على الرغم من ملامحها الرقيقة وسنها الصغيرة، إلا أنّ «داليا» رسمت لنفسها طموحًا صممت على تحقيقه مهما تكلف الأمر، ففي الصباح، ترتدي المريلة البيضاء والحذاء المطاط الطويل، وتقف في محل جزارة والدها لتبيع اللحمة للزبائن، وعندما يحل المساء، تخلع عنها ثوب «المَعلمة»، وتستعيد أنأملها رقتها لتبدع في صنع مستلزمات حفلات كتب الكتاب والزفاف الخاصة بالعرائس، معتمدة على حرفة «الهاند ميد» التي أتقنتها ببراعة، ولم تكتف الفتاة العشرينية بالمهنتين فقط، بل افتتحت لنفسها مجلا لصنع الحواوشي، لتضرب مثلا في الإصرار والكفاح بين الحفاظ على مهنة عائلتها وإبداعها في حرفتها الخاصة بمسقط رأسها في قرية العزيزية بالشرقية.

تحكي داليا محمد عواجة، البالغة من العمر 23 عامًا، في حديثها لـ«الوطن»، أنها حصلت على دبلوم ثانوي فني، وعلى الرغم من أحلام أقرانها من الفتيات باستكمال التعليم الجامعي والحصول على وظيفة، إلا أنها فضلت ممارسة مهنة عائلتها التي توراثها أفرادها أبًا عن جد منذ عقود طويلة: «بابا بيشتغل في الجزارة، ومن أنا صغيرة كنت بحب أساعده وأقف معاه وأتعلم، لحد ما أحترفت المهنة تمامًا، والناس كلها في المحافظة بقت عارفاني».

«داليا» تصنع زينة العرائس ومناديل كتب الكتاب

على الرغن من عملها في مهنة والدها، إلا أنها أرادات أن تصنع لنفسها عملًا خاصًا بها، لتتجه ابنة قرية العزيزية، إلى مجال «الهاند ميد»: « بدأت من سنتين، أتعلم صناعة مناديل كتب كتاب العرائس، وكل حاجة خاصة بالزينة بتاعة حفلات الخطوبة والزفاف، زي إطارات وبوكيهات الورود، والمناديل المطرزة والتيجان، والحمدلله بقيت ليا بصمة في شغلي، والبنات كلهم عارفني، وبحس بفرحة كبيرة لما بشوف العروسة وهي مبسوطة بشغلي».

«أنا اتربيت في حضن مهنة الجزارة».. كلمات وصفت بها الفتاة العشرينية حبها لمهنة عائلتها، إذ أصبحت جزارة مشهورة إلى جانب عملها في «الهاند ميد»: «شغلنا في محل الجزارة بيتقسم لذبح الماشية على مدار يومين أسبوعيًا، وباقي الأيام ببيع اللحمة للناس، علشان كده بقدر أوفق ما بين مهنة والدي وشغل الأفراح».

الجمع بين الجزارة والأعمال اليدوية

على الرغمن من عملها في مهنتين متناقضتين، إلا أنها قررت افتتاح محل خاص بها لبيع الحواوشي، ليقبل الناس على الأكلة المحببة، فضلًا عن فضولهم للتعرف على الجزارة التي تعيش في جلباب أبيها، إذ حافظت على مهنة عائلتها ونجحت في الوقت نفسه في الحفاظ على عمل خاص بها وتميزت فيه: «طموحي مالوش نهاية، وأهلي واقفين جنبي وبيدعموني، وحلمي أفتح فروع للجزارة والهاند ميد والحواوشي في مدن كثيرة، وأفتح باب رزق للبنات».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: محافظة الشرقية العزيزية

إقرأ أيضاً:

هل تعيش سورية ما ورد بتسريبات الرسائل الإلكترونية لهيلاري كلينتون؟

أنقرة (زمان التركية) – سلطت التطورات الأخيرة في سوريا الضوء مرة أخرى على المعلومات السرية التي وردت خلال الرسائل الإلكترونية المسربة لهيلاري كلينتون خلال فترة عملها كوزيرة للخارجية الأمريكية عام 2012.

