د. صبرى محمد خليل / أستاذ فلسفة القيم الإسلامية فى جامعة الخرطوم

إختلاف طبيعة الحروب العالمية السابقة والقادمة: تعرض عالمنا المعاصر ، للعديد من التغيرات ، وأهمها التطور التكنولوجى، بما فى ذلك التطور فى تقنيات الإعلام والإتصال...". وهو ما لزم منه إختلاف طبيعة الحروب العالمية السابقة " كالحرب العالميه الأولى والثانية "، عن الحروب العالمية القادمة - حال حدوثها - " الحرب العالمية الثالثة مثلا".

فالأخيرة ستختلف - حال حدوثها - عن الأولى، بأنها ستكون غير خاضعة لذات التحديد :
اولا: مكانيا : لأن تأثيرها سيتجاوز أماكن حدوثها.
ثانيا: زمانيا: لأنها ستحدث فى مدى زمنى متداخل البداية والنهاية .
ثالثا: موضوعيا: لأنها ستشمل مجالات متعددة.

بداية الحرب العالمية الثالثةو مؤشراته : إتساقا مع هذا الإختلاف فى طبيعة الحروب العالمية الماضية والمستقبلية، فإننا نقرر - كما قرر الكثير من الباحثين و الخبراء ومراكز البحوث الاستراتيجية - أن الحرب العالمية الثالثه، قد بدأت منذ العقود الاخيره للقرن الماضى، فى مجالات حياتية متعددة، ومن ضمنها المجال العسكرى - بشكل محدود -، ومن مؤشراتها :

الإرهاب: إعتبر العديد من الباحثين والخبراء الإرهاب هو الحرب العالمية الثالثة. لأنه يمكن قوى صغيرة، من مقارعه قوى عظم ،بإمكانيات محدوده. كما يصعب القضاء عليه نهائيا- وإن كان من تحجيمه- . لكننا نرى أنه أحد مجالاتها المتعددة " المجال الامنى "، ولكنه ليس مجالها الوحيد ، فهو احد المؤشرات على بدايتها.
القوى العالمية ساهمت فى صنع الإرهاب: وهنا يجب تقرير ان القوى العالمية "الغربية /الراسمالية / الأستعمارية" قد ساهمت فى صنع ظاهرة الإرهاب ، فقد ساهمت فى تاسيس من تنظيماته - أو على أقل تقدير تغاضت عنه- ودعمتها سرا ، بغرض إستخدامها فى حربها ضد الإتحاد السوفياتى والكتله الشرقيه، ومحاربة الأيديولوجية الماركسية " الشيوعية" ، خلال حقبة الحرب الباردة. كما فعلت لاحقا بتنظيمات مماثلة، بغرض تنفيذ اهدافها فى المنطقه العربية ، فى التفتيت الطائفى، لكن تأثيرها على هذه التنظيمات بدأ فى الضعف ، بعد أن قويت شوكة هذه التنظيمات، فضربت فى العمق ذات هذه القوى ، واصبحت تمثل تهديد جديا لمصالحها، مما إضطرها لضربها عسكريا - ومحاربه أيديولوجيتها فكريا- بغرض تحجيمها ، وليس القضاء النهائى عليها، حتى يتاح لها لاحقا إمكانيه استخدامها لتحقيق أهداف أخرى.

