موقع 24:
2025-04-25@07:07:08 GMT

مراجعة كتاب "Nexus" ليوفال نوح هرار.. أهي نهاية العالم؟

تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT

مراجعة كتاب 'Nexus' ليوفال نوح هرار.. أهي نهاية العالم؟

قد يكون مؤلف كتاب "الإنسان العاقل" روائياً بارعاً، غير أنّ تنبؤاته الكارثية حول الذكاء الاصطناعي تتجاوز حدود المنطق.

وبحسب ما يليق بكاتبٍ كان عمله البارز "الإنسان العاقل" تاريخاً للإنسانية جمعاء، يُعدُّ يوفال نوح هراري أستاذاً في التعميمات المثيرة.

ففي الكتاب الذي بين أيدينا يقول إن "الحياة البشرية فعلُّ الغرض منه تحقيق التوازن بين السعي لتحسين أنفسنا وقبول هويتنا الماضية"، وفقاً لمراجعة نشرتها صحيفة "غارديان" البريطانية.

فهل هي كذلك حقاً؟ وهل هذا كل ما في الأمر؟ وفي موضعٍ آخر، قد يُفاجأ المرء بقراءة ما مفاده: "كان لدى الرومان القدماء فهم واضح لما تعنيه الديمقراطية". فلا شك في أنّ الرومان كانوا سيسعدون لسماع أنهم، بعد 2000 عام، سيحصلون من يوفال نوح هراري على نجمة ذهبية تقديراً لاستيعابهم للمفاهيم السياسية المستقرة.

وفي كتابه الصادر عام 2018 بعنوان "21 درساً للقرن الحادي والعشرين"، يقول هراري: "لا يستوعب الليبراليون كيف انحرف التاريخ عن مساره المقدر له مسبقاً. وهم يفتقرون إلى منظورٍ بديل يفسرون الواقع من خلاله. ويؤدي بهم الارتباك واختلاط الحابل بالنابل إلى التفكير بلغة تنذر بمستقبل كارثي".

ويبدو أن هراري نفسه أمسى ليبراليّاً خلال السنوات التي تلت ذلك، لأن هذا الكتاب يدور حول السيناريو الكارثي للنحو الذي يمكن أن تدمر به "شبكة حواسيب" -  تضم كل شيء بدايةً من رأسمالية المراقبة الرقمية وانتهاءً بخوارزميات التلقين الاجتماعي والذكاء الاصطناعي – الحضارة وتُبشِّر بـ "نهاية التاريخ البشري".
وعلى غرار ما كتب مالكولم جلادويل، لدى هراري رغبة شديدة من في أن يُنظّر إليه على أنه يتحدى الحكمة السائدة. يعتقد كثير من الناس مثلاً أن المطبعة ساهمت بشكلٍ حاسم في ظهور العلوم الحديثة. غير أن هراري يصرُّ على أن الأمر ليس كذلك، وأنّ الطباعة في حقيقة الأمر ساعدت أيضاً على نشر الأخبار الزائفة، شأنها في ذلك شأن كتب السحر والتنجيم. ولذلك، فإن غوتنبرغ يتحمل جزءاً من اللوم عن التعذيب والقتل الوحشيين اللذين تعرض لهما الذين اتُهموا بالسحر في جميع أنحاء أوروبا.

ورغم أنَّ هذا الزعم قد يبدو سخيفاً، فهو يغفل عن النقطة المحورية، ألا وهي أن المنهج العلمي يعوِّل على تراكم المعرفة، ولم يكن بالإمكان أن تظهر العلوم الحديثة إلا عندما أُتيحت نتائج التجارب السابقة على نطاق واسع لمَن جاء بعدها. فقد استطاع العلماء إذ ارتقوا "سُلّم المطبعة" في أوائل العصر الحديث أن يقفوا على أكتاف العمالقة.

