"أبوظبي للغة العربية" يصدر "تاريخ الكتابة"
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
صدَر حديثاً عن مشروع "كلمة" للترجمة في مركز أبوظبي للُّغة العربيَّة كتاب: "تاريخ لكتابة"، للكاتب ستيفن روجر فيشر، ونقلَته إلى العربيَّة رشا صلاح الدخاخني، وراجع الترجمة محمد فتحي خضر.
يشتمل الكتاب على قراءةً أوَّليَّة مفيدة لطلَّاب الجامعات وغيرهم ممَّن يَتُوقون إلى الحصول على عرض عامّ وحديث لتاريخ الكتابة الرائع، وتضمُّ الموضوعاتُ المحوريَّة لهذا الكتاب أصولَ أنظمة الكتابة الرئيسة المستخدمة في مختلِف أنحاء العالَم، ونصوصها وأشكالها وأدوارها والتغيُّرات الزمنيَّة التي طرأت عليها.ويتطرق المؤلف للديناميكيَّات الاجتماعيَّة للكتابة في كلِّ مرحلةٍ من المراحل؛ فمنذ ظهور الإنسان المنتصِب، يبدو أنَّ البشر ميَّزوا أنفُسَهم عن الكائنات الأخرى من خلال تكوين مجتمَعات بشريَّة قائمة على الكلام، والآن ما يميِّز الإنسانَ العاقل في العصر الحديث هو مجتمَعٌ عالَميٌّ قائم بشكلٍ أساسيٍّ على الكتابة.
ويبين أن الكتابة كانت مجالاً متخصِّصاً تقتصر ممارسته على بِضْعة آلاف نسمة، أمَّا اليومَ فتُعَدُّ الكتابةُ مهارةً يمارسها نحو 85 في المائة من سكَّان العالَم؛ أيْ نحو خمسة مليارات نسمة، ويستند المجتمَع الحديث بأجمعه على ركيزة الكتابة.
ويوضح الكتاب الصادر عن مركز أبوظبي للغة العربية، أن أغلب أنظمة الكتابة والخطوط التي كانت موجودة في العصور البائدة، قد انقرضت ولم يَتبقَّ سوى آثار ضئيلة لأقدم أنظمة الكتابة — اللغة الهيروغليفيَّة المصريَّة — التي لا نكاد نلاحظ أثرها في الألفبائيَّة اللاتينيَّة المُستخدمة اليومَ لنقل اللُّغة الإنجليزية وغيرها من مئات اللُّغات الأخرى، وفي سلسلةٍ من التطوُّرات التصادُفيَّة، صارت الألفبائيَّة اللاتينيَّة أهمَّ نظامٍ للكتابة على مستوى العالَم، وبالرغم من أنَّها وسيلةٌ لنقل اللُّغة، فمن المحتمَل أن تعيش مدةً أطولَ من معظَم اللُّغات المألوفة على كوكب الأرض، ويُمكِن تقديرُ الطريقة التي تستخدمها البشريةُ اليومَ في الكتابة، وأهمِّيَّتها الأكبر نطاقاً بالنسبة إلى المجتمَع العالَميِّ الناشئ، على نحوٍ أفضلَ من خلال فَهمِ المَنبع الذي نشأت منه الكتابة، وهو موضوعُ هذا الكتاب.
وتثير الكتابةُ اهتمامَ الجميع؛ فمنذ ما يَقرب من 6 آلاف عام، احتضَن كلُّ عصرٍ من العصور هذه الأُعجوبةَ؛ الأداةَ الأكثر تنوُّعاً وإمتاعاً للمجتمَع بحقٍّ، واليومَ تستقطب الكتابةُ القديمة اهتماماً خاصّاً؛ لأنها تَسمح للماضي بأن يتحدَّث إلينا بلُغاتٍ انقرضَت منذ زمنٍ طويل، وهنا، تصبح الكتابةُ أشبهَ بآلةٍ مِثاليَّة للسَّفَر عبرَ الزمن، كما أن أنظمة الكتابة والخطوط في حالةِ تغيُّرٍ مستمرٍّ أبدَ الدهر، ولكن على نحوٍ أبطأ بكثيرٍ من اللُّغات التي تَنقلها.
