موقع 24:
2025-01-22@04:16:43 GMT

صفقة الرهائن كما يراها بايدن ويريدها نتانياهو

تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT

صفقة الرهائن كما يراها بايدن ويريدها نتانياهو

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن الاثنين الثاني من سبتمبر الجاري، إن التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس في غزة “أصبح قريباً جداً”.

لم تزل إدارة بايدن تنشر أمل التوصّل إلى تسوية بين حركة حماس وإسرائيل، رغم اعترافها بأنّ إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على إبقاء قواته في ممرّ فيلادلفيا يشكّل عقبة رئيسية في سير المفاوضات، فهل فعلا تعمل واشنطن على تحقيق الصفقة أم إنها تختار طريق تمييع الوقت وتهدئة النفوس لغايات في نفس يعقوب؟
فشلت الجولة الثانية من المفاوضات التي عُقدت في القاهرة أواخر أغسطس (آب) الماضي، بعد التراشق الإعلامي لكلا طرفيّ النزاع بإفشال الصفقة.

إذ تجد حركة حماس أن إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي على إضافة بنود جديدة على مبادرة بايدن التي طرحها في الثاني من مايو الماضي، دلالة واضحة على أن الجانب الإسرائيلي يرفض الصفقة شكلاً ومضموناً. هذا الاعتراف لا يقتصر على حركة حماس، ولكن القائد السابق للجيش الإسرائيلي بيني غانتس، ومنافس نتانياهو على الزعامة، يرى ذلك أيضا، إذ اعتبر أن الاحتفاظ بممرّ فيلادلفيا ذريعة يستخدمها نتانياهو لإعاقة التسويات.
وسط تبادل الاتهامات بين حماس وإسرائيل عن مسؤولية إفشال المفاوضات، دخل عنصر جديد إلى العرقلة، تمثّل باستعادة إسرائيل لجثامين ستة من المختطفين لدى الحركة بعد العثور عليهم داخل نفق في القطاع. هذا الأمر رفع من نسبة التهديدات الإسرائيلية والأمريكية على حد السواء، إذ كان من بينهم مواطن يحمل الجنسية الأمريكية ما دفع، حتى بايدن، إلى تهديد قادة حماس بالمحاسبة. بات يقينا عند حركة حماس أن لا أفق لنجاح المفاوضات، لأن الأمريكي بات أيضاً خصماً تطبيقاً لبيت شعر أبي الطيب المتبني الذي توجّه به إلى كافور الإخشيدي ليقول له “فيك الخصام، وأنت الخصم والحكم”.

