يبدو أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لا يملك وقتاً للهدر، حيث سارع في غضون ساعات من استهدافه من قبل مسلح إلى إطلاق نداء لأنصاره للتبرع. وقال ترامب في ندائه: "لن أستسلم أبداً! سأظل أحبكم دائماً لدعمكم لي".

انتشار الأسلحة النارية في أمريكا يشكل جزءاً كبيراً من المشكلة

وكتب جيكوب هايلبرون، الزميل البارز غير المقيم في مركز أوراسيا التابع لأتلانتيك كاونسيل، في مجلة "ذا ناشيونال إنترست"، أن الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس قد وجها رسائل تدين الهجمات، ومع ذلك، يتهم الجمهوريون البارزون الديمقراطيين بالتسبب بها عبر تصوير ترامب كتهديد للديمقراطية الأمريكية.

ويهدف هذا الأسلوب الخطابي إلى تصوير الديمقراطيين على أنهم المستبدون الحقيقيون، وليس الجمهوريين. 

يقاتلونهم بسلاحهم

قال النائب مايك والت في مقابلة على قناة فوكس نيوز: "يجب أن يتوقف هذا الخطاب ضد الرئيس ترامب، هذه السردية التي تصوره على أنه سيكون الديكتاتور القادم أو هتلر الجديد".

وعلى منصة "أكس"، صرح روجر كيمبال، ناشر مجلة "نيو كرايتريون"، بأن "الديمقراطيين... مسؤولون بالكامل عن هذه المحاولات لقتل ترامب والهجمات على مناصريه". 

Trump's assassination attempt will not have an impact on the polls, @LukensLewis of Signum Global Advisors tells CNBC's @dan_murphy pic.twitter.com/ZhitiSJhK1

— CNBC Middle East (@CNBCMiddleEast) September 17, 2024

ويبقى التساؤل حول مدى فاعلية هذا النوع من الحجج، الذي يسعى لمهاجمة خصوم ترامب السياسيين.

فمن جهة، تشير الخلفية الغريبة لمطلق النار إلى أنه نموذج للذئب المنفرد، مدفوع بمزيج معقد من المظالم والاستياء، والتي يصعب تفسيرها منطقياً، وبصراحة، يبدو أن روث يعاني من اضطرابات عقلية، بحسب الكاتب.

سفير سلام... مع كيم جونغ أون

ويبدو أن روث سبق أن جمع ما يصل إلى 100 تهمة بجرائم مختلفة. ففي سنة 2002، ألقي القبض عليه بتهمة حيازة سلاح دمار شامل بعد مواجهة استمرت ساعات عدة مع شرطة ولاية كارولاينا الشمالية، كما رأى نفسه مدافعاً عن السلام، فدعا زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون إلى هاواي، حيث وصف نفسه بأنه "سفير ووسيط".

كما رأى المقاول السابق في مجال تسقيف المنازل نفسه محارباً. لقد أراد القتال ضد روسيا بالنيابة عن أوكرانيا. 

Donald Trump did not get a post shooting bump that almost all pundits predicted. A new Morning Consult Poll shows Trump with only a one point lead over President Biden. The lead is within the margin of error and is unchanged since the shooting. Pundits had predicted that Trump… pic.twitter.com/xmVoA1QbPn

— Marty Taylor (@RealMartyT7) July 16, 2024

ونشرت صحيفة دير تاغس شبيغل اليومية في برلين مقالاً حصرياً لمراسل أجرى مقابلة مع روث في مايو (أيار) 2022، وأشارت إلى أنه كان مشوشاً إلى درجة أن الجيش الأوكراني رفض خدماته.

وتقول وحدة من المواطنين الأجانب الذين يقاتلون في أوكرانيا إن "المواطن الأمريكي رايان روث لم يخدم قط في الفيلق الدولي التابع للمديرية الرئيسية للاستخبارات بوزارة الدفاع في أوكرانيا".

نظريات المؤامرة

ولن يوقف أي من هذا انتشار نظريات المؤامرة على وسائل التواصل الاجتماعي. إذ كتب إيلون ماسك نفسه تغريدة قال فيها: "ولا أحد يحاول حتى قتل بايدن/كامالا"، مرفقة برمز تعبيري لوجه مفكر.