ضعف الذراع الأيمن لقهر الشعوب " الإمبريالية الأمريكية " : إشترك الإتحاد السوفياتى'سابقا' وأمريكا فى قهر الشعوب - موضوعيا وبصرف النظر عن الشعارات- غير ان تنافسهما فى الإستبداد بالدول ، اتاح للدول الضعيفة ،ثغره لكسب قدر من الحرية. الى إن إنسحب الإتحاد السوفياتى من حلبة المنافسة ' حل الإتحاد السوفياتى' ، فشل الذراع الأيسر لقهر الشعوب.وتأسس نظام عالمى احادى القطب ، بقيادة الولايات المتحده. لكن شلل هذا الذراع الأيمن، أدى إلى ضعف الذراع الايمن، اى اصبح
أضعف من ان يتمكن وحده، من السيطره على كل دول العالم . ولذلك مؤشرات ومظاهر عديده منها:
اولا :تفاقم المشكله القوميه: تزايد إحتمال تفككها، لأنها ليست أمة واحده ، بل خليط من جماعات ذات اصول قومية خارجها، فشلت محاولة إذابتها ، فى الجماعه العرقيه البيضاء الأنجلو سكسونية البروتستاتنية " الواسب ".
ثانيا :الأزمات الاقتصادية المتعاقبه. ثالثا: تنامى المقاومة الشعبية لسياساتها الخارجيه الإمبرياليه " حتى داخلها " .
رابعا:تعاظم نفوذ القوى العالمية والإقليمية، المتحالفة معها- او التابعة لها - بعد أن فقدت قدرا كبيرا من قدرتها على تحجيمها.
خامسا : وهذا ما حدى بها إلى تغيير اساليبها فى التحكم فى الشعوب : فإنتقلت :من التدخل العسكرى المباشر ، إلى الحروب بالوكالة . ومن التدخل المنفرد، إلى التدخل عبر تحالفات واسعه .ومن الإعتماد على الجيوش، وإستخدام القوة العسكرية ،إلى الإعتماد على المخابرات، وإستخدام العملاء من النخب السياسية .

فشل مشروع الشرق الأوسط الجديد' الإمبريالي - الصهيوني' ومؤشراته : هو مشروع يتم تطبيقه فى المنطقة العربية، منذ العقد السابع من القرن الماضى . ويهدف إلى الإرتداد بالنظام الرسمى العربي، من مرحله التجزئة على أساس شعوبي "إتفاقية "سيكس بيكو عام ١٩١٦"، إلى مرحلة التفتيت على أساس طائفي- قبلي "محاولة إقامة دويلات طائفية- قبلية، على أنقاض الدولة الوطنية العربية ، مع بقاء إسرائيل كحارس لهذا التفتيت ،كما كانت حارسة للتجزئة في المرحلة السابقة".
الفشل فى التحكم فى الإرتداد وإفرازاته السالبة: ورغم أن المشروع نجح، في الإرتداد بالنظام الرسمى العربي، خطوات تجاه التفتيت، على أساس طائفي- قبلى، لكنه فشل في التحكم في هذا الإرتداد ،فأفرز عدد من الظواهر السالبة ، التي تجاوز تأثيرها السلبي الواقع السياسي العربي، إلى القوى" المحلية والاقليمية والدولية" التي تقف خلف هذا المشروع،ومنها :
اولا : مشكلة الإرهاب: وقد سبق الإشارة إليها.
ثانيا : مشكله اللاجئين : تدفق اللاجئين على الغرب، مما أدى إلى تنامي التيارات المناهضة للأجانب زالعنصرية فى الغرب، وظهور مؤشرات على بداية تفكك الاتحاد الاوربى ذاته - بعد خروج بريطانيا منه- نتيجة للعديد من الأسباب ، منها تفاقم الخلافات داخلة حول قانون حرية التنقل .
ثالثا: مشكله عدم الإستقرار السياسي: فقد أفرز هذا الإرتداد حالة من الفوضى السياسية ، ولزم منها إضعاف مقدرة ذات القوى التى تقف خلف المشروع ، على فرض إرادتها ، على النظام الرسمى العربى.

المياه كموضوع أساسى للحرب العالمية الثالثة: إن تفاقم مشكلة الندرة 'النسبية' للمياه العذبة فى العالم ، كمحصلة لأسباب متعددة، أهمها التغير المناخى ، الناتج عن عوامل متعدددة ايضا" كالتلوث"، يجعل الماء هو الموضوع الرئيسى للحرب العالمية الثالثة - التى تشير المؤشرات اعلاه، الى أنها بدأت فعليا منذ العقود الأخيرة للقرن الماضى- اى أن مجالها الرئيسى هو الحرب الإقتصادية، المتضمنه لمحاولة السيطرة على الموارد الطبيعية، كالمعادن ومصادر الطاقه 'النفط'على المدى القريب، والموارد المائية على المدى البعيد . فقد بدأت القوى العالمية- والقوى الإقليمية والمحلية المتحالفه معها -او التابعه لها- منذ ذلك الحين،فى اتخاذ خطوات فعلية واسعة، تجاه تنفيذ مخططات قديمة، للسيطرة على الموارد المائيه الرئيسية فى العالم.

