جبريل يتهم أمريكا بالتورط في الحرب السودانية
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
قال وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم، رئيس حركة العدل و المساواة، إن الولايات المتحدة الأمريكية متورطة في دعم قوات الدعم السريع بالسلاح عبر دولة الإمارات العربية المتحدة.
الخرطوم ــــ التغيير
وأعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن بلاده تحقق حول مزاعم إدخال أسلحة أميركية إلى السودان وصلت إلى مليشيا الدعم السريع بعد مرورها عبر مطار أم جرس في تشاد.
وقال جبريل في مقابلة مع قناة “الجزيرة مباشر” إن أمريكا لم تقدم سلاح بصورة مباشرة للدعم السريع، وهذا معلوم، لكن السلاح الذي تحصّلنا عليه هو سلاح أمريكي باعته الولايات المتحدة للأمارات”.
وأكد جبريل أن السودان لن يقبل أن تكون دولة الإمارات وسيطاً في أي منبر لحل الأزمة السودانية، ونوه إلى أن موقف الحكومة – السيادة والوزراء- لا يعترف بمفاوضات جرت في المنامة، ولا بمخرجات هذه المفاوضات التي يتحدث عنها الناس.
و قال جبريل إن الحكومة لا تُمانع من التفاوض المباشر مع الإمارات، و أضاف “نريد فقط منها الاعتراف أنها من أشعل الحرب ومن يدعم التمرد بكل ما تملك، و أضاف “أنا أعلن الآن ونيابة عن حكومة السودان استعدادنا للتفاوض المباشر مع حكومة الإمارات لنفهم لماذا تقتل مواطني السودان بهذه الطريقة”.
و أكد جبريل أنه لم يتم قطع العلاقات بصورة رسمية بين السودان والإمارات، لكن البعثة الدبلوماسية وجزء كبير من طاقمها غادر مدينة بورتسودان في الأيام القليلة الفائتة.
و أعتبر جبريل إن قطع العلاقات من عدمه مع أبو ظبي لا يغير في الواقع شيئاً، لآفتاً إلى أن السودان أوضح موقفه بجلاء في كل المنابر بأن الإمارات هي التي تدعم التمرد وتقتل المواطنين السودانيين، وقال “بيدها وقف الحرب متى ما أرادت، فهي تملك قرار المليشيا التي تقاتل الجيش”.
و أعتبر جبريل أن الذي أدى إلى إطالة أمد الحرب في السودان ليس قوة الدعم السريع، بل الدعم اللامحدود الذي تقدمه الإمارات لها، وقال “من يقتل المدنيين العُزّل في السودان هو دولة الإمارات”.
ونوه جبريل إلى أن الطبيعي أن تسعى الجيوش الوطنية لشراء السلاح لحماية المدنيين والدفاع عنهم، و أنه غير الطبيعي أن تدعم دولة أجنبية قوة متمردة على الجيش السوداني بالمال والسلاح والعتاد بدون توقف.
وقال جبريل إبراهيم إن الجيش قوة شرعية له الحق في الحصول على السلاح من أي مكان وليس من حق الدول دعم قوة متمردة .
وأشار وزير المالية الى ان الدعم الذي تتلقاه قوات الدعم السريع من دول إقليمية أطال أمد الحرب .
وفي سياق آخر أقر جبريل بأن الأوضاع الاقتصادية في السودان صعبة للغاية بسبب الدمار الذي تعرضت له الشركات والمصانع وتوقف عدد كبير من مصادر الدخل القومي .
وقال ابراهيم “لا أحد يستطيع إعطاء إحصاء دقيق للخسائر الاقتصادية بسبب الحرب”.
