بوابة الوفد:
2024-09-19@05:03:59 GMT

رسالة للعالم

تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT

منذ أيام، زار الرئيس الألمانى فرانك فالتر شتاينماير بلدنا الحبيبة مصر، للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى وبحث توطيد العلاقات بين البلدين خلال الفترة القادمة، إلى جانب بحث سبل التعاون فى مختلف المجالات، حيث رافق الرئيس الألمانى وفد رفيع المستوى من رؤساء كبرى الشركات والمصانع الألمانية، وهى الزيارة الأولى لرئيس ألمانى لمصر منذ 25 عامًا.

وبعيدًا عن لقاء الرئيس الألمانى «شتاينماير» لأكثر من مكان فى مصر، ومقابلة أكثر من وفد سياسى ودبلوماسى وآخرين، جاءت زيارة الرئيس الألمانى لمقر الجامعة الألمانية الدولية بالعاصمة الإدارية الجديدة لافتتاحها وتفقد منشآتها لتحمل الكثير من المعانى والدلالات التى تعد بمثابة رسالة واضحة المعالم للعالم أجمع.

ولعل أهم الرسائل التى حملتها زيارة الرئيس الألمانى لمقر الجامعة الألمانية الدولية بالعاصمة الجديدة كانت حالة الاستقرار الأمنى الذى تشهده مصر حاليًا، لنجد أن الرئيس الألمانى يكسر قواعد البروتوكول ليقف بين طلاب الجامعة للحديث معهم فى كل الأمور الخاصة بالتعليم والبحث العلمى دون حراسة مشددة كما هو متبع، الأمر الذى يحمل الكثير من المعانى عن الحالة الأمنية فى مصر.

وشهد الرئيس الألمانى إطلاق ما عرف بـ«بوابة الأمل» داخل مقر الجامعة والتى حملت شعار ورؤية واضحة جاء نصها «التعليم والعلم هما البوابة الرئيسية لإرساء ثقافة السلام فى العالم. يحتاج العالم إلى المئات من الجامعات العابرة للحدود لتعزيز التفاهم بين الشعوب ونشر ثقافة السلام»، وذلك بحضور الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمى والدكتور أشرف منصور، الرئيس المؤسس للجامعة الألمانية بالقاهرة، والدكتور ياسر حجازي، رئيس الجامعة الألمانية بالقاهرة، ولفيف من القيادات الجامعية فى ألمانيا.

وفى تقديرى المتواضع أن زيارة الرئيس الألمانى لمقر الجامعة الألمانية الدولية بالعاصمة الجديدة، فى ظل وجود الجامعة الألمانية بالقاهرة والمقامة بمنطقة التجمع يعد أكبر شهادة ثقة يحصل عليها التعليم الجامعى فى مصر أمام العالم، خاصة بعد أن شهدت مصر مؤخرًا التنوع الواضح فى التعليم الجامعى من جامعات حكومية وأهلية وخاصة وتكنولوجية، وفروع الجامعات الأجنبية لتصبح مصر قبلة حقيقية للتعليم فى المنطقة بأسرها.

إن زيارة الرئيس الألمانى لجامعة على أرض مصر تستحق أكثر من وقفة لدى العالم بأسره، ورسالة واضحة لكل الطلاب داخل وخارج مصر، فى ظل تقدم واضح للتعليم العابر للحدود ومصر لم تتوانى لحظة فى تهيئة الأجواء لاستقبال الوافدين وتقديم التسهيلات لهم فى مختلف الجامعات وذلك عبر منصة «ادرس فى مصر» والسعى بأن تصبح مصر وجهة تعليمية عالمية، إلى جانب أبناء الوطن.

ويبقى الأمر الأخير فى عظمة الدكتور أشرف منصور وشخصيته الواثقة من نفسها حينما طلب من الزملاء الصحفيين والإعلاميين حتمية إلقاء الضوء على كافة الجامعات الموجودة فى مصر لأن ذلك فى النهاية يخدم الهدف الرئيسى للدولة فى هذا الاتجاه، مؤكدًا أن المنافسة القوية تعطى دلالة قوية عن التعليم مصر، رافضًا فكرة الاهتمام بجامعات على حساب أخرى حتى لو كان هذا الاهتمام لصالح الجامعة الألمانية الدولية بالعاصمة، أو الجامعة الألمانية بالقاهرة، ليعبر أشرف منصور وبشدة عن وطنيته وحبه لبلده، وهو أمر نشهد الله أننا نشعر به فى كل جلسة تجمعنا بهذا الرجل.

