هل تعوق محاولة اغتيال ترامب الثانية تقدم هاريس للبيت الأبيض؟
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
سرايا - تعيش الولايات المتحدة تطورات غير مسبوقة، بعد أن شهدت ثاني محاولة اغتيال لمرشح رئاسي في أقل من 9 أسابيع، وعلى بعد 8 أسابيع من موعد الانتخابات المقررة في الخامس من تشرين الثاني المقبل.
وأعلنت حملة دونالد ترامب وقوع إطلاق نار خارج منتجعه الخاص في بالم بيتش بولاية فلوريدا، حيث كان المرشح الجمهوري يلعب الغولف في يوم إجازة من حملته الانتخابية.
ولا تزال التحقيقات مستمرة مع المشتبه به بعد تقديمه إلى المحكمة واتهامه، في إطار التحقيق في محاولة الاغتيال المفترضة التي تعرض لها الرئيس الأميركي السابق، بتهمتي حيازة سلاح في شكل غير قانوني وحيازة سلاح تم محو رقمه التسلسلي.
ويتوقع محللون أن تترك هذه المحاولة آثارا على السباق المحموم للرئاسة، الذي زادت حرارته بعد أن اتهم ترامب كلا من الرئيس جو بايدن ونائبته المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس بالمسؤولية عن الخطاب الذي قال إنه أدى لمحاولة الاغتيال.
ثغرات أمنية
وفي تعليقه على الحادث، يرى ريتشارد شويبرل، الضابط السابق في مكتب التحقيقات الفدرالي، أن جهاز الخدمة السرية نجح في إحباط الهجوم، إلا أن الحادث أماط اللثام عن ثغرات أمنية تستدعي المراجعة العاجلة.
وأضاف أنه من غير المقبول أن يتمكن شخص من الوجود في محيط المرشح لمدة 12 ساعة من دون اكتشافه، ناهيك عن استخدامه لوحة ترخيص مسروقة، مؤكدا أن هذه الأحداث تشير بوضوح إلى قصور في الانتشار الأمني حول المرشح.
ورغم ذلك، فإن شويبرل لا يعتقد أنه من الواجب أن يكون أي مرشح سواء كان جمهوريا أو ديمقراطيا أو مستقلا، محكوما بحاجز أمني أو زجاجي يعزله عن الناخبين، إلا أنه لا يمكن في الوقت ذاته تجاهل التهديدات المتزايدة.
واعتبر شويبرل أن ما تشهده البلاد مؤخرا مقلق وتصاعد خطير في حدة الاستقطاب السياسي، بعد ظهور خطاب راديكالي غير مسبوق، لافتا إلى أن البعض يحاول تبرير مثل هذه الأعمال العنيفة بشكل لم يكن معهودا في السابق.
بدورها، ترى ميشيل غيل، المحللة البارزة في شؤون السياسة الخارجية الأميركية والعضو في الحزب الديمقراطي، أنه من الصعب تحميل المسؤولية بشكل مباشر لحملة هاريس عن هذه الأحداث المؤسفة.
استقطاب حاد
لكنها في الوقت ذاته ترى أن السنوات الأربع الماضية شهدت تصاعدا ملحوظا في حدة الخطاب السياسي من كلا الحزبين، كان له دور في الوصول إلى هذه النتائج.
وأضافت في هذا السياق "رغم أن الأميركيين عادة ما يمارسون حقهم الانتخابي بشكل سلمي، فإننا نشهد اليوم مستوى غير مسبوق من الاستقطاب الحزبي، ومما يثير القلق، أن بعض الناخبين الديمقراطيين أعربوا عن أسفهم لفشل محاولة الاغتيال الأولى، مما يعكس مدى تطرف المواقف السياسية".
كما رأت غيل أنه ينبغي عدم تجاهل تأثير وسائل الإعلام التقليدية في تأجيج هذا الخطاب، لافتة إلى أنه مما يثير القلق وجود شريحة صامتة من المجتمع ربما لا تعارض هذا النوع من العنف.
ولا تستبعد المحللة الأميركية أن يكون لهذا الحادث تأثير على شعبية المرشحين، إذ يهتم قطاع كبير من الأميركيين بسلامة ديمقراطيتهم، وقد يأخذ البعض منهم هذه الأحداث على محمل الجد، مما قد يؤدي إلى زيادة الدعم لترامب، خاصة أن حملته تركز على هذه النقطة.
وترى غيل أفضل رد لهاريس هو الاستمرار في التركيز على مفهوم الوحدة الوطنية والنبرة الإيجابية التي قدمتها في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، وكذلك اللهجة الإيجابية التي من الممكن أن تؤدي إلى النقلة الأساسية المطلوبة في هذه المرحلة الحرجة.
تهديد الديمقراطية
في حين يرى جون توريس، المدير السابق بوزارة الأمن الداخلي والقيادي البارز في الحزب الجمهوري، أن هذه المحاولة جعلت الأجواء أكثر سخونة، معتبرا الحديث المتكرر عن "تهديد الديمقراطية" من قبل الديمقراطيين يمكن أن يكون له دور في قيام البعض بهذه المحاولات.
