أجمع المشاركون في جلسة حوار اجتماعي نحو بناء سلام مجتمعي «السودانيين في يوغندا نموذجاً» نظمها مركز «طيبة برس» بكمبالا، على ضرورة قبول الآخر للخروج من الأزمة التي يعيشها السودان.

كمبالا: التغيير

ويعيش السودان حالة من التشظي والانقسام بسبب الإنتماء لطرفي الصراع على أساس قبلي وجهوي، ما يمهد لانقسام جديد إذا لم يتم تدارك الأمر.

.

وشهدت قاعة الراحل محجوب محمد صالح بمركز «طيبة برس» بكمبالا حواراً بناءً  في سبيل وضع حد لحالة التشظي والانقسام والاستقطاب الحاد، وطالبوا بضرورة محبة الآخر والابتعاد عن خطاب الكراهية الذي يبعد السودانيين أكثر مما يقربهم.

ونادوا بضرورة أن يكون مجتمع كمبالا نموذجاً للتعايش السلمي والمجتمعي، يحتذى به السودانيين بالداخل والخارج.

وبدوره، قال وزير الإعلام السابق فيصل محمد صالح، إن هنالك مؤشرات تهدد السلام المجتمعي والتعايش السلمي، منها عوامل موجودة قبل الحرب، لكنها تجددت بعد الحرب، و شدد على أنه لا بد من قبول الآخر للخروج من الأزمة.
وأوضح فيصل أن عدم قبول الآخر يظهر في الممارسات العامة للدولة التي تظهر بأن الجميع غير متساوين وبالتالي تشاهد ثقافتك أو لونك وعرقك أو منطقتك أفضل من الأخرين وهذا ما أدى إلى شروخات داخل المجتمع.
وذكر أن السودان به تعايش في المدن التي لم تقم على أساس قبلي مثل بورتسودان التي قامت على الميناء ومدني على مشروع الجزيرة، و عطبرة على السكة حديد.
ولفت إلى أن أعظم دولة في العالم الولايات المتحدة الأمريكية قائمة على التنوع، لوجود إرادة سياسية، وبالمقابل فإن الصومال مكونه من قبيلة واحدة لكن مصالح فردية أدت إلى تقسيم البلاد”.

وقال إن الطرق الصوفية وحدت السودانيين وإزالت جميع الفروقات، في الفترة الماضية، و قال “لكن للأسف الآن بعض رجال الدين مشاركين في الأزمة الحالية”.

و أوضح صالح، أن أهم المعوقات التي تقف أمام السلام المجتمعي بعضها سياسية وقانونية، وقال إن دستور 2005 متقدم على كل الدساتير لكنه يحتاج لخطوتين الأولى يتم تنقيحه ليصل لصيغة أفضل ويتنزل في القوانين وهذا لم يحدث، وبالتالي أصبحت هناك نصوص جميلة لكنها غير مطبقة”.
ونادي فيصل بضرورة العدالة الاجتماعية على المستوى الاقتصادي، وقال إذا تركت المجتمع فيه فروقات كبيرة لن يتم فيه تجانس وسلام مجتمعى، وستحدث النزاعات لأنهم يجلسون في وطنهم ولا يملكون شيء”.
وشدد على ضرورة ايجاد سياسات عدالة اجتماعية تحقق قدر كبير من التجانس وتقدم للطبقات الفقيرة الاحتياجات الأساسية، وهذا جزء من العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ومعظم منظمات المجتمع المدني والناشطين يعملون على الحقوق المدنية والسياسية
ونادي بضرورة ابتداع آليات جديدة للحوار، و قال من :”غير حوار الحوار لن تحل مشاكل السودان لأن الحوار يجعلنا نخرج ما في أنفسنا”.

خطاب بعقلانية

من جهتها قالت رئيسة منظمة حارسات هادية حسب الله، إن الحرب وصلت للاصطفاف القبلي والجهوي ويجب أن يتم مواجهة بالسلام المجتمعي.
وأضافت: “إن الخطاب تم الحرف عليه منذ 30 سنة من عمر النظام البائد، ولابد من مقاومته، وحان الوقت المناسب لعمل الخطاب بالعقلانية”.
وأقرت حسب الله بوجود فتق في المجتمع، وقالت حتى في كمبالا بدأ فيها اصطفاف وتقسيم على أساس على جهوي، وإذا لم يتم العمل معه سيتفاقم، لأن المناخ العام مناخ تقسيم”.
وتابعت: “لنحقق سلام مجتمعي يجب مواجهة الاعداء الحقيقين الذين أشعلوا الحرب”.
وأشارت إلى أن السلام المجتمعي يجب أن تتعافي نفسيا و أنه لابد أن يكون عندنا آليات معالجة منها السند الاجتماعي، حتى نصل لحالة التوازن”.
وقالت: “محتاجين بيوت بكاء ونبتكر عزاءات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لنعزي في موتانا المختلفين.
وأكدت أن السودانيين يعانون من شظف العيش طول عمرهم ولديهم مخزون بمعرفتهم في مبادرات يجب تعميمها على كل السودانيين.
ولفتت إلى أن مجتمع كمبالا يحتوى على شباب لديه روح المبادرة وفرصة أكثر من الدول الأخري و أنه بقليل من الجهود يمكن أن يتم عمله.
اقترحت رئيسة منظمة حارسات عقد جلسات سلام مجتمعي مع القواعد باعتبارهم الشريحة المستهدفة بهذا العمل”.

