لماذا لن تغير محاولة اغتيال ترامب الثانية مسار الانتخابات؟
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
يبدو أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لا يملك وقتاً للهدر، حيث سارع في غضون ساعات من استهدافه من قبل مسلح إلى إطلاق نداء لأنصاره للتبرع. وقال ترامب في ندائه: "لن أستسلم أبداً! سأظل أحبكم دائماً لدعمكم لي".
انتشار الأسلحة النارية في أمريكا يشكل جزءاً كبيراً من المشكلة
وكتب جيكوب هايلبرون، الزميل البارز غير المقيم في مركز أوراسيا التابع لأتلانتيك كاونسيل، في مجلة "ذا ناشيونال إنترست"، أن الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس قد وجها رسائل تدين الهجمات، ومع ذلك، يتهم الجمهوريون البارزون الديمقراطيين بالتسبب بها عبر تصوير ترامب كتهديد للديمقراطية الأمريكية.
ويهدف هذا الأسلوب الخطابي إلى تصوير الديمقراطيين على أنهم المستبدون الحقيقيون، وليس الجمهوريين.
يقاتلونهم بسلاحهمقال النائب مايك والت في مقابلة على قناة فوكس نيوز: "يجب أن يتوقف هذا الخطاب ضد الرئيس ترامب، هذه السردية التي تصوره على أنه سيكون الديكتاتور القادم أو هتلر الجديد".
وعلى منصة "أكس"، صرح روجر كيمبال، ناشر مجلة "نيو كرايتريون"، بأن "الديمقراطيين... مسؤولون بالكامل عن هذه المحاولات لقتل ترامب والهجمات على مناصريه".
Trump's assassination attempt will not have an impact on the polls, @LukensLewis of Signum Global Advisors tells CNBC's @dan_murphy pic.twitter.com/ZhitiSJhK1
— CNBC Middle East (@CNBCMiddleEast) September 17, 2024ويبقى التساؤل حول مدى فاعلية هذا النوع من الحجج، الذي يسعى لمهاجمة خصوم ترامب السياسيين.
فمن جهة، تشير الخلفية الغريبة لمطلق النار إلى أنه نموذج للذئب المنفرد، مدفوع بمزيج معقد من المظالم والاستياء، والتي يصعب تفسيرها منطقياً، وبصراحة، يبدو أن روث يعاني من اضطرابات عقلية، بحسب الكاتب.
سفير سلام... مع كيم جونغ أونويبدو أن روث سبق أن جمع ما يصل إلى 100 تهمة بجرائم مختلفة. ففي سنة 2002، ألقي القبض عليه بتهمة حيازة سلاح دمار شامل بعد مواجهة استمرت ساعات عدة مع شرطة ولاية كارولاينا الشمالية، كما رأى نفسه مدافعاً عن السلام، فدعا زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون إلى هاواي، حيث وصف نفسه بأنه "سفير ووسيط".
كما رأى المقاول السابق في مجال تسقيف المنازل نفسه محارباً. لقد أراد القتال ضد روسيا بالنيابة عن أوكرانيا.
Donald Trump did not get a post shooting bump that almost all pundits predicted. A new Morning Consult Poll shows Trump with only a one point lead over President Biden. The lead is within the margin of error and is unchanged since the shooting. Pundits had predicted that Trump… pic.twitter.com/xmVoA1QbPn
— Marty Taylor (@RealMartyT7) July 16, 2024ونشرت صحيفة دير تاغس شبيغل اليومية في برلين مقالاً حصرياً لمراسل أجرى مقابلة مع روث في مايو (أيار) 2022، وأشارت إلى أنه كان مشوشاً إلى درجة أن الجيش الأوكراني رفض خدماته.
وتقول وحدة من المواطنين الأجانب الذين يقاتلون في أوكرانيا إن "المواطن الأمريكي رايان روث لم يخدم قط في الفيلق الدولي التابع للمديرية الرئيسية للاستخبارات بوزارة الدفاع في أوكرانيا".
