أول دولة عربية أمام مجلس الأمن في مهاجمة إسرائيل
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
قال ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع، الاثنين، إن "الهجمات على الأفراد العاملين في المجال الإغاثي بقطاع غزة تعد خنجرا في صميم مبادئ القانون الإنساني الدولي”.
وجدد بن جامع، خلال جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية، التأكيد على “حتمية وقف إطلاق النار دون شروط في قطاع غزة، الذي يشهد عدوانا صهيونيا وحشيا، لا سيما في ظل انخفاض تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع”.
وقال بن جامع: “لا بد من تناول مسألة جد خطيرة إثر فقدان 6 عمال من موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) مؤخرا”، وفق وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.
وأكد أن ذلك “مسألة لا تستدعي فقط الإدانة، بل تذكرنا بشكل صارخ بالتآكل الخطير للمعايير الدولية التي طالما سعينا لإرسائها”.
وأشار إلى أن الهجمات على العاملين في المجال الإنساني، بما في ذلك القافلة التابعة لبرنامج الأغذية العالمي، “ما هي إلا خنجر في صميم مبادئ القانون الإنساني الدولي”.
وأكد مندوب الجزائر على أهمية “عدم الاستغناء مطلقا عن دور منظمة الأونروا، خاصة مع ما رأيناه في إطار حملة التحصين ضد مرض شلل الأطفال” التي ساهمت الوكالة في تنفيذها بعموم محافظات القطاع.
وأوضح بن جامع إن الآلية الأممية لتوزيع المساعدات الإنسانية التي نص عليها قرار مجلس الأمن 2720 “سليمة من الناحية العملية، إلا أنها لم تحقق النتيجة المرجوة”.
وأردف بأن “الأرقام تذكر بهذه الحقيقة الدامغة، وهي أن توصيل المساعدات بمعدل يومي انخفض منذ اعتماد القرار 2720 ديسمبر/ كانون الأول 2023، حيث أكدت بيانات الأمم المتحدة دخول 62 شاحنة فقط إلى القطاع بشكل يومي خلال الأيام العشرة الأولى من سبتمبر/ أيلول الجاري، مقارنة بـ97 شاحنة في ديسمبر”.
وفي 22 كانون الأول/ ديسمبر 2023، اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2720 الذي يدعو إلى “اتخاذ خطوات عاجلة للسماح فورا بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل موسَّع وآمن، ودون عوائق، ولتهيئة الظروف اللازمة لوقف مستدام للأعمال القتالية”.
والجمعة، أعلنت الأونروا استشهاد أحد موظفيها برصاص قناص إسرائيلي شمالي الضفة الغربية المحتلة، في حادثة هي الأولى من نوعها منذ 10 سنوات. والأربعاء الماضي، شن الجيش الإسرائيلي غارة جوية على مدرسة “الجاعوني” بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 18 فلسطينيا، بينهم 6 من موظفي الأونروا، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
كيف علّق الغزيون على اقتراب موعد حظر عمل أونروا؟
غزة- يرى اللاجئ الفلسطيني محمد البسيوني، في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، "شريان حياة، وقطعه يعني كارثة بالنسبة لملايين اللاجئين البسطاء".
ينحدر البسيوني من عائلة لجأت -جراء نكبة 1948– إلى بلدة بيت حانون في شمال قطاع غزة، ويقول للجزيرة نت إن "اعتمادنا الأساسي في الصحة والتعليم والمساعدات الغذائية على الأونروا، فماذا نفعل لو انهارت وليس لنا بديل آخر؟".
واضطرته الحرب الإسرائيلية المستعرة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى النزوح بأسرته (12 فردا) من بيت حانون، حيث فقد منزله، إلى مركز إيواء داخل مدرسة غرب مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
محمد وأسرته يعتمدون على مساعدات أونروا ويتخوفون من حظر عملها في غزة (الجزيرة) مخاوفيعاني البسيوني (54 عاما) وزوجته رغدة (50 عاما) من مرض الضغط ويحصلان على دوائهما الخاص مجانا من عيادة ببيت حانون تابعة لأونروا، ويؤكد "حياتنا كلها تعتمد على خدماتها المجانية، تعلّمنا في مدارسها ونعالج في عياداتها، ونعيش على مساعدات إغاثية دورية منها".
ويتخوف من انهيار الوكالة وغيابها مع اقتراب دخول قرار اتخذه الكنيست الإسرائيلي، في 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بحظر نشاطها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيز التنفيذ في 28 يناير/كانون الثاني الجاري.
وخلال الحرب، لم تقتصر خدمات أونروا على اللاجئين فقط الذين يمثلون قرابة 70% من بين مليونين و300 ألف نسمة في غزة، يعتمدون حاليا بصورة أساسية على ما تقدمه من مساعدات إنسانية إثر انهيار الحياة وتوقف عجلة الاقتصاد.
رغدة تعتبر قرار حظر أونروا في غزة كارثة كبرى (الجزيرة)والأربعاء الماضي، قال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني إنها ستواصل تقديم المساعدات للفلسطينيين رغم الحظر الذي سيطال القطاع والضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة، مؤكدا أنه "انتهاك للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
إعلانولفت إلى أن هذه القرارات الإسرائيلية "ستحرم الموظفين الدوليين من تأشيرات الدخول إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة"، واستدرك أن "طاقم أونروا المحلي سيبقى ويقدم المساعدات الطارئة وخدمات رعاية صحية وتعليم".
