كتابات في زمن الطوفان: حكاية المقاتل الفلسطيني الذي أدهش العالم
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
كان كميناً محكماً للغاية . . استطاع فيه “سعد” ورفاقه الإيقاع بمجموعة من جنود لواء جولاني داخل أحد المباني المدمرة في شارع قيزان ابو رشوان بمدينة خان يونس
. . .
أفرغ سعد رصاصاته في أحد الجنود الإسرائيليين الذي كاد يقتل رفيقه الذي كان يداويه باعتباره جريحا واستغل التفاتة رفيقه لأخذ حقيبة العلاج من جديد ليشهر خنجره يريد طعنه في جانبه .
. . .
ظهر “سعد” في تلك اللحظة وهو يشاهد الجندي الإسرائيلي ويده الممسكة بالخنجر تهوي على يد رفيقه “نجاح” ليشهر بسرعة بندقيته في سرعة مدهشة ويكمل إفراغ خزانة بندقيته في الجندي الإسرائيلي، ليهوي صريعا، فيما رفيقه نجاح لم يلتفت بعد والتفت مذعورا على صوت الرصاص، ليشاهد سعد ممسكا ببندقيته فيما الجندي الإسرائيلي يرقد في بركة من الدماء والخنجر لا يزال على راحة يده المضرجة بالدماء . .
. ..
يعود رفاقهم على صوت الرصاص وبكلمات سريعة يشرحان لهم ما حصل . .
ليعودوا لإكمال مهمتهم بتجميع وتكديس جثث الجنود العشرة .
. . .
يخرج سعد لاستطلاع وتأمين المكان ليغادروا المكان بتوجيه من قائده . .
يواصل سعد المشي ويعاين الطريق يبتعد قليلا بمسافة منزلين من رفاقه وفجأة . . تلتقطه إشارة طائرة درون هجومية . . .
. . .
كشف الجيش الإسرائيلي عن أنه بدأ استخدام طائرات مسيّرة عن بعد من نوع «نيتسوف» في كافة أنحاء قطاع غزة، ضمن مشروع «غيوم العاصفة» الذي كشف عنه لأول مرة عام 2022.
وتعدُّ هذه المسيّرات هادئة لا يشعر بها من تهاجمه، وتستطيع البقاء لفترة طويلة فوق أراضي العدو دون اكتشافها، وتعمل بمجموعة متنوعة من أجهزة الاستشعار المتقدمة. وقال الناطق بلسان الجيش: إن هذا النوع من الطائرات من دون طيار يستطيع تحديد مواقع عناصر «حماس» في المناطق المعقدة في غزة.
تم إنتاج المسيَّرة في مصانع شركة رفائيل الحكومية، وأُطلق عليها اسم «الغيوم العاصفة». وقد تم تكليف «السرب 144» بتشغيلها مع سلاح المشاة، وأن يطلقها من قاعدة «حتسيريم». وستكون مهمتها الأساسية جمع معلومات استخباراتية عن خلايا ميدانية منتشرة في مناطق واسعة النطاق، حيث يعمل المسلحون في المناطق الضيقة والمتشابكة والمأهولة بالسكان. وهي تنقل المعلومات بسرعة إلى المروحيات القتالية في سلاح الجو وشعبة الاستخبارات العسكرية كي تهاجمهم. ولذلك تسمى أيضاً «برق» وقد تمت إضافة خدمة اطلاق الرصاص من هذه المسيرة مؤخراً .
واصل سعد ركضه عكس اتجاه رفاقه . . . وبعد أن أصبح بعيدا عن زملائه كفاية وعلى بعد أربعة منازل . .
عرف سعد أن الطائرة “الزنانة” لا تزال تلاحقه وعرف أنه لا مناص منها . . أمسك جهاز المناداة، أخبر قائده أن طائرة بدون طيار قد التقطته . .
عليك بالعودة فوراً
ما بقدر
لماذا هل أنت جريح سناتي إليك
لا لكنهم سبكتشفون مكانكم
لا عليك عُد بسرعة
ما بقدر
هذا توجيه يا سعد عُد الآن
يصرخ من جوار القائد شقيقه أحمد : براس امنا تعود يا سعد
يصمت سعد ويغلق جهاز المناداة . .
واصل سعد تحركه مبتعدا عن مكان زملائه . . كان يجري بطريقة متعرجة
قفز لداخل حوش صغير يستخدم كمستودع مفتوح، خلع جهاز المناداة وقام بتكسيره وتدميره تماما.
بعد أن اطمأن لتدمير جهاز المناداة .
حانت منه التفاتة للأعلى تجاه الطائرة ليصوب بندقيته باتجاهها تك تك . .
سعد أدرك أن خزانة بندقيته كانت فارغة تماما .
فبدأ بالهروب من الطائرة التي أصابته إحدى رصاصاته في كتفه . .
واصل سعد هروبه منها بالركض بخط متعرج وفجأة رصاصة تصيبه في منتصف ظهره تماما ليهوي للأرض ويشعر بالنار تخترق أحشاءه من الخلف . . كانت الآلام مروعة . .
تحامل على نفسه وبدأ بالزحف باتجاه مدخل بناية مدمرة . . رصاصتان أخريان تصيبه في فخذه بدأ سعد ينزف بغزارة .
يتذكر سعد والدته العجوز الطيبة السبعينية . . زوجته. وطفلتيه اللائي استشهدوا في عدوان 2014
يشاهد طفلتيه التوأم وزوجته تهدهد هما للنوم بالأغنية الفلسطينية الشهيرة :
يالله تنام يلاتنام لاذبحلها طير الحمام
روح يا حمام لا تصدق بضحك ع ريما لتنام
يتذكر مشهد مقتل الطفل محمد الدرة .. كيف كان الجنود الإسرائيليون يقتلونه ببطء لأكثر من ساعة أمام مرأى العالم .
