بوابة الوفد:
2025-02-22@14:06:42 GMT

القيادة المصرية والتحديات الجيوسياسية

تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT

 

بقلم: د.أحمد محمد خليل

دكتور جامعى وكاتب مصرى

 

تعتبر الجيوسياسية أو الجيوبوليتيك مصطلحًا تقليديًا ينطبق فى المقام الأول على تأثير الجغرافيا على السياسة، فهـو علم دراسة تأثير الأرض (برها وبحرها ومرتفعاتها وجوفها وثرواتها وموقعها) على السياسة فى مقابل مسعى السياسة للاستفادة من هذه المميزات وفق منظور مستقبلي، وظهر مصطلح الجيوسياسية لأول مرة على يد العالم السويدى (كجلين)، وينقسم هذا المفهوم إلى قسمين هما (جيو) وتعنى الأرض باليونانية، و(السياسة)، ومن هنا أنتقل فورًا فى مقالى إلى تحركات القيادة المصرية التى أعتبرها نجاحات جيوسياسية، ففى مجال الطاقة استضافت القاهرة أول مقر لتنظيم دولى إقليمى جديد للغاز فى شرق المتوسط لتحويل البلاد إلى مركز إقليمى حقيقى للطاقة والاستفادة من موقع مصر الجغرافى وقناة السويس، وينبغى التأكيد أن الرؤية المصرية فى كل أزمات المنطقة العربية وقضاياها ومنها قضية فلسطين وحرب غزة الأخيرة، قد انحازت لما يحقق مصالح الشعوب العربية الشقيقة، ويضمن استقرار وأمن الدول، وأيضًا شهد عام 2019 تدشين آلية التعاون الثلاثى بين (مصر والعراق والأردن) من القاهرة، حيث انعقاد القمة الأولى لزعماء الدول الثلاث، والقمة الثانية على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك، والثالثة بالأردن، والرابعة فى بغداد، وتمت مناقشة مشروعات التعاون المشتركة فى مجالات (الأمن الغذائى – المناطق اللوجيستية – الطاقة والربط الكهربائى – والغاز والبتروكيماويات وغيرها)، كما أن المثلث (مصر واليونان وقبرص) بات بمثابة عنصر جديد فى السياسة الخارجية المصرية على مختلف الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية، ولم تكن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى عام 2019 مجرد حدث دولى عادي، ولكنه كان تعبيرًا عن استعادة مصر لدورها الريادى التاريخى فى القارة، كما أطلقت مصر الدورتَيْن الأولى والثانية من «منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامَيْن» فى ديسمبر عامى 2019 و2020، برعاية وحضور السيد رئيس الجمهورية فى مدينة أسوان، وبحضور متميز من عدد من القادة الأفارقة والشركاء الدوليين، أيضًا عملية إرسال مصر معدات عسكرية وجنود إلى الصومال فى ضوء بروتوكول تعاون دفاعى بين البلدين والعمل ضمن خطة إعادة تنظيم استراتيجى واسع النطاق بمنطقة القرن الأفريقي، بالإضافة إلى إتفاق مصر وأريتريا على أهمية تكثيف الجهود ومواصلة التشاور لتحقيق الاستقرار فى السودان ودعم مؤسسات الدولة الوطنية فيه، فضلا عن الحفاظ على وحدة الصومال وسيادته على كامل أراضيه، جاء ذلك خلال زيارة وزير الخارجية ورئيس جهاز المخابرات العامة المصريين للعاصمة الإريترية أسمرة فى سبتمبر الحالى 2024، لذلك وببساطة فإن الجيوسياسية هى دراسة تأثير السلوك السياسى فى تغيير الأبعاد الجغرافية للدولة، ومدى تأثيره على السلوك الدولي، وأؤكد فى الختام وجوب الأخذ فى الاعتبار أن السياسة الخارجية لدولة ما تبدأ من الداخل، بمعنى أنه لكى تمارس الدولة سياسة خارجية فعالة ومؤثرة، يتعيّن عليها أولًا أن تصلح بيتها من الداخل، من خلال الحفاظ على حيوية مصادر القوة الداخلية بما فى ذلك بنية تحتية قوية وكفاية الطاقة والنهوض بالتعليم، ومكافحة الفقر وزيادة الاستثمارات الخارجية والنمو الاقتصادى المستدام، وغير ذلك، هذا وفقًا لأساسيات العلاقات الدولية، وللحديث بقية إن شاء الله.

البريد الإلكترونى: [email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القيادة المصرية

إقرأ أيضاً:

ما تأثير احتضان كينيا لمؤتمر الدعم السريع على دورها الإقليمي؟

في خطوة أثارت ردود فعل متباينة على المستويين المحلي والدولي، استضافت العاصمة الكينية نيروبي أمس الثلاثاء مؤتمرًا نظمته قوات الدعم السريع السودانية، بهدف إعلان تشكيل حكومة موازية في السودان.

هذا الحدث الذي يعكس تصعيدًا في الأزمة السودانية لقي صدى واسعًا في الصحافة الكينية التي تناولته بطرق متنوعة تعكس التوترات السياسية والدبلوماسية بين كينيا والحكومة السودانية.

وقد تناولت الصحف الكينية الكبرى الحدث من زوايا مختلفة، مع التركيز على تأثيراته المحتملة على العلاقات الثنائية بين البلدين، والدور الإقليمي لكينيا في الأزمة السودانية.

ففي مقال بعنوان "خطأ دبلوماسي آخر"، نشرت صحيفة ستاندرد تحليلا انتقدت فيه استضافة كينيا للمؤتمر، مشيرة إلى أنه "خطأ دبلوماسي جديد" من جانب الحكومة الكينية.

عنوان صحيفة ستار الكينية: "خلافات دبلوماسية تلوح في الأفق في ظل استضافة كينيا لمجموعة حميدتي السودانية" (الجزيرة)

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سودانيين اتهامات لكينيا بالتدخل في شؤون السودان الداخلية، معتبرين أن هذه الخطوة تشكل دعمًا ضمنيا لقوات الدعم السريع في صراعها ضد الحكومة السودانية.

كما أضافت الصحيفة أن هذا التصعيد قد يزيد من تعقيد العلاقات الثنائية بين الخرطوم ونيروبي في وقت حساس تمر فيه كينيا بتحديات في سياستها الخارجية.

"اللعب بالنار"

من جانبها، تناولت صحيفة "ديلي نيشن" في مقال بعنوان مثير: "اللعب بالنار" العلاقات بين كينيا والسودان من زاوية أوسع، مشيرة إلى ارتباط الحكومة السودانية باتهامات ضد كينيا بسبب هذه الاستضافة.

وسط نيروبي عاصمة كينيا (رويترز)

وتساءلت الصحيفة عن العلاقة بين الحكومة الكينية بقيادة الرئيس وليام روتو وبين قوات الدعم السريع، لا سيما في ظل الجدل القائم حول دور كينيا في الأزمة السودانية.

إعلان

وفي مقالها، ذكرت الصحيفة أن الحكومة السودانية قد تعدّ هذا التحرك محاولة من كينيا لتعزيز نفوذها في النزاع السوداني، مما قد يعرض مصالح كينيا في المنطقة لمخاطر دبلوماسية أكبر.

أما صحيفة "ذي ستار"، فقد اختارت عنوانًا صريحًا لطرح القضايا التي ستنتج عن هذا الحدث، إذ عنونت: "خلافات دبلوماسية تلوح في الأفق في ظل استضافة كينيا لمجموعة حميدتي السودانية".

محمد حمدان دقلو (حميدتي) خلال خطاب سابق على منصة إكس (مواقع التواصل الاجتماعي)

وأكدت الصحيفة أن استضافة كينيا لمؤتمر قوات الدعم السريع قد تضعها في موقف دبلوماسي محرج، في وقت يتزايد فيه التوتر بين القوى الإقليمية.

واستعرضت الصحيفة الرأي القائل إن هذه الخطوة قد تؤدي إلى مزيد من التوتر بين كينيا والسودان، لا سيما إذا تصاعدت ردود الفعل من الخرطوم.

وفي ظل التصعيد الإقليمي في القرن الأفريقي، تتساءل الصحيفة عن مدى قدرة كينيا على الحفاظ على حيادها السياسي في هذه الأزمة المعقدة.

على النقيض، اهتم موقع "كابيتل إف إم" بتقرير مختلف، حيث تناول في مقال بعنوان "قوات الدعم السريع السودانية تؤجل الكشف عن حكومة موازية مع حلفائها في نيروبي" تأجيل الإعلان عن تشكيل الحكومة الموازية في نيروبي.

ورأى الموقع في هذا التأجيل مؤشرًا على تعقيدات داخلية داخل قوات الدعم السريع، إذ كانت هناك مشاورات حول كيفية التعامل مع ردود الفعل الدولية والمحلية على الخطوة.