بالمحبة

وفي السياق، طالب الموسيقار عاصم الطيب بضرورة خلق تفكير إبداعي ومحبة الناس لبعضها، للخروج من الأزمة السودانية التي بدأت منذ تكوين الدولة”.
وقال إن الصراع قائم بسبب عدم قبول الآخر ، وعاب على الأحزاب السياسية عدم توحدها لإيقاف الحرب، وقال إن الأحزاب السياسية استوفت اغراضها، لذلك محتاجين نبدأ من الصفر”.

و أضاف الطيب “إن تفكيرنا قائم على العاطفة أكثر من العقل، ولابد من عمل إحصائي لمعرفة كيف نتعامل معه”.
وأعلن الطيب، عن تنظيم عمل فني كبير في “استاد مانديلا” بكمبالا بمشاركة مجموعة من الفنانين في أكتوبر المقبل، يعود دخله إلى السودانيين الذين يموتون بسبب الجوع”.
وقال إن العمل مقترح أن يكون في (21) ذكرى ثورة أكتوبر، و25 أكتوبر الذي يوافق ذكرى الانقلاب على حكومة الثورة”.

من خلال جلسة الحوار المجتمعي قدم قدم الموسيقار عاصم الطيب مجموعة من الأعمال الفنية التي كانت سببا في توحيد وجدان الشعب السوداني، حيث تجاوب معها الحضور بشكل لافت، وجعلت البعض يزرف الدموع على فقده للوطن والرفاق”.

الوسومحوار اجتماعي ستاد مانديلا طيبة برس عاصم الطيب كمبالا

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: حوار اجتماعي عاصم الطيب كمبالا

إقرأ أيضاً:

كاتب الشرق الأوسط: فليمت السودانيون حفاظاً على السيادة الوطنية..!