وأوضح أن هناك بعض الأفراد، خاصة من يعانون اضطرابات نفسية، قد يفسرون ذلك على أنه دعوة للعمل -بأي وسيلة- على إيقاف المرشح المنافس حتى لو كان ذلك عبر تحرك عنيف.
ورجح توريس أن يتم استغلال هذا الحادث من قبل الحملتين، فمن جهة، قد يستخدم ترامب هذا الحادث لتعزيز حملات جمع التبرعات، ومن جهة أخرى، ستدين هاريس وحملتها بشدة هذه المحاولة وتحذر من خطورة مثل هذه الأعمال.
أ ف ب
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
ترامب يتحدث عن محادثات مباشرة مع إيران.. وطهران تقدم عرضا سخيا
تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الاثنين، أن بلاده ستجري "مباحثات مباشرة" مع إيران، متحدثا عن "اجتماع على مستوى عالٍ جدا" سيعقد السبت المقبل.
وقال ترامب أثناء استقباله رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض/ "لدينا اجتماع كبير للغاية السبت، ونحن نتعامل معهم بشكل مباشر".
وتابع: "ربما سيتم التوصل إلى اتفاق، وهذا سيكون رائعا. سنعقد اجتماعا مهما جدا السبت، على مستوى عالٍ جدا".
وفي وقت سابق، حددت الجمهورية الإيرانية سلطنة عُمان كوسيط للتفاوض غير المباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية، بشأن برنامجها النووي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إنّ "المقترح الإيراني بشأن المفاوضات غير المباشرة مع واشنطن كان عرضا سخيا وعقلانيا، يستند إلى التجارب السابقة والمسار التفاوضي حول الملف النووي خلال العقد الماضي".
ولفت بقائي خلال مؤتمر صحفي إلى أنّ "الرد الإيراني على رسالة الولايات المتحدة قد تم تقديمه، ونحن الآن ننتظر قرار واشنطن بشأن ذلك، والرسالة كانت تتعلق بالملف النووي فقط، ولا توجد موضوعات أخرى كما تم التكهن بها في وسائل الإعلام، ولا أؤكد صحتها".
تيسير المفاوضات
وذكر أنه "كانت هناك تجارب سابقة لمشاركة أطراف ثالثة في تيسير المفاوضات، وإذا ما تم استئنافها، فإن سلطنة عمان تُعد المرشح الأبرز للاضطلاع بهذا الدور".
ونفى تشكيل لجنة جديدة للمفاوضات، موضحاً أن "هذه مجرد تكهنات. وزارة الخارجية هي الجهة الرسمية المسؤولة عن إدارة أي عملية تفاوض. وما يُتداول من حين لآخر ليس أكثر من تخمينات".
وكشف بقائي أنه "تم إعطاء الموافقة الأولية على زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي إلى طهران، وسيتم الإعلان عن الموعد بمجرد تحديده".
وأكد أن التواصل بين وزير الخارجية عباس عراقجي وغروسي "يأتي في إطار التعاون الطبيعي بين إيران والوكالة، وضمن مساعي حل بعض القضايا العالقة في المجال النووي"، مشدداً على أن "الوكالة مطالبة بإدانة أي تهديدات تُوجَّه ضد المنشآت النووية الإيرانية".
تجنب الانقسام
ورأى بقائي أن "أمن الجيران والمنطقة جزء لا يتجزأ من الأمن القومي الإيراني. لم نكن يوماً جزءاً من أي تحالف يستهدف تدمير الدول المجاورة، ونغتنم كل فرصة لتحذيرهم من تداعيات الفتن التي تؤججها أطراف خارجية. فنحن نؤمن أن النار معدية، وندعو جيراننا إلى تجنّب الانقسام الذي قد يضر بعلاقاتهم".
وأكد أنه "لدينا علاقات جيدة مع تركيا كدولة جارة ومسلمة، وكلا البلدين عازمان على الحفاظ على هذه العلاقة. يجب علينا إدارة الخلافات القائمة حول بعض القضايا الإقليمية بشكل عقلاني".
وأشار إلى أنه "منذ بداية الأزمة في سوريا، حذّرت إيران بوضوح من أن المستفيد الوحيد منها هو الكيان الصهيوني، الذي يسعى لاستغلال الفراغات الأمنية لارتكاب المزيد من الجرائم في العالم الإسلامي".
وفي وقت سابق، ذكر وزير الخارجية الإيراني عراقجي أن "المزاعم المتداولة حول انطلاق مفاوضات غير مباشرة بين إيران وأمريكا غير صحيحة"، وفق ما أوردته وكالة "تسنيم" الإيرانية.
وقال عراقجي: "نحن لا نقبل بمبدأ التفاوض المباشر لأسباب واضحة تم شرحها مراراً، لكننا أبدينا استعدادنا الكامل للتفاوض غير المباشر من خلال وساطة سلطنة عمان".
وأوضح أن "الكرة الآن في ملعب أمريكا، ونحن بانتظار ردّها على اقتراح الجمهورية الإسلامية، مع التأكيد على أننا لسنا في عجلة من أمرنا".