ولكن، يقول الكاتب والمؤلف البريطاني ستيفن بول، في عرضه للكتاب بموقع صحيفة "غادرديان" البريطانية: لعلي وقعتُ ضحيةً ما يُطلق عليه هراري "الرؤية الساذجة للمعلومات" التي تتغير تغيراً دقيقاً في كتابه حسب الظروف الخطابية حتى تصبح أشبه بوحش فرانكشتاين مصنوع من القش. وتشمل الرؤية الساذجة للمعلومات فكرة أن "[المعلومات] في الأساس شيء مُستحب، وكلما زادت كان ذلك أفضل"، وهو ما يظنه كثير من الناس ويصعب تفنيده، غير أن هذه الرؤية يُفترض أنها تؤكد أيضاً على أن المعلومات الكافية تفضي حتماً إلى الحكمة السياسية، وأنَّ التدفق الحر للمعلومات يقود بضرورة الحال إلى الحقيقة، وهي مقولات يكاد لا يصدقها أحد. يقول هراري إن الإلمام بمعادلة أينشتاين لتكافؤ الكتلة والطاقة (e=mc2) عادةً لا يحل الخلافات السياسية.

ونعرف ذلك فعلاً من واقع تاريخ الحكومات الدكتاتورية والشمولية ومحاولاتها جمع المعلومات والسيطرة عليها، وهو تاريخ يستمد منه هراري عشرات القصص المتنوعة والمروعة لإقناع القارئ بعبثية وجهة النظر السخيفة بشكلٍ واضح.

فما الذي يمكن أن تفعله إذن أجهزة الكمبيوتر الحديثة ويثير قلقنا إلى هذا الحد؟ يبدو هراري مؤمناً إيماناً غير عادي بقدرات ما يُسوَّق له الآن على أنه "ذكاء اصطناعي". فلم يرَ أحد روبوت دردشة آلياً يبتكر أفكاراً جديدة، ناهيك عن توليد فن ليس محض إعادة توليف للأنماط المُستقاة من بيانات تدريبه.

وفي وقتٍ ما مستقبلاً، يبدو أن ما يُطلق عليهم هراري "أسياد الذكاء الاصطناعي الجدد" سيكتسبون قوى ترتقي بهم إلى مرتبة الآلهة. ففي بلورته السحرية، من الممكن لأحد أسياد الذكاء الاصطناعي أن يقرر تخليق فيروس وبائي جديد أو لون جديد من الأموال، بينما يغمر شبكات المعلومات العالمية بأخبارٍ زائفة أو تحريضات على أعمال الشغب.
وإسدال الستار الذي يتنبأ به الكاتب هنا على وادي السيليكون ليس مشكلة تتعلق بالذكاء الاصطناعي بحد ذاته، وإنما بالجغرافيا السياسية، إذ يستند إلى الجدار الناري العظيم في الصين الذي يمنع غالبية الصينيين من الوصول إلى مواقع مثل غوفل وويكيبيديا، ويفترض هراري أنه بمرور الوقت قد يمنع أنظمة الكمبيوتر الصينية والأمريكية تماماً من التفاعل مع بعضها بعضاً، مما يفضي إلى "القضاء على فكرة واقع إنساني مشترك وحيد". ويثير هذا القلق إن كان صحيحاً.
وأوضح هراري أن النزعة العدوانية لفلاديمير بوتين في أوكرانيا مُستلهمة نوعاً ما من إيمانه الراسخ بنسخة حزبية من التاريخ الروسي، مما يُظهر خطر وجود أساطير مُشتركة. ومع ذلك،  يقول ستيفن بول، إن هذه السمة موجودة في غالبية الحروب منذ فجر التاريخ، لكنني لست متأكداً مما إذا كان يمكننا أن ننحو باللائمة على أجهزة الكمبيوتر في هذا الصدد.
ماذا يمكننا أن نفعل لإنقاذ الحضارة الإنسانية وواقعنا المشترك؟ الأمر بسيط، بحسب استنتاجات هراري. لا بد من إخضاع الخوارزميات والذكاء الاصطناعي إلى تنظيم رسمي صارم، والتركيز على "بناء مؤسسات ذات آليات تصحيح ذاتي صارمة". أنستمر إذن في العيش كديمقراطيات ليبرالية؟ إنه لاستنباط باهت نوعاً ما لكتاب تبنّى نبرة نهاية العالم.
والشيء المؤرِّق حقاً هو أن كتاب "Nexus" يضم بين دفتيه أيضاً الكثير من المناقشات المقتضبة للغاية والمبهرة عن موضوعات تتراوح ما بين عملية توثيق الكتب التي تشكل الكتاب المقدس الحديث، أو دور "موجز الأخبار" على موقع فيسبوك في تأجيج المجازر في ميانمار خلال الفترة بين عامي 2016 و2017، ونظام التعرف على الوجوه الذي تستخدمه إيران للكشف عن النساء غير المحجبات.
يضم الكتاب بين دفتيه صفحات رائعة تتناول معاناة اليهود في رومانيا الفاشية، بمَن فيهم جدُّ هراري نفسه، الذين أُجبروا في عام 1938 على تقديم أوراق تثبت حقهم في المواطنة أتلفتها في كثير من الحالات السلطات الحاكمة. عندما لا يتبنى هراري أسلوبه التنبؤي، يمكن أن كاتباً سرديّاً ممتازاً. ولكن يجب أن نفترض أن عشاق أعماله يريدون هذا النوع من التنبؤات.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ثقافة وفنون على أن

