سرايا - تعيش الولايات المتحدة تطورات غير مسبوقة، بعد أن شهدت ثاني محاولة اغتيال لمرشح رئاسي في أقل من 9 أسابيع، وعلى بعد 8 أسابيع من موعد الانتخابات المقررة في الخامس من تشرين الثاني المقبل.

وأعلنت حملة دونالد ترامب وقوع إطلاق نار خارج منتجعه الخاص في بالم بيتش بولاية فلوريدا، حيث كان المرشح الجمهوري يلعب الغولف في يوم إجازة من حملته الانتخابية.



ولا تزال التحقيقات مستمرة مع المشتبه به بعد تقديمه إلى المحكمة واتهامه، في إطار التحقيق في محاولة الاغتيال المفترضة التي تعرض لها الرئيس الأميركي السابق، بتهمتي حيازة سلاح في شكل غير قانوني وحيازة سلاح تم محو رقمه التسلسلي.

ويتوقع محللون أن تترك هذه المحاولة آثارا على السباق المحموم للرئاسة، الذي زادت حرارته بعد أن اتهم ترامب كلا من الرئيس جو بايدن ونائبته المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس بالمسؤولية عن الخطاب الذي قال إنه أدى لمحاولة الاغتيال.

ثغرات أمنية

وفي تعليقه على الحادث، يرى ريتشارد شويبرل، الضابط السابق في مكتب التحقيقات الفدرالي، أن جهاز الخدمة السرية نجح في إحباط الهجوم، إلا أن الحادث أماط اللثام عن ثغرات أمنية تستدعي المراجعة العاجلة.

وأضاف أنه من غير المقبول أن يتمكن شخص من الوجود في محيط المرشح لمدة 12 ساعة من دون اكتشافه، ناهيك عن استخدامه لوحة ترخيص مسروقة، مؤكدا أن هذه الأحداث تشير بوضوح إلى قصور في الانتشار الأمني حول المرشح.

ورغم ذلك، فإن شويبرل لا يعتقد أنه من الواجب أن يكون أي مرشح سواء كان جمهوريا أو ديمقراطيا أو مستقلا، محكوما بحاجز أمني أو زجاجي يعزله عن الناخبين، إلا أنه لا يمكن في الوقت ذاته تجاهل التهديدات المتزايدة.

واعتبر شويبرل أن ما تشهده البلاد مؤخرا مقلق وتصاعد خطير في حدة الاستقطاب السياسي، بعد ظهور خطاب راديكالي غير مسبوق، لافتا إلى أن البعض يحاول تبرير مثل هذه الأعمال العنيفة بشكل لم يكن معهودا في السابق.

بدورها، ترى ميشيل غيل، المحللة البارزة في شؤون السياسة الخارجية الأميركية والعضو في الحزب الديمقراطي، أنه من الصعب تحميل المسؤولية بشكل مباشر لحملة هاريس عن هذه الأحداث المؤسفة.

استقطاب حاد

لكنها في الوقت ذاته ترى أن السنوات الأربع الماضية شهدت تصاعدا ملحوظا في حدة الخطاب السياسي من كلا الحزبين، كان له دور في الوصول إلى هذه النتائج.

وأضافت في هذا السياق "رغم أن الأميركيين عادة ما يمارسون حقهم الانتخابي بشكل سلمي، فإننا نشهد اليوم مستوى غير مسبوق من الاستقطاب الحزبي، ومما يثير القلق، أن بعض الناخبين الديمقراطيين أعربوا عن أسفهم لفشل محاولة الاغتيال الأولى، مما يعكس مدى تطرف المواقف السياسية".

كما رأت غيل أنه ينبغي عدم تجاهل تأثير وسائل الإعلام التقليدية في تأجيج هذا الخطاب، لافتة إلى أنه مما يثير القلق وجود شريحة صامتة من المجتمع ربما لا تعارض هذا النوع من العنف.

ولا تستبعد المحللة الأميركية أن يكون لهذا الحادث تأثير على شعبية المرشحين، إذ يهتم قطاع كبير من الأميركيين بسلامة ديمقراطيتهم، وقد يأخذ البعض منهم هذه الأحداث على محمل الجد، مما قد يؤدي إلى زيادة الدعم لترامب، خاصة أن حملته تركز على هذه النقطة.