نظريات المؤامرةولن يوقف أي من هذا انتشار نظريات المؤامرة على وسائل التواصل الاجتماعي. إذ كتب إيلون ماسك نفسه تغريدة قال فيها: "ولا أحد يحاول حتى قتل بايدن/كامالا"، مرفقة برمز تعبيري لوجه مفكر.
وعلى الرغم من حذف التغريدة لاحقاً ووصفها بأنها مزحة، استمر آخرون في زعم أن ترامب نفسه هو من خطط للحادث، أو أن "الدولة العميقة" تقف وراءه.
وفي الوقت نفسه، كان التحرك السريع لعميل الخدمة السرية هو الذي أدى إلى اعتقال مطلق النار في المقام الأول.
هذا هو الواقعالحقيقة وفق هايلبرون أن انتشار الأسلحة النارية في أمريكا يشكل جزءاً كبيراً من المشكلة.
ويمثل العنف السياسي، كما يمكن القول، جزءاً من التقاليد الأمريكية. ففي سبرينغفيلد بولاية أوهايو، يلغي مسؤولو المدينة العديد من الفاعليات بسبب انتشار تهديدات بوجود قنابل.
وقال حاكم ولاية أوهايو مايك ديواين عن مزاعم حملة ترامب بأن الهايتيين يتصرفون بجنون في سبرينغفيلد: "لا يوجد دليل على هذا إطلاقاً".
ويخطط ترامب لزيارة المدينة في وقت لاحق من هذا الشهر، فيما وصف عمدة المدينة روب رو هذه الزيارة بأنها قد تكون "صعبة".
ومع ذلك، وقبل أن يتمكن من القيام بالزيارة، كشف ترامب عن أحدث حيله الترويجية، حيث أعلن عن إطلاق منصته للعملات المشفرة تحت اسم World Liberty Financial.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الجمهوريون الديمقراطيين الانتخابات الأمريكية ترامب محاولة اغتيال ترامب الحزب الجمهوري الحزب الديمقراطي
إقرأ أيضاً:
لماذا ترامب هو حلم نتنياهو الأكبر؟
لا يدّخر نتنياهو جهدًا للتأثير على سير الانتخابات الرئاسية الأميركية في أيامها وساعاتها الأخيرة، على الرغم من إعلان جيشه الإسرائيلي أن الهجوم الأخير على أهداف عسكرية إيرانية محدودة، إنما هو انتقام من الصواريخ الإيرانية التي استهدفت العمق الإسرائيلي في الأول من شهر أكتوبر الماضي.
كان نتنياهو وأركان حربه في عجالة من أمرهم، وهم يقررون هجومًا محدودًا على إيران قُبيل الانتخابات الأميركية؛ لرغبتهم أيضًا في ترسيخ اعتقاد طالما وجّهه ترامب لإدارة بايدن بأن العالم أصبح أكثر اضطرابًا في عهدها، مما قد يساهم في دفع عجلة الفوز لحملة ترامب الانتخابية في سباق الميل الأخير.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: الناخبون أمام أسوأ خيارات في تاريخ الولايات المتحدةlist 2 of 2طريق ترامب وهاريس يتقاطع قبل 3 أيام من الانتخابات والتصعيد اللفظي مستمرend of listولكن لماذا يُفضّل رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو المرشح الجمهوري، الرئيس السابق ترامب، على المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس؟
لم يصرّح نتنياهو علانيةً باسم مرشحه المُفضّل في الانتخابات الأميركية؛ لاعتبارات سياسية وتقاليد دبلوماسية تحول دون ذلك، بيد أن القارئ لمسيرة نتنياهو الذاتية ومكره السياسي يلاحظ أن هناك العديد من الدلائل والبواعث السياسية التي تشير لرغبة نتنياهو في ترجيح كفة الانتخابات الرئاسية لصالح ترامب.
وفي تصريح نادر لأحد زعماء الحزب الديمقراطي، قال مؤخرًا السيناتور الأميركي المرموق كريس مورفي إن نتنياهو ربما يرغب في التأثير على الانتخابات الرئاسية لصالح ترامب من خلال إفشاله توقيعَ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وكذلك من خلال تصعيده المفاجئ للحرب في لبنان.