الوسومالدعم السريع السلاح العدل و المساواة تشد جبريل إبراهيمالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الدعم السريع السلاح العدل و المساواة تشد جبريل إبراهيم
إقرأ أيضاً:
من يدعم بقاء السودان موحدا هو من يدعم بقاء الدولة
بعض القوى السياسية من جماعة (تقدم) وتحديدا من عناصر فيهم أكثر تحالفا مع مليشيا الدعم السريع تسعى لتشكيل حكومة، هناك مقولة تهكمية في رواية (مزرعة الحيوان) ننسج على منوالها هذه العبارة: (كل جماعة تقدم حلفاء للدعم السريع إلا أن بعضهم أكثر تحالفا من الآخرين)، المقولة الأصلية هي (كل الحيوانات متساوية إلا أن بعض الحيوانات أكثر مساواة من الآخرين)، هي مقولة من القواعد التي وضعتها (الخنازير) بعد ثورتها التي صورها الأديب الإنجليزي الساخر جورج أورويل.
من المهم أن تبدأ هذه الجماعة مراجعات كبيرة وجذرية، فمن يرغب منهم في تشكيل حكومة موازية لحكومة السودان الواقعية والمعترف بها ليس بريئا من حالة عامة من غياب الرشد الوطني والتمادي بالصراع لأقصى مدى هذا نوع من إدمان حالة المعارضة والاحتجاج دون وعي وفكر. وهؤلاء لا يمكن لجماعة تقدم نكران أنهم جزء منها بأي حال.
الخطأ مركب يبدأ من مرحلة ما قبل الحرب، لأن السبب الرئيس للحرب هو تلك الممارسة السياسية السابقة للحرب. ممارسة دفعت التناقضات نحو مداها الأقصى، وهددت أمن البلاد وضربت مؤسساتها الأمنية، لقد كان مخططا كبيرا لم ينتبه له أولئك الناشطون الغارقون في حالة عصابية مرضية حول الكيزان والإسلاميين، حالة موروثة من زمن شارع المين بجامعة الخرطوم وقد ظنوا أن السودان هو شارع المين.
ثمة تحالف وتطابق في الخطاب وتفاهم عميق منذ بداية الحرب بين الدعم السريع وجماعة تقدم، واليوم ومع بروز تناقضات داخل هذا التحالف بين من يدعو لتشكيل حكومة وبين من يرفض ذلك، فإننا أمام حالة خطيرة ونتيجة منطقية للسردية الخاطئة منذ بداية الحرب.
الحرب اليوم بتعريفها الشامل هي حرب الدولة ضد اللادولة، آيدلوجيا الدولة دفاعية استيعابية للجميع وتري فيها تنوع السودان كله، ولم تنقطع فيها حتى سبل الوصل مع من يظن بهم أنهم من حواضن للمليشيا، هذه حقيقة ملموسة. أما آيدلوجيا المليشيا هجومية عنيفة عنصرية غارقة في خطاب الكراهية، وتجد تبريراتها في خطاب قديم مستهلك يسمى خطاب (المظلومية والهامش).
من يدعم بقاء السودان موحدا هو من يدعم بقاء الدولة، وكيفما كانت تسميته للأمور: وقف الحرب، بناء السلام، النصر…الخ، أو غير ذلك المهم أنه يتخذ موقفا يدعم مؤسسة الدولة القائمة منحازا لها، من يتباعد عن هذا الموقف ويردد دعاية الدعم السريع وأسياده في الإقليم فإنه يدعم تفكيك السودان وحصاره.
نفهم جيدا كيف يمكن أن يستخدم مشروع المليشيا غير الوطني تناقضات الواقع، والأبعاد الاجتماعية والعرقية والإثنية، لكنه يسيء فهمها ويضعها في سياق مضلل هادفا لتفكيك الدولة وهناك إرث وأدبيات كثيره تساعده في ذلك، لكننا أيضا نفهم أن التناقض الرئيس ليس تناقضا حول العرق والإثنية بل حول ماهو وطني وما ليس وطني، بكل المعاني التي تثيرها هذه العبارات.
عليه ومهما عقدوا الأمور بحكومة وهمية للمليشيا مدعومة من الخارج، ومهما فعلوا سيظل السودان يقاتل من أجل سيادته وحريته ووطنيته والواقع يقول أن دارفور نفسها ليست ملكا للمليشيا، وأن الضعين نفسها هي جزء من السودان الذي يجب أن يتحرر ويستقل ويمتلك سيادته عزيزا حرا بلا وصاية.
والله أكبر والعزة للسودان.
هشام عثمان الشواني
إنضم لقناة النيلين على واتساب