د. منجي علي بدر يكتب: رسائل قمتَي «المستقبل والبريكس»
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
لم يعد ميثاق الأمم المتحدة لعام 1945 مناسباً للحاضر، وجاء اقتراح عقد مؤتمر قمة معنى بالمستقبل فى التقرير المعنون «خطتنا المشتركة»، وذلك استجابة من الأمين العام للأمم المتحدة لدعوة من الدول الأعضاء لتقديم أفكار عن أفضل السبل للتصدى للتحديات الحالية والمستقبلية.
ونتعشم أن تجد اجتماعات قمة المستقبل على هامش اجتماعات الدورة الـ79 للأمم المتحدة يومى 22 و23 سبتمبر الجارى حلولاً للمشاكل الراهنة، خاصة فى ظل بروز قوى منافسة يمثلها تجمُّع البريكس الذى يعقد اجتماعاته خلال الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر 2024 بمدينة قازان الروسية، وأيضاً ظهور بوادر تململ الدول الناشئة من الغطرسة والهيمنة الغربية.
وألقى الرئيس السيسى، منذ أيام، كلمة افتراضية لقمة المستقبل التى تمثل حركة تصحيحية للنظام العالمى ومؤسساته بما يتماشى مع المتغيرات الدولية الراهنة، وشملت الكلمة عدداً من النقاط، أهمها إرساء مبادئ القانون الدولى، وإصلاح هيكل النظام المالى العالمى، وتعزيز جهود القضاء على الفقر والجوع، وحماية الأمن المائى لجميع الدول.
وقمة المستقبل حدث رفيع المستوى يجمع قادة العالم للتوصل إلى إجماع دولى جديد حول كيفية تقديم حاضر أفضل وحماية المستقبل، ويسبق القمة يومان للعمل بمقر الأمم المتحدة، حيث سيحظى ممثلو المجتمع المدنى والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والسلطات المحلية والإقليمية والشباب والدول الأعضاء والعديد غيرهم بفرصة المشاركة فى الموضوعات الرئيسية لقمة المستقبل.
وتتألف فعاليات القمة من جلسات تركز على خمسة مسارات رئيسية، التنمية المستدامة والتمويل، والسلام والأمن، ومستقبل رقمى للجميع، والشباب والأجيال القادمة، والحوكمة العالمية، وموضوعات أخرى تتقاطع مع أعمال الأمم المتحدة، بما فى ذلك حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين وأزمة المناخ.
وستكون النتيجة المباشرة للقمة هى نسخة نهائية من ميثاق المستقبل، وميثاق رقمى عالمى، وإعلان بشأن الأجيال القادمة، ومن المتوقع أن تعتمدها الدول الأعضاء جميعاً خلال قمة المستقبل.
ولا بد أن يكون ميثاق المستقبل وثيقة حية، وإطاراً ديناميكياً يتكيف مع متطلبات القرن الواحد والعشرين، وتعزيز المبادئ الأساسية للأمم المتحدة التى تم تحديدها عند إنشاء المنظمة عام 1945، ومواءمتها مع التحديات والفرص المعاصرة فى عالم يمر بتحولات جذرية، مما يجعل القدرة على التكيف والاستجابة أمراً حتمياً. وبعد انتهاء أعمال قمة المستقبل، سيتحول التركيز إلى تنفيذ التوصيات والتعهدات الواردة فى ميثاق المستقبل، حيث تقرر أن تستضيف أذربيجان مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP29) فى نوفمبر 2024، وسيكون تمويل المناخ على رأس جدول الأعمال.
كما سيشهد شهر ديسمبر 2024 اجتماع مؤتمر الأمم المتحدة بشأن البلدان النامية غير الساحلية فى بوتسوانا، حيث سيتم البحث عن حلول للتنمية المستدامة. وفى يونيو 2025 فى إسبانيا اجتماع المؤتمر الدولى لتمويل التنمية، وسيتم تكثيف الجهود الرامية إلى إصلاح الهيكل المالى الدولى، بما فى ذلك مؤسسات تمويلية مثل البنك الدولى وصندوق النقد الدولى، والتى تقرر من جانب واحد كيف، وتحت أى شروط، تقدم القروض والمنح والمساعدة الفنية للدول النامية.
