بوابة الوفد:
2024-12-26@00:38:20 GMT

وما أدراك ما أيلول!

تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT

معظم الأحداث التاريخية، أثبتت بعد مراجعات موضوعية ـ فكرية وعقلية ـ أن التاريخ يكتبه دائمًا المنتصرون والمتغلبون، الذين يفرضون روايتهم، ويحذفون كل ما لا يناسبهم، ورغم ذلك هناك من ينجح في كشف الأكاذيب الكبرى.

لذلك تترسخ بوجداننا وأذهاننا، محطات كثيرة وفاصلة في حياتنا، تتضمن مواقف وشخصيات وأحداثًا وكلمات وذكريات، لا نستطيع نسيانها أو تجاهلها، لتظل محفورة في ذاكرتنا وقلوبنا، مهما طال الزمان، أو تبدَّلت الأحوال!

ربما لا تبرح ذاكرة الكثيرين، خصوصًا مَن تجاوز الخمسين من العمر، أشهر مقدمتين تلفزيونيين، كانتا الأكثر انتشارًا في تسعينيات القرن الماضي، تتناولان ما «حدث في مثل هذا اليوم».

. الأولى «بالحب والوفاء نبدأ لقاءنا اليومي، مع برنامجكم الثقافي التاريخي» بتعليق المتميز «أحمد فؤاد معاذ»، والثانية «على عتبات الزمن، أحداث فتحت لأصحابها بوابة التاريخ» للصوت الرخيم «أحمد سالم».

ورغم مرور عقود، إلا أنهما تظلان مقدمتين رائعتين وراسختين بالوجدان، خصوصًا في شهر «سبتمبر/ أيلول» من كل عام، نظرًا لأحداثه المزلزلة، التي غيَّرت مجرى التاريخ ومعالم الجغرافيا في منطقتنا العربية المنكوبة.

إذن، لا ندري، لماذا تبقى الذاكرة حاضرة بقوة في بعض المواقف والأحداث المرتبطة بهذا الشهر، الذي يظل دائمًا ضيفًا ثقيلًا، لارتباطه بأحداث كبرى عند العرب، منذ عصر «البابليين» وحتى الآن؟!

ارتبط «سبتمبر/ أيلول» في تاريخنا، ببداية الاحتلال الانجليزي لمصر، وهزيمة أحمد عرابي في معركة التل الكبير، ثم غزو القوات الإيطالية مصر أثناء الحرب العالمية الثانية.

وفي الذاكرة العربية المعاصرة، عُرف بـ«أيلول الأسود»، عندما شهد ذروة صراعٍ دامٍ استمر عامين، بين الفلسطينيين والأردنيين في 1970، أضيف إليها مؤخرًا استشهاد البطل الأردني ماهر الجازي، منفذ عملية الكرامة.

بالطبع تظل ذاكرة «سبتمبر/ أيلول» ممتلئة بأحداث صعبة ومريرة، كان لها ارتباط مباشر بعالمنا العربي، بدءًا من مشهد وفاة «جمال عبدالناصر»، مرورًا باستشهاد الطفل محمد الدرة، ثم توقيع اتفاقية أوسلو «المشؤومة» بين ياسر عرفات وإسحاق رابين، وليس انتهاء بمقتل وزيرة خارجية السويد «آنا ليند» في 2003، مأسوفًا عليها!

ربما يكون المشهد الأبرز «مِصريًّا»، ما حدث في سبتمبر 1981، عندما أصدر الرئيس الراحل أنور السادات، قراراته الشهيرة بإغلاق جميع الصحف غير الحكومية، واعتقال رموز العمل الوطني والسياسي والديني ورجال الفكر، الذين تجاوز عددهم 1530 شخصًا!

أخيرًا.. ربما لم تستعد ذاكرة الألفية الجديدة عافيتها حتى الآن، بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 في أمريكا، إثر انهيار بُرْجَي نيويورك، لتُحدث تغييرًا جذريًّا في العالم، من خلال انتشار «فوضى الإرهاب»، وعودة «الاحتلال الغربي» مجددًا، وإن كان بطرق وأشكال مختلفة.. لكن المصادفة اللافتة لهذا التاريخ أنها ذكرى ميلاد الرئيس السوري بشار الأسد!

فصل الخطاب:

حكمة: «إذا أردتَ أن تَقْهَرَ شعبًا، ما عليك إلا أن تهز ثقته في ذاكرته وتاريخه».