وعلى الرغم من حذف التغريدة لاحقاً ووصفها بأنها مزحة، استمر آخرون في زعم أن ترامب نفسه هو من خطط للحادث، أو أن "الدولة العميقة" تقف وراءه.

وفي الوقت نفسه، كان التحرك السريع لعميل الخدمة السرية هو الذي أدى إلى اعتقال مطلق النار في المقام الأول.

هذا هو الواقع

الحقيقة وفق هايلبرون أن انتشار الأسلحة النارية في أمريكا يشكل جزءاً كبيراً من المشكلة.

ويمثل العنف السياسي، كما يمكن القول، جزءاً من التقاليد الأمريكية. ففي سبرينغفيلد بولاية أوهايو، يلغي مسؤولو المدينة العديد من الفاعليات بسبب انتشار تهديدات بوجود قنابل.

وقال حاكم ولاية أوهايو مايك ديواين عن مزاعم حملة ترامب بأن الهايتيين يتصرفون بجنون في سبرينغفيلد: "لا يوجد دليل على هذا إطلاقاً".

ويخطط ترامب لزيارة المدينة في وقت لاحق من هذا الشهر، فيما وصف عمدة المدينة روب رو هذه الزيارة بأنها قد تكون "صعبة".

ومع ذلك، وقبل أن يتمكن من القيام بالزيارة، كشف ترامب عن أحدث حيله الترويجية، حيث أعلن عن إطلاق منصته للعملات المشفرة تحت اسم World Liberty Financial.


المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الجمهوريون الديمقراطيين الانتخابات الأمريكية ترامب محاولة اغتيال ترامب الحزب الجمهوري الحزب الديمقراطي

إقرأ أيضاً:

هل تعوق محاولة اغتيال ترامب الثانية تقدم هاريس للبيت الأبيض؟

تعيش الولايات المتحدة تطورات غير مسبوقة، بعد أن شهدت ثاني محاولة اغتيال لمرشح رئاسي في أقل من 9 أسابيع، وعلى بعد 8 أسابيع من موعد الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وأعلنت حملة دونالد ترامب وقوع إطلاق نار خارج منتجعه الخاص في بالم بيتش بولاية فلوريدا، حيث كان المرشح الجمهوري يلعب الغولف في يوم إجازة من حملته الانتخابية.

ولا تزال التحقيقات مستمرة مع المشتبه به بعد تقديمه إلى المحكمة واتهامه، في إطار التحقيق في محاولة الاغتيال المفترضة التي تعرض لها الرئيس الأميركي السابق، بتهمتي حيازة سلاح في شكل غير قانوني وحيازة سلاح تم محو رقمه التسلسلي.

ويتوقع محللون أن تترك هذه المحاولة آثارا على السباق المحموم للرئاسة، الذي زادت حرارته بعد أن اتهم ترامب كلا من الرئيس جو بايدن ونائبته المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس بالمسؤولية عن الخطاب الذي قال إنه أدى لمحاولة الاغتيال.

ثغرات أمنية

وفي تعليقه على الحادث، يرى ريتشارد شويبرل، الضابط السابق في مكتب التحقيقات الفدرالي، أن جهاز الخدمة السرية نجح في إحباط الهجوم، إلا أن الحادث أماط اللثام عن ثغرات أمنية تستدعي المراجعة العاجلة.

وأضاف أنه من غير المقبول أن يتمكن شخص من الوجود في محيط المرشح لمدة 12 ساعة من دون اكتشافه، ناهيك عن استخدامه لوحة ترخيص مسروقة، مؤكدا أن هذه الأحداث تشير بوضوح إلى قصور في الانتشار الأمني حول المرشح.

ورغم ذلك، فإن شويبرل لا يعتقد أنه من الواجب أن يكون أي مرشح سواء كان جمهوريا أو ديمقراطيا أو مستقلا، محكوما بحاجز أمني أو زجاجي يعزله عن الناخبين، إلا أنه لا يمكن في الوقت ذاته تجاهل التهديدات المتزايدة.

