هل يعقل أن تقوم أى جهة فى الدولة برفع زيادة الخدمة على المواطن بنسبة ١٥٠٠٪ مرة واحدة؟
للأسف هذا ما حدث فى واحدة من أهم الجهات الخدمية فى الدولة وهى الهيئة العامة للتأمين الصحى برئاسة الدكتور محمد ضاحى والتى قامت برفع سعر خدمة الزيارة المنزلية للمريض من مائة جنيه إلى ١٥٠٠ جنيه بمعدل ١٥ ضعف كده مرة واحدة دون أى تدرج أو تمهيد كما يقول المثل الشعبى «من غير إحم ولا دستور»
والغريب أن مبرر هذه الزيادة كما جاء فى بيان لوزارة الصحة (لتعظيم وتحسين العمل على محور بناء الإنسان، وزيادة حوكمة الخدمات المقدمة للمرضى)!
اى تعظيم وأى تحسين يا معالى وزير الصحة؟
وهل تعتقد سيادتك أن مريض التأمين الصحى سواء كان بالخدمة أو على المعاش يستطيع أو يقدر على تحمل هذه الزيادة الفلكية فى خدمة طبية كفلها له الدستور.
وهل المريض الملازم للفراش الذى تتطلب حالته زيارة منزلية يهمه محور بناء الإنسان أو زيادة حوكمة الخدمات المقدمة للمرضى أم أن همه الأول تدبير ميزانية بيته التى ابتلعتها موجات الغلاء الفاحش والقفزات فى الأسعار التى شملت كافة السلع خلال الفترة الماضية، هذا المريض يا معالى الوزير ويا سيادة رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحى كان دائمًا يشعر بنوع من الأمان والاطمئنان لوجود خدمات صحية شبه مجانية تحت مظلة التأمين الصحى.
هذا المريض سواء كان من كبار السن أو مريض أورام أو كسور أو أى مرض جعله يلازم الفراش لن يقدر على هذه الزيادة الجزافية والتى أعتقد أنها لم تدرس بالشكل الكافى ولم تراع ظروف المرضى.
وأذكر أننا فى رمضان الماضى وعقب الزيادات التى قررها وزير الصحة على الخدمات المقدمة للمرضى فى شهر مارس ٢٠٢٤جمعتنا جلسة ودية مع وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبدالغفار على هامش حفل الإفطار السنوى الذى تقيمه الهيئة العامة للتأمين الصحى وكانت أغلب استفسارات وأسئلة الزملاء الصحفيين المتخصصين فى مجال الصحة والذين يمثلون أغلب الصحف والمواقع الإلكترونية تعبر عن مخاوف المواطنين البسطاء من تداعيات هذا القرار والذى يمس بشكل مباشر واحدا من أهم الاحتياجات الأساسية بعد الاكل والشرب وهو بند العلاج.
هذه الزيادة فى الرسوم والتى لم تزد عن بضعة جنيهات كانت تبدو بسيطة وقتها وشملت رفع تذكرة العيادات الخارجية من جنيه إلى عشرة جنيهات، بالمستشفيات العامة ومن جنيه إلى خمسة جنيهات بالوحدات الصحية.
وكانت مبررات الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة بأن هذه الزيادة ضرورية للحفاظ على استمرار تقديم الخدمات الطبية وأن أسعار الخدمات بالمستشفيات لم تتحرك منذ 27 عاما، رغم الارتفاع الكبير فى الأسعار الأدوية والمستلزمات الطبية عالميا.
كما برر قرار الزيادة بأنه يهدف إلى تحسين موارد المستشفيات، وتمكينها من تقديم خدمة طبية أفضل للمرضى المترددين على العيادات الخارجية، وأن هذه المبالغ ستتيح للمستشفيات فرصة التعاقد مع أساتذة واستشاريين وغيرهم من الكوادر الطبية الماهرة كما ستمكن المستشفيات والمراكز الصحية من عمل تطوير وصيانة المبانى، مؤكدا إلى أن المستفيد منها فى النهاية هو المواطن.
الأهم فى هذا اللقاء أن وزير الصحة تعهد بأن المريض المنتفع بالتأمين الصحى ونفقة الدولة، لن يتأثر بقرارات تحريك أسعار الخدمات الطبية، وأن اللائحة الجديدة راعت المرضى والمواطنين غير القادرين على دفع تكاليف أبسط الخدمات الطبية، بما يضمن حقهم الدستورى فى الحصول على العلاج.
والسؤال هنا: هل الزيارة المنزلية لمريض التأمين الصحى خارج هذا التعهد؟!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الهيئة العامة للتأمين الصحي وزير الصحة هذه الزیادة وزیر الصحة
إقرأ أيضاً:
نجاح أول عملية زراعة كلى بمدينة الملك سعود الطبية
في خطوة طبية نوعية تضيء مسيرة الرعاية الصحية المتخصصة، أعلنت مدينة الملك سعود الطبية – عضو تجمع الرياض الصحي الأول – عن نجاح أولى عمليات زراعة الكلى، مسجلة محطة جديدة تؤكد ريادتها في تقديم خدمات صحية متقدمة.
جاء هذا الإنجاز بمشاركة فريق طبي وتمريضي عالي الكفاءة، جسّد أرقى معايير التنسيق والاحترافية، بدءًا من مرحلة الإعداد والتجهيز، ومرورًا بإجراء العملية وفق أعلى المعايير الطبية، وصولًا إلى توفير رعاية مكثفة خلال مرحلة المتابعة، مما أثمر عن تحقيق نتائج متميزة.
وفي التفاصيل، خضعت المريضة – وهي مواطنة تبلغ من العمر 24 عامًا – لمسيرة علاجية مكثفة ضمن وحدة الغسيل الكلوي بالمدينة، قبل أن تتهيأ طبيًا ونفسيًا للخضوع لعملية الزراعة التي تكللت بالنجاح ولله الحمد.
اقرأ أيضاًالمجتمعوزير الموارد البشرية يلتقي 500 من ملاك مراكز ضيافة الأطفال
قاد الفريق الطبي الدكتور عبدالهادي الطلحي، مدير مركز الملك فهد للكلى، والدكتور رأفت بهجت زاهد، استشاري جراحة زراعة الكلى، بمشاركة نخبة من الكفاءات الطبية والتمريضية المؤهلة.
من جانبه، عبّر المدير العام التنفيذي لمدينة الملك سعود الطبية، الدكتور محمد المالكي، عن فخره بهذا المنجز، مؤكدًا أن نجاح أول عملية زراعة كلى يأتي تتويجًا لجهود متكاملة وتميّز طبي مستمر، بفضل دعم وزارة الصحة، ومتابعة شركة الصحة القابضة، وإشراف تجمع الرياض الصحي الأول.
وأشار المالكي إلى أن هذا النجاح يعزز مكانة المدينة كوجهة رائدة في الرعاية الطبية التخصصية، ويترجم التزامها بمواكبة تطلعات رؤية المملكة 2030، حيث تبقى رعاية الإنسان وصحته في قلب أولوياتها.
الجدير بالذكر أن مدينة الملك سعود الطبية تواصل ترسيخ مكانتها بين كبرى الصروح الطبية الوطنية، عبر تقديم خدمات تخصصية متطورة ترتكز على الابتكار وجودة الرعاية، بما ينسجم مع مستهدفات التحول الصحي الشامل في المملكة.