مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر 2024، يثير ترشح الرئيس السابق دونالد ترامب لولاية ثانية قلقًا واسعًا بشأن مستقبل العلاقة بين القيادة المدنية والعسكرية في الولايات المتحدة، بينما ينص الدستور الأمريكي على سيطرة مدنية واضحة على الجيش، فإن التجارب السابقة خلال ولاية ترامب الأولى تثير تساؤلات حول مدى استقرار هذه العلاقة إذا ما عاد ترامب إلى البيت الأبيض.


صعوبات ومخاوف

خلال فترة ترامب الرئاسية الأولى، كان هناك توتر واضح بين البيت الأبيض والمؤسسة العسكرية.

بينما ساعد بعض القادة العسكريين في توجيه ترامب بعيدًا عن اتخاذ قرارات قد تكون خطيرة، فإن العديد من مؤيديه يرون أن الجيش عرقل سياساته.

ومع تزايد احتمالية فوز ترامب بولاية ثانية، يبرز السؤال حول مدى احتمال تكرار هذه الصعوبات.

ترامب أبدى نيته في التعامل بطرق أكثر حزمًا مع الجيش، مثل طرد كبار الجنرالات واستخدام الحرس الوطني والجيش في عمليات ترحيل للمهاجرين غير الشرعيين، إذا تم انتخابه، فإن هذا قد يضع الولايات المتحدة في مواجهة اختبار كبير لنظام السيطرة المدنية على القوات المسلحة.


الحصانة الرئاسية وتأثيرها

في يوليو 2024، أصدرت المحكمة العليا حكمًا قد يؤثر سلبًا على العلاقة بين المدنيين والعسكريين، حيث قضت بأن الرؤساء السابقين محصنون من الملاحقة القضائية عن أفعالهم الرسمية.

هذا الحكم قد يشجع ترامب على التصرف بطرق غير مسؤولة، بما في ذلك استخدام الجيش في الأنشطة غير القانونية.

ورغم أن الجيش ملزم باتباع الأوامر القانونية فقط، فإن هذا الحكم قد يخلق ضغوطًا إضافية ويزيد من تعقيد عملية اتخاذ القرارات داخل الجيش.


استخدام الجيش في الداخل

وأشار ترامب في أكثر من مناسبة إلى استخدام الجيش داخل الولايات المتحدة، سواء لقمع الاحتجاجات أو لعمليات الترحيل.

بينما يعد استخدام الجيش في الاستجابة للكوارث الطبيعية أمرًا شائعًا، فإن استخدامه في قمع الاحتجاجات السياسية يمثل نقطة حساسة. تاريخيًا، هناك حالات محدودة فقط حيث استخدم الرؤساء الجيش في مهام تتعلق بإنفاذ القانون داخل الأراضي الأمريكية، وعادة ما تكون هذه الحالات محفوفة بالمخاطر.


مخاطر وتحديات

والجيش الأمريكي ليس مدربًا بشكل كافٍ لمهام الشرطة، وقد يتسبب استخدامه في تقليل الثقة العامة وخلق انقسامات داخلية.

وقد يؤدي الاستخدام الحزبي للجيش أيضًا إلى تفاقم مشاكل التجنيد والاحتفاظ، علاوة على ذلك، قد يؤدي هذا الوضع إلى تآكل التماسك داخل الجيش، مما قد يكون له تداعيات بعيدة المدى على قدرته على القيام بمهامه بفعالية.


طرق تجنب الأزمة

من أجل الحفاظ على استقرار العلاقة المدنية العسكرية، يجب على القادة المدنيين اتخاذ خطوات لضمان الثقة مع القوات المسلحة.

