دراسة جديدة تكشف تأثير الحمل والولادة على الدماغ
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
دماغ المرأة أثناء الحمل .. حصلت عالمة الأعصاب الإسبانية ليز كراستيل على فرصة فريدة لرؤية التغيرات التي طرأت على دماغها أثناء الحمل ومشاركة ما اكتشفته في دراسة جديدة تقدم أول خريطة مفصلة لدماغ المرأة طوال فترة الحمل.
اكتشف الباحثون أن الانتقال إلى الأمومة يؤثر على كل جزء من الدماغ تقريباً، ورغم أن الدراسة تتناول شخصا واحدا فقط، فإنها تشكل بداية لمشروع بحثي دولي كبير يهدف إلى مسح أدمغة مئات النساء، وقد يوفر يوما ما أدلة حول اضطرابات مثل اكتئاب ما بعد الولادة.
وقالت كراستيل، المؤلفة المشاركة في البحث المنشور أمس الاثنين في مجلة Nature Neuroscience: "كانت رحلة طويلة للغاية. لقد أجرينا 26 فحصًا قبل وأثناء وبعد الحمل " ووجدنا "بعض الأشياء الرائعة حقًا".
أظهرت الدراسة أن أكثر من 80% من المناطق التي خضعت للدراسة شهدت انخفاضاً في حجم المادة الرمادية، وهي المنطقة التي يحدث فيها التفكير ويمثل هذا الانخفاض في المتوسط نحو 4% من حجم الدماغ ــ وهو ما يكاد يكون متطابقاً مع الانخفاض الذي يحدث أثناء البلوغ.
ورغم أن تقلص حجم المادة الرمادية قد يبدو أمراً سيئاً، إلا أن الباحثين قالوا إنه ربما ليس كذلك؛ بل إنه يعكس على الأرجح ضبط شبكات من الخلايا العصبية المترابطة التي تسمى "الدوائر العصبية" استعداداً لمرحلة جديدة من الحياة.
خلال فترة الحمل وسنتين بعد الولادة، واصل الأطباء إجراء فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي على دماغها وسحب عينات الدم منها لمراقبة التغيرات التي تطرأ على دماغها مع تقلب مستويات الهرمونات الجنسية مثل الإستروجين، والتي استمرت بعد الحمل.
وقالت إيميلي جاكوبس، المؤلفة المشاركة في الدراسة من جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا: "لقد التقطت دراسات سابقة صوراً للدماغ قبل الحمل وبعده، لكننا لم نشهد أبداً الدماغ في خضم هذا التحول".
وعلى النقيض من الدراسات السابقة، ركزت هذه الدراسة على العديد من المناطق الداخلية من الدماغ بالإضافة إلى القشرة المخية، وهي الطبقة الخارجية، كما قال جوزيف لونشتاين، أستاذ علم الأعصاب وعلم النفس في جامعة ولاية ميشيجان والذي لم يشارك في البحث.
وأضاف: "إنها خطوة أولى جيدة لفهم المزيد عن التغيرات التي قد تحدث في الدماغ بالكامل لدى المرأة أثناء الحمل وبعد الولادة".
وقد ربطت الأبحاث التي أجريت على الحيوانات بعض التغيرات في المخ بصفات قد تكون مفيدة عند رعاية الرضيع، وفي حين لا تتناول الدراسة الجديدة ما تعنيه هذه التغيرات من حيث السلوك البشري، فقد أشار لونشتاين إلى أنها تصف التغيرات في مناطق المخ المعنية بالإدراك الاجتماعي، أو كيف يتفاعل الناس مع الآخرين ويفهمون أفكارهم ومشاعرهم، على سبيل المثال.
ويعمل الباحثون في إسبانيا وهم يتقدمون الآن بمشروع أكبر وهو مشروع دماغ الأم، والذي تدعمه مبادرة آن إس. باورز لصحة دماغ المرأة ومبادرة تشان زوكربيرج.
وفي نهاية المطاف، يأمل العلماء أن يتمكنوا من استخدام البيانات من عدد كبير من النساء لأشياء مثل التنبؤ بالاكتئاب بعد الولادة قبل حدوثه.
"وقال جاكوبس: "توجد الكثير من الأمور المتعلقة بعلم الأعصاب المتعلق بالحمل والتي لا نفهمها بعد، وليس لأن النساء معقدات للغاية. وليس لأن الحمل عبارة عن عقدة غوردية"، إنها نتيجة ثانوية لحقيقة مفادها أن العلوم الطبية الحيوية تجاهلت تاريخيًا صحة المرأة".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحمل الخلايا العصبية الدماغ العلوم المخ الهرمونات دراسة جديدة حجم الدماغ الولادة بعد الولادة
إقرأ أيضاً:
الإفراط في المضادات الحيوية يزيد خطر إصابة الأطفال بالحساسية والربو
كشفت دراسة حديثة أن الإفراط في تناول المضادات الحيوية يزيد مخاطر إصابة الأطفال بالحساسية والربو مع تقدمهم في العمر.
وذكر فريق بحثي من جامعات نيويورك وستاندفورد وروتجرز بالولايات المتحدة أن السبب في ذلك ربما يعود إلى تغير التركيب الميكروبي في المعدة، الناجم عن تناول كميات كبيرة من المضادات الحيوية.
وفي إطار الدراسة، التي نشرتها الدورية العلمية Journal of Infectious Deceases المتخصصة في أبحاث الأمراض المعدية، فحص الباحثون بيانات أكثر من مليون طفل مع دراسة تأثير تناولهم المضادات الحيوية على أكثر من 10 حالات مرضية مختلفة.
وحسب الدراسة، تبيّن أن تناول المضادات الحيوية في الصغر يزيد مخاطر الإصابة بالربو بنسبة 24%، ومخاطر الإصابة بحساسية الطعام بـ33% في مراحل لاحقة من العمر.
ولم تُظهر الدراسة أي تأثير للمضادات الحيوية على الإصابة بالداء البطني celiac disease أو التهابات الأمعاء أو متلازمة فرط الحركة وتشتت الانتباه أو التوحّد.
ونقل الموقع الإلكتروني "هيلث داي"، المتخصص في الأبحاث الطبية، عن أعضاء بفريق الدراسة قولهم إن "المضادات الحيوية تلعب دورا رئيسيا في علاج أنواع العدوى البكتيرية المختلفة، ولكن لا بد أن يتوخى الأطباء الحذر عند وصف هذه الأدوية للأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين، لأنها قد تتسبب في مضاعفات صحية على المدى الطويل".
إعلان