الإرث الثوري.. استعادة روح سبتمبر في مواجهة الحوثيين
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
مع اقتراب العيد الـ62 لثورة 26 سبتمبر 1962، يتجدد الأمل في قلوب اليمنيين، حيث تظل هذه الثورة رمزًا للحرية والتحرر من الاستبداد. لقد استطاعت الثورة، التي قادها مجموعة من الأبطال الخالدين، أن تنقل اليمن من عصور الظلام إلى النور، مقدمةً التضحيات الجسام من أجل تحقيق العدالة والكرامة والديمقراطية.
تعد ثورة 26 سبتمبر نقطة انطلاق جديدة للشعب اليمني، حيث وضعت حدًا لأكثر من ألف عام من الكهنوت والظلم، حينما ألغت العبودية والجهل، وأعلنت ميلاد إنسان يمني جديد يسعى نحو المعرفة والحرية.
ومع اقتراب المناسبة يستعيد اليمنيون اليوم ذكريات حكم الإمامة البائد، إذ يتشابه الوضع الحالي تحت سيطرة مليشيا الحوثي بشكل لافت مع تلك الحقبة المظلمة. فالحوثيون، أحفاد (الإمامة)، يعيدون إنتاج نفس أنماط الاستبداد والظلم، مما يجعل اليمنيين يشعرون بأنهم عائدون إلى عصور الكهوف، حيث يعانون من القهر والفقر تحت سطوة الحديد والنار.
اليوم تتجلى معاناة اليمنيين في مختلف المجالات، حيث تسعى مليشيا الحوثي إلى تعزيز هيمنتها من خلال تجهيل الشعب وإفقاره. فقد حولت المدارس والجامعات إلى ثكنات عسكرية، وأجرت تعديلات على المناهج بهدف تجهيل الطلاب مما أدى إلى تدمير التعليم، كما هجّرت الاطباء من المستشفيات وخصخصت القطاع الصحي، مما يفاقم الأزمات التي يعيشها المواطنين.
تعمد الحوثيون على تغيير الهوية الثقافية لليمن، عبر فرض أفكار طائفية على الأجيال الجديدة في ممارسات ممنهجة تذكر بما كان يحدث في العصور السابقة من استبداد كهنوتي، حيث اعادت أخذ الرهائن من القبائل، وفرضت قيود على الحريات وصادرت الحقوق ومارست سياسة التجويع، واستخدمت سياسة وطتلفيق التهم ضد الخصوم، لذا فإن اليمنيين اليوم بحاجة ماسة إلى مقاومة هذا التوجه، واستعادة هويتهم الثقافية الأصيلة.
رغم تلك التحديات الصعبة، تظل روح ثورة 26 سبتمبر حاضرة في وجدان كل يمني حر، وسط اصرار يتزايد من عام إلى آخر بالاحتفاء بالمناسبة العظيمة التي تؤكد إن التمسك بالأهداف والمبادئ الثورية، ما يشكل دافعًا قويًا للنضال من أجل تحقيق الحرية والكرامة والعدل والمساواة التي يتطلب من الشعب اليمني التوحد.
وفي ظل غياب قيادة حكومة الشرعية في المنفى منذ عشر سنوات، وتنصلها عن المسؤولية تجاه رعاياها سواء المنكوبين تحت وطأة القهر الحوثي أو القابعين بالمناطق المحررة، تبرز الحاجة الملحة لقيادة ثورية جديدة تستلهم توجهها من رموز ثورة 26 سبتمبر، أمثال، علي عبدالمغني والمشير عبدالله السلال والفريق حسن العمري وغيرهم من أمثال هؤلاء القادة العظام الذي يمثلون تجسيدًا لرؤية ثورية قادرة على استعادة الجمهورية من براثن الاستبداد الحوثي، وتجديد العهد مع مبادئ ثورة سبتمبر الخالدة.