وترى غيل أفضل رد لهاريس هو الاستمرار في التركيز على مفهوم الوحدة الوطنية والنبرة الإيجابية التي قدمتها في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، وكذلك اللهجة الإيجابية التي من الممكن أن تؤدي إلى النقلة الأساسية المطلوبة في هذه المرحلة الحرجة.

تهديد الديمقراطية

في حين يرى جون توريس، المدير السابق بوزارة الأمن الداخلي والقيادي البارز في الحزب الجمهوري، أن هذه المحاولة جعلت الأجواء أكثر سخونة، معتبرا الحديث المتكرر عن "تهديد الديمقراطية" من قبل الديمقراطيين يمكن أن يكون له دور في قيام البعض بهذه المحاولات.

وأوضح أن هناك بعض الأفراد، خاصة من يعانون اضطرابات نفسية، قد يفسرون ذلك على أنه دعوة للعمل -بأي وسيلة- على إيقاف المرشح المنافس حتى لو كان ذلك عبر تحرك عنيف.

ورجح توريس أن يتم استغلال هذا الحادث من قبل الحملتين، فمن جهة، قد يستخدم ترامب هذا الحادث لتعزيز حملات جمع التبرعات، ومن جهة أخرى، ستدين هاريس وحملتها بشدة هذه المحاولة وتحذر من خطورة مثل هذه الأعمال.

أ ف ب


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

محاولة اغتيال ترمب الثانية تزيد التساؤلات حول جهاز الخدمة السرية

سرايا - للمرة الثانية في نحو شهرين، تعرَّض الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لمحاولة اغتيال، تصدى لها جهاز الخدمة السرية بسرعة وفاعلية، وذلك بعد أن واجه الجهاز انتقادات لاذعة في المحاولة الأولى، بسبب «إخفاقه في تقديم الحماية اللازمة» للرئيس السابق.


وحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فقد عزز جهاز الخدمة السرية بشكل كبير من قدراته على حماية ترمب، بعد تعرض الجهاز لانتقادات شديدة في أعقاب محاولة اغتياله في مدينة بتلر في ولاية بنسلفانيا، في 13 يوليو (تموز)، وهي الانتقادات التي دفعت مديرة الجهاز كيم تشيتل إلى تقديم استقالتها.

وشملت هذه التعزيزات الجديدة تعيين الجهاز عملاء إضافيين، وتحسين الاستخبارات الميدانية الخاصة به، حسبما أكده مسؤولون حاليون وسابقون.

ولكن حقيقة أن مسلحاً كان قادراً على وضع بندقية نصف آلية مزودة بمنظار تلسكوبي بالقرب من الرئيس السابق، على مسافة تراوح بين 300 و500 ياردة (من 275 إلى 455 متراً)، أكدت على عدد من المشكلات التي تم الكشف عنها في بتلر، والتي ظلت حتى الآن دون حل، وعلى مدى صعوبة استجابة جهاز الخدمة السرية للأحداث السياسية غير المتوقعة والعنيفة.


فهل قصّر جهاز الخدمة السرية هذه المرة أيضاً في حماية ترمب؟


كما هي الحال في محاولة الاغتيال السابقة في بتلر، يبدو أن أكبر الإخفاقات الخاصة بحماية الجهاز لترمب تتعلق بتأمين محيط الموقع المستهدف بالشكل اللازم.


واختبأ مطلق النار وسط الشجيرات بمحيط نادي الغولف الخاص بالرئيس السابق في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا. وقال ريك برادشو، قائد شرطة مقاطعة بالم بيتش، في مؤتمر صحافي يوم الأحد، إن أحد عملاء الخدمة السرية كان متقدماً على ترمب بفارق حفرة واحدة في الملعب، ورصد فوهة البندقية، ما دفع العملاء إلى إطلاق النار على الرجل.


وقال برادشو إن الإجراءات الخاصة بحماية ترمب أقل من تلك الممنوحة للرئيس الحالي جو بايدن. وأشار إلى أن هذا الأمر يحد من الحماية التي يمكن أن توفرها الخدمة السرية وشركاؤها المحليون له.


وأوضح قائلاً: «إذا كان رئيساً (حالياً) فكنا سنطوق ملعب الغولف بأكمله... لكن لأنه ليس كذلك، فالتأمين مقتصر على المناطق التي تعدها الخدمة السرية ممكنة».