فعاليات سياسية سودانية في نيروبي لإعلان تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع (مواقع التواصل)

في هذا السياق، ناقش الموقع التأثيرات المحتملة لهذا التأجيل على كينيا، مشيرًا إلى أن نيروبي قد تكون قد حصلت على الوقت اللازم لتقييم الوضع قبل اتخاذ أي خطوات إضافية قد تؤثر على موقفها الدولي.

لماذا قبلت كينيا؟

يرى الصحفي نوي ميشالمون مراسل مجلة "أفريكا أنتليجنس" في شرق أفريقيا في تصريح للجزيرة نت أن التغيير في الإدارة الأميركية قد منح حرية أكبر لبعض القوى السياسية، بما في ذلك قادة قوات الدعم السريع الذين كانوا يخضعون سابقًا لعقوبات أميركية.

إعلان

ويعتقد ميشالمون أن هذا التحول في السياسة الأميركية قد خفف من الضغوط على كينيا، مما سهل عليها استضافة هذا المؤتمر.

وأضاف أنه ليس بالأمر الجديد أن هناك تقاربًا بين رئيس كينيا وليام روتو وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، حيث التقى الطرفان مرات عدة في الماضي، وذلك يطرح تساؤلات عن العلاقة بين روتو وقوات الدعم السريع.

عشرات القتلى والجرحى بعد قصف قوات الدعم السريع لسوق صابرين بأم درمان (مواقع التواصل الاجتماعي)

كما أشار ميشالمون إلى أن هذا التقارب قد يكون جزءًا من إستراتيجية كينيا لدعم جهود قوات الدعم السريع في تقديم نفسها كواجهة سياسية ومدنية، حيث عينت هذه القوات ممثلين في أوروبا في محاولة لإقناع الحكومات الأوروبية بالاعتراف بهم. ومن ثم، يبدو أن كينيا تحاول أيضًا دعم هذه الجهود، وهو ما يضعها في موقف دبلوماسي حساس.

العواقب المحتملة

على مستوى العلاقات الثنائية، أشار ميشالمون إلى أن الحكومة السودانية في بورتسودان قد أصدرت بيانًا شديد اللهجة ضد استضافة كينيا للمؤتمر، مما يجعل أي تعاون أو حوار بين الطرفين على المدى القريب أمرًا مستحيلًا.

وأضاف أن العلاقة بين البلدين قد تعرضت بالفعل لضرر كبير يصعب إصلاحه الآن، خصوصًا في ظل تصاعد التوترات.

الرئيس الكيني وليام روتو متهم بموالاة قوات الدعم السريع السودانية (الفرنسية)

واستعرض للجزيرة نت ما وصفه "بالمسمار الأخير في نعش" الصورة التي كانت كينيا تحاول بناءها كوسيط محايد في النزاع السوداني.

ففي بداية الصراع، كانت الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) قد اقترحت أن يكون الرئيس روتو وسيطًا، لكن هذا الاقتراح فشل بسبب الاتهامات الموجهة إليه حول علاقاته الوثيقة بقوات الدعم السريع.

ورأى ميشالمون أن هذه الاستضافة هي بمنزلة النهاية لهذا الدور الدبلوماسي، مما قد يؤثر أيضًا على سمعة كينيا كداعم للحلول السلمية في النزاعات الإقليمية الأخرى، مثل الأزمة في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

إعلان

مقالات مشابهة

  • أرسى مبادئها الملك المؤسس.. التعاون والاحترام المتبادل ثوابت السياسة الخارجية
  • رجل يغتصب ابنة صديقه تحت تأثير المخدرات
  • العربية في إيران.. لغة أم حية بين الذاكرة والتحديات
  • مصري يفصل رأس أبنه عن جسده.. جريمة مأساوية تحت تأثير المخدرات
  • الزراعة: القيادة المصرية تولي اهتماما كبيرا بتقديم الدعم الفني للأشقاء الأفارقة
  • النفط والذهب تسجل أكبر مكاسب أسبوعية وسط عدم اليقين بشأن الإمدادات والتوترات الجيوسياسية
  • الخارجية المصرية: القاهرة وضعت تصوراً شاملاً لإعادة إعمار غزة
  • الأسهم الأمريكية تفتتح جلساتها على انخفاض مع مراقبة المتداولين للتوترات الجيوسياسية
  • ما تأثير احتضان كينيا لمؤتمر الدعم السريع على دورها الإقليمي؟
  • السياسة الرعناء بلاءٌ وعناء