خلاصة القول إن مصر تستحق أن تعود ريادتها فى كافة المجالات، وأن تتبوأ مكانة تليق بها وبتاريخها العريق الممتد عبر آلاف السنين، ليس فى مجال التعليم الجامعى فقط، وإنما فى مختلف المجالات، لأنها مصر التى نريدها ونتمناها أفضل وأجمل بلاد العالم.. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها من كل سوء، وللحديث بقية إن شاء الله.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجامعة الألمانیة الدولیة بالعاصمة الألمانیة بالقاهرة فى مصر

إقرأ أيضاً:

مؤسسات التعليم العالي.. إشكاليات وتحديات (1- 2)

 

د. سعيد بن سليمان العيسائي **

 

** كاتب وأكاديمي

 

الحديث عن مؤسسات التعليم العالي حديث واسع ومُتشعب وشيِّق وذو محاور وقضايا عديدة، وكُتبت فيه كتب ومؤلفات وأبحاث كثيرة وعقدت من أجله ندوات ومؤتمرات ولقاءات عديدة على مدى قرون، لكننا سوف نركز في هذا المقال- على جزئين- على مجمل الأفكار والقضايا والتحديات التي تمر بها مؤسسات التعليم العالي ليتمكن القارئ من التعرف على أهم النقاط ذات الصلة بهذه المؤسسات.

وأول موضوع سوف نتحدث عنه في مقالنا هذا هو "إصلاح التعليم" كما هو معروف لدى الدول التي استخدمت هذا المصطلح، أو "تطوير التعليم" حسب تجارب بعض الدول لإيماننا بأن التعليم حلقات متواصلة إذ لا يمكن فصل التعليم العام عن التعليم العالي لأن مخرجات التعليم العام تصب في مؤسسات التعليم العالي.

وأول الدول التي نادت إلى إصلاح التعليم هي الولايات المتحدة الأمريكية عندما وصل أول قمر صناعي للاتحاد السوفيتي للفضاء؛ فصدر كتاب "أمة في خطر" مناديًا إلى إصلاح التعليم لاعتقادهم بأن مكمن الداء وأن المعضلة الكبرى التي تمر بها أي أمة هو الخلل في التعليم.

وهو من أوائل الكتب التي سعدت بقراءتها وصدرت كتب عديدة تحمل هذا العنوان لكتاب عرب تناقش موضوع الانحدار الذي وصلت إليه الأمة في جميع جوانب الحياة ومناحيها. ويقال إن أصل الكتاب هو تقرير أمر بإعداده الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان عام 1983. ومن الدول التي كانت لها تجارب ناجحة في إصلاح التعليم، اليابان وكوريا والبحرين، وظهرت في سلطنة عُمان هذه المحاولات الجادة في كتب كانت من بين محتويات دائرة البحوث التربوية التي عملتُ بها في بداية تعييني في وزارة التربية والتعليم. ولا نغفل ما قامت به بعض الدول العربية من محاولات تطوير التعليم أو تطوير المناهج الدراسية.

وأول مباحثنا المتصلة بصلب التعليم العالي هو ازدياد الحاصلين على لقب (دكتور) الأمر الذي حدا بالدكتور محمد الرميحي رئيس تحرير مجلة العربي الكويتية؛ لأن يطلق قبل عقود من الآن في أحد كتبه وصف "البترودكتوراه" على ظاهرة بدأت في التشكل منذ ذلك الحين، تتمحور في البحث عن وجاهة زائفة عبر "شراء" الشهادات العليا كالدكتوراه ليسبغ الشخص على نفسه قيمة لا يستحقها. ويتم هذا عادة إما بالشراء أو بالتزوير، أو عن طريق الحصول على هذا المؤهل من جامعات وهمية أو غير معترف بها.

