دبي-رويترز

 ذكرت وكالة ميزان للأنباء التابعة للسلطة القضائية الإيرانية أن السلطات أفرجت عن المواطن النمساوي كريستيان فيبر الذي كان معتقلا على خلفية جرائم ارتكبت في إقليم أذربيجان الغرب الإيراني.

كانت النمسا قد أعلنت القبض على أحد مواطنيها بإيران في 2022 بتهم لا تتعلق بالاحتجاجات التي اندلعت في البلاد بعد وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في أثناء احتجازها.

وقالت وكالة ميزان إن المواطن النمساوي أطلق سراحه رأفة به وجرى تسليمه إلى سفير بلاده لترتيب ترحيله.

ولم تذكر الوكالة الجريمة التي سُجن فيبر على خلفيتها، كما لم ترد السفارة النمساوية على اتصالات هاتفية قبل ساعات العمل العادية.

أثارت وفاة أميني (22 عاما) في سبتمبر 2022 في أثناء احتجازها بتهمة انتهاك قواعد الزي في إيران احتجاجات استمرت شهورا في أكبر تحد لقيادات البلاد منذ عقود.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

رمضان بين كفتي ميزان

 

 

نعيمة السعدية

شهر رمضان تتويج إلهي، وتنوير رباني؛ ففيه تتوق النفس إلى تزكيتها بنقاء. هلَّ علينا بالبِشر والسعد والهناء؛ ليمنحنا مرتبة الأتقياء السعداء. هو عنوان العطاء جاءنا لنمضي إلى خير الجزاء بما تناله أرواحنا الخواء المتعطشة إلى روحانية عصماء؛ ليملأ ذواتنا عبقًا ونماءً وثناءً؛ فأهلًا به بين رَوح السكينة والصفاء. شهر الصيام والقيام والقرآن الكريم. فيه تؤجر العبادة أضعافًا مضاعفة؛ فهو شهر كريم بأعماله، فضيل بأفعاله، وفير في أجوره، عظيم شأنه، جسيم أمره، غزير فيضه.

شهرٌ جميلٌ بديعٌ رفيعٌ أقره رب جليلٌ كريمٌ عظيمٌ؛ حيث قال الله تعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (البقرة: 185).

الصيام زمهرير النفس وجنتها؛ فلنستمتع بالزمهرير، ولنطلب الجنة بإيمان قوي نشحذ منه الهمم؛ لنُحقق الأهداف السامية والغايات النبيلة التي تصبو إليها نفوسنا؛ فهذه عبادة لله يعدها من أسمى العبادات  التي فرضها علينا، وفي ذلك قال الله عز وجل: " كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله؛ فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك. للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه".

إن أيام رمضان من أجمل أيام حياتنا، وأروع أوقاتنا ترسم الفرحة على محيانا شكلًا ونبعًا وصدقًا، وترسل البهجة إلى أفئدتنا فتحًا وحبا وصدحًا؛ فما أحلاها من لحظات يعطر شذاها سماء الجَنان.

لرمضان رونق فريد بين ثنايا الشهور، وزخرفة متفردة بين طيات الدهور، وقيمة عظيمة يتضوع عبيرها بين فحوى السطور، والقلب عاشق له يرسل أمنياته في حضن دعواته طالبًا إلى رب كريم تحقيقها ولو بعد حين؛ فأي فيض من الكرم الجميل يناله المسلم في هذا الشهر الفضيل؟!

هو متعة المؤمن التي تسعد حياته وتزهر يومياته في كل زمان ومكان، وفي كل وقتٍ وآنٍ. له معانٍ زُخرفت بأروع النقوش الإسلامية منها ما نورده بين ألفاظ القلوب وأحداق العيون؛ فعلينا البحث عن معانيه كي نصوغها بأسنى الحروف وتصوغنا بأرقى شعور؛ لذا على الصائم أن يشمر عن سواعد الجهاد؛ ليتحقق له ما بين الكاف والنون.

