بوابة الوفد:
2025-04-18@19:54:57 GMT

«عمر أفندى»

تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT

يشعر الفرد بالأمان النفسى والراحة والاطمئنان بالعيش فى الماضى الذى يألف أحداثه وأشخاصه، وقد تجسد ذلك بوضوح على مدار خمسة عشر يوما عشنا جميعا فيها حالة من الغموض والترقب المرتبطة بأحداث مسلسل «عمر أفندي» التى تدور بين حقبتين زمنيتين؛ عكست الأولى عالمنا المعاصر الضاغط بكل ما قد تحمله طياته من قسوة، بينما عكست الثانية الماضى فى حقبة الأربعينيات وزمن قصص الحب الأفلاطونية وبدايات عديد من الفنون الاستعراضية والحياة ذات الإيقاع الهادئ المتزن، حيث يبدو كل شيء ذا رونق خاص وجذاب.

بطل القصة من وجهة نظرى هو الغائب الحاضر «تهامي» الذى برع فى أداء دوره الفنان القدير محسن صبري، وبدأت من خلاله أحداث المسلسل، ف»تهامي» هو الأب الذى يسعى إلى إرضاء ابنه «علي» الذى يريد أن يتزوج فتاة شديدة الثراء، أحبها فاضطر للعمل مع والدها وتوقيع شيكات على نفسه لإثبات عدم طمعه بأموالها، وبسبب رفض «تهامي» بيع منزله لسر ما، ورفضه الزيجة هو الآخر لعدم التكافؤ وأمام إصرار ابنه يقاطع كل منهما الآخر لسنوات، ويتوفى تهامى لتبدأ أحداث المسلسل بعد وفاته، وينكشف السر لعلى.

إذ ينقلب كل شيء رأسا على عقب فور وفاة تهامي، حيث يكتشف «علي» سردابا بمنزل والده يقوده إلى الماضي؛ وتحديدا عام ١٩٤٣، وهناك يتعرّف إلى «زينات» الفنانة الاستعراضية وأمها «دلال» الراقصة المعتزلة زوجة أبيه، و»دياسطي» البوسطجى الذى يحلم أن يكون فدائيا، و»شلهوب» اليهودى البخيل الذى يخشى الألمان ويحاول التخفّى منهم، إضافة إلى شخصيات أخرى، ويكتشف «علي» من خلال معايشته لهذا الزمن بشخصياته أن والده «تهامي» قد سبقه إليه، وحظى بمكانة كبيرة وحُب كل من تعامل معه، ويعرف كيف كان والده يحبه ويفتقده ويراقبه من بعيد للاطمئنان عليه، فيقرر «علي» أن يكمل مسيرة والده خلال تلك الفترة.

وتدور أحداث المسلسل ونعيش معها أجمل لحظات الحنين إلى الماضي، فمثلما أحب «علي» أو عمر أفندى بطل المسلسل فترة الأربعينات بشخصياته الهادئة وتفاصيل الأماكن والديكورات وأشكال السيارات وبساطتها؛ أحبها أيضاً المشاهدون متخيلين أنفسهم ومتمنين جميعا أن يعودوا إلى تلك الفترة ويعيشوا فيها كما فعل «علي» من خلال أحداث المسلسل.

إلا أن الحنين إلى الماضى له أساس سيكولوجي، يطلق عليه مصطلح النوستولجيا أو النوستالجيا (الحنين إلى ماض مثالي) والذى ابتكره طالب الطب «يوهانس هوفر» بعد أن لاحظ أن مجموعة من العمال السويسريين المغتربين عن أوطانهم كانت تظهر عليهم أعراض مشتركة مثل: الأرق، وعدم انتظام ضربات القلب، وتبين فيما بعد أن من أهم أسبابها الشوق والحنين إلى أوطانهم. ويشير علماء النفس أن النولستوجيا هى آلية دفاع يستخدمها العقل لتحسين الحالة النفسية ولتحسين المزاج خاصة عندما نواجه صعوبات فى التكيف، وعند الشعور بالوحدة، كما أن الحنين إلى الماضى مهم للصحة العقلية والنفسية، وله فوائد جسدية وعاطفية؛ فهو أسلوب ناجح فى محاربة الاكتئاب وقتيا ويعزز الثقة بالنفس والنضج الاجتماعى.

وفى النهاية، تبقى الدراما نافذة المشاهدين لعوالم وأزمنة متنوعة نعيش معها تجارب عِدة ونستلهم مشاعر متنوعة.

أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب–جامعة المنصورة

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عمر أفندي أحداث المسلسل الحنین إلى

إقرأ أيضاً:

إسحق أحمد فضل الله يكتب: قاموس للرطانة القادمة

الخداع فى الروايات البوليسية الجيدة ينجح لأنه يستخدم المسلمات البسيطة عندك
وينجح لأنها ليست بسيطة

والأسلوب هذا يستخدم فى صراع الناس في زمان التحولات السياسية الكبيرة
…….
وفى الفيلم البوليسي كان الدليل على إن الميت إنتحر هو أن الميت الارستقراطي إعتاد على ربط سير حذائه بصورة محددة
والحذاء كان مربوطا بالصورة هذه لما وجدوا جثته…
لكن المحقق الذكي يجعل صاحب الإدعاء يربط حذاءه
ثم يجعل واحداً من المتفرجين فى المحكمة يربط للمدعى حذاءه

كان الأمر متطابقا لكن
….الرباط كان مقلوبا إلى (الخارج) بينما كل أحد يربط حذاءه والرباط متجه إلى (الداخل)
وفى المرايا أنت ترى كل شيء كما هو…. بينما الشيء الذى لا تراه / وهو ما يقودك/ هو أنك تعلم أن الصورة فى المرايا مقلوبة… وأن يسارك فى المرايا هو يمينك فى الحقيقة و…
الاسلوب هذا الذى يدير كل شيء دون أن تراه يستخدم فى الصراع عند القضايا الكبرى فى الدول
مثل الصراع القادم حول شكل السودان القادم
شىء هو ما يقود… ودون أن تراه …. ودون أن تشعر إنه موجود …

……..
والمعرفة يومها ليست هى ما يقود
وفى (الأخوة كارامازوف) رائعة دستوفسكى … المسيح يعود إلى الأرض…. ويفاجا بكل ما تفعله الكنيسه بدينه…
والمسيح الذى جاء متنكرا يكشف أنه المسيح والكنيسة تكذبه بعنف …
وفى النهاية كبيرهم يجذبه ناحية ويهمس له بانه …. والاخرين…. كلهم يصدقونه تماما …. ثم يقول له
:: لكن… ما الذى تعنيه بقولك (أصلاح) ؟؟؟
لا..لا… أذهب … أذهب ودع الناس كما هم …. الناس مبسوطين كدا …
……
والمسيح لم يجادل
وأن نجادل نحن ونظن اننا ان جئنا بالحقيقة ربحنا. فهذا حمق..
والمحكمة الجنائية الدولية امس الاول تطلب من السودان (إثبات) أن الامارات فعلت .. وفعلت ….
حاول أنت/ القارىء/ إن الإمارات .. وإثبات أن الجنجويد جهات فعلت وفعلت .. وأن أنت جئت بالدمار حولك فهذا يعنى أنك تعيش خارج عالم اليوم.

إسحق أحمد فضل الله

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • رحاب الجمل تنضم إلى فريق عمل فيلم "إن غاب القط"
  • رحاب الجمل تنضم لفريق عمل فيلم إن غاب القط
  • أسعار المعمول في عيد الفصح.. بين الحنين إلى الماضي وواقع اليوم
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: قاموس للرطانة القادمة
  • مكنتش هقبل .. كمال أبو رية يكشف كواليس مشاركته فى مسلسل سيد الناس
  • قبل عرضه.. كل ماتريد معرفته عن مسلسل "بريستيج" لـ مصطفى غريب ومحمد عبدالرحمن
  • تأجيل محاكمة المتهمين بقتل نجل سفير سابق بالشيخ زايد
  • عمرو سلامة يرد على تشبيه بريستيج: الاتهامات دي بقت عادة
  • طبع كتاب يحمل تاريخ محافظة القليوبية بين الماضى والحاضر
  • محاكمة المتهمين بقتل نجل سفير سابق بالشيخ زايد.. بعد قليل