نصائح للوقاية من الالتهاب السحائي قبل العام الدراسي.. احمي ابنك بهذه الخطوات
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
مع بدء انطلاق العام الدراسي الجديد، تبدأ المدارس بالتوعية ضد مرض الالتهاب السحائي والإعلان عن حملات التطعيم منه، لأن تحصين الطفل في سن صغيرة يساعد على حمايته من أمراض عديدة تهدد حياته، من بينها التهاب السحايا والحصبة والإنفلونزا، ليسعى أولياء الأمور إلى معرفة كيفية الوقاية من ذلك المرض، وما هي الاحتياطات الواجب اتباعها لحماية أبنائهم؟
الالتهاب السحائيبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم تحرص وزارة الصحة المصرية على تقديم التطعيم للأطفال تزامنًا مع بداية كل عام دراسي، وهو ما أثار تساؤل الآباء حول مرض الالتهاب السحائي وكيفية الوقاية منه، وتحدث في هذا الشأن الدكتور عبد الهادي مصباح، أستاذ المناعة والفيروسات، أنه واحد من الأمراض المنتشرة التي تصيب السائل والأغشية المحيطة بالمخ والحبل النخاغي، ويصاحبه عدد من الأعراض.
أعراض الالتهاب السحائي كثيرة على رأسها عدم القدرة على التنفس بانتظام، بحسب ما أوضح «مصباح»، خلال حديثه لـ«الوطن»، وأضاف بعض الأعراض التي تتمثل في التالي:
الصداع الحاد. تصلب الرقبة. الارتباك. الغثيان. الضعف الادراكي. تنميل الأطراف. القيء. الشعور باضطرابات معوية. فقدان الشهية الشديد. عدم القدرة على النظر للضوء.وأكد أن الالتهاب السحائي من الأمراض المُعدية والكل معرض للإصابة به، لأنه تحدث فيه الإصابة نتيجة لأمراض أخرى، مثل كورونا والأمراض المناعية، وفقًا لحديث «مصباح»، وأكد أن تحديد الإصابة به تتم خلال سحب عينة من السائل النخاعي في العمود الفقري.
الوقاية من الالتهاب السحائييحدث مرض الالتهاب السحائي بسبب وجود الأطفال في تجمعات، والعديد من الأسباب المرضية، لكن هناك أنواع من اللقاحات تُستخدم للحد من التهاب السحايا البكتيري، كما أنه يمكن إتباع التالي الوقاية من الالتهاب السحائي، بحسب حديث أستاذ المناعة وموقع «مايو كلينك» المختص في الشئون الطبية:
غسل اليدين لمنع انتشار الجراثيم. عند دخول دورة المياه يجب تطهيرها أولًا باستخدام الكحول أو كيس بلاستيكي. عدم قضاء وقت في مكان مزدحم. الالتزام بعادات النظافة الصحيحة. عدم مشاركة المشروبات والأطعمة ومرطبات الشفاه أو فرش الأسنان مع أي شخص آخر في المدرسة أو خارجها اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على الكثير من الفواكه والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة. تغطية الفم بالكمامة. علاج الالتهاب السحائيتلقي التطعيم ضد الالتهاب السحائي هو العلاج، ونوه «مصباح» أنه عادةً ما تظهر على الطفل بعض الأعراض البسيطة عقب تلقي اللقاح من ارتفاع في درجة الحرارة أو ضيق التنفس، وهو ما يستوجب استشارة الطبيب، كما أنه يمنع على أصحاب أمراض الحساسية تلقي اللقاح، لأنه يسبب رد فعل جانبي يؤثر على صحة الأطفال.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: تطعيم الالتهاب السحائي الالتهاب السحائي الالتهاب السحائی الوقایة من
إقرأ أيضاً:
الخطوات الأولى في رمضان
حمود بن علي الطوقي
أُطلَّ عليكم عبر هذه النافذة للحديث عن الصيام في شهر رمضان خلال العقود الخمسة الماضية والحديث عن تجربة ذاتية، وسوف أسرد بعض الذكريات عن الصيام في هذا الشهر الفضيل بدأ من تجربتي الأولى في الصيام.