وقال مايكل ماترانغا، وهو عميل سابق في الخدمة السرية قام بحماية الرئيس الأسبق باراك أوباما، إن جهاز الخدمة السرية يجب أن «يفكر بجدية في منح الرئيس السابق ترمب حزمة الحماية نفسها الخاصة ببايدن، أو ما يعادلها»، ووصف الحادثان اللذان تعرض لهما ترمب بأنهما «غير مسبوقَين».


وشكرت النائبة الجمهورية البارزة إليز ستيفانيك السلطات على تحركها السريع؛ لكنها أثارت تساؤلات حول الحادث، وقدرة مهاجم على شق طريقه دون عوائق إلى شجيرات أمَّنت له غطاءً وخط رؤية واضحاً للرئيس السابق.


وقالت في بيان: «يجب أن نسأل أنفسنا: كيف سُمح لقاتل مرة أخرى بالاقتراب إلى هذه الدرجة من الرئيس ترمب».


وأضافت: «لا يزال هناك حتى الآن نقص في الإجابات على محاولة الاغتيال المروعة في بنسلفانيا، ونحن نتوقع أن يكون هناك تفسير واضح لما حدث اليوم في فلوريدا».


ومن جانبه، قال السيناتور ريتشارد بلومنثال، وهو ديمقراطي من ولاية كونيتيكت، ورئيس اللجنة الفرعية بمجلس الشيوخ التي تحقق في الإخفاقات الأمنية في بتلر: «إن الحقائق حول الحادث الثاني تستحق بالتأكيد اهتماماً وتدقيقاً شديدين».
وأضاف: «من المؤكد أن وقوع حادث خطير ثانٍ، يتضمن على ما يبدو سلاحاً هجومياً، أمر مثير للقلق ومروع للغاية».


أما السيناتور ليندسي غراهام، الجمهوري عن ولاية ساوث كارولاينا والحليف المقرب لترمب، فقد قال إن تحقيقات مجلس الشيوخ في الثغرات الأمنية في بتلر أشارت إلى سوء الإدارة داخل وزارة الأمن الداخلي التي تشرف على جهاز الخدمة السرية، فضلاً عن قضايا الميزانية والمعنويات.


وأضاف: «لقد فقدوا تركيزهم. إنهم بحاجة إلى مزيد من الموارد. هؤلاء العملاء يعملون فقط؛ ليست لديهم حياة».


وعقب نجاته من المحاولة الأخيرة، كتب ترمب على منصات للتواصل الاجتماعي: «أود أن أشكر الجميع على اهتمامهم وكل من تمنوا لي السلامة. كان بكل تأكيد يوماً مثيراً!»، وشكر جهاز الخدمة السرية والشرطة على حمايته.

إقرأ أيضاً : النائب اسماعيل المشاقبة لـ "سرايا": "4 سنوات عجاف عاشها الأردنيين مع الخصاونة .. وهدية وداعه قد وصلت"إقرأ أيضاً : فصل مبرمج للكهرباء عن مناطق بالشونة الشمالية غدًاإقرأ أيضاً : افتتاح محطة ترخيص في القطرانة على الطريق الصحراوي

مقالات مشابهة

  • التحقيقات مستمرة في محاولة اغتيال ترامب للمرة الثانية.. المشتبه به ظل منتظرًا 12 ساعة خلف الشجيرات لتنفيذ العملية.. وبايدن يوجه رسالة بشأن “الخدمة السرية”
  • البيت الأبيض: بايدن تحدث مع ترامب بعد محاولة اغتياله
  • بعد محاولة اغتياله الثانية..ترامب يغتنم الفرصة ويتهم هاريس بالتحريض
  • كشف معلومات عن المتهم بمحاولة اغتيال ترامب الثانية
  • محاولة اغتيال ترمب الثانية تزيد التساؤلات حول جهاز الخدمة السرية
  • محاولة اغتيال دونالد ترامب: حقيقة أم محاولة لتعاطف الناخبين؟
  • محاولة اغتيال ترامب الثانية.. ردود فعل كبار قادة الديمقراطيين والجمهوريين
  • محاولة اغتيال ترامب الثانية.. تفاصيل عن المشتبه به وبايدن يعلق
  • محاولة اغتيال ترامب المحتملة.. هكذا علقت كامالا هاريس