قبل ما يقرب من ثلاثة عقود، تحدى جورج ميتشل، رجل النفط المستقل وأب التكسير الهيدروليكي، شركات النفط الكبرى والحكمة التقليدية لصناعته من خلال جعل تقنية ضخ السوائل والرمال إلى الأرض التي كانت غير اقتصادية حتى ذلك الوقت لإخراج الغاز والنفط من الصخر الزيتي والتكوينات الجيولوجية الضيقة الأخرى تقنية عملية. الزيادة الهائلة في الإنتاجية التي نتجت عن ذلك، والمعروفة بثورة الصخر الزيتي، حولت أعمال الهيدروكربون العالمية.



الآن تطبق شركة "فيرفو إنيرجي"، وهي شركة ناشئة أخرى من تكساس، مثل هذا التكسير الهيدروليكي - إلى جانب تقنيات أخرى مستعارة من صناعة البترول - على قطاع الطاقة الحرارية الأرضية النائم. إذا نجحت، فهذا يعني أن هذا المصدر الهامشي نسبيا للطاقة قد يصبح بمرور الوقت لاعبا رئيسيا في مزيج الطاقة، بحسب تقرير في مجلة "إيكونوميست".

إن الدافع وراء الطاقة الحرارية الأرضية هو تسخير الحرارة الوفيرة تحت سطح الأرض لأغراض مفيدة، ويتم ذلك عادة من خلال الاستفادة من خزانات المياه الساخنة أو البخار تحت الأرض.


وبما أن هذه الخزانات لا توجد إلا في مناطق محدودة، فإن هذا يحد إلى حد كبير من إمكانات الطاقة الحرارية الأرضية التقليدية. وعلى النقيض من ذلك، تستخدم "الأنظمة الحرارية الأرضية المحسنة"، مثل تلك التي نشرتها شركة فيرفو، التحفيز الهيدروليكي لإنشاء قنوات في الصخور الساخنة في أي مكان تقريبا. حيث تضخ بئر واحدة الماء في تلك القنوات، حيث يتم تسخينه بشكل طبيعي إلى 200 درجة مئوية أو أعلى. ثم تقوم بئر أخرى بجلب تلك المياه الساخنة إلى السطح، حيث يتم استخدامها لتوليد الكهرباء من خلال تشغيل توربين بخاري.

إن النهج يواجه تحدياته. فمن ناحية، قد يتضمن الوصول إلى صخور ساخنة بما فيه الكفاية الحفر لأربعة أميال أو أكثر تحت الأرض، وهو أمر مكلف ومعقد من الناحية التكنولوجية ــ ويستغرق وقتا طويلا. وبالإضافة إلى ذلك، وكما هي الحال مع جميع مشاريع التكسير الهيدروليكي، هناك مخاطر محلية من الزلازل الطفيفة (أدت إحدى تجارب الأنظمة الحرارية الأرضية المحسنة التي أجريت في سويسرا في عام 2006 إلى هزة أرضية بقوة 3.4 درجة).

ولكن لماذا لا يكون هذا المشروع ناجحا؟ لأن الأنظمة الحرارية الأرضية المحسنة تستخدم المياه من السطح بدلا من الاعتماد على برك تحت الأرض موجودة مسبقا، فإنها يمكن أن تساهم في زيادة الضغوط المائية في المناطق الجافة.

ورغم التحديات، فإن الصخور الساخنة تلقى نجاحا. ففي العام الماضي، نجحت شركة فيرفو في إكمال مشروع تجريبي في نيفادا، وحصلت على غوغل كعميل مبكر. وفي حزيران/ يونيو أكدت أن شركة ساوثرن كاليفورنيا إديسون، وهي شركة طاقة كبيرة، وافقت على شراء 320 ميغاواط من الطاقة من مشروعها الجديد الأكبر حجما في يوتا، والذي يهدف إلى تطبيق أساليب الإنتاج على مستوى صناعي لتوسيع نطاق التكنولوجيا التجريبية. والصفقة هي أكبر اتفاقية شراء طاقة على الإطلاق للطاقة الحرارية الأرضية.

وفي العاشر من أيلول/ سبتمبر كشفت فيرفو عن المزيد من الأخبار الجيدة. فعلى الرغم من الحاجة إلى الحفر بشكل أعمق في موقعها في يوتا، فقد تمكنت من القيام بذلك في غضون 21 يوما فقط، مما أدى إلى خفض وقت الحفر بنسبة 70% مقارنة بموقع نيفادا. كما تمكنت من حفر رابع آبارها بنصف التكلفة التي استغرقتها لحفر الآبار الأولى، وذلك أساسا بفضل "التعلم بالممارسة". وقد تجاوزت الشركة بالفعل الأهداف التي حددتها وزارة الطاقة الأمريكية لمنتجي الطاقة الحرارية الأرضية بحلول عام 2035.

وقد يتبين أيضا أن الصخور الساخنة عبارة عن بطاريات فعالة بشكل مدهش.

يزعم بحث نُشر في كانون الثاني/ يناير في مجلة Nature" Energy " أن مواقع الأنظمة الحرارية الأرضية المحسنة يمكن تشغيلها بمرونة مع ضخ المزيد من المياه تحت الأرض عند الحاجة لبناء الضغط وإطلاق السائل عند الطلب لتوليد الطاقة. سيؤدي هذا في الواقع إلى تحويلها إلى أنظمة تخزين طاقة عملاقة ومريحة، وقادرة على استبدال الناتج المفقود من مزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الأيام الملبدة بالغيوم أو الخالية من الرياح.