فى المنطقة العربية: ومن هذه المخططات فى المنطقه العربيه :

المخطط الصهيونى " من الفرات إلى النيل " : فقد أنشأت القوى العالمية " الغربية/الرأسمالية/ الإستعمارية " الكيان الصهيونى كحارس للتجزئه والتفتيت، بما يضمن نهب موارد الطبيعية للأمة العربية - ومنها الموارد المائية - فالمخطط الصهيونى يهدف الى الإستيلاء على كل الأراضى العربية، من الفرات إلى النيل ، وهو واضح فى العلم الصهيونى " خطاب ازرقان يرمزان للفرات والنيل، تتوسطهما نجمه داؤود". وقد اتاح تطبيع النظام الرسمى العربى مع الكيان الصهيونى-،منذ العقد السابع من القرن الماضى- الفرصة للأخير لتحقيق خطوات واسعة تجاه تحقيق هذا الهدف.

مشروع الشرق الأوسط الجديد " الصهيونى- الامبريالى ": كما اشرنا سابقا فإن هذا المشروع، يهدف الى تفتيت النظام الرسمى العربى، لذات السبب ، اى نهب الموارد الطبيعيه للامه العربيه - بما فيها الموارد المائيه -

السودان : "مخطط للتفتيت والسيطرة على النيل وليس حرب" : هذا يوضح لنا ان الصراع المسلح الحالى فى السودان، ليس مجرد حرب بالمفهوم العسكرى البحت ، بل مرحلة جديدة من مراحل تطبيق مخطط " مشروع الشرق الأوسط الجديد " الإمبريالى - الصهيونى'" ، يهدف الى تفتيت السودان ،إلى دويلات قبليه- طائفية ، على انقاض الدولة الوطنية السودانية . ويشمل ذلك تفكيك المؤسسة العسكرية السودانيه ، لأنها عمودها الفقرى. وهذا التفتيت يهدف الى تطبيق مرحله جديده من مراحل السيطره على النيل ، بدأت بفصل الجنوب ، وانشاء سدود مائيه فى اثيوبيا، دون اتفاق مع دولتى المصب' السودان ومصر' . ويشمل هذا المخطط التهجير القسرى للسكان، واحداث تغيير فى التركيبة السكانية' الديموغرافيه' - خاصه فى المناطق النيلية.

غزة " إباده جماعية وتهجير قسرى وليس حرب": كما أن هذا يوضح لنا ان ما يحدث فى غزة ليست حرب،بل مرحلة جديده من مراحل تنفيذ ذات المخطط، تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية، بإبادة الشعب الفلسطينى ، أو تهجيرة قسريا ، تنفيذا للمقولة الصهيونية " ارض بلا شعب ، لشعب بلا ارض "، والقضاء النهائي على المقاومة الشعبية الفلسطينية ، مستغله دعم القوى العالمية " الغربيه / الراسمالية / الإستعمارية "، وتخاذل النظام الرسمى العربى.

مؤشرات بداية المعركة الفاصلة بين الإستخلاف الثانى للأمة والإستكبار العالمى الخامس : إن ما أطلق عليه إسم " الحرب العالمية الثالثة" ،هو ذات المعركة الفاصلة بين الإستخلاف الثانى للأمة وألإستكبار العالمى الخامس " الإمبريالى - الصهيونى " ، والتى هى إمتداد لمعارك فاصلة سابقة" اليرموك، حطين ، عين جالوت،رد العدوان الثلاثى بالسويس ٥٦" ، بين أشكال متعدده من استخلاف الأمه وأشكال متعدده للإستكبار العالمى " الفارسى، الرومانى ، المغولى ، الصليبي، الإستعمار القديم والجديد "، وبالتالى فإن مؤشرات بداية هذه الحرب - المشار إليها سابقا - هى ذات مؤشرات بداية المرحلة الأولى من هذه المعركة .