إنه راية الإسلام، وغاية المرام. فيه ترتاح الهمم وتزول الغمم. شهر السكينة والشكيمة والرخاء والزهاء، وهو جنة الإيمان والإحسان؛ فلننعم فيه بنفحات الصيام؛ ليعطينا طيب الإعطاء، ويمنحنا خير النماء، ويكرمنا فضل الجلاء، ويروينا عذب الرواء، وعلينا أن نسعى إليه وكلنا رجاء نرتقي به إلى حد السماء، ونتعلم منه أجدر قصص السخاء، وأعظم سير الإخاء؛ لننال أسمى مراتب الأجر والجزاء.

ليالٍ تمضي، وأيام تنقضي، ولحظات تنتهي. إنها أوقات لها في الروح نفحة باردة، وهي في القلب مهجة خالصة. ومن يوم إلى آخر نجد أيام هذا الشهر الفضيل تنساب من بين أيدينا كانسياب الماء العذب بين ضفاف الأنهار. جميلة هي في منظرها ومرآها، وعميقة هي في مقصدها ومرماها.

أطل علينا شهر من أجمل الشهور، وأقبل يحمل البشارة للمجدين، ويفتح أبواب الرجاء للساعين؛ فطوبى لمَن جد فيه الخُطى بالإكثار من الطاعات، والغبطة لمَن جاهد نفسه بالتقرب إلى الله بألوان القربات، وها هي أيامه قد مضت مسرعة، وها نحن قد وصلنا إلى آخر الشهر، وقد أتت العشر الأواخر من الشهر الفضيل تعلن وداعًا طويلًا إلى سنة مقبلة بخيرها وشرها.

ومع حيرة الفراق والوداع نتساءل: هل استقبلناه كما ينبغي؟ وهل استضفناه خير استضافة؟ وهل سنودعه أفضل وداع؟

إننا قد خططنا كثيرًا لهذه الأيام المباركة الماضية من رمضان، ورسمناها بأجمل الرسوم لكننا لا ندري إن كنا قد لوناها بألوان براقة أم لا؟

تساؤلات تحيرنا لكننا لا نستطيع الإجابة عنها؛ لأننا لا ندرك ذلك لكننا نعي جيدًا أنه يجب علينا السعي الحثيث في هذه الأيام الميمونة إلى خير الأعمال الصالحة اقتداءً برسولنا الكريم الذي كان يجتهد في هذه الأيام أيما اجتهاد؛ فقد كان رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- إذا دخلت العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد المئزر؛ لذا ينبغي لنا أن نجتهد ونبذل قصارى جهدنا مقتدين برسول الأمة الأعظم قدر استطاعتنا مودعين رمضان خير وداع لا سيما أن الأيام العشر هي قبس يشع نورًا مُشرقًا تهتدي به القلوب في مفترق الدروب؛ فإذا كنَّا لم نحسن الاستقبال؛ فهيا بنا نُحسن الوداع.

مقالات مشابهة

  • النيران تشتعل بورشة تصنيع مراتب فيبر بطهطا دون إصابات
  • ماذا قال ترامب عن المسيرات الإيرانية التي تستخدمها روسيا لضرب أوكرانيا؟
  • إيران وقطر تدعوان لإشراك جميع الأطراف السورية في تقرير مصير البلاد
  • رئيس بلدية إسطنبول يأسف لـ”تخاذل” الغرب في الردّ على اعتقاله
  • أكسيوس: سلطنة عمان أطلعت واشنطن على الرسالة التي تلقتها من إيران وستسلمها للبيت الأبيض خلال أيام
  • تاريخ عريق وواقع متأزم.. هل تستطيع إيران الانبعاث من تحت الرماد؟
  • «تهديد إرهابي».. إلغاء زيارة وزيرة داخلية ألمانيا ونظيرها النمساوي إلى سوريا
  • رمضان بين كفتي ميزان
  • هل تمنع سياسات ترامب إيران من المشاركة في كأس العالم 2026؟
  • رسالة من الدكتورة تسنيم الغنوشي إلى والدها في ذكرى اعتقاله