وتتم كتابة الأطروحة أما عن طرق شخص معين له خبرة في هذا المجال أو عن طريق مكاتب تعليمية تتولى هذه العملية لبعض الطلاب العرب أو "Overseas" كما يسمونهم في بعض الدول الغربية وسمعت أن هذه الفئة من الطلبة ينظر إليها في بعض الجامعات الأوروبية على أنها أدنى وأقل من فئة الطلاب الأوربيين الذين تتعامل معهم هذه الجامعات بالجدية والصرامة. وسمعنا عن اكتشاف بعض أصحاب المؤهلات العليا كالدكتوراه المزورة ووصل أصحابها مناصب عليا في إحدى الدول الخليجية.

وما نود أن نقوله هنا إن اللقب العلمي أو لقب (دكتور) ما هو إلا البداية على طريق البحث العلمي الطويل. وهو المفتاح لولوج هذا العالم الواسع، وليس هو نهاية الطريق أو نهاية المطاف، فكم من حاصل على هذا اللقب لم يقدم أي جهد علمي أو بحثي أو حتى لم يكتب ورقة بحثية أو مقالًا.

وهناك مجموعة من الناس يبحثون عن اللقب فقط وليس لديهم صلة بالعلم والبحث والكتابة لا من قريب ولا من بعيد. ورُب حاصل لهذا اللقب وهو عالة عليه لا يضيف له أي شيء، ورب حاصل له أضاف له الكثير من كتبه ومؤلفاته وأبحاثه وتاريخه البحثي الناصع.

وتقوم دائرة معادلة المؤهلات والاعتراف بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بسلطنة عُمان بجهد واضح في مجال التحقق من صحة المؤهل العلمي والجامعة الصادر منها، ومدى اعتراف الوزارة بهذه الجامعة أو المؤسسة التعليمية الصادر منها المؤهل  بمؤسسات التعليم العالي خارج السلطنة.

فكم من مؤهلات مزورة كشفتها هذه الدائرة وكم من جامعة وهمية أو غير معترف بها اكتشفتها هذه الدائرة كذلك؟

توجد في العديد من الدول العربية دوائر وإدارات أو هيئات لمعادلة المؤهلات والاعتراف ولمواجهة هذه الأمور التي أشار إليه الدكتور/ الرميحي وأشرنا إليها ووصفت بعض المنظمات والمؤسسات معايير للتصنيف الجامعي والاعتماد المؤسسي والأكاديمي. ومن أشهر التصنيفات العالمية للجامعات تصنيف (Qs) وهو باللاتينية يعني (الكمية المطلوبة) Quantum Sufficit وهناك ثلاثة تطبيقات عالمية هي الأطول رسوخًا والأكثر تأثيرًا هي التي تصدرها (Qs) وهي (Quaouarelli Symonds) وTimes the Shangholi) (Highcr Eduulion Ranking Consultancy) التصنيف الأكاديمي للجامعة العالمية.

وهذه التصنيفات العالمية للجامعات وضع بعضها لأفضل 500 جامعة على مستوى العالم. أما تقييم (ديبو ميتركسي) العالمي للجامعات فهو يعد أكبر نظام لتقييم الجامعات العالمية حيث يغطي أكثر من 20 ألف جامعة وينشر منها 16 ألف جامعة، ويصدر في أسبانيا عن المجلس العالمي للبحث العلمي.

ومن المعايير التي تعتمدها هذه التصنيفات الحوكمة والتمويل ورفاهية الطلاب والبحث العلمي والنزاهة والمرافق الأكاديمية والخدمة المجتمعية والتسويق ووجود مراكز للبحث العلمي يضاف إليها نسبة أعضاء هيئة التدريس الأجانب والقادمين من الخارج، ونسبة الطلاب الأجانب.

وهناك معايير أخرى منها مدى حصول الجامعة على جائزة (نوبل) أو أوسمة (فبلدرز) للرياضيات، وجودة التعليم. وفي العادة يحصل على هذه الجائزة أو الأوسمة بعض أساتذة هذه الجامعات من خلال أبحاثهم ودراساتهم التي تقدم جديدًا للعلم والإنسانية.