تعطيل وليس إلغاء "هزيمة رسمية وإنتصارات شعبية : إذا فقد نجحت القوى العالمية " الغربية- الرأسمالية- الإستعمارية "، والقوى الإقليمية والمحلية المتحالفة معها - أو التابعة لها - ومن خلال مخططاتها ومشاريعها السابقة الذكر - فى تعطيل إرادة الأمة - على المستوى الرسمى -

التعطيل الإرتدادى لإرادة الأمة على المستوى الرسمى : فقد تزامن مع تنفيذ هذه المخططات والمشاريع ، مرحله التعطيل الإرتدادى لإرادة الأمة على المستوى الرسمى ، التى إرتدت فيها بالنظام الرسمى العربى ، فتراجعت عن الخطوات التى إتخذتها مرحلة التحرر الوطنى والقومى من الإستعمار، بأشكاله المتعدده " القديم والإستيطانى ' الصهيونى ' والجديد ' الإمبريالى ' "، تجاه اهداف الإرادة الشعبية للأمة، فى الحريه والعداله الإجتماعيه والوحده - وإن شابتها بعض السلبيات - فإنتقلت من الدفاع عن القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى وحقوقه ، إلى التخلى عن الواجب " الوطنى والقومى والدينى والانسانى تجاه القضيه والشعب الفلسطينى" ، والتطبيع مع الكيان الصهيونى .وإنتقلت من مقاومة الاستعمار، الى التبعية للغرب " الاستعمارى"، والخضوع للسياسات الإمبريالية فى المنطقه . ومن محاوله تحقيق العداله الاجتماعيه واقامة تنمية مستقلة، إلى محاوله تطبيق النظام الرأسمالى تحت شعارات مثل : الإنفتاح / الأصلاح/ التحرير: الاقتصادى ، الخصخصه ، رفع - او ترشيد - الدعم .... .

التفعيل الشعبى : الإ أن هذه القوى فشلت فى إلغاء الإرادة الشعبية للأمة، لأن تعطيلها على مستوى الرسمى، أتاح المجال أمام تفعيلها ، على المستوى الشعبي. وأخذ هذا التفعيل أشكال متعددة، أهمها المقاومة الشعبية، لمراحل ومظاهر تنفيذ هذه المخططات والمشاريع الإستعمارية.

ثورة الشباب العربى ببن المسارين الأصلى' السلمى' والمصطنع' الفوضوى' : فعلى سبيل المثال نجحت إرادة الشعبية للأمة فى الإسقاط السلمى للعديد من الانظمة التابعة أو الفاسدة أو الفاشله، قبل أن تنجح القوى التى تقف خلف هذه المخططات، فى تحويلها من مسارها الاصلى " الطبيعى " الجماهير ى - السلمى " ، إلى مسار اخر مصطنع " عنيف أو فوضوى ، أو تابع للخارج ..."، وذلك باستخدام عده أساليب " أهمها الإسقاط العنيف - خاصة فى الموجه الأولى منها - والهبوط الناعم - خاصة فى الموجه الثانيه منها - مستغلة أنها إندلعت بصوره تلقائية غير منظمة.

الإنتصار فى المعركة مشروط بالإرتقاء من التفعيل التلقائي إلى التفعيل القصدى : وإرتقاء الإرادة الشعبية للأمة، من مرحلة التفعيل التلقائي" اى رد الفعل العفوى ، العاطفى، المؤقت " ،إلى مرحلة التفعيل القصدى " أى الفعل المخطط، العقلانى ، المستمر ' المؤسسى'، هو الضمان لإنتصارها فى مرحلة بداية الحرب العالمية الثالثة، والمرحلة الاولى من المعركة الفاصلة، بين الاستخلاف الثانى للأمة، والأستكبار العالمى الخامس " الإمبريالى - الصهيونى ".والتى تتفق مع المعارك الفاصلة السابقة ،فى كون محلها هو الأمة العربيه المسلمة ، ولكنها تختلف عنها فى كون مرحلتها الاولى، هى مرحلتها الحضاريه ، ومستواها الرئيسى هو المستوى الشعبى .كما ان هذا الارتقاء إلى مرحله التفعيل القصدى هو أيضا الضمان للتمهيد للإنتصار فى مرحلة نهاية هذه الحرب العالمية الثالثه، والمرحلة الثانية لهذه المعركه الفاصلة بين الاستخلاف الثانى للأمة والاستكبار العالمى الخامس ، " اى مرحلتها العسكرية " ، وطبقا لمستواها الرئيسى " المستوى الرسمى ".
مرحلة الممكن " الإستطاعة: وهذا الإرتقاء يتزامن مع الإنتقال مما هو كائن إلى ماهو ممكن ، أى مرحلة الإستطاعة " بالمصطلح القرانى"، والتى لعا مستويين:
رئيسى: هو مستواها الفكرى ، ويتضمن التأسيس لتيار فكرى شامل، لتحقيق إستخلاف الأمة الثانى ، يتضمن قيام التيارات والمذاهب بمراجعات فكرية نقدية ، والإتفاق على ثوابت الأمة.
فرعى : هو مستواها العملى " التطبيقى"، ويتضمن تنفيذ ما هو ممكن من حلول لمشاكل الواقع بالعمل. والتأسيس لمبادرات تعبر عن الإرادة الشعبية للأمة فى كل مجالات الحياة.
..........
للإطلاع على مقالات أخرى للدكتور صبرى محمد خليل:

