بوابة الفجر:
2024-07-03@16:17:31 GMT

د. رشا سمير تكتب: السياحة هي الحل

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

إسبانيا واحدة من أهم الوجهات السياحية في العالم، ولعل شواطئها الساحرة وتراثها المعماري الفريد، والأطعمة المختلفة، هي أبرز نقاط الجذب السياحي للدولة المتوسطية، تأثرت أسبانيا مثلها مثل غيرها من الدول بجائحة كورونا بعد أن كانت تحتل المرتبة الثانية عالميًا لجهة عدد السياح، والحقيقة أنها إستطاعت في العام الماضي أن تعود لسابق عهدها، فالسياحة في إسبانيا تشكل 13 بالمائة من الدخل القومي لرابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.

ولأن الشئ بالشئ يذكر فالحقيقة أن مصر تستحق، تستحق أن تلحق بهذا الركب، بل وتستحق أن تتفوق ليس فقط لأننا نمتلك ثلث آثار العالم، بل لأننا نمتلك كل مقومات السياحة التاريخية والشاطئية والدينية والثقافية، مصر التي ينظر العالم كله إليها ويتعجب..تستحق.

تأثرنا بأزمة الكوفيد وتأثرنا بالأزمة الإقتصادية العالمية بل وتأثرنا بديون ثقيلة، إلا أننا نستحق، نستحق أن نعرف أولوياتنا ونبحث عن مصادر للدخل القومي للخروج من الأزمة..

تابعت حفلات العلمين التي أشعلت الساحل وجاء إليها المصطافين من كل صوب وحدب، لأنها ببساطة حفلات تناسب كل الأذواق، وعلى الرغم من هجوم الكثيرين عليها إلا أنني أراها خطوة هامة لإستعادة ريادة مصر الفنية وتأكيد على أن مصر هي الأساس، حتى لو إستطاعت بعض الدول أن يصبحوا في غضون سنين قليلة هم الوجهة الثقافية للوطن العربي إلا أن هذا يتم بفنانين ومبدعين مصريين، ولو أن ما فعلوا نموذج يستحق المحاكاة.

نحن دولة تمتلك مقومات السياحة ولكن لا ندرك قيمة ما نمتلك، بدءا من سائق التاكسي الذي ينتظر في المطار ليستولى على كل ما يستطيع من السائح دون أن يفكر لحظة في أن السياحة ستعود عليه وعلى أسرته بالكثير، ومرورا بالشاب الذي يخرج من جيبه قلم ليكتب على حوائط المعابد والمسلات (أحمد بيحب منى)! ووصولا للطفل الذي قرر التزويغ من المدرسة لمطاردة السائحات والتحرش بهم في المزارات والهرم.

إذن النكبة الحقيقية في أننا لا ندرك وإذا أدركنا لا نسعى للتغيير وإذا حاولنا التغيير نعانده ونعرقله.

الشواطئ المصرية التي تنافس جزر الملاديف موجودة من الغردقة وحتى شرم الشيخ والساحل ومطروح خلابة، إستطاع المواطن في الغردقة وشرم الشيخ أن يطور من سلوكه لأن السياحة هي لقمة عيشه ودخل أسرته، أما المواطن في الأسكندرية ومطروح على سبيل المثال وليس الحصر لازال غير مدرك معنى أن يقدم صورة تجذب السائح وتوفر له قضاء أجازة دون مشاكل حتى يعود من جديد.

أحترم وبشدة ما قامت به الدولة من تطوير لمنطقة مسجد عمرو والكنيسة المعلقة، وهي المنطقة التي تجاور متحف الحضارات، أحترم بشدة تطوير سور مجرى العيون الذي بعد أن كان صورة كئيبة تعبر عن القبح، بات منارة راقية وجميلة، اللهم إلا فكرة المقاهي التي يجب أن تكون بشكل أكثر تحضرا وتنظيما، لأن تنظيف وتطوير المناطق المزدحمة وإعادة رونقها يحتاج إلى منع ترخيص الكافيهات التي تؤدي إلى عودة القبح والزحام من جديد بشكل مقنن.

السياحة الدينية والمزارات التي تنبع من كون مصر بلد الألف مأذنة، سياحة لا بد وأن تؤخذ في الإعتبار، لقد رأيت بعيني في جولة من باب الوزير بالدرب الأحمر إلى شارع المعز عدد لا نهائي من الجوامع الخلابة التي وإن وجدت في أى دولة لأصبحت وجهة سياحية خطيرة لكنها بكل أسف تحتاج إلى نظرة شفقة، تحتاج إلى تنظيف المكان وتطويره ولكن مع ضرورة الإبقاء على الطابع التراثي، مثلما حدث في مسجد السيدة نفيسة وجامع عمرو بن العاص، ومع الأسف لازال المواطن لا يدرك قيمة الحفاظ على هذا التطوير من أجل نفسه، وهنا يأتي دور التعليم!.

