية احتفال أهل مكة بيوم مولد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، ولعل ذكر بعضها يخرس ألسنة المتنطعين الذين يحرمون الاحتفال بمولده الشريف، بل يكادون يخرجون المحتفلين من دائرة الإيمان!!
يقول الرحالة ابن جبير الأندلسي رحمه الله تعالى، (المتوفى سنة 540 هـ) في كتابه "رحلة ابن جبير الأندلسي": يفتح هذا الموضع المبارك - أي منزل النبي صلى الله عليه وسلم - فيدخله الناس كافة متبركين به في شهر ربيع الأول ويوم الإثنين منه، لأنه كان شهر مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وفي اليوم المذكور الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم، تفتح المواضع المقدسة المذكورة كلها.
ويقول الإمام المحدث أبو الفرج، المعروف بـ "ابن الجوزي" (المتوفى: 597هـ) في كتابه بيان المولد الشريف: لا يزال أهل الحرمين الشريفين ومصر واليمن والشام وسائر بلاد العرب من المشرق والمغرب يحتفلون بمجلس مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويفرحون بقدوم هلال شهر ربيع الأول ويهتمون اهتماما بليغا على السماع والقراءة لمولد النبي صلي الله عليه وآله وسلم، وينالون بذلك أجرا جزيلا وفوزا عظيما.
ويقول الإمام المحدث الفقيه أبو العباس العزفي (المتوفى:633 هـ): إن يوم المولد النبوي كان يتخذ عطلة عامة بمكة المكرمة، وتفتح فيه الكعبة المشرفة ليؤمها الزوار.
ويقول الإمام المحدث المؤرخ شمس الدين السخاوي (المتوفى: 902ھـ): وأما أهل مکة معدن الخير والبرکة فيتوجهون إلى المکان المتواتر بين الناس أنه محل مولده، وهو في ’’سوق الليل‘‘ رجاء بلوغ کل منهم بذلك المقصد، ويزيد اهتمامهم به على يوم العيد حتى قلَّ أن يتخلف عنه أحد من صالح وطالح، ومقل وسعيد سيما ’’الشريف صاحب الحجاز‘‘ بدون توارٍ وحجاز. وجود قاضيها وعالمها البرهاني الشافعي ويتم إطعام غالب الواردين وکثير من القاطنين المشاهدين فاخر الأطعمة والحلوى.
ويقول الإمام العلامة قطب الدین النهروالي الحنفی ( المتوفى: 988ھـ): يزار مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم المکاني في الليلة الثانية عشر من شهر ربيع الأول في کل عام، فيجتمع الفقهاء والأعيان على نظام المسجد الحرام والقضاة الأربعة بمکة المشرفة بعد صلاة المغرب بالشموع الکثيرة والمفرغات والفوانيس والمشاغل وجميع المشايخ مع طوائفهم بالأعلام الکثيرة ويخرجون من المسجد إلى سوق الليل ويمشون فيه إلى محل المولد الشريف بازدحام ويخطب فيه شخص ويدعو للسلطنة الشريفة، ثم يعودون إلى المسجد الحرام ويجلسون صفوفاً في وسط المسجد من جهة الباب الشريف خلف مقام الشافعية ويقف رئيس زمزم بين يدي ناظر الحرم الشريف والقضاة ويدعو للسلطان ويلبسه الناظر خلعة ويلبس شيخ الفراشين خلعة. ثم يؤذّن للعشاء ويصلي الناس على عادتهم، ثم يمشي الفقهاء مع ناظر الحرم إلى الباب الذي يخرج منه من المسجد، ثم يتفرّقون. وهذه من أعظم مواکب ناظر الحرم الشريف بمکة المشرفة ويأتي الناس من البدو والحضر وأهل جدة، وسکان الأودية في تلك الليلة ويفرحون بها.
ليس ذلك فحسب، بل أقوال أهل العلم القدامى فى هذا الصدد أكثر من أن يضمها هذا المقال، فمن يحدثك بعد ذلك عن حرمة الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، فأعرض عنه وقل له: "سلاما".
بالعروسة والمباخر.. مسرح 23 يوليو بالمحلة يحتفل بالمولد النبوي الشريف
محافظ قنا يشهد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بمسجد سيدى عبد الرحيم القنائي
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: المولد النبوي الشريف مقالات إبراهيم نصر الأمة الإسلامية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف رسول الإنسانية أهل مكة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الرسول عليه الصلاة والسلام أشرف الخلق خاتم الأنبياء مولد الحبيب النبی صلى الله علیه صلى الله علیه وسلم مولد النبی
إقرأ أيضاً:
الشيخ أحمد الطلحي للحجاج: سيدنا النبي حي في روضته
قال الشيخ أحمد الطلحي، الداعية الإسلامي، إن زيارة الحبيب الأعظم والنبي الأفخم صلى الله عليه وسلم ليست مجرد محطة في رحلة الحج أو العمرة، بل شرف عظيم ومقام رفيع يُمنح لمن اشتاقت روحه وصدق قلبه وتطهرت نيته.
وأضاف الشيخ الطلحي، اليوم الخميس: "اجفاك إن زرته في روضه، فكانما قد زرته حيًا.. فيا طوباك، فإذا بلغت الدار دار المصطفى، دار الحنيف ودار من أحياك، فاحمد وكبّر واسجد شكرًا لمن أولاك فضلًا منهما أولاك".
وتابع: "كل من يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، تهفو روحه إلى المدينة النبوية، إلى الروضة الشريفة، إلى الشباك الأعطر، حيث المواجهة المباركة، وحيث تسكن الطمأنينة في حضرة الحبيب المصطفى ﷺ".
وأكد أن أول طريق الزيارة هو النية، والنية لا تُفتح إلا بمفتاح الاستئذان، مستشهدًا بقول الله تعالى:"إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله..."، لافتا إلى أن زيارة الحبيب الأعظم ﷺ ليست زيارة جسد لمكان، بل لقاء روح بروح، وحضور قلب في مقامٍ طاهر.
كما أشار إلى الحديث الشريف الذي رواه الإمام الطبراني: "من جاءني زائرًا لا تعمله حاجة إلا زيارتي، كان حقًا علي أن أكون له شفيعًا يوم القيامة"، مضيفا: "تأملوا هذا الوعد النبوي العظيم، شفاعة لمن لم يأت لحاجة دنيوية، بل جاء مشتاقًا، محبًا، متعلّقًا بروح الحبيب ﷺ".
وتابع: "اذهب لروضته وزره بروضة، مستحضرًا أن النبي إذاك، وقل: السلام عليك يا خير الورى، يا من أضاء الحالكات ضياك، واعلم بأن المصطفى في روضته حيّ، فكأنما زرته حيا".