قمر صغير سيدور حول الأرض لمدة شهرين ثم يتركها
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
اكتشف الباحثون من جامعة كمبلوتنسي بمدريد الإسبانية أن كويكبًا صغيرًا سيدور حول الأرض مرة واحدة بدءًا من 29 سبتمبر/أيلول إلى 25 نوفمبر/تشرين الثاني، قبل المغادرة إلى أجزاء أخرى من النظام الشمسي، وقد نشر الباحثون نتائج هذا الاكتشاف بدورية "ريسيرش نوتس أوف ذا إيه إيه إس".
ويسمى الكويكب "بي تي 5 2024" ويبلغ قطره حوالي 11 مترا، وقد تم اكتشافه للمرة الأولى بواسطة أحد تلسكوبات "أطلس" جنوب أفريقيا، ويعد "أطلس" منظومة جديدة من التلسكوبات الموزعة حول العالم تعمل على مسح السماء بشكل دوري والبحث عن الأجرام التي تقترب كثيرًا من الأرض.
ومن خلال ملاحظة حجمه الحالي وسرعته ومساره، تمكن الباحثون من حساب مساره على مدى الأشهر القليلة القادمة. وجدوا أنه يدور حول الشمس مع بقية الكواكب، ولكنه يقترب ببطء من نظام الأرض والقمر بسرعة بطيئة نسبيا وسيصبح تحت تأثير جاذبية الأرض بشكل مؤقت.
ويعتقد العلماء أن هذا الكويكب سيقترب من الأرض مرة أخرى عام 2025 في 9 يناير/كانون الثاني 2025 على مسافة 1.8 مليون كيلومتر مع سرعة 1.03 كم/ثانية (بالنسبة للأرض).
وكانت آخر مرة اقترب فيها الكويكب من الأرض يوم 11 فبراير/شباط 2003 تقريبا، عندما مر على مسافة حوالي 8.5 ملايين كيلومتر من الأرض.
آخر مرة اقترب فيها الكويكب من الأرض كانت يوم 11 فبراير/شباط 2003 تقريبا (غيتي إيميجز) أقمار من نوع مختلفويشير مصطلح "القمر الصغير" إلى جرم سماوي صغير عادة ما يكون كويكبا يتم أسره مؤقتا بواسطة مجال جاذبية الأرض، ويدور حول الكوكب لفترة قصيرة قبل الهروب إلى الفضاء أو السقوط على الأرض.
وتعد هذه الأجرام أصغر بكثير من قمر الأرض الطبيعي، فغالبًا ما يتراوح قطرها بين بضعة أمتار وعشرات الأمتار، وعادة ما تظل في المدار لبضعة أشهر إلى سنوات.
ولعل أشهر الأمثلة بهذا النطاق القمر الصغير "آر إتش 120 2006" وهو كويكب صغير يبلغ عرضه حوالي 2-3 أمتار، ودار حول الأرض لمدة 12 شهرًا من يوليو/تموز 2006 إلى يوليو/تموز 2007، أما "سي دي 3 2020" فهو قمر صغير آخر يبلغ عرضه حوالي 1-2 متر، وتم التقاطه مؤقتًا بواسطة الأرض من عام 2018 إلى 2020.
وغالبا ما تكون مدارات الأقمار الصغيرة غير منتظمة وبيضاوية للغاية، أي أنها تقترب كثيرا من الأرض في بعض الأحيان ثم تبتعد عنها في أحيان أخرى، أثناء الدوران حولها.
وتوفر الأقمار الصغيرة فرصة للعلماء لدراسة الأجسام القريبة من الأرض بالتفصيل، مما يساعد على معرفة المزيد عن النظام الشمسي المبكر، ويمكن أن تكون هذه الأجرام أهدافًا لمهام فضائية مستقبلية، وخاصة لتعدين الكويكبات أو استخدام الموارد، وهو نطاق بدأ بالازدهار حاليًا.
