د.حماد عبدالله يكتب: رحم الله أيام "زمان" !!
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
إحساس غريب جدًا ينتاب البعض ممن قضى من العمر أكثر من سبع عقود الإحساس بإلحاح بالذهاب إلى مواقع وأماكن عاشوا فيها أطفالًا وشبابًا وقد حضرني هذا الإحساس وربما في بعض الأحيان تقودني (قدماي) أو سيارتي إلى أحياء عشت فيها طفلًا أتذكرها مباني ضخمة وحارات طويلة وعريضة وواجهات محلات ومباني مميزة في ذاكرتي إلا أنها اليوم حينما قمت بزيارتها إنها تغيرت أصبحت (قبيحة) والحارات "ضيقة" وليست كما كنت أتذكرها نظيفة وراقية بل ضيقة جدًا ومتسخة رغم أنها تتوسط مدينة القاهرة وعلى سبيل المثال وليس الحصر واجهة "الأمريكين" في شارع سليمان باشا ( طلعت حرب حاليًا ) وفي شارع فؤاد (26يوليو حاليًا ).
حيث كانت هذه الأماكن ملتقى الأصدقاء خاصة أيام الخميس بعد الظهر حيث كنا نلتقي بأبهى ملابسنا ونتطرق في أحاديثنا على كوب أيس كريم أو فنجان قهوة من (البن البرازيلي) ثم ينتهي يومنا بعد دخول إحدى دور السينما الشهيرة وسط البلد مثل "مترو أو كايرو أو ريفولي أو ديانا أو الأوبرا" ( الله يرحمها ) !!
كانت تلك الدور جميلة وتتميز بالرقي ( والأبهة ) وكان روادها يتميزون بأناقة ملابسهم الكاملة وكانت كل دار من تلك ( الدور ) تتميز بأفلامها ومصادرها فسينما "مترو" تختص بأفلام (جولدن ماير) وسينما ( راديو ) تختص بالأفلام العربي (العرض الأول) وغيرهم من دور حيث يمكث فيلم لأكثر من عام مثل "أبي فوق الشجرة أو ذهب مع الريح أو سانجام " وغيرها من الأفلام العالمية والمحلية والتي كانت تتصدر إعلاناتها واجهات تلك الدور لأكثر من عام.
كما أن أيام الجمعة كانت الحفلات الصباحية تهتم بأفلام الكارتون "ميكي ماوس "، "توم وجيرى" !! والتي يذهب إليها أطفال المدارس في رحلات صباحية أيام الأجازات وكان مسرح العرائس في العتبة مقصد أيضًا لأطفال المدارس بجانب المسرح المصري الذي كان يتنافس في سوقه "اسماعيل يس، ومسرح نجيب الريحاني، والفنانين المحترمين (فؤاد المهندس وشويكار ) ومسرح صبحي والمسرح القومي وكانت القهاوي وسط البلد أيضًا تتميز إحداهما بأغاني "أم كلثوم " التي تبث على الهواء ليلة الخميس الأول من كل شهر وكذلك الإعادة طيلة أمسيات الشهر من التسجيلات على (الريكوردر) المسجلات والتي إشتهر منها نوع (جروندنج) ذوي الشرائط الطويلة لأكثر من خمس ساعات وأكثر !!
وكانت في المقاهي تنتشر على الطاولات رقع الشطرنج بجانب الطاولة والدومينو وأوراق اللعب (الكوتشينة) كل هذا ينكب عليه رواد المقهى مع الشاي والسحلب والينسون والحلبة والقهوة ومن الملاحظ أن عدد من مدخني الشيشة كانوا أقل من اليوم !!
أحاسيس غريبة تنتابنا بالحنين للماضي حنين لحياة أكثر هدوءًا وأكثر إستقرارًا وأقل ضوضاء وأكثر نقاءًا وصداقات أكثر حميمية صافية جميلة رحم الله أيام زمان !!!!
[email protected]
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
خبير: أمريكا عليها وقف حرب لبنان إذا كانت تسعى للحفاظ على أمن إسرائيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال العميد ناجي ملاعب، الخبير العسكري والاستراتيجي، إنّ حزب الله وافق على تطبيق قرار 1701 كاملا، ما يعني عدم وجود أسلحة في منطقة انتشار قوات الطوارئ الدولية جنوب نهر الليطاني على مسافة 20 إلى 30 كيلومترا من الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وهذه الموافقة تعني عدم وجود الحق لإسرائيل في الاعتداء على لبنان.
وأضاف «ملاعب»، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلاميتين دينا زهرة وداليا نجاتي، عبر قناة القاهرة الإخبارية، أنّ التطبيق الكامل لقرار 1701 لا يستدعي أن تكون هناك أي هيمنة من قبل إسرائيل، مشيرا إلى أنّه إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى الحفاظ على أمن إسرائيل، فعليها أن تلجم الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، بالتالي تقوم اليونيفيل بمهامها كما قامت خلال 17 عاما الماضية.
وتابع: «إذا كان رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقول إنه لن يتفاوض إلا تحت السلاح، وبالتالي جرى الرد عليه بالسلاح، إذ إنه عندما ألقى خطابه في الكنيست الإسرائيلي لم يتأخر حزب الله عن إرسال الصواريخ إلى تل أبيب».