موقع 24:
2025-02-01@20:14:09 GMT

مراجعة كتاب "Nexus" ليوفال نوح هرار.. أهي نهاية العالم؟

تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT

مراجعة كتاب 'Nexus' ليوفال نوح هرار.. أهي نهاية العالم؟

قد يكون مؤلف كتاب "الإنسان العاقل" روائياً بارعاً، غير أنّ تنبؤاته الكارثية حول الذكاء الاصطناعي تتجاوز حدود المنطق.

وبحسب ما يليق بكاتبٍ كان عمله البارز "الإنسان العاقل" تاريخاً للإنسانية جمعاء، يُعدُّ يوفال نوح هراري أستاذاً في التعميمات المثيرة.

ففي الكتاب الذي بين أيدينا يقول إن "الحياة البشرية فعلُّ الغرض منه تحقيق التوازن بين السعي لتحسين أنفسنا وقبول هويتنا الماضية"، وفقاً لمراجعة نشرتها صحيفة "غارديان" البريطانية.

فهل هي كذلك حقاً؟ وهل هذا كل ما في الأمر؟ وفي موضعٍ آخر، قد يُفاجأ المرء بقراءة ما مفاده: "كان لدى الرومان القدماء فهم واضح لما تعنيه الديمقراطية". فلا شك في أنّ الرومان كانوا سيسعدون لسماع أنهم، بعد 2000 عام، سيحصلون من يوفال نوح هراري على نجمة ذهبية تقديراً لاستيعابهم للمفاهيم السياسية المستقرة.

وفي كتابه الصادر عام 2018 بعنوان "21 درساً للقرن الحادي والعشرين"، يقول هراري: "لا يستوعب الليبراليون كيف انحرف التاريخ عن مساره المقدر له مسبقاً. وهم يفتقرون إلى منظورٍ بديل يفسرون الواقع من خلاله. ويؤدي بهم الارتباك واختلاط الحابل بالنابل إلى التفكير بلغة تنذر بمستقبل كارثي".

ويبدو أن هراري نفسه أمسى ليبراليّاً خلال السنوات التي تلت ذلك، لأن هذا الكتاب يدور حول السيناريو الكارثي للنحو الذي يمكن أن تدمر به "شبكة حواسيب" -  تضم كل شيء بدايةً من رأسمالية المراقبة الرقمية وانتهاءً بخوارزميات التلقين الاجتماعي والذكاء الاصطناعي – الحضارة وتُبشِّر بـ "نهاية التاريخ البشري".
وعلى غرار ما كتب مالكولم جلادويل، لدى هراري رغبة شديدة من في أن يُنظّر إليه على أنه يتحدى الحكمة السائدة. يعتقد كثير من الناس مثلاً أن المطبعة ساهمت بشكلٍ حاسم في ظهور العلوم الحديثة. غير أن هراري يصرُّ على أن الأمر ليس كذلك، وأنّ الطباعة في حقيقة الأمر ساعدت أيضاً على نشر الأخبار الزائفة، شأنها في ذلك شأن كتب السحر والتنجيم. ولذلك، فإن غوتنبرغ يتحمل جزءاً من اللوم عن التعذيب والقتل الوحشيين اللذين تعرض لهما الذين اتُهموا بالسحر في جميع أنحاء أوروبا.

ورغم أنَّ هذا الزعم قد يبدو سخيفاً، فهو يغفل عن النقطة المحورية، ألا وهي أن المنهج العلمي يعوِّل على تراكم المعرفة، ولم يكن بالإمكان أن تظهر العلوم الحديثة إلا عندما أُتيحت نتائج التجارب السابقة على نطاق واسع لمَن جاء بعدها. فقد استطاع العلماء إذ ارتقوا "سُلّم المطبعة" في أوائل العصر الحديث أن يقفوا على أكتاف العمالقة.