ومن غير المرجح أن ترى "بي تي 5 2024" بالعينين المجردتين أو حتى التلسكوب، فبحسب وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) فإن درجة لمعان "بي تي 5 2024" هي "27.593" وهذا الرقم مؤشر على مقدار خفوت الكويكب، وللمقارنة فإن أضعف لمعان يمكن رؤيته بالعين المجردة ليلا هو حوالي 6.5، ويمكن لتلسكوبات الهواة رصد أجرام بلمعان مقداره 16 أو 17 في أقصى حدودها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات من الأرض
إقرأ أيضاً:
اكتشاف دليل قديم على وجود المياه على المريخ
كشف الباحثون أقدم دليل على وجود المياه الساخنة على سطح كوكب المريخ، مما يشير إلى أن الكوكب الأحمر شهد حياة قبل مليارات السنين.
أجرى العلماء في جامعة كيرتين الأسترالية هذا الاكتشاف أثناء دراسة نيزك مريخي شهير، أُطلق عليه اسم "الجمال الأسود"، الذي تم العثور عليه في صحراء الصحراء الكبرى في عام 2011.
ويحتوي هذا النيزك، الذي تشكل بفعل تبريد الحمم البركانية بسرعة، على مياه أكثر بعشر مرات من النيازك المريخية الأخرى، ويعود تاريخه إلى أكثر من 2 مليار سنة.
عند تحليل التركيب الكيميائي لحبيبة الزركون التي يبلغ عمرها 4.45 مليار سنة في النيزك – وهي معدن صغير عادة لا يتجاوز بضع مليمترات، ويتكون في الصخور التي تأثرت بالسوائل الساخنة – اكتشفوا "بصمات" للسوائل الغنية بالمياه.
قال الدكتور آرون كافوسي، أحد المشاركين في الدراسة: "كانت الأنظمة الحرارية المائية أساسية لتطور الحياة على الأرض، وتُظهر نتائجنا أن المريخ أيضًا كان يحتوي على المياه، وهو عنصر أساسي للبيئات القابلة للعيش، خلال فترة تشكل القشرة في تاريخ الكوكب المبكر".
استخدم الباحثون تقنيات تصوير النانو الطيفي و التصوير بالأشعة السينية، التي تتم باستخدام ميكروسكوبات قوية، لتحديد الأنماط الكيميائية في الزركون، بما في ذلك الحديد والألومنيوم واليتريوم والصوديوم.
وشرح كافوسي قائلًا: "تم إضافة هذه العناصر أثناء تشكيل الزركون منذ 4.45 مليار سنة، مما يشير إلى أن المياه كانت موجودة خلال النشاط البركاني المبكر على المريخ".
تم اكتشاف المياه على المريخ لأول مرة في عام 2008 بواسطة مركبة الفونيكس الفضائية التابعة لوكالة ناسا. ومنذ ذلك الحين، استكشفت المركبات الجوالة المريخية سطح الكوكب بحثًا عن المكونات وعلامات الحياة الدقيقة القديمة.
كما اكتشف الباحثون وجود خزان تحت سطح المريخ يحتوي على مياه سائلة تكفي لملء محيطات على سطح الكوكب، ويعتقدون أيضًا أن المياه جرت على المريخ في فترة قريبة نسبيًا.
في عام 2020، قال علماء في أريزونا إن المريخ قد يكون قد شهد ينابيع ساخنة، وفتحت هذه الاكتشافات الجديدة آفاقًا جديدة لفهم قابلية الحياة على المريخ في الماضي وفهم أنظمته الحرارية المائية.
وأضاف كافوسي أن البحث أظهر أنه على الرغم من أن قشرة المريخ تعرضت لصدمات ضخمة من نيازك تسببت في انقلاب سطح الكوكب، فإن المياه كانت موجودة خلال الفترة المبكرة لما قبل العصر النياجي، الذي يعود إلى ما قبل حوالي 4.1 مليار سنة.