*الموقع الرسمى للدكتور صبرى محمد خليل : دراسات ومقالات (google)
*صفحه دكتور صبرى محمد خليل فى الفيسبوك (sabri khalil khairi).
*القناه الرسميه للدكتور صبرى محمد خليل فى اليوتيوب.

sabri.m.khalil@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرب العالمیة الثالثة الحروب العالمیة المعرکة الفاصلة القوى العالمیة هذه المخططات مؤشرات بدایة على المستوى الفاصلة بین یهدف الى

إقرأ أيضاً:

الإمارات تُطلق الدورة الثالثة من “جائزة محمد بن راشد العالمية للطيران”

 

أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني، عن إطلاق الدورة الثالثة من “جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية للطيران”، وهي واحدة من أبرز الجوائز العالمية التي تهدف إلى دعم الابتكار والاستدامة في قطاع الطيران، وتأتي هذه الدورة بالشراكة مع منظمة الطيران المدني الدولي “الإيكاو”، وذلك وفقًا لاتفاقية التعاون التي تم توقيعها بين الجانبين خلال فعاليات السوق العالمي للطيران المستدام في فبراير الماضي.
وتبلغ قيمة الجائزة مليون دولار أمريكي، وتهدف إلى تحفيز الابتكارات والبحوث التي تساهم في تطوير وقود الطائرات المستدام وتعزيز الاستدامة في صناعة الطيران.
وأكد معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني، بهذه المناسبة، حرص دولة الإمارات بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة على تعزيز دورها الريادي في تحفيز الابتكار، ودعم تحقيق مستقبل مزدهر أكثر استدامة في قطاع الطيران العالمي.
وأشار إلى أن جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية للطيران، تعد إحدى المساهمات الإماراتية البارزة في هذا السياق، إذ تعزز دفع التحوُّل نحو قطاع طيران أكثر استدامة على مستوى العالم.
وأضاف معاليه أنه يتم من خلال هذه الدورة التركيز على تشجيع أنشطة ومجالات البحث العلمي والابتكار، وتكريم الأفراد والمؤسسات التي تسهم في تطوير حلول وقود الطائرات المستدامة، مؤكدا أن الجائزة ستكون محركًا رئيسيًا لتوسيع أفق التعاون الدولي في مجال الطيران، ما يدعم الجهود المشتركة نحو تحقيق عالم أكثر استدامة وأمانًا.
من جانبه، قال سعادة سيف محمد السويدي، مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني، إنه تم تطوير الدورة الثالثة من الجائزة لتعكس الالتزام العميق بمستقبل أكثر استدامة لصناعة الطيران، حيث تهدف فئات هذه الدورة إلى تحفيز التنافس الإيجابي بين المؤسسات الأكاديمية والبحثية والعلمية المعنية بقطاع الطيران، بهدف إيجاد حلول مبتكرة وقابلة للتنفيذ تسهم في تعزيز استدامة هذا القطاع الحيوي، ما يتماشى مع رؤية الدولة في دعم وتطوير قطاع الطيران على المستوى العالمي.
من ناحيته قال خوان كارلوس سالاسار الأمين العام لمنظمة الطيران المدني الدولي “الإيكاو”، إن الوصول إلى طيران خالٍ من الانبعاثات الكربونية ممكن، والمبادرات مثل جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية للطيران تثبت ذلك، فكل يوم، يُظهر الباحثون والمبتكرون أن الطيران المستدام في متناول أيدينا، من خلال تطوير حلول كانت تُعد مستحيلة قبل بضع سنوات فقط.