ولكن، يقول الكاتب والمؤلف البريطاني ستيفن بول، في عرضه للكتاب بموقع صحيفة "غادرديان" البريطانية: لعلي وقعتُ ضحيةً ما يُطلق عليه هراري "الرؤية الساذجة للمعلومات" التي تتغير تغيراً دقيقاً في كتابه حسب الظروف الخطابية حتى تصبح أشبه بوحش فرانكشتاين مصنوع من القش. وتشمل الرؤية الساذجة للمعلومات فكرة أن "[المعلومات] في الأساس شيء مُستحب، وكلما زادت كان ذلك أفضل"، وهو ما يظنه كثير من الناس ويصعب تفنيده، غير أن هذه الرؤية يُفترض أنها تؤكد أيضاً على أن المعلومات الكافية تفضي حتماً إلى الحكمة السياسية، وأنَّ التدفق الحر للمعلومات يقود بضرورة الحال إلى الحقيقة، وهي مقولات يكاد لا يصدقها أحد. يقول هراري إن الإلمام بمعادلة أينشتاين لتكافؤ الكتلة والطاقة (e=mc2) عادةً لا يحل الخلافات السياسية.

ونعرف ذلك فعلاً من واقع تاريخ الحكومات الدكتاتورية والشمولية ومحاولاتها جمع المعلومات والسيطرة عليها، وهو تاريخ يستمد منه هراري عشرات القصص المتنوعة والمروعة لإقناع القارئ بعبثية وجهة النظر السخيفة بشكلٍ واضح.

فما الذي يمكن أن تفعله إذن أجهزة الكمبيوتر الحديثة ويثير قلقنا إلى هذا الحد؟ يبدو هراري مؤمناً إيماناً غير عادي بقدرات ما يُسوَّق له الآن على أنه "ذكاء اصطناعي". فلم يرَ أحد روبوت دردشة آلياً يبتكر أفكاراً جديدة، ناهيك عن توليد فن ليس محض إعادة توليف للأنماط المُستقاة من بيانات تدريبه.

وفي وقتٍ ما مستقبلاً، يبدو أن ما يُطلق عليهم هراري "أسياد الذكاء الاصطناعي الجدد" سيكتسبون قوى ترتقي بهم إلى مرتبة الآلهة. ففي بلورته السحرية، من الممكن لأحد أسياد الذكاء الاصطناعي أن يقرر تخليق فيروس وبائي جديد أو لون جديد من الأموال، بينما يغمر شبكات المعلومات العالمية بأخبارٍ زائفة أو تحريضات على أعمال الشغب.
وإسدال الستار الذي يتنبأ به الكاتب هنا على وادي السيليكون ليس مشكلة تتعلق بالذكاء الاصطناعي بحد ذاته، وإنما بالجغرافيا السياسية، إذ يستند إلى الجدار الناري العظيم في الصين الذي يمنع غالبية الصينيين من الوصول إلى مواقع مثل غوفل وويكيبيديا، ويفترض هراري أنه بمرور الوقت قد يمنع أنظمة الكمبيوتر الصينية والأمريكية تماماً من التفاعل مع بعضها بعضاً، مما يفضي إلى "القضاء على فكرة واقع إنساني مشترك وحيد". ويثير هذا القلق إن كان صحيحاً.
وأوضح هراري أن النزعة العدوانية لفلاديمير بوتين في أوكرانيا مُستلهمة نوعاً ما من إيمانه الراسخ بنسخة حزبية من التاريخ الروسي، مما يُظهر خطر وجود أساطير مُشتركة. ومع ذلك،  يقول ستيفن بول، إن هذه السمة موجودة في غالبية الحروب منذ فجر التاريخ، لكنني لست متأكداً مما إذا كان يمكننا أن ننحو باللائمة على أجهزة الكمبيوتر في هذا الصدد.
ماذا يمكننا أن نفعل لإنقاذ الحضارة الإنسانية وواقعنا المشترك؟ الأمر بسيط، بحسب استنتاجات هراري. لا بد من إخضاع الخوارزميات والذكاء الاصطناعي إلى تنظيم رسمي صارم، والتركيز على "بناء مؤسسات ذات آليات تصحيح ذاتي صارمة". أنستمر إذن في العيش كديمقراطيات ليبرالية؟ إنه لاستنباط باهت نوعاً ما لكتاب تبنّى نبرة نهاية العالم.
والشيء المؤرِّق حقاً هو أن كتاب "Nexus" يضم بين دفتيه أيضاً الكثير من المناقشات المقتضبة للغاية والمبهرة عن موضوعات تتراوح ما بين عملية توثيق الكتب التي تشكل الكتاب المقدس الحديث، أو دور "موجز الأخبار" على موقع فيسبوك في تأجيج المجازر في ميانمار خلال الفترة بين عامي 2016 و2017، ونظام التعرف على الوجوه الذي تستخدمه إيران للكشف عن النساء غير المحجبات.
يضم الكتاب بين دفتيه صفحات رائعة تتناول معاناة اليهود في رومانيا الفاشية، بمَن فيهم جدُّ هراري نفسه، الذين أُجبروا في عام 1938 على تقديم أوراق تثبت حقهم في المواطنة أتلفتها في كثير من الحالات السلطات الحاكمة. عندما لا يتبنى هراري أسلوبه التنبؤي، يمكن أن كاتباً سرديّاً ممتازاً. ولكن يجب أن نفترض أن عشاق أعماله يريدون هذا النوع من التنبؤات.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ثقافة وفنون على أن

