17 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة: يشهد العراق حالة من الجدل السياسي حول قانون العفو العام، الذي يُعد مطلبًا مستمرًا من القوى السنية منذ سنوات،

ويُعتبر القانون أحد الملفات الحساسة في المشهد السياسي فهو يواجه معارضة وتحديات من مختلف الأطراف، خاصة فيما يتعلق بتعريف الجرائم المشمولة بالعفو.

وهناك سعي واضح من قبل بعض النواب الشيعة إلى إعادة تعريف مفهوم الإرهاب والإرهابي، وهو الأمر الذي يُشكل نقطة خلاف أساسية مع النواب السنة.

من جهة أخرى، تعبر القوى السنية عن مخاوفها من أن القانون المقترح قد لا يشمل جميع الأبرياء الذين يقبعون في السجون والمعتقلات، خصوصًا أولئك الذين سُجنوا بناءً على شكاوى كيدية أو تقارير مخبرين سريين.

وترى القوى السنية أن هناك الكثير من أبناء مناطقها الذين يعتبرون ضحايا لهذا النظام، ما يجعل القانون بالنسبة لهم قضية مصيرية تتعلق بمصير أعداد غفيرة من الأشخاص.

الاتهامات بين الطرفين لم تتوقف عند النقاش حول تعريف الإرهاب فقط، بل امتدت إلى اتهامات بالمساومات السياسية، فالقوى السنية تتهم أطرافًا شيعية بمحاولة استغلال قانون العفو العام كورقة مساومة لتمرير تعديل مثير للجدل على قانون الأحوال الشخصية.

ويُعتقد أن هذا التعديل يُعتبر مطلبًا لقوى شيعية نافذة تسعى لتغييرات تشريعية تتعلق بالحقوق المدنية والعائلية.

في هذا السياق، جاء تصريح النائب السني رعد الدهلكي الذي أكد أن هناك ضغوطًا سياسية تُمارس داخل البرلمان، حيث أشار إلى أن رئيس البرلمان بالوكالة محسن المندلاوي هدد بسحب مشروع قانون العفو العام من جلسة البرلمان في حال عدم تمرير قانون الأحوال الشخصية.

وهذا التهديد اذا صح، يعكس حجم التوتر والمساومات التي تحكم العلاقة بين القوى السياسية المختلفة.

ما يزيد من تعقيد الوضع هو أن البرلمان عقد جلسة يوم الاثنين لمناقشة القانونين معًا، في محاولة لاستكمال قراءتهما وتعديل بعض بنودهما بما يتماشى مع التوازنات السياسية التي من شأنها أن تضمن تمريرهما.

ويبدو أن تمرير القانونين أصبح مرهونًا بالتفاهمات السياسية أكثر من كونه قرارًا تشريعيًا بحتًا، ما يسلط الضوء على الصراعات الداخلية وتأثيرها على القوانين المهمة التي تمس حياة المواطنين.

التحليل يكشف أن هذا النوع من المساومات السياسية يعكس تراجع الثقة بين الأطراف العراقية، ويبرز كيف أن كل جهة تحاول تحقيق مكاسبها الخاصة على حساب الأخرى، مما يُعقّد عملية الإصلاح التشريعي ويؤثر سلبًا على قدرة الدولة على تلبية احتياجات مواطنيها.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: القوى السنیة

إقرأ أيضاً:

البرلمان الإيراني يقيل وزير المالية جراء طريقة معالجته أزمة التضخم

أقال البرلمان الإيراني الأحد وزير المال عبد الناصر همتي بعد بدء إجراءات حجب الثقة عنه بسبب طريقة معالجته أزمة معدل التضخم العالي وتراجع سعر صرف العملة الوطنية على ما ذكر التلفزيون العام.

وأوضح المصدر أن وزير الشؤون الاقتصادية والمال عبد الناصر همتي خسر التصويت على حجب الثقة عنه، مع تأييد 182 برلمانيا للمذكرة من أصل 273 حضروا الجلسة المخصصة لإقالته.

بدأ البرلمان الإيراني الأحد جلسة سيتخللها تصويت لحجب الثقة عن وزير المال عبد الناصر همتي، بعد الانخفاض الحاد في قيمة العملة الوطنية الريال.

وفي السوق السوداء الأحد، كان الريال يتداول بأكثر من 920 ألفا في مقابل الدولار الأميركي، مقارنة بأقل من 600 ألف في منتصف عام 2024.