استخفاف وابتزاز نتنياهو لإدارة بايدنيفضح تعاطي نتنياهو مع إدارة بايدن – قبل وأثناء حرب غزة ولبنان حاليًا – استخفافًا وابتزازًا بالغين.
فبينما تجاهل نتنياهو تجاهلًا واضحًا رغبة إدارة بايدن الخجولة في تخفيف المعاناة الإنسانية في غزة بعد الأسابيع الأولى للحرب، نتيجةً لضغط الجماعات الليبرالية في الحزب الديمقراطي، وتصاعد حدة سخط بعض الجماعات الطلابية في الجامعات الأميركية، أظهر نتنياهو في الوقت نفسه ابتزازًا صارخًا تجاه إدارة بايدن؛ ليحصل على الدعم العسكري تلو الدعم، دون تقديم أدنى حد من التنازلات للوصول إلى وقف إطلاق النار في غزة.
حاول بايدن دون جدوى حصر الصراع في قطاع غزة؛ حتى لا يخرج من نطاق السيطرة في سنة انتخابية مهمة في الولايات المتحدة، قبل أن يقرر لاحقًا التنحي عن ترشح الحزب الديمقراطي للرئاسة الأميركية، ولكن كانت لنتنياهو أهداف ومآرب سياسية أخرى، لا تبالي بالمستقبل السياسي لبايدن، أو المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
استغلّ نتنياهو ضعف شخصية بايدن، وتعاطفه التام مع الصهيونية في رفض توسلات الأخير بعدم دخول الجيش الإسرائيلي مدينة رفح بغزة، بل تمادى نتنياهو في توسيع رقعة استهداف آلة الدمار الإسرائيلية لتشمل لبنان، واليمن، وسوريا، والآن العمق الإيراني.
وفي الجانب الآخر، أعاب ترامب على إدارة بايدن، تحذير الأخيرة لحكومة نتنياهو من اجتياح مدينة رفح، والكوارث الإنسانية التي قد تحدث عقبه، الأمر الذي تجاهله نتنياهو كليًا. امتدح ترامب عدم إذعان نتنياهو لرغبة بايدن حيال مدينة رفح، التي لولاها – حسب زعم ترامب – لما تمكّن الجيش الإسرائيلي من اغتيال القائد العسكري الفلسطيني يحيى السنوار.
يحمل نتنياهو مشروعًا كبيرًا للسيطرة على الشرق الأوسط وابتلاع ما تبقّى من الأراضي الفلسطينية، تصفيةً كاملةً للقضية الفلسطينية حتى لا تقوم بعدها للفلسطينيين ولا لدولتهم المستقبلية قائمة.
لقد أغرى الخذلان العربي والإسلامي والصمت الفاضح للمجتمع الدولي، حيال غزة والضحايا الفلسطينيين، نتنياهو بتبني أطروحات التيار اليميني المتطرّف في توسيع دائرة الحرب وإحكام الهيمنة الإسرائيلية على منطقة الشرق الأوسط.
ويؤمن نتنياهو بقدرته على تمرير مثل هذا المشروع الخطير على الأمن الإقليمي والعالمي تحت أعين إدارة ترامب القادمة. ويساعد نتنياهو في تحقيق هذه الأهداف إغفال الرئيس السابق ترامب في خطاباته السياسية، وبرنامجه الانتخابي الحالي الإشارة لقضايا حقوق الإنسان في العالم، وخاصةً فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
كذلك ينظر نتنياهو إلى كامالا هاريس باعتبارها امتدادًا لإدارة بايدن، ولعلّها ستكون أكثر تأثّرًا باليسار الديمقراطي الأميركي من الرئيس الحالي بايدن. ولكن هذا لا يعني إطلاقًا أن فوز كامالا هاريس سيمثل خسارة للعلاقات الإستراتيجية الأميركية الإسرائيلية، فستظل هاريس صديقة مُخلِصة لإسرائيل لا يُضيرها جحود ونكران نتنياهو لإحسان وأفضال إدارة بايدن غير المحدودة.
احتقار ترامب للمؤسسيّة الأميركية وتقاليدهايبدو ترامب أكثر الرؤساء الأميركيين احتقارًا للمؤسسيّة الأميركية واستخفافًا بأبعاد الإستراتيجيات العميقة في العلاقات الدولية والمصالح الأميركية على المدى البعيد.