إقرأ أيضاً:

المسلماني: طريق رأس الرجاء الصالح كان يُعتقد أنه نهاية العالم وسُمي بـرأس العواصف

كتب- أحمد الجندي:

تحدث أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، عن الاكتشاف التاريخي لطريق رأس الرجاء الصالح، مشيرًا إلى أن العالم في الماضي كان يعتقد أن الوصول إلى جنوب الكرة الأرضية يعني الغرق التام أو السقوط في الفراغ.

جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة "حالة المعرفة في عالم متغير"، ضمن فاعليات معرض القاهرة الدولي للكتاب.

وأوضح المسلماني أنه في البداية كان الاعتقاد السائد أن السفن التي تبحر من غرب إفريقيا نحو الجنوب ستسقط في نقطة ما؛ لكن بعد محاولات عدة، نجح المكتشفون في الوصول إلى هذا الطريق الملاحي المهم.

وأضاف رئيس الهيئة الوطنية للإعلام أن رأس الرجاء الصالح كان يُعرف في البداية باسم "رأس العواصف"، نظرًا لكثرة حوادث غرق السفن في المنطقة، قبل أن تتم السيطرة على الملاحة فيه ويصبح من أهم الطرق البحرية في العالم.

اقرأ أيضًا:

أسد الفيوم.. نقيب البيطريين يكشف مفاجأة بشأن الهجوم على حارس الحديقة

بدء صرف السلع التموينية لشهر فبراير بدون زيادة في الأسعار

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

أحمد المسلماني الهيئة الوطنية للإعلام رأس الرجاء الصالح معرض القاهرة الدولي للكتاب

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة معرض الكتاب.. متخصصون يحذرون من مخاطر الذكاء الاصطناعي في الإعلام أخبار المسلماني: يتكون نظام عالمي جديد مع تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة أخبار صور.. إقبال جماهيري كثيف في اليوم التاسع لمعرض القاهرة الدولي للكتاب أخبار المسلماني: تطوير القنوات المصرية وترجمة المحتوى لمواكبة التحديات الثقافية أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

المسلماني: طريق رأس الرجاء الصالح كان يُعتقد أنه نهاية العالم وسُمي بـ"رأس العواصف"

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك عاجل| حقيقة تأجيل الترم الثاني لمدة أسبوع.. مصدر بالتعليم يكشف التفاصيل "4 بنات اتيتموا".. ابن عم ضحية أسد الفيوم: كان بيعامله كأحد أطفاله وغدر به 22

القاهرة - مصر

22 12 الرطوبة: 46% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • خلال 8 سنوات.. نهاية العالم تقترب عبر انفجار أقوى من هيروشيما بـ500 مرة
  • المسلماني: طريق رأس الرجاء الصالح كان يُعتقد أنه نهاية العالم وسُمي بـرأس العواصف
  • يوميات جراح في غزة.. شهادة على الإبادة.. كتاب جديد
  • موظف في "أوبن إيه آي" يحذر من نهاية البشرية على يد الذكاء الاصطناعي
  • موظف في أوبن إيه آي يحذر من نهاية البشرية على يد الذكاء الاصطناعي
  • الإسلام والعصر الحديث مراجعة نقدية شاملة للموروث الديني.. كتاب جديد
  • الإسلام و العصر الحديث مراجعة نقدية شاملة للموروث الديني.. كتاب جديد
  • نهاية مأساوية لـ سلوان موميكا العراقي الذي أشعل غضب المسلمين بحرق المصحف.. فيديو
  • معرض الكتاب 2025| مناقشة كتاب "تطبيقات الذكاء الاصطناعي" لرباب عبد الرحمن
  • تعديل عقارب ساعة «نهاية العالم»