وعلى الجانب الآخر، هناك اجتماعات تجمُّع البريكس فى أكتوبر 2024 فى مدينة قازان فى روسيا الاتحادية، حيث تترأس روسيا الاتحادية تجمُّع البريكس عام 2024 وقد صممت ونفذت عدداً من الفعاليات بلغت 200 فعالية خلال عام واحد، وقمة البريكس تأتى بعد قمة المستقبل، مما يضع عليها تحديات كبيرة حتى تكون بصدق قمة للشراكة مع دول الجنوب.
وقد بدأ «البريكس» فى توسيع عضويته فى إطار سعيه لمنافسة النظام العالمى الذى تهيمن عليه الدول الغربية، وذلك بدعوة السعودية وإيران وإثيوبيا ومصر والأرجنتين والإمارات للانضمام إليه، حيث انضمت بالفعل 4 دول للتجمع هى مصر وإيران والإمارات العربية المتحدة وإثيوبيا فى يناير 2024، فيما أبدت أكثر من 40 دولة رغبتها بالانضمام.
وتمثل مجموعة بريكس أكثر من 30% من الأراضى الزراعية العالمية وأكثر من 40% من الإنتاج العالمى للحبوب واللحوم، وما يقرب من 40% من منتجات الألبان وأكثر من 50% من إجمالى إنتاج الأسماك والمأكولات البحرية، وأكثر من 35% من الناتج الإجمالى العالمى.
هذا، وظهرت بوادر نظام عالمى، وسنعود للثنائية القطبية، مما يتيح فرصاً للدول الناشئة للاختيار والتوازن النفعى بين الكتلتين، ويحتاج ذلك توافر مهارات وسياسات واستراتيجيات مرنة لدى الدول الناشئة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: البريكس الهيمنة الغربية الأمم المتحدة قمة المستقبل
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: الفيضانات في ليبيا تكشف احتياجات إنسانية كبرى وخطط للتعافي
ليبيا – أصدر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “أوتشا” تقريره النهائي حول نداء الاستجابة العاجلة للفيضانات التي ضربت ليبيا من سبتمبر 2023 وحتى يونيو 2024، مسلطًا الضوء على حجم الأضرار والاحتياجات الإنسانية الملحّة.
التقرير، الذي أبرزت صحيفة “المرصد“ أهم مضامينه، أشار إلى تضرر 250 ألف شخص بشكل مباشر، ما جعلهم بحاجة إلى دعم إنساني عاجل يشمل المأوى، خدمات الصحة، المياه والصرف الصحي، النظافة الصحية، الغذاء، المواد غير الغذائية، والتعليم.
وأوضح التقرير أن الفيضانات خلفت احتياجات كبيرة للصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي، إذ يعاني الناجون من الصدمات والتوتر لفقدان الأرواح وسبل العيش. وبيّن أن الفئات الأكثر ضعفًا تشمل الأسر التي تعيلها النساء، الأشخاص ذوي الإعاقة، والأطفال غير المصحوبين.
وأشار التقرير إلى تقديم السلطات الليبية تعويضات للنازحين داخليًا، بينما يعاني المهاجرون غير الشرعيين المتضررون من نقص الدعم والحماية. وأكد أن قرابة 60 ألف شخص كانوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية قبل الفيضانات، ما فاقم من سوء الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.
وأفاد التقرير بإطلاق نداء إنساني عاجل في 14 سبتمبر 2023، حيث طالب “أوتشا” بـ71.4 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا، واستُخدم 10 ملايين دولار من الصندوق المركزي للاستجابة للطوارئ لتقديم مساعدات منقذة للحياة.
وبيّن التقرير أن النداء العاجل، الذي بدأ بين سبتمبر وديسمبر 2023، تم تمديده مرتين حتى يونيو 2024 لتلبية الاحتياجات المتبقية، وضمان الانتقال السلس لجهود التعافي والتنمية المستدامة.
وأوضح أن الجهود ركزت في البداية على خمس بلديات (درنة، بنغازي، طبرق، المرج، والجبل الأخضر) قبل أن تُشمل أجدابيا في يناير 2024، بالإضافة إلى العاصمة طرابلس ومصراتة التي استضافت 4% من إجمالي 44,862 نازحًا.