وأثنى على هذه المبادرة التي من شأنها أن تُسرّع من وتيرة التقدم نحو استدامة الطيران، لافتا إلى أن هذا الأمر يكتسب أهمية خاصة بالنسبة للوقود المستدام للطيران، كونه عاملاً حاسماً في تحقيق هدف الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.
وتستهدف الدورة الثالثة من الجائزة تكريم الأفراد والمنظمات والمؤسسات التي تساهم في تطوير قطاع الطيران عبر ثلاث فئات محددة.
وتشمل الفئة الأولى المؤسسات الأكاديمية – طلاب المرحلة الجامعية، وتركز على تسريع تطوير واعتماد حلول وقود الطيران المستدام.
ويحصل الفائز بالمركز الأول على 250,000 دولار أمريكي، بينما يحصل الفائز بالمركز الثاني على 150,000 دولار أمريكي، والمركز الثالث على 100,000 دولار أمريكي.
فيما تشمل الفئة الثانية المؤسسات الأكاديمية – طلاب الدراسات العليا، وتستهدف المؤسسات الأكاديمية في مرحلة الدراسات العليا التي تساهم في حلول وقود طيران مستدام، ويتم توزيع الجوائز على ثلاث مراكز في هذه الفئة بالقيم المالية نفسها للفئة الأولى: 250,000 دولار أمريكي للمركز الأول، و150,000 دولار أمريكي للمركز الثاني، و100,000 دولار أمريكي للمركز الثالث.
وتشمل الفئة الثالثة المؤسسات البحثية، حيث سيتم تكريم المؤسسات البحثية التي تسهم في تطوير حلول وقود طيران مستدام مبتكرة.
وتسعى الجائزة إلى تحفيز الجيل القادم من المبتكرين في مجال استدامة الطيران، مع وضع الأساس الأكاديمي لحلول وقود الطيران المستدام المستقبلية.
كما تشجع على تطوير الحلول التي تعالج القضايا الحرجة مثل البصمة البيئية للطيران، والجدوى الاقتصادية، ودعم السياسات، والاندماج في النظم البيئية الحالية للطيران.
وتقوم كافة الجوائز على 6 معايير أساسية وهي المعايير الأساسية للابتكار، وإمكانية التطبيق العملي، والاستدامة، والتكلفة الاقتصادية، والأثر على تطوير السياسات والأطر التنظيمية، وإمكانية دمج الحلول في البنية التحتية الراهنة.
ودعت الهيئة العامة للطيران المدني جميع المهتمين إلى التقدم بطلباتهم للمشاركة في هذه الجائزة.
ولمزيد من التفاصيل، يمكن زيارة الموقع الرسمي للجائزة.وام


مقالات مشابهة

  • الإمارات تُطلق الدورة الثالثة من “جائزة محمد بن راشد العالمية للطيران”
  • منظمة التجارة العالمية:العراق بالمرتبة الثالثة كأكبر مصدر للسلع في 2024
  • شويجو: نشر قوات حفظ السلام في أوكرانيا يشعل الحرب العالمية الثالثة
  • الإمارات تُطلق الدورة الثالثة من جائزة محمد بن راشد العالمية للطيران
  • لجنة إعمار الخرطوم – ما بين الأمل والفخّ السياسي
  • مؤشرات البورصة المصرية تسجل ارتفاعا في بداية تداولات جلسة الأربعاء
  • انتعاش مؤشرات البورصة المصرية مع بداية تعاملات اليوم الأربعاء
  • صعود جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الأربعاء
  • مسؤول أممي: الوضع الإنساني في غزة هو الأسوأ منذ بداية الحرب
  • تباين مؤشرات البورصة في بداية تعاملات الثلاثاء