تلقى الزوجان البسيوني تعليمهما الأساسي في المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدارس أونروا، وتساءلت رغدة: "أين يذهب آلاف الطلبة إذا انهارت الوكالة؟ أين يتعلم أطفالنا وأين نعالج؟ ألا يكفي دمار الحرب والويلات التي أصابتنا؟".
وتصف حظرها وتوقف خدماتها بـ"كارثة كبرى" ستحل بكل سكان غزة، وليس فقط اللاجئين، وتقول "كانت الوكالة سندنا كلنا في الحرب، وقدمت لنا الطحين والمساعدات الإنسانية المختلفة".
لاجئون فلسطينيون أمام مركز تموين تابع لأونروا في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة (الجزيرة) لا بديلووفق المستشار الإعلامي لأونروا عدنان أبو حسنة، تنفذ الوكالة نحو 90% من العمليات الإغاثية في القطاع، ويؤكد للجزيرة نت "ما تقوم به هو الحفاظ على حياة الناس أحياء".
ويشدد على أنه "لا بديل عن الوكالة الأكبر المتغلغلة في كافة تفاصيل الحياة، وقد حاولت إسرائيل طوال فترة الحرب استبدالها بمنظمات الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) وبرنامج الغذاء العالمي والصحة العالمية، لكن هذه المؤسسات قالت بوضوح "لا نرغب ولا نستطيع ولا نمتلك القدرات".
وحسب أبو حسنة، "فشلت كل المحاولات الإسرائيلية في استبدال الأونروا، التي تمتلك 13 ألف موظف ثابت، و10 آلاف آخرين يعملون بعقود مختلفة، وتمتلك الذاكرة والتاريخ والتفويض الأممي، وقدرات لوجستية وخبرة واسعة".
اللاجئة عائشة قلقة من تداعيات حظر عمل أونروا على حياتها وأسرتها (الجزيرة)وتضاعفت حاجة سكان القطاع للوكالة بعدما أدت الحرب إلى ارتفاع نسبة سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي لنحو 95% منهم.
إعلانمن جانبها، تقول عائشة عمار، وهي والدة لـ5 أطفال، "احنا يا دوب (نحن بالكاد) قادرين نعيش مع مساعدات الأونروا، فكيف سيكون حالنا بدونها؟". وتقيم وأسرتها في مدرسة بيت المقدس غرب مدينة خان يونس. وبحسب حديثها للجزيرة نت، فإن زوجها لا يعمل منذ اندلاع الحرب وليس لهم مصدر دخل، ويعتمدون على المساعدات الإغاثية.
ووفقا لها، "سيغرق مئات الآلاف في المجاعة والمرض والجهل إذا انهارت الأونروا، حيث تعتمد الغالبية في غزة على خدماتها في الصحة والتعليم والإغاثة".
مهام كبيرةورحبت الوكالة باتفاق وقف إطلاق النار، ويقول أبو حسنة إنهم يأملون أن يؤدي إلى دخول مئات شاحنات المساعدات يوميا من الخيام والمستلزمات الإنسانية والطبية، وقطع غيار محطات المياه والصرف الصحي وغيرها من مجالات الحياة، وتسهيل عملياتهم "رغم أن هناك مخاطر كبيرة لا تزال تلوح بالأفق من إمكانية منع إسرائيل العمل في القطاع والضفة والقدس الشرقية".
وأكد أن مهام كبيرة تنتظرهم بعد الحرب، "ففي قطاع التعليم وحده لديهم 650 ألف طفل الآن، موجودون في الشوارع وبين الركام والخيام، ويجب إعادتهم للمنظومة التعليمية، ومن المهم تأهيل القطاع الصحي وعيادات الأونروا التي تم تدمير معظمها".
ينظر أبو حسنة لقرار الحظر بخطورة بالغة، لكنه يؤكد "سنواصل العمل في القطاع لأننا لم نأخذ ترخيصا من الحكومة الإسرائيلية، وإنما نعمل بموجب تفويض من الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ 76 عاما في سوريا ولبنان والأردن وغزة والضفة والقدس الشرقية المحتلة".
من ناحيته، وصف رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني صلاح عبد العاطي قرار حظر أونروا بـ"غير المشروع"، وقال للجزيرة نت إن من شأنه "تعميق الكارثة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية وخصوصا في قطاع غزة".
وبرأيه، فإن إسرائيل لم تنتظر دخول قرار الحظر حيز التنفيذ وتُعرقل فعليا عمليات الوكالة، حيث رفضت في ديسمبر/كانون الأول الماضي نحو 70% من طلباتها لإدخال المساعدات للقطاع المحاصر الذي "يتعرض لحرب إبادة وتطهير عرقي".
وشدد عبد العاطي على أنه "لا يوجد بديل عن الأونروا بإمكانياتها وخبراتها وقدراتها"، لافتا إلى أنها تمثل "ذاكرة القضية الفلسطينية، ولذلك سعت إسرائيل وحلفاؤها إلى خنقها ماليا عبر سنوات ماضية حتى وصل العجز في موازنتها إلى 200 مليون دولار، وأثر ذلك على خدماتها المقدمة للاجئين".
إعلانبموجب تفويض من الجمعية العامة للأمم المتحدة، تأسست أونروا في عام 1949 لتقديم الدعم الإغاثي والتعليم والصحة للاجئين الفلسطينيين في 5 مناطق هي الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة. وقد قدمت منذ إحداثها خدمات حيوية لنحو 5.7 ملايين لاجئ فلسطيني.