الصحفي عثمان ميرغني "كاتب الشرق الأوسط " كتب مقالاً بعنوان "إرسال قوات دولية ليس حلاً" وخلاصة مقاله هي: فليمت الناس في السودان من اجل الحفاظ على "سيادة " حكومة انقلاب البرهان..!
هذه هي والله القراءة التي نرى صحتها لمضمون مقال هذا الرجل الذي نشره على العالمين في هذه الصحيفة الوقورة..وبقية المقال تهجمٌ عشوائي على "تنسيقية تقدم" والقوى المدنية الداعية لإيقاف الحرب..ثم عبارات (من المقاس الكبير) عن السيادة الوطنية و"المقارنات العطوبة" بين حرب الفلول في السودان والحرب في غزة وحرب التيغراي في إثيوبيا والوضع في تايوان وأوكرانيا..!
الرجل يبكي على نهب متاحف السودان ويدعو في ذات الوقت إلى استمرار الحرب..! والحرب هي أطلقت عقال الفوضى وأفضت إلى موت الآلاف وتشريد الملايين ونهب المتاحف وتمكين المليشيات واللصوص والإرهابيين من القتل والترويع في وضح النهار..! أين المنطق في هذا الموقف..!
كل من يدافع عن الشرور ويتغاضي عن حماية الأبرياء ويصطف مع الكيزان يسلبه الله المنطق..ذلك (كان على ربك حتماً مقضياً)..!!
الرجل غاضب من أي اتجاه لحظر الأسلحة عن الأطراف المتقاتلة في السودان، وضد أي مشروع لحماية المدنيين..!! نعم والله..وهو يرى في ذلك إخلالاً بالسيادة الوطنية وانتزاعاً لحقوق حكومة البرهان التي لم يصفها بغير "السلطة الشرعية" في كل مقالاته السابقة واللاحقة..!
ألا يعلم كاتب الشرق الأوسط أن البرهان هوا لذي طلب تكوين لجنة تحقيق أممية في الانتهاكات..قبل أن يعلن رفضه ويروغ كما يروغ الثعلب ويهرب من تعهداته خوفاً على ذيله..؟!
نعم يرفض "كاتب الشرق الأوسط" رفضا قاطعاً أي مسعى لحماية المدنيين لأن ذلك حسبما يرى يناقض (السيادة الوطنية) ناكراً أي التزامات للأمم المتحدة تجاه حماية المدنيين المقررة في مواثيقها..وهو يعلم أن السودان لا يزال عضواً في الأمم المتحدة ومن الموقعين على مواثيقها ولم يعلن حتى الآن انسحابه من هذه العضوية..!
كاتب الشرق الأوسط عثمان ميرغني لم يتحدث يوماً واحداً عن عدم شرعية حكومة البرهان الانقلابية التي يدافع عنها..كما لم يقل مرة من باب الأمانة الفكرية (أو حتى من باب الموضوعية والنزاهة) أن رعاية وتقوية قوات الدعم السريع تمت في ذات "الفبريكة" التي ينتسب إليها البرهان..! وأن البرهان هو الذي أمد قوات الدعم السريع بالقوة الضاربة والمال والذهب والصلاحيات..وهو الذي أتاح لها التموضع في المواقع الإستراتيجية داخل المدن والمنشآت والحاميات والقواعد التي تنطلق منها الآن..وأن البرهان كان "حائط الصد" ضد المدنيين الذين كانوا يطالبون بحل مليشيات الدعم السريع..! لا يذكر الرجل ذلك ولو من باب الخلفية الأمينة والضرورية التي تجعل لتحليلاته مسحة من المصداقية...ولكنها عين الكيزان التي لا ترى..!
مَنْ الذي أعطى مليشيات حميدتي اسم "قوات الدعم السريع"..؟ هل هي يا ترى قوى الحرية والتغيير وتنسيقية تقدم..؟!
وما رأى الكاتب في وجود قوات الأمم المتحدة في لبنان منذ عشرات السنين وحتى الآن..؟! هل يرى أن ذلك مما يقدح في سيادة لبنان على أرضه..؟
قوات الأمم المتحدة "يونيفيل" موجودة في لبنان منذ 1978 وتم التجديد لها قبل أيام في 28 أغسطس 2024..!!
هل يريد الرجل أن يفنى كل السودانيين بالحرب حتى تتحقق (سيادة السودان)..؟!
ألا يعلم أن حرب السودان أصبحت مهدداً إقليمياً وعالمياً..؟! هل يرى أن المجتمع الدولي يمكن أن يتركه هو ودعاة الحرب والكيزان يرتعون في دماء الناس وزعزعة الأمن الإقليمي والعالمي..؟!
الرجل يتجرأ ليقول ما لم يقله الكيزان..ويفتي بأن تقرير بعثة تقصى الحقائق التابعة لمجلس حقوق الإنسان والأمم المتحدة (تقرير مسيّس) تحكمه مصالح وحسابات سياسية..!! ويقول بالحرف "من حق الحكومة السودانية أن تنظر للدعوة لإرسال قوة دولية على أنها "مسيّسة"..!
هل هذا هو رأيك في "حكومة السجم والرماد" في بورتسودان التي تسرق أقوات السودانيين وتقتلهم بالمرض والجوع والقصف وتعذب الأبرياء في الحراسات حتى الموت ..؟!
طبعاً هو من أنصار حكومة البرهان الانقلابية..وحقيقة الأمر ليس هناك حكومة في السودان إنما هي سلطة غشوم.. فوضوية وتفتقر للشرعية وكأنها (عُصبة من المافيا) حيث تجمع بين البرهان وجنرالاته وقادة الحركات الفشنك والكيزان وكتائب البرّاء والإرهابيين والمتطرفين ولوردات الفساد ولجنة المخلوع الأمنية و"الولاة الطراطير" والنيابات الفاسدة التي تعتقل الناس بالشبهات وتصدر عليهم أحكام الإعدام ببساطة أهون من قتل الذباب..!
هل يعلم كاتب الشرق الأوسط ما يجري الآن في السودان..وعن التعذيب حتى الموت داخل السجون؟! أم أن له انشغالات أخرى تجعله يطمئن لحكومة البرهان التي يضفي عليها شرعية لا ندري من أين استجلبها..وأذناه صماء عن أنين القتلى والمشردين والنازحين في الفلوات..والجوعى والمرضى والعراة من أبناء شعبه..! إنها ضمائر وعيون الكيزان التي لا ترى ولا تسمع ..!
اللهم لا ترفع لهم راية..ولا تحقق لهم غاية..واجعلهم للعالمين عبرة وآية..هم ومن يدعو بدعواهم ويسير في ركابهم.. الله لا كسّبكم..!

مرتضى الغالي

murtadamore@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية الأردن يعتبر أن إلغاء إتفاق السلام بين بلاده وإسرائيل لا يخدم الفلسطينيين
  • تايوان أم المجر.. أين صُنعت أجهزة البيجر التي انفجرت بحزب الله اللبناني؟
  • بايدن يوجه رسالة عاجلة إلى السودانيين
  • اختراق مخابراتي غير مسبوق والشحنة ملغمة قادمة من تايوان… هذه الطريقة التي فجرت بها أجهزة الاتصال في لبنان
  • الشركة التايوانية تتنصل من الأجهزة التي انفجرت في لبنان.. أين صنعت؟
  • هذه الطريقة التي فجرت بها أجهزة الاتصال في لبنان.. شحنة ملغمة قادمة من تايوان
  • صحيفة: أجهزة البيجر التي طالتها التفجيرات هي من شحنة جديدة تلقاها حزب الله
  • وول ستريت جورنال: أجهزة البيجر التي طالتها التفجيرات هي من شحنة جديدة تلقاها حزب الله
  • كاتب الشرق الأوسط: فليمت السودانيون حفاظاً على السيادة الوطنية..!