وورد في بريد إلكتروني يخص كلينتون بتاريخ الثالث والعشرين من يوليو/ تموز عام 2012 أن الاستخبارات الاسرائيلية خلُصت إلى أن انهيار سوريا يصب في صالح المصالح الاسرائيلية لكونه سيؤجج صراع شيعي وسني بالمنطقة.

وجاءت تلك التقارير والوثائق السرية والرسائل الإلكترونية المشار إليها ضمن تسريبات ويكيليكس.

وبالنسبة لإسرائيل، فإن سقوط نظام الأسد يعني خسارة إيران لحليفها الوحيد في الشرق الأوسط وعزلتها بالمنطقة.

وورد في الرسائل الإلكترونية المشار إليها أن سقوط نظام الأسد سيؤجج حرب مذهبية بين الجماعات السنية والشيعية وأن هذا الوضع قد يعطل البرنامج النووي لإيران نظرا لأنه سيلهيها لفترة طويلة من الوقت.

وذكرت الرسائل الإلكترونية أن عدد من المحللين الاستخباراتيين البارزين في إسرائيل يرون أن سيناريو كهذا قد يسرِّع من وتيرة انهيار النظام الحالي في إيران.

وأكدت الرسائل الإلكترونية أن اسرائيل لن تسمح بتشكّل أي تهديد على الحدود السورية وستكثِّف غاراتها الجوية على مخازن الذخيرة العسكرية بالمنطقة وقد تتدخل بشكل مباشر.

وأضافت الرسائل الإلكترونية أن اسرائيل، التي قتلت50 ألف مدني في غزة من بينهم نحو 15 ألف طفل، كانت تشدد في تلك الفترة على ضرورة عدم التزام الصمت على المذابح صد العلويين والمسيحيين في سوريا حال حدوث صدامات عرقية.

وتضمنت الرسائل الإلكترونية أيضا معلومات حول احتمالية تدخل اسرائيل في سوريا تحت ذريعة “حماية الأقليات”.

جدير بالذكر أنه خلال فضيحة تسريبات البريد الإلكتروني التي هزت العالم، قيل إن رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلتها كلينتون من أجهزة غير آمنة كانت سرية للغاية، ولكنها لم تكن مصنفة على أنها “سرية للغاية” في وقت إرسالها.

وأقرت كلينتون في تصريحاتها آنذاك أنها أخطأت بعدم التزامها بالبروتوكولات الأمنية.

Tags: التطورات في سورياالغارات الاسرائيلية على سورياتسريبات ويكيليكسهيلاري كلينتون

مقالات مشابهة

  • رانيا محمود ياسين: «قشر البندق» بوابة دخولي للفن.. وتعلمت الكثير من والدي
  • شاهد | العائلات الفلسطينية تعيش فوق ركام المنازل رغم خطورتها في غزة
  • عائلة أم محمد تعيش واقعا لا يعرف الرحمة في جباليا
  • منيرة تونسية تحيي مهنة المسحراتي في رمضان ..صور
  • شاهيناز: أنا صوت مصر .. وتثير الجدل برأيها في ارتداء عمرو دياب وأحمد سعد للحلق
  • شاهيناز : الغناء ليس مهنة .. بل يجري في دمي | فيديو
  • سوق الحدادين في الكوفة.. مهنة الأجداد تصارع المستورد والجفاف (صور)
  • هل تعيش سورية ما ورد بتسريبات الرسائل الإلكترونية لهيلاري كلينتون؟
  • عظيمة يا بلدي.. داليا البحيري تنشر صورا جديدة من المتحف المصري
  • بـ جلباب وطبله.. أندرو يجسد شخصية المسحراتي احتفالاً بشهر رمضان في الإسكندرية