إقرأ أيضاً:

المستشار محمود فوزي: مراجعة ملف حقوق الإنسان في مصر كانت ناجحة ومثمرة

حضر المستشار محمود فوزي، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، والدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، الثلاثاء ٢٢ إبريل، اجتماع لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشيوخ برئاسة النائب محمد هيبة، وذلك للمناقشة وتبادل الآراء والتعاون والتنسيق مع اللجنة فيما بتعلق بالقضايا الخاصة بحقوق الإنسان في مصر.

وأشار المستشار محمود فوزي، وزير الشئون النيابية، إلى أن هذه هي المرة الرابعة التي تعرض فيها مصر ملفها أمام المجتمع الدولي، مؤكدًا أن هذه المراجعة كانت ناجحة نجاحا ملحوظا، وذلك لعدة أسباب من بينها الاستفادة من تراكم الخبرات الوطنية، والتقسيم المنهجي والمهني للأدوار مع التعاون والتنسيق، إلى جانب القيادة الدبلوماسية للملف التي تقودها وزارة الخارجية من خلال علاقات مصر الدبلوماسية على مستوى العالم.

وأوضح الوزير فوزي،  أن نجاح مصر في هذا المحفل لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة جهد منسق وعمل دؤوب من وزارة الخارجية وسائر الوزارات و الجهات المعنية، ومن جميع السفارات المصرية حول العالم، وعلى رأسها سفارة مصر في جنيف، والتي أدارت تنسيقًا دبلوماسيًا مكثفًا وعميقًا خلال مراحل الإعداد والمراجعة وصياغة التوصيات.

وأكد وزير الشئون النيابية، أن معظم التوصيات التي تلقتها مصر أثناء عرض ملفها في آلية المراجعة الدورية الشاملة (UPR) تتفق مع الدستور المصري و مع أجندة العمل الوطنية، وتعكس التزام الدولة بتنفيذها في إطار واضح ومحدد.

كما ثمّن المستشار محمود فوزي، التنسيق الكامل بين الوزارات، والحضور الرفيع المستوى المتمثل في مشاركة ثلاثة وزراء بالحكومة المصرية، مشيرًا إلى أن وزير الخارجية عرض الإطار العام لمنهج ملف حقوق الانسان والتحديات التي تتعرض لها الدولة ، وانه كوزير للشئون النيابية  كان مسؤولاً عن عرض ما يخص التطورات الإيجابية في الحقوق المدنية والسياسية، في حين تولت وزيرة التضامن الاجتماعي استعراض الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، بالاضافة الى مداخلات جميع الجهات والمؤسسات المعنية، وهو ما يعكس بوضوح مرحلة من النضج الدبلوماسي الذي وصلت إليه الدولة المصرية في هذا الملف، والذي حظي بإشادة واسعة من الدول المختلفة تجاه العرض المصري وترحيبهم به.