حين يعودُ بي الزمن إلى منتصف السبعينيات من القرن الماضي، أجد نفسي طفلًا صغيرًا في قريتي الجميلة "السباخ"، حيث كانت الحياة بسيطة والقلوب صافية، وكان لشهر رمضان نكهة خاصة تمتزج فيها روحانية الشهر الكريم بسحر القرية التي لم تعرف بعد صخب التطور الحديث.
لم تكن الأخبار تنتشر بسرعةٍ كما هو الحال اليوم، فلم تكن هناك قنوات تلفزيونية أو وسائل تواصل حديثة تُعلن عن قدوم الشهر الفضيل. كان الأهالي يعتمدون على تحري الهلال حيث يجتمع الأجداد والآباء في ساحة المسيلة لتحري الهلال بأعينهم، وحينما يثبت دخول رمضان، يعم الفرح في الأرجاء. خاصة بين الأطفال، وتبدأ الاستعدادات التي رغم بساطتها، كانت كفيلة بأن تجعل رمضان مختلفًا عن بقية الشهور.
قريتي السباخ كبقية القرى البعيدة لم تكن الكهرباء قد دخلتها بعد، وكانت درجات الحرارة مرتفعة، خاصة عندما يصادف دخول رمضان في موسم الصيف رغم سخونة الجو. لكن الطبيعة الجميلة في القرية كانت خير مُعين. كانت أشجار النخيل الباسقات وأشجار والمانجو الكثيفة تظلل الممرات، والأفلاج الجارية تنعش الهواء، فنجد في ظلها شيئًا من البرودة. كأطفال، كنا نحاول الصيام بتشجيع الآباء والأمهات، فنصوم نصف يوم أحيانًا، وأيامًا كاملة حين نشعر بالقوة. لم يكن هناك ترف أجهزة التبريد أو المشروبات الباردة، ومع ذلك، كان صيامنا محاطًا بروح التحدي والفرحة.
وعند اقتراب موعد الإفطار، ننتظر. الأذان حيث نخرج من بيوتنا لكي نسمع صوت المؤذن حيث لم تكن مكبرات الصوت ولهذا ننتظر حتى تمتزج أصوات الأذان المنبعثة من مآذن المساجد القليلة في القرية. كانت مائدة الإفطار بسيطة لكنها عامرة بالبركة، حيث التمر والماء هما أول ما يلمس شفاه الصائم، ثم تأتي الأكلات الشعبية التي تعدّها الأمهات بكل حب، مثل "الثريد"، "الهريس"، و"الشوربة"، إلى جانب "اللقيمات" التي تسعد الأطفال كثيرًا. الأجمل من ذلك هو مشاركة الطعام بين الجيران، فالأطباق تتنقل بين البيوت في عادة رمضانية تُرسّخ قيم المحبة والتكافل.
بعد الإفطار، مباشرة كنَّا نتوجه الى المساجد ونحمل معنا البجلي أو القنديل وكانت مساجد القرية غير مزودة بالمكيفات أو الفرش الفاخر، لكن السكينة التي تملأ أركانها كانت كافية لنشعر براحة عظيمة. يجتمع الرجال والشباب لأداء صلاة التراويح، وبعد الصلاة، يجلس الكبار لسرد القصص والأحاديث الدينية.
كان رمضان في قريتي السباخ أكثر من مجرد أيام صيام وإفطار، كان موسمًا للترابط، ومدرسة في الصبر، وتجربة روحية خالدة في الذاكرة. رغم بساطة الحياة آنذاك، إلا أن الأجواء كانت تحمل معاني عظيمة لا تزال حاضرة في قلبي حتى اليوم. لقد تغيّرت الحياة كثيرًا منذ ذلك الحين، ودخلت التكنولوجيا كل زاوية من زوايانا، لكن تبقى تلك الأيام القديمة أجمل ما نقش في الذاكرة، حيث كان رمضان في السباخ رمضانًا حقيقيًا، بطهره، ودفئه، ونقائه.
رابط مختصر