لقد تصرّف ترامب تصرفًا أحمقَ حينما تجاهل تعاطي رؤساء الولايات المتحدة السابقين مع قضية ووضعية القدس في إطار النزاع العربي الإسرائيلي. فالقدس بالنسبة لترامب – ذي الخلفية المعروفة في تجارة العقارات – ليست سوى بلدة قديمة لا يجد حرجًا في الاعتراف بها كعاصمة لدولة إسرائيل؛ لينقل مقر السفارة الأميركية إليها ثمنًا لدعم الملياردير الأميركي الصهيوني شيلدون أديلسون، والذي تقود أرملته حاليًا حملةً مماثلة لنزع اعتراف ترامب بأحقية ضم إسرائيل للضفة الغربية مستقبلًا.
وينطبق الحال كذلك على مرتفعات الجولان التي أقرّ ترامب بضمها لدولة إسرائيل في خطوة لا تخدم إطلاقًا مصالح الولايات المتحدة في المنطقة بأي حال من الأحوال، ومخالفة كذلك للمواثيق والقرارات الدولية الصادرة من مجلس الأمن الدولي في هذا الشأن.
ولا غرابة أيضًا في نظرة ترامب نحو غزة، حيث لا يراها سوى شريط ساحلي – كما صرّح زوج ابنته اليهودي الأميركي بذلك أيضًا – يستطيع إخلاء سكانها الفلسطينيين منها، وتحويلها إلى منتجعاتٍ وملاهٍ بحريةٍ سياحيةٍ عالمية.
يتجاهل ترامب وصهره حقائق التاريخ وميراثه المرسوم على كل شبر من جغرافية فلسطين ليقرّرا بجهالة شأنَها كما يشاءان، وكما يحلم ويتمنّى نتنياهو في مشروعه التوسعي اليميني المتطرف.
ويعتقد نتنياهو كذلك أن فوز ترامب بولاية ثانية سيمنحه حرية أكبر في مواجهة إيران وبرنامجها النووي، وربما استدراج الولايات المتحدة لحرب ضدها، وذلك بما يكنّه ترامب من عداء مستحكم ضد الجمهورية الإسلامية.
فقد قامت إدارة ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي وقعته إدارة سلفه أوباما في خطوة غير عادية في الأعراف والاتفاقيات الدولية، إذ نادرًا ما ينقض رئيس أميركي اتفاقًا دوليًا وقّعتْ عليه إدارة أميركية سابقة، دون دفوعات ومسوغات قانونية وسياسية قوية لذلك.
كان ترامب أكثر جرأة من أسلافه الرؤساء الأميركيين في استهداف قيادات الجيش الإيراني، حينما اغتال الطيران الأميركي في عملية عسكرية سافرة قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في مطلع عام 2020. لذا يظن نتنياهو أن إدارة ترامب القادمة، إذا حالفه الفوز في هذه الانتخابات، ستكون أكثر خصومةً ضد إيران من إدارة هاريس، التي ربما تحاول اتباع الوسائل والضغوط الدبلوماسية قدر المستطاع مع النظام الإيراني.
وبالإضافة إلى ما سبق، يُعدّ ترامب الرئيس الأميركي الوحيد في القرن الواحد والعشرين الذي حقّق اختراقًا كبيرًا في التطبيع العربي الإسرائيلي برعايته ودفعه لتوقيع اتفاقيات أبراهام بين إسرائيل وأربع دول عربية دون تثبيت الحقوق الفلسطينية المشروعة المنصوص عليها في القرارات الدولية، واتفاقيات السلام السابقة مثل أوسلو.
فليحلم نتنياهو بما شاء وكيف يشاء فيمن يتولى رئاسة الولايات المتحدة، ولكن من سيقرّر مصير الشرق الأوسط مستقبلًا هم أولئك الأطفال العُزّل في غزة وغيرهم من ضحايا العدوان الإسرائيلي الغاشم، الذين تحمّلوا أهوالًا تنوء بحملها الجبال ويشيب لها الوِلْدان.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية