(الساحل الشمالى.. مشكلة مصرية لا مثيل لها فى العالم!!)
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
بمناسبة انتهاء موسم الصيف، وقرب إغلاق أبواب قرى الساحل الشمالى أقدم لك هذا الموضوع..
وقد تتعجب من عنوانى بل يمكنك أيضاً أن تتهمنى بالمبالغة عندما أصف المشكلة بأنها لا مثيل لها فى العالم!!
ويمكن أن تتهمنى كمان أن ورائى دوافع سياسية من وراء هذه المبالغة!!
وأرد على حضرتك..
بالتأكيد أن عنوانى فى محله والدولة على امتداد سنوات وسنوات بذلت جهودًا كبيرة فى تنمية هذا الساحل فشكرًا لها!
ومن حقك أن تسألنى وأين المشكلة إذن التى ليس لها مثيل؟
والإجابة أنها ظاهرة واضحة مثل الشمس.
وأسألك: هل يرضيك أن تظل هذه المنطقة عامرة بالناس ومختلف الأنشطة شهرين فقط فى السنة أو ثلاثة على الأكثر هى شهور الصيف ثم تخلو من سكانها والحياة كلها وأبواب الغالبية الساحقة من القرى السياحية مغلقة وحتى السنة القادمة وعليك خير!! وهذا الوضع لا يوجد له مثيل أبدا فى كل شواطئ البحر الأبيض المتوسط سوى عندنا فقط!!
المؤكد أن فيه حاجة غلط!!
وإذا أردت أن تبحث عن الخلل الموجود فانظر إلى ما قاله المهندس "حسب الله الكفراوي" رحمه الله فى حديث تليفزيونى قبل وفاته مع الصديق العزيز "سيد علي".
وهذا الرجل للعلم كان وزيرًا سابقًا للإسكان لسنوات طويلة ويسمى بالأب الروحى للمدن الجديدة.. فهو الذى وضع اللبنات الأولى للساحل الشمالى وبدأ فى إقامة القرى السياحية به، وكذلك بصماته واضحة فى مدن أكتوبر والعاشر من رمضان ومدينة السادات وغير ذلك.
سأله صديقى هل أنت راض عن أوضاع الساحل الشمالى حاليًا وأنت أول من قمت بتعميره؟
أجاب دون تردد: لأ طبعًا.. الدولة عندما فكرت فى تعمير هذه المنطقة كانت تتطلع إلى إقامة مجتمع متكامل.. زراعة وصناعة وجامعات وسياحة عالمية وغير ذلك من أوجه النشاط.. وليس فقط قرى سياحية.
ومؤسس الساحل الشمالى مات قبل أن يشهد التطورات المذهلة التى جرت.. والوحدات السكنية هناك أسعارها بالملايين.. والغريب أنك تجد من يشتريها من المصريين مع أنه لا يمكث فيها سوى أشهر قليلة من العام!!
والأخوة العرب زحفوا إلى هناك فأرتفعت الأسعار بطريقة فلكية فى الخدمات التى تقدم خاصة فى المناطق التى يطلق عليها الساحل الشرير!!
ولا يتمتع بخيراته وحفلاته ومهرجاناته إلا فئة ضئيلة جدًا من المصريين.
والمطلوب أمران تحديدًا ولا ثالث لهما.. وأعتقد أن حضرتك ستوافقنى عليهما..
أولهما تعمير الساحل الشمالى بإقامة مجتمع متكامل وليس فقط قرى سياحية.. وهذا ما أكده من وضع الأسس الأولى لهذا الساحل المهندس "حسب الله الكفراوي" رحمه الله.
والأمر الثانى بذل كل جهد ممكن ليكون الساحل الشمالى مكان جذاب للسياحة العالمية.. فهى منطقة حلوة قوى وعيب فى حق مصر أن تظل شبه مهجورة شهور طويلة حتى يحل علينا الصيف.
وهذه الأحلام لن تتحقق إلا بحوار مجتمعى حول أفضل الطرق لتحقيق ذلك.. يشارك فيه الناس بحيث تكون محل اهتمامك أنت شخصيًا مادمت تحلم مثلى لتعمير الساحل الشمالى.. والتنفيذ يتولاه أفضل الشركات من القطاع الخاص المصرية والعالمية!!
وهكذا يكون تقدم الأمم.. عمل جماعى ومناقشات حرة وليس مجرد قرارات حكومية تصدر من فوق بدون أى حوار وكأنها أوامر!!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمد عبدالقدوس الساحل الشمالى الساحل الشمالى
إقرأ أيضاً:
تجربة كمومية تكشف وجود اتجاهين للزمن وليس اتجاها واحدا!
اكتشف فيزيائيون في جامعة سري البريطانية أنه داخل أنظمة كمومية معينة يمكن للزمن أن يتدفق في اتجاهين متعاكسين في آن واحد، على عكس ما يمكن أن نجد في عالمنا الواقعي، الذي نعيشه كل يوم، والذي ينطلق فيه الزمن في اتجاه واحد فقط، وهو المستقبل.
ولقرون عديدة، تجادل العلماء حول السبب في سهم الزمن، أي فكرة أن الزمن يتدفق بشكل لا رجعة فيه من الماضي إلى المستقبل، وبينما يبدو هذا بديهيا في واقعنا المُعاش، فإن قوانين الفيزياء الأساسية لا تُفضّل بطبيعتها اتجاها واحدا، فسواء تحرك الزمن للأمام أو للخلف، تبقى المعادلات كما هي.
بالنسبة للقانون الفيزيائي فإن التحرك في الزمن يشبه التحرك في الفضاء، لا يوجد أعلى أو أسفل مثلا، كذلك يمكن للقانون الفيزيائي أن يعمل دائما في كلا الاتجاهين، يمكن له أن يتنبأ بمستقبل نظام ما وأن يتصور ماضيه.
ويربط فريق من العلماء بين سهم الزمن والقانون الثاني للديناميكا الحرارية، الذي ينص على أن الإنتروبيا (عدم الانتظام) تكون دائما في ازدياد ضمن نظام مغلق.
يمكنك ملاحظة ذلك بسهولة في سيارتك، حيث لا تُستخدم كامل الطاقة الناتجة من البنزين لتحريك السيارة لكن بعضها يُفقد في صوت الموتور، والبعض في ارتفاع درجة حرارة المحرك، والبعض في الاحتكاك ما بين التروس. لكن هل يمكنك جمع كل تلك الطاقة المفقودة مرة أخرى لإعادتها؟
إعلانلا، تتخذ الإنتروبيا اتجاها واحدا دائما وهو الازدياد، وكذلك يبرد كوب من القهوة الساخنة بمرور الوقت، لكنه لا يسخن أبدا من تلقاء نفسه، وتنكسر البيضة عند سقوطها، لكنك لا ترى بيضة مكسورة تُصلح نفسها! وفي تلك النقطة يرتبط ازدياد الإنتروبيا بسهم الزمن، فالتغير الحاصل في أحداث الكون يتطلب تدرجا زمنيا.
ولكن الدراسة الجديدة، المنشورة في مجلة "ساينتفك ريبورتس"، فحصت هذه الفكرة في سياق كيفية تفاعل نظام كمي مع بيئته، وهو ما يسمى بالنظام الكمي المفتوح.
وجاءت النتائج لتوضح أنه عند تطبيق نهج رياضي شائع (تقريب ماركوف) على هذه الحالة، فإن النظام الكمي تصرف بالطريقة نفسها سواء تحرك الزمن للأمام أو للخلف، بمعنى آخر: نشأ اتجاهان للزمن، لا اتجاه واحد.
لا يعني ذلك أي شيء له علاقة بالسفر في الزمن، بمعنى أن هذا لا يعني أننا سنرى بيضا مكسورا يتم تجميعه في الحياة الواقعية، بل ينطبق فقط في ظروف كمية محددة.
وتشير تلك النتائج إلى أن اتجاه الزمن ربما لا يكون ثابتا كما نراه، وتقدم الدراسة الجديدة منظورا جديدا لأحد أكبر ألغاز الفيزياء، إذ إن فهم الطبيعة الحقيقية للزمن قد تكون له آثار عميقة على ميكانيكا الكم وعلم الكونيات، وما وراءهما.