تواصل الطائرة رصده واستهدافه، يلوح بيده ساخراً منها .
يشاهد أمه وهي تدعو له ولشقيقه على سجادتها : اللهم اجعل آخر دنيتي من الدنيا سجدة رضا لك يا ملاذ الحائرين .. يا دليل التائهين .. يا أمان الخائفين . .
لترصد الطائرة سعد ومن ورائها الصهاينة ومن ورائهم العالم مشهداً أرعبهم وتحول مشهد الضعف الذي أرادوه لمشهد اقشعر منه العالم طمأنينة وثباتا .
فسعد المقاتل الفلسطيني- ورغم كل جراحه والدماء التي نزفها – توجه لله بالسجود سجدة الحامدين الشاكرين العظماء .
شهيداً عظيماً على طريق القدس . .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
مجلس الأمن الذي لم يُخلق مثله في البلاد!
(في أمر جلل يهز العالم والإنسانية: 93,3% نعم و 6,7% لا. فنطبق على العالم حكم %6,7 !!!)
هل عرف العالم إفلاسا أكثر من هذا للمنظومة الدولية، أخلاقيا وفكريا وديمقراطيا وقانونيا، عندما يعارض طرف واحد إجماع 14 عضوا في مجلس "الأمن" قرارا إنسانيا بالدرجة الأولى لوقف الإبادة الجماعية لشعب أعزل، إلا من قوة إرادته على الصمود والثبات في أرضه ومنازلته للمحتل بأقصى مما جاد الله عليه من ذكاء ووسائل إصرار وتوفيق في التصويب والتنكيل بالعدو!؟
يتجلى الإفلاس الأخلاقي عندما يرى العالم هذه الفظائع من الإجرام تطال النساء والأطفال بالدرجة الأولى (70 بالمائة من ضحايا الحرب)، ثم يسلم لعنجهية الراعي والداعم المستمر للإبادة في غزة، الإدارة الأمريكية.
إذن سموه ما شئتم إلا أن يكون مجلس "أمن" ! أين الأمن للضعفاء وللمحرومين وللمضطهدين! هذا مجلس تواطؤ ومجلس شرعنة قانون الغاب ومجلس تكريس منطق دوس القيم وكل المثل الانسانية من أجل شهوة متعطشين لسفك الدماء! ينبغي لأحرار العالم من دول ومنظمات وهيآت دولية ومجتمعية الثورة على هذا المنطق الاستعماري الذي تكوى به الانسانية منذ عقود من الزمن!
يتجلى الإفلاس الأخلاقي عندما يرى العالم هذه الفظائع من الإجرام تطال النساء والأطفال بالدرجة الأولى (70 بالمائة من ضحايا الحرب)، ثم يسلم لعنجهية الراعي والداعم المستمر للإبادة في غزة، الإدارة الأمريكية.ويدل هذا التصويت على الإفلاس الفكري للمنظومة الحداثية الغربية التي صدعت العالم لعشرات السنين، بعد الحرب العالمية الثانية بمشروعها "المبشر" بإنقاذ البشرية من التخلف ومن الكراهية ومن القمع والاستبداد ومن الإرهاب، فإذا هي تكشف عن حقيقتها بالدوس على ذلك كله، وإستدعاء عمقها الصليبي الاستعماري بتوظيف القوة، كل أنواع القوة المادية والاستخباراتية والابتزازية وغيرها من أجل التنكيل الممنهج بكل مطالب بحقه في الحرية وفي الانعتاق من الظلم والاستغلال والاحتلال.
كما يدل هذا التصويت على الإفلاس الديمقراطي السياسي، إذ كيف تتحكم نسبة 6,7% تمثلها الإدارة الأميركية في مصير شعب بأكمله تحت الإبادة الجماعية المستمرة وترفض إيقاف الحرب ونتجاهل 93,3% من أصوات ممثلي باقي دول العالم التي صوتت لإيقاف الحرب!!
كما يعبر هذا التصويت عن الإفلاس القانوني للمنظومة الدولية حين تعطل المحاكم الدولية كالمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية ومهام المقررين الأمميين من أجل نزوات استعلائية تسلطية استعمارية موروثة من عهد بائد سيء الذكر، لخمسة من دول العالم، ويتم تجاهل رأي 188 دولة أخرى من بين 193 دولة عضوة الآن في الأمم المتحدة.
وإنك لتعجب أشد العجب وأنت تفتح الموقع الرئيس للأمم المتحدة على الأنترنيت وتجد التقديم التالي بالأحرف الكبيرة:
"الأمم المتحدة: السلام والكرامة والمساواة على كوكب ينعم بالصحة.
تعريف بنا: مكان واحد حيث يمكن لدول العالم أن تجتمع معا، وتناقش المشكلات الشائعة
و تجد حلولا مشتركة".
﴿أَلَمۡ تَرَ كَیۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ٦ إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ ٧ ٱلَّتِی لَمۡ یُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِی ٱلۡبِلَـٰدِ ٨ وَثَمُودَ ٱلَّذِینَ جَابُوا۟ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ ٩ وَفِرۡعَوۡنَ ذِی ٱلۡأَوۡتَادِ ١٠ ٱلَّذِینَ طَغَوۡا۟ فِی ٱلۡبِلَـٰدِ ١١ فَأَكۡثَرُوا۟ فِیهَا ٱلۡفَسَادَ ١٢ فَصَبَّ عَلَیۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ ١٣ إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ ١٤﴾ [الفجر ]
*مسؤول مكتب العلاقات الخارجية بجماعة العدل والإحسان/ المغرب