ويأتي العيد الـ 62 لثورة 26 سبتمبر الخالدة في وقت حرج، حيث تتطلب المرحلة الراهنة وقفة جدية لإحياء المبادئ الثورية والادراك الجمعي لدى كافة اليمنيين، لإخراج البلاد من بوتقة الفوضى والانقلابات المسلحة التي عصفت بها منذ العام 2011.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: ثورة 26 سبتمبر
إقرأ أيضاً:
ذكرى 19 ديسمبر: عهد يتجدد مع الحرية والسلام والعدالة.
فتحي محمد عبده
في مثل هذا اليوم من عام 2018، شهدت مدينة عطبرة شرارة ثورة ديسمبر المجيدة، وأشعلت جذوة النضال في قلوب الملايين من السودانيات والسودانيين. عطبرة، مدينة العمال والنضال، كانت كعادتها في طليعة الحراك الثوري، حيث أضرمت نار الغضب في وكر الكيزان ودار حزبهم (المحلول)، معلنة بداية نهاية عهد الظلم والاستبداد. هذه اللحظة التاريخية، التي انطلقت من شوارع عطبرة، كانت بمثابة سقوط سجن الباستيل في الثورة الفرنسية، حيث أضاءت طريق الحرية لشعب عانى طويلًا من القمع والقهر.
ثورة ديسمبر لم تكن مجرد احتجاجات عابرة وفعل أدى إلى سقوط دكتاتورية وإقامة نظام حكم بديل فقط؛ بل كانت انتفاضة أمة بأكملها، اجتمعت على هدف واحد: استرداد الوطن من قبضة الإسلاميين الطغاة. خرج الرجال والنساء، الكبار والصغار، في المدن والقرى والفرقان، حاملين آمالهم وأحلامهم في وطن تسوده الحرية والسلام والعدالة. كانت هتافاتهم تملأ الشوارع، وأصواتهم تتحدى الرصاص والهراوات، مؤكدين أن إرادة الشعوب لا تُقهر.
ونحن نستذكر تلك اللحظات البطولية، نؤكد أن ثورة ديسمبر لم تنتهِ، بل هي مستمرة في كل فعل مقاوم، وفي كل صوت يطالب بالحرية والسلام والكرامة. إنها رواية كتبها جيل رفض الخنوع لعسكر الدكتاتوريات، وأصرّ على بناء مستقبل يليق بتضحيات شهدائه.
لكننا نعيش الآن فصلًا صعبًا من هذه الرواية، حيث تواجه بلادنا حربًا إجرامية تسعى لطمس أحلام شعبنا. الآلاف فقدوا أرواحهم، والملايين شُرّدوا من ديارهم، والجرائم البشعة تُرتكب بحق الأبرياء. ورغم ذلك، فإن روح الثورة لا تزال حية، تلهمنا بالمضي قدمًا، وتُشعل فينا الأمل بأن الغد سيكون أفضل.
إن هذه الذكرى ليست فقط فرصة للاحتفال، بل هي لحظة لتجديد العهد مع الوطن. فلنعمل جميعًا على إكمال مسيرة الثورة، بالوحدة والإصرار على تحقيق أهدافها. لا تراجع عن الحرية، ولا مساومة على العدالة، ولا بديل عن السلام الحقيقي الذي يُعيد الكرامة والحقوق لشعبنا..
في ذكرى 19 ديسمبر، لنتذكر تضحيات رفاقنا الشهداء والجرحى لنستعيد ذاكرة تلك الملاحم البطولية، ولنردد هتافاتنا التي لن تسكت حتى يتحقق حلم النصر الكامل للثورة ومقاصدها. فلنستلهم من عطبرة، ومن كل مدينة وفريق وقرية ناضلت، قوة الصمود والعزيمة، ولنواصل السير على درب الشهداء، حتى نرى السودان الذي نحلم به.
عاش السودان، ونضال شعبه الأبي.
المجد والخلود والانحناء لشهداء الثورة، والخزي والعار للطغاة، والنصر حليف شعبنا لا محالة.
الوسومفتحي محمد عبده