حيث ينبغي على الساسة تجنب استخدام الجيش لأغراض سياسية، ويجب على الكونغرس والمحاكم وضع ضوابط صارمة على استخدام قوانين مثل "قانون التمرد" والتعامل بسرعة مع القضايا الناشئة لضمان عدم تفاقم الأزمة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اتخاذ القرارات احتفاظ اقتراب الانتخابات الانتخابات الرئاسية الأمريكي الانتخابات الرئاسية الامريكية البيت الأبيض الجيش الأمريكي الرئيس السابق دونالد ترامب الدستور الأمريكي الصعوبات القادة العسكريين القوات المسلحة الولايات المتحدة دونالد ترامب غير الشرعيين لقمع الاحتجاجات

إقرأ أيضاً:

"الفيدرالي": عدم اليقين يحيط بالاقتصاد الأمريكي

أشار رئيس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي جيروم باول، الجمعة، إلى ارتفاع حالة عدم اليقين المحيطة بالسياسات الاقتصادية للرئيس دونالد ترامب وتأثيراتها، لكنه أكد أن البنك المركزي لا يحتاج إلى التعجل في تعديل أسعار الفائدة.

وقال باول أمام منتدى في نيويورك "إن التأثير الصافي لهذه التغييرات في السياسات هو الذي سيؤثر على الاقتصاد وعلى مسار السياسة النقدية".

وأضاف "لسنا بحاجة إلى التعجل، ونحن في وضع جيد يسمح لنا بالانتظار لمزيد من الوضوح".

“The economy is fine,” Fed Chair Powell says. “It doesn’t need us to do anything really. We can wait and we should wait.” pic.twitter.com/jT0hWFOIy3

— Yahoo Finance (@YahooFinance) March 7, 2025

وتأتي تعليقات باول في الوقت الذي أحدثت فيه عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) تغييرات سريعة من المتوقع أن تتوسع في أكبر اقتصادات العالم.

واستهدف ترامب الهجرة غير الشرعية وفرض رسوماً شاملة على سلع دول تعد شريكة تجارية للولايات المتحدة مثل كندا والمكسيك وكذلك على الصين.

ترامب قد يمدد إعفاء كندا والمكسيك من الرسوم الجمركية - موقع 24قال وزير التجارة الأمريكي هاورد لوتنيك لشبكة سي إن بي سي، الخميس، إن السلع والخدمات المتوافقة مع اتفاقية تجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا قد تحصل على إعفاء لمدة شهر من الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب.

وتسببت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب بتراجع الأسواق المالية الأمريكية، وحذر خبراء اقتصاديون من أنه إذا تم الإبقاء عليها، فإنها ستثقل كاهل النمو الاقتصادي على المدى الأطول وتدفع التضخم إلى الارتفاع.

ولكن باول اكد أن الاقتصاد الأمريكي حالياً لا يزال في وضع جيد، مضيفاً أنه ينمو بوتيرة قوية.

مقالات مشابهة

  • لماذا اعلن الرئيس الأمريكي ترامب انه سيمدد مهلة بيع تيك توك في الولايات المتحدة؟
  • الوال ستريت جورنال: واشنطن باشرت بــ خنق بغداد لإنهاء العلاقة مع إيران
  • بعد مرور 100 يوم على ولايتها الثانية.. فون دير لاين تستعرض التحديات واستراتيجيات أوروبا الجديدة
  • المفوضية: أكثر من 28 مليون عراقي يحق لهم المشاركة بالانتخابات
  • الجيش الأمريكي: قسد تمكنت من أسر زعيم خلية لـداعش شرقي سوريا
  • زيلينسكي: سأجتمع مع بن سلمان ولن ألتقي الوفد الأمريكي في الرياض
  • الجيش الأوكراني يعلن استخدام طائرات ميراج 2000 الفرنسية لصد الضربات الروسية
  • وكيل صحة القليوبية يناقش مؤشرات الأداء بالمبادرات الرئاسية
  • "الفيدرالي": عدم اليقين يحيط بالاقتصاد الأمريكي
  • إدارة ترامب توقف استخدام الطائرات العسكرية لترحيل المهاجرين