تطورات إعاقة التسويات، تأتي على وقع تطورات ميدانية منها استمرار الحرب في القطاع واقتحام الجيش الإسرائيلي للضفة الغربية بحثاً عن عناصر مرتبطة بحماس أو بالجهاد مخلّفاً عمداً دماراً في البنى التحتية وأعداداً من القتلى والجرحى، ما أدّى إلى تصاعد العمليات ضدّ القوات المهاجمة بتفجيرات وإطلاق نار وعمليات انتحارية.
تشهد شوارع تل أبيب وبعض المناطق الإسرائيلية تظاهرات غير مسبوقة في تاريخ هذا الكيان، ما أحدث انقساماً في البلاد بين عائلات تطالب بإطلاق سراح أبنائها وعائلات ضدّ الصفقة. لذا يعتبر بعض المتابعين أن هذه المشهدية تعطي المزيد من فرص المراوغة لحكومة نتانياهو ولإدارة بايدن التي دخلت مرحلة الاستعداد للانتخابات الرئاسية من خلال مرشحتها عن الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، نائبة الرئيس بايدن حالياً.
تعمل إدارة بايدن التي شارفت على نهاية ولايتها ظاهرياً على إنجاح الصفقة، كي تعبّد الطريق أمام المرشحة هاريس، التي ما فتئت تصرّح بعد إعلان ترشيحها، بأنها من المؤيدين لوقف إطلاق النار في غزة فوراً. ولكن مهلاً سيدة هاريس، ألست أنت نائبة الرئيس الحالي، ولديك دور مؤثر في صناعة القرار الأمريكي؟ فلمَ لا تلجئين إلى لعب دورك، وتفرضين وقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل؟ ألن يكون ذلك أجدى وأفضل من الاستعراضات الانتخابية التي تقوم بها هذه السيدة؟
يشكّك البعض في النوايا الأمريكية من الدعوة، لأنّ هاريس قادرة على التأثير على وقف الحرب من خلال وقف الدعم العسكري غير المشروط لإسرائيل. فالجميع على علم بأن حكومة نتانياهو لا تستطيع أن تستمرّ دون هذا الدعم حيث تشير المعطيات إلى أنه تخطّى الخمسين ألف طنّ من المساعدات العسكرية لإسرائيل.
تأييد كامالا لوقف النار، وبعد مرور أكثر من 11 شهرا على الحرب هناك، يثير المزيد من التساؤلات حول التوقيت، لاسيما وأن الولايات المتحدة دخلت زمن الانتخابات الرئاسية، الأمر الذي يؤكّد أن الموضوع لا يتعدّى كسب أصوات انتخابية.
معادلة انتخابية جديدة لحملة هاريس على قاعدة “مسعى لإنجاح الصفقة بالنسبة إلى إدارة بايدن، تعني تعزيز ضمان وصول هاريس إلى البيت الأبيض”
عملت حملة هاريس على اتباع سلسلة من الخطوات في هذا الخصوص، منها الاستعانة بمحامية أمريكية مصرية الأصل، للمساعدة في التواصل مع الناخبين العرب الذين تؤثّر أصواتهم في بعض الولايات. كما ستتولّى بريندا عبدالعال، التي كانت مسؤولة في وزارة الأمن الداخلي سابقا، مهمة لحشد الجالية المحبطة بسبب الدعم الأمريكي لحرب إسرائيل في غزة. بالتوازي عيّنت هاريس المحامية الأمريكية الأفغانية الأصل، نصرينا باركوزي للتواصل مع الأمريكيين المسلمين.
معادلة انتخابية جديدة لحملة هاريس على قاعدة “مسعى لإنجاح الصفقة بالنسبة إلى إدارة بايدن، تعني تعزيز ضمان وصول هاريس إلى البيت الأبيض”. يلجأ الحزب الديمقراطي إلى إزالة “الصورة النمطية” التي رسّختها إدارة بايدن تجاه إسرائيل، بتقديم الدعم اللامحدود رغم سقوط عشرات الآلاف من القتلى الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ورغم تجاهلها لقيم حقوق الإنسان وعرقلة القرارات الدولية المدينة للجرائم الإسرائيلية.
تتخوّف إدارة بايدن من أن فشل جهودها الدبلوماسية سيوفّر المزيد من حظوظ منافسها الجمهوري دونالد ترامب الذي يحتاج إلى إطالة الحرب في فلسطين. إن تصريح ترامب خلال مؤتمر صحفي الخميس الخامس عشر من أغسطس (آب) الماضي، بأن نتانياهو يعرف ما يفعل، وأنه يشجعه على أن ينتهي الأمر بسرعة لكن بانتصار، يؤكّد شكوك الديمقراطيين بأنّ هناك تنسيقاً واستثماراً انتخابياً بين نتانياهو وترامب.
“مرحلة تقطيع الوقت” هي السياسة الأفضل لإدارة بايدن في هذه المرحلة، إذ من ناحية تعطي المزيد من الوقت لإنجاح الحملة الانتخابية، ومن جهة ثانية، تعمل على ربط النزاع في الشرق الأوسط من خلال حشدها العسكري الكبير وغير المسبوق.
لهذا، يرى البعض في هذه الازدواجية مماطلة واضحة لتمييع الموضوع، من خلال تخدير الرأي العام الإسرائيلي بأن مسار المفاوضات يسير على الطريق الصحيح، وأن نتانياهو يبذل الجهد لتحقيقها. هذا ما يعطي المزيد من الوقت لتنفيذ الخطط المرسومة والتي انتقلت اليوم إلى الضفة الغربية، بما تحمله من خراب وقتل وتدمير ممنهج للبنية التحتية، بهدف اقتلاع الوعي المقاوم لدى الفلسطينيين.
ترى الإدارة الأمريكية أن الصفقة يجب أن تعطي المزيد من فرص النصر الانتخابي لهاريس والميداني لإسرائيل. فالكثير من المتابعين يعتبرون أن إسرائيل هي جزء من مشروع الممرات الاقتصادية التي وُقّع عليها في نيودلهي في التاسع من سبتمبر الماضي خلال اجتماع الدول العشرين. لهذا تجد حكومة نتانياهو نفسها تحتاج إلى إبطاء التوصّل إلى أي صفقة، وعليها أن تتمسّك بإبقاء جيشها في ممرّ فيلادلفيا، ليس لأجل البقاء، بل لأخذ المفاوضات إلى طريق ممرّ “نتساريم”، الممرّ الحيوي الذي تعمل حكومة نتانياهو على تكريس حضورها عسكرياً فيه، لأنه يقسم القطاع شماله عن سائر المناطق الأخرى، وهنا بيت القصيد لإكمال مشروع شقّ قناة بن غوريون.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل إدارة بایدن حرکة حماس المزید من من خلال