وأشاد الوزير عبد العاطى بالجهود التى يبذلها البرلمان المصرى لتعزيز البنية التشريعية ذات الصلة بحقوق الإنسان وتعزيز أسس احترام حقوق الإنسان بما يضمن للمواطن المصري الحفاظ على كرامته وحقوقه كاملة استنادًا لما يوليه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي من اهتمام لتوفير حياة كريمة للمواطن المصرى، منوهاً إلى المقاربة الشاملة التى تنتهجها مصر في الارتقاء بالمنظومة الحقوقية فى المجالات السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ورفع مستوى الوعى بالحقوق والواجبات.

تناول وزير الخارجية المشاركة المصرية فى جلسة المراجعة الدورية الشاملة لحقوق الإنسان فى مصر، التي عقدت في شهر يناير الماضى في مجلس حقوق الإنسان الدولى في جنيف، والمناقشات التى دارت خلالها والتى عكست ادراك واقرار المجتمع الدولي للجهود الوطنية والانجازات فى هذا المجال، واستعرض الجهود الحثيثة التى تبذلها الدولة لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان بالتعاون مع كافة الجهات الوطنية المعنية، وتحت إشراف رئيس مجلس الوزراء، مشيراً فى هذا السياق إلى قيامه بصفته رئيس اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان بتسليم رئيس الجمهورية التقارير التنفيذية للاستراتيجية الوطنية، والتى كان اخرها تسليمه التقرير الثالث في ديسمبر ٢٠٢٤ بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان. ونوه في هذا الصدد ان التقرير استعرض مظاهر التقدم التى تحققت في تنفيذ مستهدفات الاستراتيجية الوطنية في المحاور الأربعة؛ السياسي والمدني؛ والاقتصادي والاجتماعي والثقافي؛ والمرأة والطفل والشباب وذوي الإعاقة وكبار السن؛ والتثقيف والتدريب.

وأشاد وزير الخارجية خلال اللقاء بالتشريعات التي تم اقرارها خلال الفترة الأخيرة والتي تعكس الأولوية التي توليها مصر للنهوض بالمناخ العام لحقوق والحريات، مبرزاً قانون الإجراءات الجنائية الذى مثل ثورة تشريعية وخطوة هامة نحو تعزيز منظومة العدالة الجنائية فى مصر.

مقالات مشابهة

  • وليد الفراج: جيسوس يقول فريقي غير مُرشح
  • العالم المصري الذي ساهم في جعل المدفوعات عبر الإنترنت آمنة.. من هو؟
  • بتشويه «فوضى الذكاء الاصطناعي» للواقع يمضي العالم إلى كارثة
  • تعتبر الأمر مساسا بسمعة أسرتنا وكيانها..طلاقي نهاية العالم بالنسبة لأختي
  • والي سنار يؤكد مراجعة السياسات الاستثمارية واتخاذ الإجراءات المناسبة
  • المستشار محمود فوزي: مراجعة ملف حقوق الإنسان في مصر كانت ناجحة ومثمرة
  • ما هي حكاية يوم الأرض الذي يحتفل به العالم في 22 أبريل من كل عام؟
  • "بص يا كبير" أولى أغنيات ألبوم مروان موسى الجديد "الرجل الذي فقد قلبه"
  • الرجل الذي فقد قلبه.. تفاصيل ألبوم مروان موسى الجديد
  • الذكاء الاصطناعي والبطالة.. هل اقتربت الروبوتات من السيطرة على سوق العمل؟