لازال عندي أمل في حديقة الحيوان المغلقة حاليا والتي وقعت تحت طائلة التطوير وهي التي تضم تاريخ مصر منذ عهد الخديوي إسماعيل متمثلا في الأقفاص والممرات والبلاط والجدران..أرجوكم حافظوا عليها وحافظوا على طابعها التراثي الحضاري.

لا أجد خير من جملة أستاذنا أديب نوبل العظيم نجيب محفوظ لأختم بها مقالي..

(( مصر ليست دولة تاريخية.. مصر جاءت أولًا ثم جاء التاريخ ))

                                            [email protected]

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

إيمان مرجان تكتب.. كيف تبني جيلا مثقفا؟

كيف تبني جيلا واعيا مثقفا؟.. سؤال على طاولة كل أسرة مصرية تبحث عن تنمية وعي أطفالها، وتذكيرهم بأنّ عالمنا به الكثير المختلف بعيدا عن الهواتف المحمولة التي تلهي الكبير قبل الصغير وتصدّر أشياء غريبة على مجتمعنا، وعن شاشات التلفاز التي يجلس الطفل أمامها فاتحا فاه وكأنّه منوم، وعن أغنيات المهرجانات التي صدّعت رؤوسنا بموسيقاها المرتفعة وكلماتها الخارجية أحيانا!.

الطفل كان له نصيب مميز من مبادرات الدولة وٱخرها «نبتة»، الذي أُطلقت فعالياته أمس على هامش مهرجان العلمين الدولي، تحت رعاية الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.

«خيال أوسع، طاقة ونشاط، حب الحياة، ونظرة مختلفة».. أشياء يستهدفها «نبتة» لدعم الطفل وتشجيعه ومساعدته على صنع عوالم وقصص وشخصيات لتنمية خياله وتوسعة مداركه، من خلال ورش حكي ومسابقات وغيرها، كما أفّرد المهرجان فرصة للأطفال للمشاركة في لجان تحكيمه، لتدريبهم على القيادة منذ الصغر.

لم يكن «نبتة» مشروع الدولة الوحيد للطفل، لكن النظرة المختلفة للأطفال امتدت إلى مبادرات أخرى، كان منها «المبدع الصغير»، ولزيادة تحفيزهم رصدت الدولة مبلغا بقيمة 40 ألف جنيه للطفل الفائز بالجائزة، التي تستهدف الأطفال المبدعين في فئتين مختلفتين من العمر، من 5 حتى 12 عاما، ومن 12 حتى 18 عاما، في 7 فروع مختلفة منها الكتابة والعزف والرسم والتطبيقات الإلكترونية.

كما خصصت الدولة ركنا للطفل في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وفرت فيه إلى جانب الكتب والقصص، ورشا عن الطباعة والتلوين والحكايات وحتى الغذاء الصحي، إيمانا منها بأنّ الأطفال هم المستقبل، الذي يقود البلاد إلى التنمية المستدامة.

«نبتة» و«المبدع الصغير» و«ركن الأطفال» في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وغيرها من المبادرات التي تخاطب الطفل قادرة على خلق نشء جديد يتسلّح بالمعرفة والفن والثقافة. تخلق جيلا متسامحا ينتمي لمصر ولتاريخها وقادر على صناعة حاضرها.

مقالات مشابهة

  • سيحاصرك الموت غدا!!
  • وزير السياحة: نعمل بشكل متناسق لتحقيق تطلعات المواطن (فيديو)
  • وزير السياحة: سنعمل بشكل متناسق لتحقيق تطلعات المواطن
  • يسرا البسيوني تكتب «التحالف الوطني.. حصان التنمية الرابح»
  • نعوم تشومسكي (2)
  • صناعة المكانة الدولية.. الإمارات نموذجاً
  • «نقل النواب» تطالب الحكومة المرتقبة بدعم الشباب وتطوير قطاع السياحة
  • موسم التغيير في العراق ..ولعبة الذكاء والغباء !
  • إيمان مرجان تكتب.. كيف تبني جيلا مثقفا؟
  • الكهرباء وأزمة الأسعار.. مشاكل تنتظر الحل من الحكومة الجديدة