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إيلول الأسود جسر اللنبي جمال عبدالناصر محمود زاهر السادات بشار الأسد أحداث 11 سبتمبر الإرهاب الاحتلال

إقرأ أيضاً:

مدير مكتبة الإسكندرية: رقمنة أوراق صلاح عيسى إضافة نوعية لمشروع ذاكرة مصر

أطلقت مكتبة الإسكندرية، برئاسة الدكتور أحمد زايد، مشروع رقمنة أوراق الكاتب الكبير صلاح عيسى، وذلك ضمن احتفالية بعنوان «أوراق صلاح عيسى في ذاكرة مصر»، التي أقيمت اليوم بحضور عدد من الشخصيات البارزة؛ منهم سيد عبد العال، رئيس حزب التجمع وعضو مجلس الشيوخ، وأحمد شعبان، عضو مجلس الشيوخ، وضيف الشرف أمينة النقاش، الكاتبة الصحفية وزوجة الكاتب الراحل.

وأكد الدكتور أحمد زايد، أن رقمنة أوراق الكاتب الراحل تمثل إضافة نوعية لمشروع ذاكرة مصر المعاصرة، الذي أُطلق عام 2009 لتوثيق التاريخ المصري.

أرشيف صلاح عيسى يضم نحو 92 ألف وثيقة

وأوضح أن أرشيف الكاتب يضم نحو 92 ألف وثيقة متنوعة بين المقالات والتحقيقات والصور والكتب.

وأشار إلى أن إرث صلاح عيسى يمثل جزءًا مهما من ذاكرة الوطن ومكتبة الإسكندرية.

وأوضح مدير مكتبة الإسكندرية، أن حياة صلاح عيسى تحمل العديد من الرسائل المهمة؛ منها: الاجتهاد رغم التحديات، والانفتاح الثقافي، والاعتداد بالرأي، موجها الشكر لأسرة الكاتب التي أهدت هذا الكنز المعرفي إلى المكتبة.

وأكد الدكتور سامح فوزي، المشرف على مشروع ذاكرة مصر، أن صلاح عيسى كان كاتبًا مميزًا بأسلوبه التاريخي الفريد الذي جمع بين الدقة والسلاسة، ما جعله نموذجًا للكتابة التاريخية، مشيدا بالحضور الكبير لكتابات عيسى في مجال توثيق التاريخ المصري المعاصر.

التزام صلاح عيسى بمواجهة الصهيونية والاستعمار

ووصف سيد عبد العال، الراحل؛ بأنه مجدد في الفكر الاشتراكي وداعم للديمقراطية والحرية، مشيرًا إلى التزامه بمبادئه في مواجهة الصهيونية والاستعمار.

وأكدت أمينة النقاش، أن أرشيف الكاتب يروي تاريخًا حقيقيًا للحركات السياسية في مصر، مشيدة بجهود مكتبة الإسكندرية في الحفاظ على إرث زوجها.

وأعربت النقاش عن سعادتها بتكريم المكتبة لصلاح عيسى، معتبرة أن المشروع يمثل اعترافًا مستحقًا بدوره الريادي في تحويل وقائع التاريخ المصري إلى سرد محبب للقارئ.

مقالات مشابهة

  • مكتبة الإسكندرية: إتاحة 92 ألف وثيقة ضمن أوراق صلاح عيسى على "ذاكرة مصر المعاصرة"
  • وزير المالية الروسي: رئاسة ترامب ربما تؤثر على الاقتصاد العالمي
  • هنغششك الإجابة.. محمد رمضان يشعل السوشيال ميديا بسؤال الـ5 ملايين
  • إطلاق مشروع رقمنه «أوراق صلاح عيسي في ذاكرة مصر» بمكتبة الإسكندرية
  • رئيس المركز الأوكراني للحوار: على موسكو وكييف الوصول لتوافق لوقف الحرب
  • مدير مكتبة الإسكندرية: رقمنة أوراق صلاح عيسى إضافة نوعية لمشروع ذاكرة مصر
  • إطلاق أوراق صلاح عيسي في ذاكرة مصر بمكتبة الإسكندرية
  • إطلاق أوراق صلاح عيسى في ذاكرة مصر بمكتبة الإسكندرية
  • مستقبل المقاومة  …!؟ بين التسليم والعقيدة والتعقيد
  • ربما لأنه هدف سهل!