وحاول الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الدفاع عن الوزير أمام النواب. وقال بيزيشكيان « نحن في خضم حرب (اقتصادية) مع العدو ».

وأضاف « المشاكل الاقتصادية التي يشهدها مجتمعنا اليوم غير مرتبطة بشخص واحد ولا يمكننا إلقاء اللوم فيها على شخص واحد ».

ورفع الكثير من النواب أصواتهم، وتناوبوا على انتقاد الوزير بغضب، معتبرين أنه المسؤول عن الوضع الاقتصادي المزري.

وقال العضو في البرلمان روح الله متفقر آزاد « لا يستطيع الناس تحمل الموجة الجديدة من التضخم، ولابد من السيطرة على ارتفاع أسعار العملات الأجنبية والسلع الأخرى ».

في المقابل، أكدت النائبة فاطمة محمد بيجي « لا يستطيع الناس تحمل تكاليف شراء الأدوية والمعدات الطبية ».

من جانبه، أكد الوزير عبد الناصر همتي الذي كان في السابق محافظ البنك المركزي، إن « المشكلة الأكبر التي تواجه الاقتصاد هي التضخم. إنها مشكلة مزمنة تؤثر على الاقتصاد منذ سنوات ».

وتولى مسعود بيزيشكيان منصبه في يوليو مع طموح معلن بإنعاش الاقتصاد وإنهاء بعض العقوبات التي فرضها الغرب.

لكن تزايدت وتيرة انخفاض قيمة العملة الإيرانية (الريال) خصوصا منذ سقوط الرئيس السوري بشار الأسد في ديسمبر، والذي كانت إيران حليفته الرئيسية.

وقال همتي « سعر الصرف ليس حقيقا والسعر عائد إلى توقعات تضخمية ».

وتابع الوزير « المشكلة الأخطر في اقتصاد البلاد هو التضخم وهو تضخم مزمن يعاني منه اقتصادنا منذ سنوات ».

بحسب أرقام البنك الدولي، ظل معدل التضخم في إيران أعلى من 30% سنويا منذ عام 2019.

ووصل إلى 44,5% بحلول عام 2023، بحسب هذه المؤسسة التي يقع مقرها الرئيسي في واشنطن. ومعدل العام الماضي غير معروف.

وأضرت العقوبات الغربية ولا سيما الأميركية المفروضة منذ عقود بالاقتصاد الإيراني، مع تفاقم التضخم منذ انسحاب واشنطن العام 2018 من الاتفاق النووي المبرم العام 2015.

أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض في يناير، إحياء سياسته المتمثلة بممارسة « ضغوط قصوى » على إيران، ما أدى إلى تشديد القيود على الجمهورية الإسلامية.

وبموجب الدستور الإيراني، تصبح إقالة الوزير سارية المفعول على الفور، مع تعيين قائم بأعمال الوزير حتى تختار الحكومة بديلا.

وسيكون أمام الحكومة بعد ذلك ثلاثة أشهر لتقديم بديل، والذي يتعين التصديق على تعيينه من خلال تصويت آخر في البرلمان.

 

 

 

 

كلمات دلالية اقالة الأزمة التضخم ايران حجب الثقة وزير المال

مقالات مشابهة

  • تحرك عربي جديد ضد إسرائيل أمام الجنائية الدولية
  • وزير العدل يعزي في وفاة النائب العام لدى مجلس قضاء خنشلة
  • بِحُجة الظلم الذي تتعرض له إسرائيل .. تل أبيب وواشنطن تدرسان رسميًا الانسحاب من محكمة العدل الدولية
  • تشييع جثمان محمد بنعيسى وزير الخارجية الأسبق بحضور عدد من الوزراء والشخصيات السياسية
  • المالية النيابية: الشيعة مختلفون على قانون الحشد الشعبي
  • البرلمان الإيراني يقيل وزير المالية جراء طريقة معالجته أزمة التضخم
  • السنة العراقيون يبحثون عن توازن جديد لاعتقادهم بتراجع النفوذ الايراني
  • تيار التغيير الجذري في السودان-الإشكالية الأيديولوجية والعزلة السياسية
  • السجن سبع سنوات لمديري فرعي مصرفين حكوميين في ديالى
  • الفياض: البرلمان سيصوت على قانون تقاعد الحشد بأمر من “الإمام خامئني”