وللهيئة العمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم مجموعة من المعايير التي على أساسها يتم اعتماد مؤسسات التعليم العالمي في السلطنة بعضها شبيه أو قريب من معايير بعض التصنيفات العالمية للجامعات كالبحث العلمي والتمويل والمرافق لكن الهيئة أضافت معايير أخرى مثل مدى رضى الموظفين والطلبة عن المؤسسة وغيرها من المعايير.

وهناك نوعان من الاعتماد الأول هو الاعتماد المؤسسي الذي يعتمد المؤسسة بشكل عام على مجموعة من الأسس والمعايير والثاني هو الاعتماد الأكاديمي لبرنامج دراسي معين وفق مدى مطابقته للبرامج الأكاديمية المشابهة أو القريبة منه في بعض دول العالم ذوات الخبرة الطويلة في مثل هذه البرامج نشير إلى أنه قد تكون جامعة معينة الأولى عالميًا بشكل عام وقد كون جامعة أخرى الأولى عالميًا في تخصص معين وتحافظ بعض الجامعات على ترتيبها وتصنيفها العالمي المرتفع أو المتقدم بينما تنخفض بعضها إلى مستويات أدنى وترتفع جامعات أخرى إلى مستويات أعلى وفقًا لكل تقييم أو تصنيف سنوي.

وهنالك عدد من الجامعات العريقة والمرموقة على مستوى العالم خرجت رؤساء دول وملوكًا ورؤساء ووزراء ورجال أعمال وتجار وعلماء. ونشير هنا إلى أنَّ ميزانية بعض هذه الجامعات تقدر بالمليارات كثير منها هبات وتبرعات من هؤلاء الذين أشرنا إليهم.

وقد أشرنا إلى ذلك في سلسلة مقالاتنا المنشورة في صحيفة الرؤية بعنوان "محطات لندنية" عند حديثنا عن زيارتنا لجامعة أكسفورد.

ومن أشهر وأعرق الجامعات التي اشتهرت بهبات وتبرعات بعض المرموقين من خريجها جامعة أكسفورد وجامعة كمبردج البريطانيتان، وجامعة هارفرد وجامعة ستانفورد الأمريكيتان، ومن هذه الجامعات كذلك جامعة السوربون وجامعة باريس الفرنسيتان.

ونشير هنا إلى أن رحيل جيل العمالقة بالمرض أو الوفاة من بعض الجامعات العريقة يشكل خسارة كبيرة لهذه الجامعات. ويشكل الأساتذة الأجانب الموجودون في الجامعات الغربية والأوروبية نسبة واضحة ويشكل الأساتذة العرب والمسلمون فيها نسبة لا بأس بها.

ويذكرنا هذا بموضوع هجرة العقول العربية أو (هجرة الأدمغة العربية) الذين لا يجدون الجو المناسب للبحث العلمي في بلدانهم، ولا يوجد في الكثير من جامعاتهم العربية الإمكانات والمختبرات والمعامل التي تشجع على البحث العلمي والابتكار.

ولهذه الأسباب وغيرها من الأسباب فإنك قلَّما تجد جامعة عربية من ضمن الجامعات التي تصنيفها الأعلى في قائمة التصنيف العالمي للجامعات إلّا ما ندر.

مقالات مشابهة

  • كيف كانت الأكاديميا شريك مباشر في جرائم الحرب في غزة؟
  • جامعة القاهرة تتصدر الجامعات المصرية في قائمة ستانفورد
  • «القاهرة» تتصدر الجامعات المصرية في قائمة ستانفورد لأفضل 2% من علماء العالم 
  • مؤسسات التعليم العالي.. إشكاليات وتحديات (1- 2)
  • الجامعة الأمريكية بالقاهرة تستضيف مؤتمر الجامعات الرقمية في العالم العربي 2024
  • مهرجان سماع للإنشاد والموسيقى الروحية.. رسالة سلام للعالم
  • «التعليم العالي» توجه رسالة للطلاب المتخلفين عن التسجيل في تنسيق الكليات
  • لاعب البلياردو التركي سيمن أوزباش بطلاً للعالم
  • الصحافة تحت النار.. رسالة الصحفيين الفلسطينيين الأخيرة للعالم من غزة