عادة، ترتفع أسعار الكهرباء خلال مثل هذه الأزمات، لذلك يمكن للطاقة الإضافية المنتجة أن تجلب سعرا ممتازا كما يمكن أن تساعد أيضا في تجنب العجز أو الانقطاع.

من خلال الجمع بين هذه القيمة الاقتصادية الإضافية والمدخرات المتوقعة من خفض تكاليف الحفر، يقدر العلماء أن أكثر من 100 غيغاوات من الطاقة الحرارية الأرضية يمكن تشغيلها بربح في الغرب الأمريكي، متجاوزة إنتاج المنظومة النووية بأكملها في البلاد.

ولكن ما هو الحجم الذي قد تبلغه الطاقة الحرارية الأرضية؟ إنها كبيرة بما يكفي. ورغم أن تحليلات وزارة الطاقة تشير إلى أن موارد الطاقة الحرارية الأرضية التقليدية لا تتجاوز 40 غيغاوات في أمريكا، فإن التقنيات الجديدة تعمل على توسيع الإمكانات النظرية إلى 5500 غيغاوات في مختلف أنحاء البلاد، مع إمكانات قوية في أكثر من نصف الولايات.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الأرض الطاقة النووية نووي طاقة الأرض سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الطاقة الحراریة الأرضیة تحت الأرض من خلال

إقرأ أيضاً:

الغربية تُطفئ أنوارها وتشارك في «ساعة الأرض» دعماً للبيئة والمناخ

محافظ الغربية: مشاركتنا في المبادرة العالمية «ساعة الأرض» تأكيداً على التزامنا بالحفاظ على البيئة وترشيد الطاقة

شاركت محافظة الغربية، مساء السبت، في المبادرة العالمية «ساعة الأرض»، حيث تم إطفاء أنوار مبنى ديوان عام المحافظة وعدد من المنشآت العامة والمعالم البارزة لمدة ساعة، من الساعة 8:30 حتى 9:30 مساءً، وذلك في إطار الجهود العالمية لترشيد استهلاك الطاقة ومواجهة التغيرات المناخية.

وأكد اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، أن هذه المشاركة تأتي تأكيدًا على التزام المحافظة بالمساهمة في الحفاظ على البيئة، مشيرًا إلى أن المبادرة تهدف إلى رفع الوعي بأهمية ترشيد استهلاك الكهرباء والحد من انبعاثات الكربون، والتي تعد من أكبر التحديات البيئية التي يواجهها العالم اليوم.

وأضاف المحافظ أن الغربية، بالتنسيق مع الجهات المعنية، قامت بإطفاء الأنوار في مبنى ديوان عام المحافظة، بالإضافة إلى عدد من المؤسسات الحكومية والشوارع الرئيسية، مع تشجيع المواطنين على المشاركة بإطفاء الأضواء غير الضرورية في منازلهم، وذلك لنشر ثقافة الترشيد وتعزيز السلوكيات الإيجابية للحفاظ على الموارد الطبيعية.

وشهدت الفعالية تفاعلاً واسعًا من أهالي الغربية، الذين حرصوا على دعم المبادرة بإطفاء الأضواء والأجهزة الكهربائية غير الضرورية، في خطوة تعكس وعي المجتمع بأهمية الحد من استهلاك الطاقة. وتأتي هذه المشاركة ضمن الفعاليات السنوية التي تهدف إلى تعزيز الوعي البيئي، حيث تشارك أكثر من 180 دولة في هذا الحدث العالمي تحت شعار “معًا نحو أكبر ساعة للأرض”.

وأوضح المحافظ أن المحافظة لن تكتفي بهذه المبادرة، بل ستواصل العمل على تعزيز الوعي البيئي بين المواطنين، من خلال برامج توعوية وتشجيع استخدام مصادر الطاقة النظيفة، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة.

وفي ختام تصريحه، وجه اللواء أشرف الجندي الشكر لجميع الجهات المشاركة والمواطنين الذين تفاعلوا مع المبادرة، مؤكدًا أن مثل هذه الفعاليات تعكس وعي المجتمع بقضايا البيئة، وتؤكد على دور مصر الريادي في مواجهة التغيرات المناخية، بما يتماشى مع جهودها لتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على الموارد للأجيال القادمة.

مقالات مشابهة

  • بإطفاء الأنوار.. مستشفى الأورام بالأقصر تشارك في "ساعة الأرض"
  • اندلاع حريق ضخم داخل شركة كهرباء بيروت
  • نمو اقتصاد الهيدروجين وخفض الكربون.. أرامكو تستحوذ على 50 % في شركة الهيدروجين الأزرق
  • كسوف الشمس يوم 29 مارس وما الدول العربية التي تراه
  • "إينوك" تحقق وفورات 395 مليون درهم خلال عقد
  • أول شركة طلابية في السلطنة تنجح في تصنيع الخلايا الشمسية البيروفسكايتية
  • لماذا أعلن مجلس الوزراء إطفاء الانوار في مصر ساعة كاملة؟
  • إطفاء الإنارة 60 دقيقة.. الكشافة السعودية تحتفي بـ"ساعة الأرض"
  • الأوبرا تطفئ أنوارها في «ساعة الأرض».. صور
  • الغربية تُطفئ أنوارها وتشارك في «ساعة الأرض» دعماً للبيئة والمناخ