واعتبر شويبرل أن ما تشهده البلاد مؤخرا مقلق وتصاعد خطير في حدة الاستقطاب السياسي، بعد ظهور خطاب راديكالي غير مسبوق، لافتا إلى أن البعض يحاول تبرير مثل هذه الأعمال العنيفة بشكل لم يكن معهودا في السابق.

بدورها، ترى ميشيل غيل، المحللة البارزة في شؤون السياسة الخارجية الأميركية والعضو في الحزب الديمقراطي، أنه من الصعب تحميل المسؤولية بشكل مباشر لحملة هاريس عن هذه الأحداث المؤسفة.

استقطاب حاد

لكنها في الوقت ذاته ترى أن السنوات الأربع الماضية شهدت تصاعدا ملحوظا في حدة الخطاب السياسي من كلا الحزبين، كان له دور في الوصول إلى هذه النتائج.

وأضافت في هذا السياق "رغم أن الأميركيين عادة ما يمارسون حقهم الانتخابي بشكل سلمي، فإننا نشهد اليوم مستوى غير مسبوق من الاستقطاب الحزبي، ومما يثير القلق، أن بعض الناخبين الديمقراطيين أعربوا عن أسفهم لفشل محاولة الاغتيال الأولى، مما يعكس مدى تطرف المواقف السياسية".

كما رأت غيل أنه ينبغي عدم تجاهل تأثير وسائل الإعلام التقليدية في تأجيج هذا الخطاب، لافتة إلى أنه مما يثير القلق وجود شريحة صامتة من المجتمع ربما لا تعارض هذا النوع من العنف.

ولا تستبعد المحللة الأميركية أن يكون لهذا الحادث تأثير على شعبية المرشحين، إذ يهتم قطاع كبير من الأميركيين بسلامة ديمقراطيتهم، وقد يأخذ البعض منهم هذه الأحداث على محمل الجد، مما قد يؤدي إلى زيادة الدعم لترامب، خاصة أن حملته تركز على هذه النقطة.

وترى غيل أفضل رد لهاريس هو الاستمرار في التركيز على مفهوم الوحدة الوطنية والنبرة الإيجابية التي قدمتها في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، وكذلك اللهجة الإيجابية التي من الممكن أن تؤدي إلى النقلة الأساسية المطلوبة في هذه المرحلة الحرجة.

تهديد الديمقراطية

في حين يرى جون توريس، المدير السابق بوزارة الأمن الداخلي والقيادي البارز في الحزب الجمهوري، أن هذه المحاولة جعلت الأجواء أكثر سخونة، معتبرا الحديث المتكرر عن "تهديد الديمقراطية" من قبل الديمقراطيين يمكن أن يكون له دور في قيام البعض بهذه المحاولات.

وأوضح أن هناك بعض الأفراد، خاصة من يعانون اضطرابات نفسية، قد يفسرون ذلك على أنه دعوة للعمل -بأي وسيلة- على إيقاف المرشح المنافس حتى لو كان ذلك عبر تحرك عنيف.

ورجح توريس أن يتم استغلال هذا الحادث من قبل الحملتين، فمن جهة، قد يستخدم ترامب هذا الحادث لتعزيز حملات جمع التبرعات، ومن جهة أخرى، ستدين هاريس وحملتها بشدة هذه المحاولة وتحذر من خطورة مثل هذه الأعمال.

مقالات مشابهة

  • هل تعوق محاولة اغتيال ترامب الثانية تقدم هاريس للبيت الأبيض؟
  • أديب عن محاولة اغتيال ترامب الثانية: سيحقق رقم قياسي
  • الكرملين يعلق على محاولة اغتيال ترامب الثانية
  • المسكوت عنه في محاولة اغتيال ترامب الثانية
  • لا مكان للعنف السياسي في أميركا.. ردود فعل واسعة بعد محاولة اغتيال ترامب الجديدة
  • نتانياهو في صدمة جراء محاولة اغتيال ترامب الثانية
  • هكذا علّق نتنياهو على محاولة اغتيال ترامب الثانية
  • محاولة اغتيال ترامب الثانية.. تفاصيل عن المشتبه به وبايدن يعلق
  • محاولة اغتيال ترامب الثانية.. ماذا نعرف عن المشتبه به؟