بيْدَ أنَّ الكتابةَ أكثرُ من مجرَّد "رسم للصَّوت" على حدِّ تعبير الفيلسوف الفرنسيِّ فولتير، لقد أصبحت الكتابةُ أداةً مِثاليَّة لنقل المعرفة البشريَّة "العلوم"، ووسيطاً ثقافيّاً للمجتمَع "الأدب"، ووسيلةً للتعبير الديمقراطيِّ والإعلام الجماهيريِّ (الصحافة)، وأحدَ أشكالِ الفنِّ في حدِّ ذاتها "فن الخطِّ"، إذا اقتصرنا على ذكر بعض مظاهر إبداعات الكتابة.
وأصبحت أنظمةُ الكتابة القائمة بالكامل على التواصُل الإلكترونيِّ، بسرعة على ما كان – وما يزال حتى الآن – اختصاصَ الكتابة القائمة على الكلام، تستطيع أجهزةُ الحاسوب أن "تكتب" كلّاً من الرسائل وأوامر البَرامج بأكملها، وتَتبادَلها فيما بينها، وفي الوقت نفسِه، تطوّرت أنظمة كتابة جديدة خاصَّة بها تَتفوَّق على كلِّ ما أدركنا، أنَّ كلمةَ الكتابة تَصِفه، وحتى الموادُّ المُستخدَمة في الكتابة تمرُّ بتغيُّرات مَهُولة؛ فالحِبر الإلكترونيُّ على الشاشات البلاستيكيَّة، الرقيقةِ مثل الوَرَق، ربَّما يَحلُّ مَحلَّ المادَّة التقليديَّة المنتشِرة – الوَرَق – التي حلَّت هي نفْسُها مَحلَّ جلود الحيوانات فيما مضى، فالكتابة تتغيَّر بتغيُّر ملامحِ الإنسانيَّة، إنها بمثابةِ مِقياسٍ لحالة الإنسانيَّة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية مركز أبوظبي للغة العربية
إقرأ أيضاً:
تعليم النماص يحتفي باليوم العالمي للغة العربية ٢٠٢٤
النماص – محمد آل حصان
احتفت إدارة تعليم النماص باليوم العالمي للغة العربية تحت شعار (اللغة العربية والذكاء الاصطناعي: تعزيز الابتكار مع الحفاظ على التراث الثقافي)، ويأتي هذا الاحتفاء والاهتمام من منطلق أهمية اللغة العربية في حياة الإنسان، فهي لغة القرآن الكريم، والشعر والثقافة العربية والفنون.
وقد تنوعت فعاليات الاحتفاء بهذه المناسبة حيث أقام تعليم النماص حفلًا ثقافيًا على مسرح الإدارة شمل لوحاتٍ أدبية وعروضا مرئية، ومعرضا للفنون العربية، إضافة لأصبوحةٍ ثقافية.
اقرأ أيضاًالمجتمعد. أبا الخيل: استضافة المملكة لكأس العالم 2034 يعكس مكانتها العالمية
وقد أوضح مدير تعليم النماص د. علي العمري أن هذه المناسبة من الأيام التي نفخر بها كيف لا؟ وهي تمثل جزءاً من هويتنا وثقافتنا وديننا الإسلامي الحنيف الذي نزلت آيات كتاب الله الكريم بلسان عربي مبين وأنها مصدر الإلهام لكل الفنون.
الجدير بالذكر أن هذه المناسبة تأتي في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام وتحتفي بها جميع مدارس إدارة تعليم النماص وتنفيذ لها فعاليات وبرامج متنوعة تستمر وتشتمل على ندوات وأمسيات شعرية وأصبوحات أدبية وبرامج للرسم والخط العربي.