إقرأ أيضاً:

صحيفة عبرية تكشف موعد إطلاق سراح أول دفعة من الرهائن.. وتهديد لوزير الخارجية الإسرائيلي

أفادت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية بتحديد موعد إطلاق سراح الرهائن اليوم الأحد.

ونقلت الصحيفة عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه من المُقرّر إطلاق سراح أول دفعة من الرهائن الساعة 16:00 بالتوقيت المحلي.

يأتي ذلك فيما قال جدعون ساعر وزير الخارجية الإسرائيلي، إن تحرير الرهائن والمحتجزين كلّف إسرائيل ثمنًا باهظًا لكن سنبذل كل ما في وسعنا لتحرير المحتجزين جميعًا.

وقال إن حماس خرقت اتفاق وقف إطلاق النار بعدم تسليمها أسماء الأسيرات في الموعد بينما نحن ملتزمون بتحقيق كل أهداف الحرب التي أقرها مجلس حكومة الحرب وبأهداف الحرب وبإعادة الرهائن وتفكيك قدرات حماس.

واعتبر أنه لا مستقبل للاستقرار والأمن للجانبين ما دامت حماس في السلطة بغزة.

كما هدّد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بإسقاط عرش رئيس الحكومة في الاحتلال بنيامين نتنياهو بسبب الصفقة وفق ما ذكرت وسائل إعلام عبرية.

وقال سموتريتش، سأسقط الحكومة إذا لم نعد للقتال بقطاع غزة بطريقة تسمح بسيطرتنا الكاملة عليه وإدارته.
يأتي ذلك بينما قدم زميله الوزير المتطرف ايتمار بن جفير استقالته مع وزراء آخرين اعتراضًا على صفقة الأسرى.

مقالات مشابهة

  • "حماس" تكشف موعد الإفراج عن 4 رهينات جدد
  • صفقة التبادل تواجه اختباراً جديداً بعد "مشكلة فنية" في اليوم الأول
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: المحتجزات المفرج عنهن عدن إلى أحضان عائلاتهن
  • فوضى كادت أن تفسد صفقة الرهائن في غزة في اللحظة الأخيرة
  • «حماس هزمتنا».. قادة إسرائيل يبكون حزنًا على إبرام صفقة في غزة 
  • صحيفة عبرية تكشف موعد إطلاق سراح أول دفعة من الرهائن.. وتهديد لوزير الخارجية الإسرائيلي
  • صفقة الرهائن ومصير حماس
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي: سنواصل الهجمات ما دامت حماس لم تف بالتزاماتها
  • صفقة غير مسؤولة..بن غفير يجدد التهديد بالاستقالة بسبب وقف إطلاق النار في غزة
  • أول مأزق لوقف إطلاق النار..نتانياهو يؤجل التنفيذ بسبب قائمة الرهائن